الجمعة ٩ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٧
بقلم صبري هاشم

الغيلان والغزاة

مِن عتمةٍ في البرّيّةِ .. مِن عمقِها المجهولِ
أو مِن وراء آخر البحارِ
مِن أقصى نقطةٍ في الشهيقِ منقطعةِ الزرقةِ
مِن خلاء موحشٍ كأنه اللاشيء
أو مِن ثقبٍ في الهاويةِ المطلقةِ
من مكانٍ ما
مِن وراء التخومِ المُتَخَيّلةِ
مِن وراء الأفقِ الحاسرِ التفكير
مِن اللامكانِ
تأتي ، قبلَ الغزاةِ ، غيلانُ مكتومة الأنفاسِ
وفي طقسٍ راقصٍ تحت فجورِ الليلِ
تحلبُ همجيةَ الظلامِ
وأثداءَ الوحشةِ المسحورةَ
قيل إنها من آخر البحارِ ، التي قايضتنا المهجر بالوطنِ ، قبل أعوامٍ خرجت ثم نحو العراقِ ظلّت تزحف وبالقربِ من حدودِ الله وجدت واحةً فاستراحت
هي بأرضِ السوادِ تربّصت
مِن البرّيّةِ الشّقيةِ
أو مِن جبالٍ لا ترعى حرمةَ الوثيقةِ
مِن الصحراء الصادحةِ بكلِّ وحشةِ الليلِ
تأتي قبلَ الغزاةِ غيلانُ
فيما نحن نطحنُ أوراقَ العراقِ برحى الخيانةِ
وتحت الندى .. في أرضِ السوادِ
نفرشُ بالسجّادِ أرضاً لسهرةٍ قادمةٍ
ونطلبُ من صبايانا أنْ يعطرْنَ مخادعَ القومِ
ويثرْنَ في الهزيعِ الأخير شهوةَ الموتى
مِن نفقٍ لا ندري منه البدايةَ ولا نعرفُ عنه النهايةَ
يدخلُ خلفَ الغيلانِ غزاةٌ :
أمريكيون ، بريطانيون ، استراليون ، بولونيون ، اسكندنافيون ، سلافيون ، طليانُ ، فرسٌ ، أكرادٌ ، أقوامٌ بيننا تشجّرت وأنصافٌ كمنوا حتى لحظةِ الوقيعةِ
مِن كلِّ جهاتِ الريحِ تأتي الغيلانُ
ويأتي الغزاةُ
وتأتي دوابُ الأرض
تدخلُ أرضَ السوادِ لترعى
فيما نحن نهتفُ
بطائرِ البرّيّةِ المُخْتَبئ في الريحِ :
يا طائرَ الريحِ
احملْنا على مهلٍ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى