الثلاثاء ٨ نيسان (أبريل) ٢٠٠٨
بقلم محمد أبو الكرام

الشخصية بين البناء النفسي وتحقيق الذات

تأخذ شخصية الفرد في مرحلة البلوغ (المراهقة) بشكل ملحوظ مرحلة بداية النضج، وهذا ينعكس على انفعالاته ومواقفه. بحيث يكون أفكارا وآراء جديدة، تتعلق بالكون والمجتمع والدين وفلسفة الحياة في حاضره ومستقبله.

بعد الدراسات الميدانية تبين أن في كل أمة حوالي خمسة أو ستة في المائة مستوى تفكيرهم لا يتجاوز مستوى الطفل ذي الاثني عشرة من عمره. مثل هذه الحالات لا يعملون مجهودات فكرية لا فلسفيا أو دينيا. لا يميزون مراحل حياتهم في الزمن، وإنما ينعمون بالدنيا بجهلهم لها بعلاتها وسلبياتها. كما أكدت كذلك نحو عشرة في المائة من السكان منذ طفولتهم يتساءلون عن أسرار الوجود كما يبينون عن استغرابهم لبعض الظواهر الفلسفية والمتغيرات التي تحدث مع كبر سنهم مرحلة بعد مرحلة. مما يعرضهم للتعب والنزاع الفكري والفلسفي. فمرحلة التفكير الحقيقي لمثل هذه التساؤلات غالبا ما تكون في مرحلة البلوغ،فيها تثار النزاعات الداخلية والفضول العفوي بالقضايا الدينية والسياسية والفلسفية.فالبنت أو الولد يبدآن استغلال أكبر وقتهما في التفكير في نفسهما والاستعداد للمستقبل.

و الطفل تظهر شخصيته من خلال تجاربه، وتظهر من خلال شكله وأخلاقه وتصرفاته الإجتماعية، وتستمد من البيئة التي نشأ وتكون فيها(مدرسته،لغته،دينه ووطنه...). والشخصية عند جون كلود فيلو " أنها واحدة وفردية،إنها خاصة بفرد ما، بالرغم من أنها ترتبط بسمات مشتركة.وأنها ليست مجموعا ولا كلا من الوظائف، بل إنها تنظيم وإذ ماج لهذه الوظائف.و أنها زمانية تتعلق بفرد يعيش تاريخا".

و تأخذ الشخصية شكلها الكامل في مرحلة البلوغ،يظهر عليه الاهتمام الزائد بنفسه فيطيل النظر إلى المرآة،و يعتني بشكله وهندامه، وينتبه بدقة إلى أنظار وشعور الناس نحوه وطرق تعاملهم معه، ويحلم في يقظته ومنامه متأثرا بحاضره ومستقبله. وشأن البنات في ذلك في شأن الأولاد،لكنهن يكثرن الاهتمام بمظهرهن وملبسهن وجمالهن.

و المصطلح الذي يستعمله فرويد، للدلالة على الطاقات أو القوى التي تثير النشاط الإنساني هو مفهوم "الغريزة"،و هو يستخدم هذا المفهوم دلالة على ميل بيولوجي مصدره الجسم، ويتصور فرويد هذا الميل من حيث إنه خبرة نفسية.إنه يفترض أن لكل غريزة مصدرا يمدها بالطاقة الضرورية،و أن لها موضوعا تتجه إليه،و هكذا يمكن اعتبار الغرائز عند فرويد هي "الغرائز الجنسية"أي غرائز المحافظة على النوع والمحافظة على الذات.ولكي يوضح "فرويد"عمل الغرائز، وكيف تنمو بالتوازي مع نمو الشخصية، توقف عند الجهاز النفسي الذي يتكون بدوره انطلاقا من السنة الأولى من حياة الطفل.

وبتأثير المحيط على شخصية الطفل في مختلف مراحل حياته،يحاول من خلالها عن تأكيد وجوده.و أخذه مكان لنفسه بين عظماء عصره، والنبغاء الذين حدثه عنهم التاريخ، وبين أبطال القصص والروايات و....

من هنا وجب مساعدة الطفل ومراقبته في اختيار الكتب والروايات التي يقرؤها والصور والأفلام التي يشاهدها، في هذه المرحلة كل تلك الأعمال قد يقلدها الأطفال وتؤثر على توازن شخصيتهم.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى