الخميس ٦ آذار (مارس) ٢٠٠٨
بقلم عمر حمَّش

قصص قصيرة

زهرة

ريح المخيم مفلوتة، تضخ ترابا!

ريح صرصر تنحر الظهيرة الخجلى

فتجوح الشمس في العالي!

تجوح كبهيمة مذبوحة!

بعدها هطلت، فتعبأ صحن الكوخ، فهاج الولد إلى أزقة صارت أنهارا!

هاج الولد، واستقر على المصب عند ملتقى السيول!

استقر الولد!

ارتجف طويلا، يرقب سطح البركة الهادر، وأفق الله المسدود!

وكان برق، وقصف رعد!

وضفادع صارت تقفز مهتاجة!

وظلّ الولد حتى اندحرت هجمتها، ثمّ انقشعت!

فعادت شمس الله تغادر غفوتها!

وجاء نور، ففرح الولد!

ثمّ أضاءت، فلمع الرمل!

ضربه بأصابع رجليه، ثمّ تقافز مكتشفا زهرة قد بقيت!

وهجم الولد!

فانزلقت، وانزلق معها!

هويا مع كتلة وحل، وضجّ السطح!

غاص الولد!

غاص كحجر، فاتسعت دوائر ثمّ ضاقت على عجل، وانفقأت أخر فقاعة!

وأخر خيط لشمس الدنيا عبر كهفا أسود!!

مسعود

اليوم لم يسعد مسعود، فالشمس ضربها غيم فأقفلها فولاذا، عيناه لم تكشفا مروحيتي الأباتشي!

وبعربته تعمق مسعود في جوف الغول!

لم ترق له الأشجار، ولم يصفر للحن المذياع!

أحصى قتلى الأمس، قبل أن يأتي الصاروخ !

ضرب المقود، وطارد الإسفلت، انزلق في دنيا بلون لم يخلقه الله!

حطّ الصاروخ على التقاطع، وقبل الدوىّ، قفز ، مغادرا عربته، تكوّر، واندفع!

وفي الصاروخ الثاني تمرغ، ثمّ تقطّع!

وجاءت غزة!

كان الوقت صباحا، والسماء كانت تنقفل فولاذا!

جمع الناس مسعودا في كيس!

وأرعدوا بعيون حمراء، تحت عقربتين كانتا تغادران السماء !!

جنازة

خلف النعش كان، بين الجموع الزاحفة!

والمسجى صبيّ، يشهر جبينا كحدّ السكين!

عيناه بلون الضوء!

يغمزان لحجر بيده الناشفة!

زاحم الحشد، باحثا عن هواء الله!

في سماء سقفها حديد!

أيدفن الصبيّ والحجر بقبضته!!

رفع الصبيّ ذراعه!

فانخلع القلب!

هل رأى الزاحفون؟

ولمّا ابتسم الوجه المسجى!

صرخ، ولم تخرج صرخته!

تعلّق بالفم المنفرج، بالحجر الزاحف بين الأصابع!

تنفرد، وتنقبض!

بالعينين الصغيرتين، تحت الثقب الأحمر!

ظلّ يجري هائما بالكشف!

ولمّا انخسفت الجنازة، وجد نفسه ينزف بجوار النعش!

لقد هجمت اليهود!

صار المسجى فوق وحيدا!

ضحكت له عينا المسجى!

وجد الجبين قد تزود بثقوب جديدة!

وذراعه الصغيرة أخذت تتأرجح بقبضة فارغة!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى