الخميس ٢٩ أيار (مايو) ٢٠٠٨
بقلم محمد أبو الكرام

أينشتاين وحقيقة الشعب المختار

نشرت على صفحات الجزيرة نت وموقع البي بي سي مقالات حول بيع رسالة في مزاد كتبها العالم الفيزيائي الشهير بنظرية النسبية البرت أينشتاين الأمريكي الألماني الأصل ذو الجذور اليهودية.

هذه الرسالة بيعت بمبلغ غير مسبوق170 ألف جنيه إسترليني (340 ألف دولار) علما انه بيعت العام الماضي لنفس العالم مجموعة من الرسائل بنحو 60 ألف دولار.
بعث الرسالة المكتوبة باللغة الألمانية إلى الفيلسوف اريك كوتكايند في يناير/ كانون الثاني من عام 1954.

وأهم ما جاء فيها أن اليهود ليسوا بشعب الله المحتار، وأهم ليسوا أفضل من الأجناس البشرية الأخرى، حيث قال البرت:" لا أرى في اليهود ميزات تفرقهم عن سائر الشعوب...و أنهم ليسوا شعب الله المختار".. وأضاف صاحب النسبية على الرغم من تدينه بالدين اليهودي وارتباطه القوي بالشعب اليهودي، فانه لا يراه (الشعب اليهودي) أفضل من المجموعات البشرية الأخرى.

ووصف اينشتاين الكتاب المقدس بمجموعة من الأساطير المحترمة لكنها لا تزال بدائية، فالديانة اليهودية حسب تعبيره مثل الديانات الأخرى تخريف الصبيانية.

هذا اعتراف من عالم غيرت نظريته النسبية وجه علم الفيزياء، واعتبرت مرجعا للعلماء في تطوير الطاقة الذرية، لكن لو قرأ وتدبر القرآن ودرس السيرة لوجد أن الإسلام هو الدين الذي دعا إليه جميع الرسل والأنبياء وقصص القرآن حقيقة ربانية معجزة للعقل البشري الذي يعتبر عقل اينشتاين جريئة من قطرات البحور والمحيطات عند العليم سبحانه وتعالى، ولو درس السيرة لوجد أن رسول الإسلام وخاتم الأنبياء صاحب الرسالة التي لا تقبل التحريف فالقرآن الكريم هو الكتاب المقدس الوحيد الذي خفضه الله من التدليس والتحريف، قال الله تعالى " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " اعلم منه ومن كل العلماء فنظريته تقبل الجدل والتغيير والمناقشة، لكن الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى فكل كلمة ينطقها إنما هي وحي يوحى إليه من الله سبحانه وتعالى، وبالتالي فالإسلام لا يقبل أن ينعت بالبدائية والخرافات.

وأضاف اينشتاين في تلك الرسالة أن الدين اليهودي ساعد المؤمنين به على "الحفاظ على درجة من خداع الذات" لكنه لم يسهم في تحسين مستواهم القيمي والأخلاقي.

إذا كان البرت يعترف أن دينه (المحرف) لم يحسن أصحابه من مستواهم القيمي والأخلاقي فلابد له أن يعترف ويعترف معه أعداء الإسلام (المتطرفون من الأديان الأخرى) بان الإسلام مبني على قيم إنسانية راقية وأخلاق سامية.

وتأتي هذه الرسالة تجسيدا قويا لمواقفه (اينشتاين) المثيرة للجدل عن الدين، ويتمثل ذلك في قولته الشهيرة "العلم بدون الدين أعرج، والدين بدون العلم أعمى".

لا يهمنا نحن القيمة المادية للرسالة أو لمن بيعت، ولكن يهمنا رأي ومواقف أصحاب العقل النابغ والفكر الرشيد(كما يزعمون)بالنسبة لي العاقل النابغ يصيب مرة وقد يخطئ مرات عدة فصاحب النظرية النسبية الفيزيائية لم يشير إلى نسبية العقل البشري الذي يقبل الزوال والخالق له لا يقبل ذلك، قال تعالى:"كل عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ".

والكلام الذي جاء على لسان اينشتاين ولو انه عقل بشري يقبل الجدل فانه توصل إلى حقيقة تحريف ما جاء في الكتاب المقدس. وقد سبق للعالم نيوتن أن اقر بأنه لا يوافق منطق التثليث، وانه لا يمكن لله أن يتعدى واحدا.

فظهور هذه الرسالة التي تعدى عمرها الخمسين سنة في هذا الوقت بالذات يطرح عدة تساؤلات..أين كانت مطمورة؟!..و كيف تم اكتشافها؟!..من الذي أخفاها؟!..و من الذي كشف سرها؟!..و لماذا تم كشف حقيقتها في هذا الوقت بالذات؟!..و من الذي اشتراها؟!..كما جاء على موقع بي بي سي، فالرسالة بيعت في مزاد بلندن، حيث شهدت المزاد عليها اهتماما من مزايدين من أنحاء مختلفة من العالم كانوا يتزايدون لاقتناء الرسالة عبر الهاتف، لكن المزاد رسي على مزايد مجهول دفع 170 ألف جنيه بالاظافة إلى أتعاب أخرى بلغت نحو 38 ألف جنيه.

هذا الكلام لا يحتاج لأي تعليق أو مجهود فكري لفهم لعبة المزاد..

تخيلوا لو جاء هذا الكلام من لسان عربي أو مسلم لاتهموه بالتطرف والإرهاب، لكن مع الأسف (لهم طبعا) أتى من لسان وعقل من عقر دارهم يعتبرونه مقدسا ثابتا على الحق. سنرى أصحاب لافتات الفكر التحرري الديمقراطي وحرية التعبير في الإساءة للإسلام ونبي الإسلام صلى الله عليه وسلم.

لو ان اينشتاين حيا بيننا هل سيتهم بالإرهاب والتطرف والإساءة إلى السامية؟!..هل سيحكم طبقا لقوانين الإرهاب الدولي؟!!...


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى