الاثنين ١٩ أيار (مايو) ٢٠٠٨
بقلم
الريح والزمن
الريح ُ دائما ً على مراكب ِ الرحيل ْوللنساء ِ الراحلات ِقوَّة ُ الرياح ِ في السفرْوحُسنـَهن َّ في معابر ِ البحار ِ والخطر ْيعلو مع َ اشتياقهن ّْللهفة ِ العناق ِ في حدائـِق ِ النخيل ْفهل ْ أنا الذي يحد ِّدالمصائر ْلعاشقات ِ المدن ِ البـَعيدة ِ المنازلْ؟أطعمها ملـَوَّن ٌ باللازَوَرَد ْتلك َ المدن ْ؟أعـِطرُها موزع ٌ على التلال ِ والجبال ْوالأنهر ِ البريئة ِ الجداول ْ؟وسحرها يعانق ُ الزهور َ في الحدائق ِالمضيئة ِ الجدائل ِْ؟والإرتقاء ُ للنجوم ِ في تخومـِها مجال ْ؟وهل ينام ُ عندها الضمير ُ كل َّ ليلة ٍعلى فراشه ِ النقي ّ ْ؟وهل هناك َ راحة ٌ للبال ْ؟......................الريح ُ حين َ تحتفي بأذرع ِ الأشجار ْوترسم ُ الأنفاق َ , تعبر ُ السطور ْتنتزع ُ القشور ْوتحتفي بألـَق ِ الدهور ْوالحسن ُ حين َ يخترق ِْ صلابة َ الصدىوعزلة َ الجدار ْيدور ُ في الشوارع ِ الكثيرة ِ الحفـَرْوتنتشي مفاتن ُ الإسفلت في خـّفـَر ْ.......................أنا الذي أحبَبتُ هذه ِ المدينة ْكحـُبّ ِ عاشق ٍ مفتون ْلأمرأة ٍ مسكينةتلوح ُ في الضباب ْأنا الذي غر ِقت ُ في مسارب ِ العذاب ْفكل ُّ شارع ٍ , مـُتـَّسـِع ٌ أو ضيـِّقٌرياحُه ُ سراب ْوكل ُّ عاشق ٍ يمر ُّ في قوافلييشتاق ُ للإياب ْأنا الذي ساهمتُ في الأنينوفي رياض ِ هذه المدينة ْسيعبـُق ُ المدى ْ ويعبُقُ الحنين ْوذاكرات ُ الوطن ِ المهزوز ِفي دفاتر ِ الأيام والمـِحـَن ْوكل ُّ شمعة ٍ تضيئها السنين ْتروي لنا , حكاية َ الرياح ِ والزمن ْ