الخميس ٣١ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٨
بقلم
أبـــــــــي
يا أبتي: علّمني الحكمةفأنا منذُ سنين ٍأ َسمع ُ طلقَ المعنىخلف جدار الليليا أبتي:في هذا العصر المـُتغني بالإنسان ِتـُحاصرنا أفكار العيّارينومشروعات المرضى النفسيينيتفاقم في قلبي قيح ُ يا أبتيأتجرع موتي أنفاسا ًوالأعداء كثيرأكثر من أحزان ِ مدينتنا المفقودةمدينتنا الموجودة – حصرا ً – في كتب التأريختـُماحِكـُنا حتى الحشراتوأدنى أنواع البكتريا والفيروساتفي اللغط المحموم الأجوف ِأجمع ُ صوتييا أخر مدن الأنسان بأرض الربّوأخر بيت ِ...صوتـُك ايقاعات ُ الغيب ِكلامُ الماء ِحسيس ُ النار ِغناءُ الطين ِخطاكَ تمرّمرور َ الريح على الريح ..صوتـُكَ لغة ُ السهل ِ الممتنع ِ الأبدي ّومعجزة الشعراء...في غبش الرؤيا أبصرتـُكَلا منتميا ًلا مكترثا ًتمشي كملاك ٍ لامرئيّبين سيوف ِ شياطين ِ الظلمات...في البصرة ِ أبصرتـُكَتقرأ ما قالته النخلة ُفي مدرسة ٍ للجيل المسحوقفي بغداد رأيتك حلاجا ً منسيا ً ..في سراييفو .. في نيفادا .. في تشيرنوبلَ ..في لبنان رأيتكبين الثوار المنتصرينأبصرتك في حي ّ محترق ٍمن أحياء المحرومينكنت بُعيد صلاة الوحشةلا تملك بوصلة ًلا تعرف ميناء ًتبحثبين الموتىعن وطن ٍ مفقود