السبت ٩ شباط (فبراير) ٢٠٠٨
بقلم إدمون شحاده

الخروج من مدارات الغسق

ماض ٍ إلى حقل ِ الولادة ِ
مفعما ً بالنور ِ
يستجلي منابرَهُ السحيقة َ
والعذارى في الطريق ِ إلى القصائد ِ
يجترحن َ بيقظة ٍ أثداءهن َّ
ويندفعـّنَ إلى الوجع.
 
ماض ٍ إلى زغب ِ الصباح ِ ملثما ً
فعلامة ُ النصر ِ الفتي ِّ
تصير ُ مثل ِ وسادة ٍ
للغائبين َ عن ِ المعاني
إن تباطأ َ واضطجع.
 
ماض ٍ وترتسم ُ النجوم ُ على الجبين
يتو ِّج ُ الشرر ُ المضيء ُ صخورَ ه ُ
وتقود ُ نبرته ُ الملوك َ
ويمسح ُ العرق ُ المدمَّـى حقله ُ
هذا الفتى ماض ٍ
ويرقص ُ في مواسمـِها انفجارا ً
لا تعانده ُ الدماء ُ ولا الجراحُ إذا اندفع ْ.
 
يا للخديعة ِ ؛؛ كلما اتـَّسع المدار ُ
يعود ُ طائرُه ُ المهاجر ُ سيرة ً وخرافة ً
فتنوء ُ أشجار ُ الصنوبر ُ بالثمار ِ
وتكتسي لون َ الفزع ْ
والصمت ُ من فورانه ِ اللغوي ِّ
يلغي حزنـَهُ القمري ِّ
يحمي حسنـَهُ الجسدي ِّ
يرمي رأسـَهُ الخوّاف َ
في ماء ِ البحيرة ِ كالبجع ْ
 
هذي الجبال ُ تضُج ُّ إذ يهمي المطر ْ
والصخر ُ ممتد ٌّ يمد ُّ الأولين َ على الجنون ِ
يحاصر ُ اللحظات ِ مذ ورِث َالحروب َ
يظلّ ُ مذعور َ الخطيئة ِ
يكشف ُالهدف َ الهجين َ , مسافرا ً
ماض ٍ ويمضي ومضه ُ قدما ً
فلا عند َ البداية ِ تنتهي الأوجاع ُ
أو عند َ النهايات ِ السعيدة يبتدئ ْ
كي لا تقوقعُه ُ البدَع ْ.
 
هذا أوان ُ العندليب ِ القاذف ِ الألحان َ ,
أغنية ً تهز ّ ُ النار َ , تتبعها أغان ٍ
للنوافذ ِ والحدائق ِ والمراثي
والختامُ بطولة ُ الشهداء ِ
فانفضْ عن مساكنك َ الغبار َ
وحد ِّد الألحان َ في مرماك َ
جهرا ً واقتدارا ً , لن تتوه َ ولن تقع ْ.
 
هيهات... حسناء الربيع
تثير ُ موجات ِ اللهاث ِ
تغط ُّ في نوم ٍ يحرك ُ حلمـَها
وبواطن َ الأحساس ,
لا صبحا ً تريح ُ دماء َها
أو في النهار ِ تمارس العشق َ انتشاءً
من دهاليز ٍ لها في كل ِّ قلب ٍ متسع ْ
أو في الليالي كلما انبثقت نجوم ٌ
يعتريها خافق ٌ من قلبها
فيهز ُّ سلطان ُ الخيال ِ خيالـَها
لا النوم ُ يجديها ولا حلم ُ الليالي يـُنتـَزَعْ.
 
ثكلى وترفع ُ إبنها علما ً
على نار ِ المصابيح ِ المكهربة ِ
 
التي تمتـَد ّ ُ مثل َ سياج ِ شارات ِ المرور ِ
على شوارعـِها المكسـَّرة ِ الهوامش ِ ,
والحبيب ُ مهيـَّأ لسوارها
لا يكتفي بتشابك ِ الألوان ِ في أغصانـِها
فإذا استطال َ شعارُها , حمل الوديعة َ وارتفع ْ.
 
أدميت َ كفـَّك َ يا صغير َ الوجه ِ
فامنح ْ ــ إن تخثـَّرت الدماء ُ على المرايا ــ
صدرك َ المرصوص َ في باحاته ِ ,
لك َ كل ما ملكت ْ سهامـُك َ
دون َ أن ترتاد ِ وديان َ الجشع ْ.
 
اك ِ في مسير ِك َ ثائرا ً
شرف ُ العتيق ِ من الخمور ِ
وعطر ُ ثوب ِ المبعدين َ
وراية ُ الوطن ِ المزين ِ باللآ لئ ِ
وانبثاق ُ النور ِ من نجم ٍ
علا ليل َ المظالم ِ فانقشع ْ.
 
لك َ في مدار ِكَ إن تمخضت ِ الرياح ُ
عن ِ الصباح ِ..خريطة الفرح ِ
الجدير ِ بحسنـِكَ الوردي ِّ
فامنح ْ في مساعيك َ الجراح َ المدهشة ْ
فلكل ِ ساع ٍ في الجنائن ِ متسع ْ.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى