الخميس ٢٨ شباط (فبراير) ٢٠٠٨

أمِّيـــــــة دينية

بقلم: محمد ملوك

قرأ في القرآن: (فإذا فرغت فانصب ْ. وإلى ربك فارغبْ) ففهم المراد منها بالمقلوب، وفسرها بطريقة عشوائية تنم عن جهل لئيم وتتوافق مع طيش قديم، فنصب على فلان وفلانة، واحتال على هذا وعلى تلك، وما ترك مغفلا أو بليدا أو مخمورا أو مسكينة أو يتيمة أو أرملة أو عابر سبيل إلا وأوقعه في حبال نونه وشباك صاده وفخاخ بائه... ولأن الدين النصيحة صدع بما أمره به فهمه المتردي وعقله المتأخر، وأعرض عن العارفين به والمجادلين له، وبلــَّــغ تفسيره الراقي لكل من هو على شاكلته فكثر أتباعه وكبرت أعداد ضحاياه، ومع سقوط كل ضحية جديدة كان هو يسابق الريح الصرصر العاتية للوصول إلى أقرب مسجد من مكان وقوع الحادث كي يصلي فيه ركعتي شكر لله تطبيقا منه لمعنى "وإلى ربك فارغب ".

وصل السيل الزبى وحررت بمختلف أقسام الشرطة ودورياتها محاضر وشكايات ومظالم كلها تدين الفقيه الجديد وتدعو إلى إسراع الخطى لوضع الأصفاد بين يديه وجره من تلابيب جلبابه المزركش بحرير لطالما حرمه على غيره من الرجال...

تربصت به الشرطة الدوائر ووضعت له كمينا بالقرب من مسجد كان ينفذ فيه وعلى جوانبه شعائره التعبدية الجديدة، وبين ليلة وضحاها تم إلقاء القبض عليه وهو متلبس بجريمة النصب والاحتيال مع سبق الإصرار والترصد، ولأن القانون لا يحمي المغفلين فقد باءت كل تدخلات المحامين المؤازرين له والراغبين في براءته والملتمسين طلب العفو عنه بحجة حسن نيته بالفشل الذريع...

قذفته أمواج المحكمة إلى غياهب سجن رهيب، وفي أحد الأيام الصيفية زاره أحد المتأثرين به فبشره بمحبة الله له بدليل تعرضه للابتلاء وثباته على المبادئ، وقبل أن يودعه ليعود أدراجه واساه بقوله سبحانه وتعالى: (إن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا)

بقلم: محمد ملوك

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى