الثلاثاء ١٣ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٧
بقلم عبد الإله الكعبي

أقر بأني مستسلم

أقرُّ بأنيَّ مستسلمُ
أقبلّ كفَّ الذي أشتمُُ
وأنيَّ لم أُعط حقَّ الحياة
فما عشت فيها كما أزعم ُ
رضيت القيود على معصمي
وإن ضجَّ من حزها المعصم ُ
أخاف الحروف إذا ما نطقت
وأخشى الظلام فلا أحلمُ
تركت لهم كلَّ شيءٍ لأحيا
فأنكرني العرس والمأتمُ
وقد صرت نهباً لكلّ اللصـــوص
يضجُّ بهم ليليَ المظلمُ
رسمت لنفسي رسماً فظلّـت
تدور عليه ولا تسأم
شربتُ الفرات الذي كان يوماً
على جنبه الظمأ الأعظمُ
يموت ظماً ابن بنت الرسول
ويجري كأنّه لا يعلمُ
ورثت الخضوع لنـــير الطغاة
فلا أُستفزُّ إذا أظلمُ
تكرُّ عليـنا خيــــول الغزاة
ونحن على مضضٍ نبسمُ
ونلطمُ يوم مصاب الحسين
ولكننّا عجزاً نلطمُ
كأنَّ الحسين أقرَّ الخضوع
وما كان سيفاً متى نفهمُ
 
×××
 
أقرُّ بأنيَّ مستسلمُ
سأبقى على غضبي أكظمُ
أناجيه تحت ستار الظلام
وأحذر أن تسمع الأنجمُ
إذا طلع الصبح أخفي جراحي
لئلاّ تبوح بما أكتمُ
تعلمت أنيَّ حتى الممات
أُروّضُ نفسي فلا تقدمُ
تعلمتُ صبرَ النبيين لكنْ
تعلمت ُ غير الذي علمّوا
أنا الصبر عندي خضوعٌ وذلٌّ
وعندهم ُ الصبر أن يكرموا
رفعنا من الدين فرض الجهاد
وبعضٌ رأى أنّه يحرمُ
تركنا علياً وحيداُ ورحنا
نحكِّم في الأمر من أظلموا
تركناه يصرخ هبّوا لحرب
الغزاة وإلاّ فلن ترحموا
ورحنا إلى كربلاء بسوط
الطغاة ويحدو بنا الدرهمُ
ذبحنا الحسين وعدنا لنبكي
عليه ونلعن من ألجموا
 
×××
 
أقرُّ بأنيَّ مستسلمُ
ولو يزعم الرفضَ ما أنظمُ
كلامٌ على ورقٍ في الزوايا
إذا شئت ُ نطقَه يأبا الفمُ
وأسألُ نفسي لماذا أخاف
وماذا تبقّى فلا تعلمُ
أيبقى القتيلُ يخافُ السيوف
فيخفي الجراح ويسترحمُ
سُلبنا الحياةَ ومعنى الحياة
على أيِّ شيءٍ إذن نندمُ
فبعضٌ بليلِ السجون وبعضٌ
بكلِّ الوسائل قد أُعدموا
كفى أيها الهامسون التقاة
لقد نطق الأعجمُ الأبكمُ
دعوا الجرحَ ينزفُ لا تمنعوه
فإنَّ النزيفَ لهُ بلسمُ.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى