السبت ١ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٧
إلى مزيدٍ من الحياة
صالح أحمد
لِئَلا تَسرِقنا نَظرَةُ عُجبٍ خاطِفةودقائِقَ من نَزوةٍ مُستَنزَفَةتهمِسُ لي صَمتًا...روحي التي تَسبِقُني إلى آخِرِ الشَّهرِلئلا تَحرِقَني قَبلَ بُلوغِهِ نَزوَةٌ ... مجازَفَة...أو نظرةٌ في عُيونِ طُفولَةٍ ؛يُراوِدُها حلمٌ ...فتَقِفُ على أعتابِهِ خائِفَة !دائما إلى مَزيدٍ من الحياة...مع اللّيل يخيِّمُ فيَّ حاليوبحرٌ يوغِلُ في الإرتعاش ِحتى يصيرَ بِلَونِ شِفاهي ...شِفاهي التي غابَ عنها الصّيفُولم تُرجِع ليَ الأيامُ من جَدّي...عباءةً كانت قد اغتُصِبَتحين سكَنتُ الضّبابَ وحيدًاصَعَدتُ إلى حَيثُ يصيرُ الرُّجوعُ غريبًا عَجيبًاوجَلَستُ؛ بأصابعي الناحِلاتِ...أعُدُّ مواسِمَ لَحمٍ تَوالَتلأنَّ الأرضَ أرحَبُ صّدرًا من أفقِناولأنّ الشِّتاءَ الأليفَ غدا ألصَقَ فينا من جِلدِناأفَتِّشُ عن شيءٍ أرى فيهِ عُمري ؛أكثَرَ من صُدفةٍ رائِجَةدائِمًا إلى مَزيدٍ مِنَ الحياة...تأوي العَتمةُ إلى بابِناويأوي إلى ظلِّهِ حائِطٌوتعرفُ الأشجارُ هجعَتَنا تَحتَهابنومٍ لا يُشبِهُهُ الغَريبُ بِشَيءٍسوى بأضلاعِهِ النّافِرَةوبردِ الرّجوعِ إلى الذّاكِرةدائما إلى المزيدِ من الحياة ...تحطُّ الرِّمالُ رِحالها ؛على أفُقٍ خلناهُ لنا ؛وهلالٍ شاحِبٍ خَلفها...يبيحَثُ عنّا في بيدِنا...عن دَربٍ يَبَسٍ كان لنا !ينادي القافِلةَ العابِرَة:خُذي غُربَتي، واترُكيني قليلا .فلا تَستطيعُ .وتصعَدُ كي تصنعَ من أحجارنا،سنابلَ للهَجعَةِ القابِلَة .دائما إلى مزيدٍ من الحياة...تُعيدُ المنافي لي لَهفتيوتسوقُ اللّحنَ على لُغَتيوتحكي لي نجمَةٌ عابِثَةأسطورَةً كنتُ ضيَّعتُهاعن العاصفةِ الموغِلَةفأشهَقُ ...شَهقَتي راعِفَة !وأتركُ القصَّةَ في مَهدِها ...لتسبِيَني قصّتي ذاتُها ..وتحكي بأنَّ حياتي طريقٌ...لها كانَ يومٌ...ولليومِ فجرٌ... وحتى مساءوناسٌ ينامون في ظلِّهمتمرُّ الحياةُ بدون احتراسٍوتُقنِعُها هبَّةٌ عابِرَة :طيري بَعيداكحُلمٍ تَكَسَّرطيري لتَبقى لنا ذاكِرَة .دائما إلى مزيدٍ من الحياة ..يوقَظُنا ألَمٌ في الخاصرةولا يَنقَضي هكذا بانتِظارٍولا بارتحالٍٍ...!!!تطولُ الحكايةُ حتى تجيئَ إلينا المدينةتُعيدُ مَطايانا صاهِلَة ..فَنُبصرُ في الأفقِ غَيمًا وضَيمًاوبحرًا تسير إليهِ الحكايةوطعمَ الزّمانِ الرّاكِدِ فينا ..حَديثًا... ديباجَتُهُ حالُنايطولُ الحديثُ...يمتَدُّ...ولا يَبرحُ الخاصِرَة...دائمًا إلى مزيدٍ من الحَياة...نسيرُ.. قِبلَتُنا القافِلَة!!نَعُدُّ... ونعدولا... لم نَعُدْ مُغرَقينَ ...لنا الآن جِهَةٌ...ريحٌ وفيها ترابٌ وماءسنَبذُرُ القمحَ بظِلِّ خُطاناسَنَهمِسُ للبحرِ:لنا الرّملُ والعُبُّ..لنا كلُّ موجاتِكَ الثّائِرَة .
صالح أحمد