إستنطاق الخصائص الإنسانية في الشعر
يتعلق الشاعر وجدان في قصيدة( بين خطاها) بخصائص التنوع الوجداني لمشاعره الجياشة نحو من أحب، تتضمن قصيدته الوعي في مشاعره فهو يدخل عالم العشق بصفته العاشق المتألم الحالم بالحبيبة، إعتقد في مجهول وجود تلك المرأة، قد تكون أي شيء آخر من الوجود في عالمه، يستأصل من عالم العشق الباقي له مفردات الحالة بقوله:
أملأ قلبيبابتسامة ملامح غفت بين أحلاميوانزف في الليل،لغدو في الصباحنرجسة في طريقهاهكذا كنت..وسأظل أحلى باقة وردبين خطاهاأدعوها ورد الجنةتمسح كفيتضحك.. شمساً.. قمراًنهري يجري..
الشاعر هنا يأخذنا إلى دهاليز القصيدة المفعمة بكلمات الحب العميق، يدهشنا معه بطريقة عرضه للمشاهد المتلاحقة بتتابع، يفسر لنا احتمالات كبيرة لوجود هذا الحب الغائب، لكن المباح فيه الإحساسات بكل قوتها، فجأة يتوقف ليؤكد أنه يعبر عن شيء ما أقوى من كل واقع، أيضا نجده متفهم للظر ف المعاش حيث ، يقول:
تمسك بباقة حبيعبر جزر الذهن أأتيمحملاً بالفقروقلبي يصدق وحدهلا يحمل الاهاأخطو.. أخطوجئت من المجاعة الاليفةأيحق لي..؟؟؟ان أنام بقرب الندىوافتح اذناي لزقزقة العصفورأنا فقير
الشاعر وجدان عبد العزيز يضطر للتواصل عبر فلسفة الحب وعصره الراهن، يكتشف خريطة العلاقة البشرية عقلانياً حيث يصطحب تبادلات عالمه المسحوق فوق نار هادئة، يحمل القصيدة على كتفه كطفل ويعلقها في مكان قريب من القلب، ويسترسل في الإمعان ببث وحي أفكاره وما يتخلل من تفاعل في القصيدة هو قمة الجمالية، حيث يقول:
لوجودي أن أموتلعلي ألتقيك هناكلي أفتح ذاكرتي..حدائق وأريجأنا فقير ..لا أملك سوى ذاكرتيتحمل فقطبسمتكوالماءوالخضراء
وهو يحلق بشعرية منهجية متلمسا خطاه على جسر من التفهم للمفردة راسماً نسقاً خاصاً به في الإبداع الثابت والموالي لفكره تجاه خلق جميل متشابك في وحدة الموضوع المتفرد بقصائده، قصائد تحمل حميمية لحقل المعرفة والمعالجة لخطوات النفس التي وحدها قادرة على بث المعاني في الجسد بالمباشر من كل جانب، ويشغل باللغة ما تبقى من معاني والتي يجدها في حالة أعجاز، الشاعر وجدان عبد العزيز إنسان متألم متفائل يفهم طاقاته وقدرته بشكل صعب يفصح عنه بوجدانية رائعة.