الخميس ١٧ نيسان (أبريل) ٢٠٠٨

أبحثُ عنكْ

بقلم: أنس إبراهيم

أبحث عنك في تفاصيلِ الذاكرة الممزقة، في أسوار المدينة

في دكانِ عطارٍ في حيّنا حيث يفوح منهُ الألم

أبحث عنك إن كنت حياً أو ميتا أو ما زلت ترضعُ من ثدي أمك كلمات الوطن

أبحثُ عنك في آفاقِ الأرضِ، في أرضِ الكنانة في اللدُ في الخليل في الجليل، لا أملُ سماع صوت الضياع الذي ما فتئ يتلون منذ ستين عاماً حين وقعت الواقعة ..

أنا

لست وحدي من يتناثرُ دماغه أشلاءاً عليكْ، ولست أدري إن كنتَ تدري أنني لا أدري من أنا ومن أنت وكيف تناسلت حبراً على أرضٍ

في بابِ مديتنا معلقةٌ أسماءُ الموتى، علقها ببابنا شيخٌ أشيبُ الفودين نحيفٌ هزيلٌ طويلُ القامة مجعدُ الوجه مارقٌ من الحياة، حاولت التمعن أكثر في تجاعيده التي أمست حلماً يرتادني كمعطفٍ أسودٍ خشن الملمس خارجاً وداخلاً،

وقفتُ بأطلالِ المكبرِ أنتشي روحي، أعانق أطياف الهوى التي تترنم من بغداد إلى القدس لتعرج روحاً غير محمد إلى كلمات الإلهِ، يساورها شعورٌ بغربةٍ هناك !
أحقاً تحنين لوطنٍ وأنتِ بين جنان الرحمن!

كلماتنا في الوطنِ اكتفت حنيناً وشوقاً، ذهبت كسلحفاةٍ تبحث في أسوار المدينة عن شاعرٍ يهبُ لها بعض الكلامِ المرادف للشوق والحنين، ثم عادت باحثةً عن منبرٍ يليق بكلامها المبلل بالبهاء والجمال ، حطت رحالها فوق منبر صلاح الدين مخاطبة الخلق أجمعين:

أيها الناس ..

يا من لا تجيدون إلا عزف مقاطع الكلمات وسيمفونيات الأحرف، أيها الناس ما فتئتم تغرسون حرثكم الملطخ بكيماوياتٍ أفسدت الأرض وأهلكت الحرث!، يا من تركتم دينَ محمدٍ وأشرعتم ديناً آخراً موشحا برداء الإسلام، إن ظننتم أنكم تعجزونَ الأرض بمالكم فإن مالكم حرامٌ عليكم ما عهدت القوم هكذا، يقول الحبيب فيكم أنكم متفردون في هذا الزمان (في بيت المقدس وأكنافِ بيت المقدس) عذرا رسولَ اللهِ فإن قوماً قد قلت فيهم قولَك المأثورُ قد تركوا بيت المقدس وأكنافه، في أوزاركم كلامٌ عالق لا يرجوا الخروجَ فإنه عيبٌ عليكم قولهُ، إن أتيتم بيتكم هذا حاملين أسفاركُم من الإنجيلِ والقرآنَ مطأطؤوا رؤوسكُم خافضينَ جنحكُم خافتةً أصواتُكم ومسحتم بماءٍ طاهرٍ أجسادكُم كما قيلَ لكُم، فاذهبوا وصلوا ولا تنسوا أن تذكروا إسم الله في الصلاة أخشى أن تتعثروا بنطقهِ فقد أمسى عليكُم عيبٌ قوله وأضحى(بوشٌ) قولاً مأثوراً على لسانكم ..

أيها القوم

هناك حكمةٌ تقالُ في أحوالكُم

زمانٌ باعَ فيه المالِك أرضه لمالِكٍ له خوف العقاب

فبئس مالكٍ ومن ملِّك ممن امتلك

يا أمتي مالي أرى الدموعَ بعينِكِ

أبهالةٍ بيضاء أزفكِ

أم بأكفانِ الزمان أنثر رملاً فوقكِ

يا أمتي

إني أرى قوماً تنادوا مصبحين

أن ائتوا بسيفٍ

ترنمَ حاملاً إسماً

يقالُ له (فلسطين)

بقلم: أنس إبراهيم

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى