الخميس ٢٧ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٧
بقلم محمد متبولي

الكرة العارية

ترقص نصف عارية، تحرك عضلات جسدها فى مرونة وتحكم مثير، تهتز وتتمايل وتدور حول نفسها، شردت بعقلى كيف انها تدور تماما مثلما تدور الكرة الارضية، ترتدى ما يشف جسدها كما يشف الماء الذى يكسو الارض ما تحته، ترقص حافية تماما كما ان قطبى الارض عاريين من اليابسة، فجأة اخترقت الشاشة، وقفت فوق التلفاز وتحت قدميها كرة يغلب عليها خضار به بقع صفراء تدور بسرعة وهى من فوقها تدور، تبتلعها الكرة شيئا فشيئا حتى اختفت، تبطئ الكرة وتدخل الشاشة حتى تملئها، فأرى الشاشة تارة وقد اخضرت وتارة وقد أصفرت ومازالت هى تدور، كلما دارت أرى حمرة تظهر على الشاشة لا اعرف من اين اتت وكيف ظهرت، فتزداد ويقل الخضار.

الان أرى الكرة وقد أصبح لونها تغلب عليه حمرة بها بقع سوداء، تنكمش تتفلطح تتسطح، تصبح كما لوكانت مسرحا كبيرا، تظهر هى ثانية، وقد ارتدت ثوبا احمرا كلون الدم ترقص وتتلوى كما الافعى، كلما اهتزت نمت قامتها ونحف جسدها وتغير لون جلدها، ورأيتها امامى افعى دميمة، تخرج لسانها الممتلئ بالسم ليخترق الشاشة ويمتد نحوى، ملئنى الذعر ، انها تلاحقنى بسمها، واخذت اركض فزعا وهى تزحف بسرعة فائقة خلفى.

تخيلت للحظة جسدها ملتفا حول عنقى وهى تنهش لحم رأسى، اسرعت بخطواتى حتى وصلت الشارع معتقدا اننى بمأمن منها، نظرت خلفى وجدتها مازالت تزحف، اخذت اركض واركض حتى اعيانى الركض، سقطت على الارض مستسلما لمصيرى، انتظرت لحظة الفتك عندما تطلق سمها فى جسدى، شردت لحظة، تذكرت حينها اننى سأصبح نسيا منسيا، اقتربت منى، نظرت الى عينيها فبدت ،فيها نظرة انتصار الوحش قبل ان ينال من فريسته وهمت بالانقضاض، احتميت بالارض، القيت عليها التراب، توقف فجأة الزحف، القيت ثانية فتراجعت خطوة، وأخذت القى فتتراجع، سكنت فجأة، توجست من الامر ترى اتخدعنى لتنقض ام انها تراجعت ولاذت بالفرار، تقدمت نحوها، وجدتها ممددة على الارض وقد عادت امرأة نصف عارية مرتدية زيها الاول، وجهها شاحب، جسدها بارد، لقد فارقت الحياة، تحولت الى هيكل عظمى بدت عليه علامات الهشاشة والنخر، لمسته بيدى فهوى، تحول الى تراب ابتلعته الارض، لتختفى من الوجود الى الابد، شعرت حينها بالحيوية تدب فى جسدى وكأن شيئا لم يكن، واخذت اتحول بين قنوات التلفاز من جديد.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى