الثلاثاء ١٥ نيسان (أبريل) ٢٠٠٨
بقلم مروان أبو صلاح

بات بيتكم مقززا

لأركض... بسرعة هذه المرة فيبدو أن الطفل الأرعن مصر على مطاردتي حتى النهاية!

هذه رجل الخزانة المدورة بقفزة سأبلغها...نعم أخيراً وصلت إلى الموقع الرائع الذي تمكنني من المراوغة والدوران حوله...دون أن يمسكني أحد...

هيه... أيها المكتنز... بات عدوك اليوم أسرع من المرات السابقة! أترى عودك قد اشتد؟ لاعجب وقد رأيتك إلا ترضع في اليومين الماضيين!

لم لا تجيب؟! على كلّ باتت المطاردة الآن عادلة وقد تحرّرتَ من فوطتك...

هييه... أين تذهب؟! ارجع.. أنا هنا...

سأبلغه...نعم لمست إبهام قدمه... هيا للإثارة... يا إلهي تعرقل!

لا سيبدأ بالصراخ من جديد... بدأت سيمفونية الرتابة... ستدخل الخادمة وتحمله لأمه... لتلقمه حلمة ثديها... وتهزه.

هيي أيتها المرأة... لقد تعرقل...ادعكي قدمه... يا إلهي ليس جائعاً... لن يسكت! لا يريد الرضاعة ولا النوم! أنت... لاتفتأ تصرخ! أفهمها... أليست من بني جلدك... أليست أمك؟!

غفى... ما تراها تفعل هذه الخادمة؟ من جديد تلبسه الفوطة! لماذا؟ اتركيه...ما الضير في أن يترك أحدكم بعض بصماته هنا أوهناك؟

ماذا سأفعل الآن؟ أتوجه على غرفة النوم وأزعج تلك المرأة! لا فهي بليدة الحركة... سأتوجه إلى المطبخ لعلي أجد طعامًا هناك.

نعم، اكتفيت، لتكن غفوة، يبدو أن أسفل الثلاجة موقع مناسب ما أجمل ذبذباتها... ودفئها...

آه ما هذه المياه الجارفة! أوه رائعة، كووول... باتت عارمة، سأسبح إلى ربوة...

ما أغبى هذه الخادمة إنه ليس موعد الشطف! فوضوية... كيف سأخرج من مطبخك الآن؟

لأصعد إلى المصباح الكهربائي...أداعب بحرارته وتردد تياره مجسات استشعاري، وأراقب من إطلالة مناسبة.

هييه أيتها الخادمة مياهك قذرة، هناك زاوية لم تشطفيها...انظري إنه النمل يتراقص على مياهك... يُمضي طريقه أسرع! يا لهذا النمل الممل...يعمل ويعمل، ألا يتعب... هيه أيتها الأنمل ماذا تنقلي؟ حب أرز! لماذا؟! لا شتاء في هذا البيت، لتعدي له العدة، مدفأتهم تعمل طوال العام، ستجدون طعاما دائماً في هذا البيت... صدقوني لن يمر يوم حتى تجدوا ما يكفيكم بل وكل عشائركم، ما أغباهم! تحمل طعاماً يفوق حجمها بمرات، وتقطع به المسافات في قوافل رتيبة... يا ترى متى ستأكله؟!

هييه أيتها الأنمل ستأتيك الخادمة يوماً بعربة عملاقة وتحيم حولكم الأعاصير وتشفطكم... أنتم وما تخزنون... مملون!

أيتها الخادمة أنا هنا ألا ترينني! مستحيلة أنت... أنا أمام عينيك اللتين تطيفان في كل الأرجاء... يبدو أنك حقاً لا تري شيئاً.

سأقفز على شعرها... هاه جن جنونها... يا إلهي قذفتني لأعلى خزانة المطبخ، مجنونة، حسنا هي فرصة لأعود لمراقبة البيت بهدوء... هدوء! ومن الذي يريده؟! أو يقبل به... سأنزل وأبحث عن صاحبي..لا بد أنه استيقظ...

عدنا للتلفاز... لا أدي ما الإثارة التي تجده فيه!

هييه أيها الضخم... أنا هنا...

كالعادة لا يسمعني، سأصعد على ذلك التلفاز وألوح له من أعلاه...

هيه... أيها الضخم... ألا تريد بعض الحركة والنشاط؟ احمل نعلك والحق بي...

لا لا يا إلهي لم أقصدك أنت... لم أعرف أنك عدت إلى البيت أصلا، والله لم أشعر بترددات صراخك في زوايا البيت...

سأقفز تحت التلفاز، آه... لن تستطيع إزاحة التلفاز... ولم المناورة... سأريحك وأدخل إلى داخله...
ما هذا! حرارة عالية... وصريخ ترددات عاصف، أيتها المجسات اثبتي قليلاً... لن أطيل المكوث ولكن لا تخذليني...

أما زال كتلة الشعر واقفاً يبحث عني! ماذا يريد ألم أبتعد عن شاشته الحمقاء؟!

أيها الطفل ألا تنقذ صاحبك... افتعل صراخاً... أطلق غازاتك... افعل أي شيء لعله يحملك إلى الخارج قليلاً...

يبدو أني بحاجة إلى قليل من الجرأة، سأعدو مسرعاً، ولن يستطيع اللحاق بي.. سأمد وجهي وشارباي إلى الخارج قليلاً، نعم، اسكنا قليلاً... واستكشفا الطريق... قدمي الأولى.. الثانية..نعم خطوتي الأولى... يا إلهي... العودة... الأخرق يحمل نعلاً ضخماً... لماذا تحمله... غبي... لن تتمكن من إصابتي به... ثم يمكنك قتلي بنعل أصغر!

سألعق قناتي استشعاري لعلهما يهدءان قليلاً رغم كل الضجيج... نعم ابحثا يمنة ويسره... حتى أضمن ذهابه...

حسناً يبتعد... ابتعد... فقدت ذبذباته... سأخرج الآن...رائع، أيها الطفل السخيف ما بالك تقهقه؟ سأختبئ خلفك.

عدت الآن، ماذا تحمل؟ آه ذلك المنتج السخيف... كم يلزمكم من محاولات وتجارب حتى تدركوا أنكم ضحايا! انفث دخانك وغازاتك... لن يطولك سوى الرائحة المقززة... إيه يكفيك... أحقاً تظن أيها السخيف أني سأمكث في التلفاز ببلاهة انتظر عودتك لتقتلني؟! غباء مركب!

أتعرف يا كتلة الشعر... مطاردتك غبية... وغير مثيرة... سأخرج لأستنشق بعض الهواء الطازج... بات بيتكم مقززا!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى