الثلاثاء ٢٩ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٨
بقلم أحمد عبد المولى عبد الرحمن

اسم أخير بكتاب الموتي

تصدير:

يقال إنه عند بوابة معبد (تاييس) في (روما) كان ينتصب تمثال لامرأة منتقبة من رأسها حتى أخمص قدميها، تحمل بين يديها لوحاً نُقش عليه: أنا (إيزيس) ذات الجلال … تلك
التي كانت ومازالت وستبقى إلى الأبد … تلك التي لا يكشف نقابها حيٌّ …

ودِّع حَكَايَاكَ القديمةَ كلَّها
ذهبَ الحنينْ
دورُ البطولةِ لمْ يجدْ فيكِ الفتاةْ
فتعثَّري - أنتِ المليكةُ - في فتى حلمٍ بعيدْ
لوِّي عجينتَهُ الطريَّةَ في يديكِ
وشكِّليهِ - مليكَتِي - كيْمَا تريدينَ
انفُخِي في روحِهِ روحَ الطـفولةِ
علِّميهِ كتابةَ الشعرِ
انثُرِي (فيروزَ) لحنًا في أغاني صبحهِ ومسائهِ
زُفِّي إليهِ شواطئَ الفرْحِ البعيدةِ
فى الحقيقةِ: أسكنيهِ مدائنَ الحزنِ العتيقةِ
وارجعي ...
لا تُرْجِعِـيهِ
قد انتهى زمنُ المشاهدِ والحوارْ
الموتُ يسكنُ في الحكايةِ من بدايتِهَا
فهاتِي
دفترَ الموتَى
سطورَ قصائدِي
ولتكتبينِي
صفحةً وحدي امنحينِي
- إن أردتِ -
أو اتركـينى
تائهًا في صفحةٍ للآخرينَ:
الراحلينَ الغـابرينْ
والراحلين القادمينْ
الكلُّ يرحلُ في النهايةِ يا مليكةُ فأملِي
خلِّيكِ وحدكِ في عُلاكِ
تأمَّلي
أبوابَ معبدِكِ المهدَّمِ،
أوْصِديهَا
عندمَا يأتِي المساءُ،
تبتَّلي
[ الذكرياتُ تمرُّ حينًا في المساءِ،
فأغمضي عينيكِ ]
لا تدنَّسي
بالحبِّ، عذراءَ المشاعرِِ
ودعينِي
غادرِي من عالميِ
للامشاعرَ
لا مـقابـلَ
لا انتـظارْ
إسمي لديكِ فسجِّلي بكتابِ موتاكِ: سأحْيَا
إنَّني رجلٌ تعلَّمَ أن يكونَ كما يريدْ،
لا مثلمَا شاءتْ إرادتُكِ العلِيَّةُ
يا مليكةُ
إننى لستُ المُريدْ
أنا لنْ أكونَ ببُعدِكِ البطلَ الشهيدْ
......
ودِّعْ إذنْ طيفَ اللقاءِ
وكلَّ أشباحِ الشتاتْ
لمْلِمْ رفاتكَ،
لم يزلْ ملحُ المواجعِ يحترقْ
[ من أينَ يأتِي النورُ إن لمْ تحتَرقْ ؟! ]
لا تنطفيءْ
أصبحتَ في العشقِ المثلْ
عدْ أنتَ أنتَّ
اتركْ سواكَ لنارِهَا ولنورِهَا
وارسُمْ لنفسِكَ في المدَى وجهًَا جديدًا
وارتَحِلْ
احجزْ لنفسِكَ مِقعدًا في مركبِ الشمسِ المسافرِ
للنهارِ،
احزِمْ حقائبَ حلمِكَ الضَّافِي
ولوِّنْ بالحياةِ
نقوشَ بعثِكَ للحياةْ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى