الأربعاء ٢٧ شباط (فبراير) ٢٠٠٨
بقلم عمر حمَّش

دنيا الحمير

من إلى القاع المفروش بالروث يدفعني؟

إلى كلب يتمطى!

وصديق يزدان، ويأتيني!

يختال ويأتيني!

 أغمض عينيك وافتحهما أضعك في حضرة أصحاب السلطان!

فنبح الكلب، والروث علا!

ولما اندار صديقي، انكشف ذيل، فتباهى، ونهق، ثمّ غاص في نهر الروث، وتعمّق!

أمّا الكلب فصار يجوح كمنكوب!

لحظتها جسدي هبّ للمرآة!

قلت: أغسل وجهي!

فهاج في عينيّ حمار!

أغرقت رأسي في الصنبور، لكنّ لسانا تدلى، وتأرجح في الماء كحزام!

استمسكت، وتفرست، فثار غبار!

حاولت البصق، فسقطت يغمرني الماء!

تقافزت إلى السوق، قابضا إليتي، فصدمتني نسوة، يحملنّ رؤوسا بأبواز مشروخة، وفي خلفياتهنّ اهتزّت ذيول!

أمّا الباعة فنهقوا، والصبيّة انفلتوا، فتناطحوا!

وأنا صعقت لنمنمة تسري في خلفي، فتعرّيت على عجل في وسط السوق، وتحسست جسدي!

ثمّ التقطت جموعا تترافس، قصفوا الأرض بحوافرهم، وزفوا صديقي المختال!

اختال المزفوف، ثمّ استعرض نطحات، وبضعا من نهقات!

ورأيتهم يفتشون، وينقبون، ولمّا أمسكوني، حملوني كومة لحم هائجة إلى الميدان!!

قالت الحمير:

 عيناه يا ربع كالعندم حمراوان!

 كان يقبض على إليته ويهتزّ!

 كاد المغدور يموت، ولمّا يدخل جنتنا!

وصديقي قال:

 ربّ العباد ربّ الغفرانّ!

ومدّ إليّ بزهو حوافره، ومطّ رقبته، وفرد ذيله، ثمّ اتأد!

قال من فمّه المشروخ:

 أتوق إليك، وصحبتك لا تهون!

فتيبست كفيّ على إليتي، فتفتحت كوة في السماء!

ناديت ملتاعا، فانزاح عن رقبتي قابض، وانفلت إلينا عمود نار!

انفلت هائلا ينثني!

فجمدت تحت القوس، أرقب اليابسة المشتعلة!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى