الاثنين ٢ حزيران (يونيو) ٢٠٠٨
مسرحية الكوميدية
بقلم رضا سليمان

آدم تــو

الفصل الأول:
 
المشهد الأول:
-----------------------
 
(صالة فيلا فخمة مليئة بالأثاث القيم، تدل على ثراء صاحبها.. تدخل الخادمة إنصاف وهى على قدر عال من الجمال والأناقة، فهى فتاة حاصلة على مؤهل عال، ولديها ثقافة عامة إلا أن الظروف قد أجبرتها على العمل فى كخادمة فى هذه الفيلا.. تدخل للتنظيف وفى يدها ريشة تنظيف وتغنى..)
إنصاف طلعت يا محلا نورها شمس الشموسه.. يالا بينا نملا ونحلب لبن
الجاموسة.. آه.. لبن الجاموســـــــــــة..
(تبدأ فى التنظيف وتحدث نفسها)
أنا مش عارفه.. الساعه دخلت على 12 الضهر وكل اللى فى الفيلا لسه
نايمين.. صحيح صدق اللى قال الفلوس مع التيو.... (تتلفت بخوف)
والا بلاش أنا مالى، بس الحق يتقال بقى.. ما فيش أحسن من
الصحيان بدرى الواحد كدا ياخد اليوم من أوله ويشتغل ويتعب، ولما
يجى الليل بقى يقدر يحس بطعم الراحه، لإنه جرب التعب، لكن هنا
بقى فى الفيلا دى ما حدش يعرف حاجة عن الكلام دا.. حتى آدم بيه
نفسه ما بيصحاش غير بعد الساعة خمسه.. بقى دى أصول يا ناس؟!..
مين اللى قال نقلب الليل نهار ونقلب النهار ليل..
وأنا اللى كنت باقول إن آدم دا شكله كدا طيب ويعرف الأصول.. لكن
تقول لمين بقى.. فلوس.. فلوس مع التيوس..
(يدخل عماره أبو زماره وهو مدير أعمال آدم بيه، وهو رجل بدين يبدو عليه الغباء الشديد.. يدخل مسرعا ومنفعل)
عماره هما فين يا إنصاف.. هما فين؟
إنصاف (مضطربة) هما.. هما مين؟
عـــمــارة اللى أخدوا الفلوس..
إنصاف فلوس إيه يا عماره؟
عماره فلوس أيه يا عـــمــارة؟!.. يا عـــمــارة!!.. كدا من غير ألقاب؟!
إنصاف آسفه.. فلوس أيه يا عـــمــارة يا أبو زماره.. ارتحت..
عـــمــارة (بانفعال) لأه.. لأه وألف لأه كمان.. أنا اسمى الأستاذ.. الأستاذ
عـــمــارة أبو زمارة، فاهمة.. أنا عـــمــارة أبو زماره مدير أعمال
آدم بيه..
إنصاف (بانفعال) اسمع لما أقولك.. إنت مالكشى دعوة بيه خالص.. أنا..
عـــمــارة (مقاطعا) نعم يا أختى..؟ ما ليش دعوه بيكى إزاى؟.. أنا هنا الكل
فى الكل..
إنصاف نــــــــــــــعــــــــــــم (تقولها ممدوده)
عـــمــارة (يتراجع) قصدى النص فى النص.. بعد آدم بيه طبعا..
إنصاف طب والهانم؟
عـــمــارة (يتراجع أكثر) قصدى.. الربع فى الربع.. بعد الهانم طبعا.
إنصاف طب والبيه الصغير عتريس قصدى حماده، ابن آدم بيه؟
عـــمــارة (كأنه يبكى) خلاص..خلاص.. التمن فى التمن بعد البيه الصغير
سى الأستاذ عتريس بيه..
إنصاف (بشماتة) والهانم الصغيره.. حميده..؟
عـــمــارة خلاص يا آختى.. خلاص يا حبيبتى.. أنا هنا ما فيش فى ما فيش،
بعد الهانم الصغيرة إرتحتى.. ارتحتى يا إنصاف (صارخا) قضيتى
عليا وارتحتى..
إنصاف (تنظف) يا عم سيبنى بقى.. ورايا شغل..
عـــمــارة تعالى هنا.. عماله تلفى وتدورى وتتوهى فى الكلام عشان ما
تقوليش الحقيقة 00
إنصاف حقيقة أيه؟
عـــمــارة هما راحوا فين يا إنصاف؟
إنصاف هما مين يا راجل..
عـــمــارة اللى آخدوا الفلوس.. أنا سامعك بودانى دى (يشير إلى أذنيه)
شايفه.. شايفه كل ودن فيهم عامله إزاى؟
إنصاف وسمعت أيه بقى بودانك دى؟!
عـــمــارة سمعتك وأنتِ بتقولى الفلوس مع ناس إسمهم.. اسمهم.. مش فاكر
.. بس لعلمك دى فلوسى وأنا اللى كنت سايبها هنا.. من ست شهور
إنصاف فلوس أيه يا راجل أنت؟ إنت هاتتبلى عليا والا أيه؟
عـــمــارة (يتصنع الإنفعال) إسمعى.. باقولك سامعك بودانى، وشايفك بعنيه
وشامك بمناخيرى وإنت عارفه مناخيرى بقى..
إنصاف إنت هاتقولى.. دا إنت عليك مناخير فشر الكلب..
عـــمــارة (يبتسم ولكنه يصدم بقولها) نعم يا آختى؟
إنصاف قصدى أقول.. فشر الكلب هول..
عـــمــارة (بسعادة) أيوه كدا.. حسنى ملافظك.. هما راحوا ين بقى؟
إنصاف (بنفاد صبر) هما مين يا أبو زمارة؟
عـــمــارة اللى أخدوا الفلوس.. مش إنتى اللى قولتى..
إنصاف يا أستاذ عـــمــارة.. يا عـــمــارة بيه.. أنا كنت باغنى.. بادردش
مع نفسى.. باتسلى.. باقول بينى وبين نفسى (متردده) إن
الفلوس.. مع.. الفلوس مع..
عـــمــارة أيوه.. مع مين؟ اعترفى.. الإنكار مش هايفيدك.. بالعكس دا
هايضرك.. ولازم تعرفى إن البرىء متهم حتى تثبت.. تثبت
(يتعثر) البرىء متهم لغاية ما يموت..
إنصاف بس.. بس خلاص إنت دخلت الأمور فى بعضها ولخبطت الدنيا..
عـــمــارة ماهو لازم تعترفى يا إنصاف..
إنصاف (بخوف) ها قولك بس استر عليا ربنا يخليك..
عـــمــارة (بسعادة) أيوه.. قولى..
إنصاف الفلوس مع.. مع.. التيوس.. (تبتعد خائفة)
عـــمــارة (لم يفهم) طب وهما راحوا فين؟
إنصاف (بدهشة) هما مين؟
عـــمــارة التيوس.. أخدوا الفلوس وراحوا فين.. اعترفى يا إنصاف.. أنا
مش ضابط عادى ما فيش أى جريمة عدت من تحت إيدى..
اعترفى..
إنصاف (ضاحكة) دمك خفيف وإنت بتهزر..
عـــمــارة باهزر؟! أنا مش باهزر يا إنصاف.. أنا باتكلم جد.. التيوس آخدوا
الفلوس وراحوا فين؟
إنصاف يا لهوى.. حد يلحقنى يا عالم..
عـــمــارة (بجدية) ما حدش هايلحقك قبل ما تعترفى.. هه.. قولى بقى..
راحوا فين.. هه..؟؟
إنصاف راحوا يشتروا حمام ويطيروه..
عمارة (سعيدا) الله.. والله فكرة.. الواحد بدل ما يشترى طياره ورق
ويطيرها، يشترى حمام ويربطه من رجله ويطيره.. الـلـه..
إنصاف (بغيظ وتتوجه إلى الخارج) يا راجل.. يا راجل ارحمنى بقى..
عمارة راحة فين؟
إنصاف ها كمل تنضيف.. هادخل أوضة المكتب أنضفها..
عمارة آه.. على فكرة.. اهتمى بالمكتب شوية وحاولى تنضفيه على أعلى
مستوى..
إنصاف (تعود) أعلى مستوى؟! دا أنا من يوم ما اشتغلت هنا يا أبو زمارة
وأنا عمرى ما شفت حد من أصحاب الفيلا دخلها.. شاطرين بس
يدخلوا المطخ كل شويه.. لكن المكتب لأه
عمارة طب ويدخلوه ليه؟
إنصاف نعم؟
عمارة هما بعد الشر.. بعد الشر.. وش مكاتب وحاجات من دى؟!
إنصاف أمال عاملينها ليها وفيها كتب مالهاش عدد؟
عمارة لزوم الواجهه والأبهه..
إنصاف مش باقولك، الفلوس مع التيوس.. (تتوجه خارج المسرج)
عمارة (بسعاده) الله.. هما طيروا الحمام وجم؟!
إنصاف (من بعيد) استنى هنا وأنت تعرف..
عمارة (لنفسه) ظريفة قوى البنت إنصاف دى.. وبنت حلال.. المهم دلوقتى
أستعد لإن آدم بيه قرب ينزل من أوضته..
(يقف أمام مرآه معلقة على الحائط ويخرج مشط ويمشط شعره)
أسرح شعرى كدا.. أيوه.. أعدل الكرافته.. أيوه كدا.. يا سلام يا واد
يا عماره يا أبو زماره.. حقيقى.. حقيقى، إتولدت بيه.. بيه مين؟
إتولدت باشا..
صوت آدم بيه أنت يا زفت..
عمارة (خائفا) تحت أمرك يا باشا..
ص آدم إنت أنهو زفت فيهم؟
عمارة أنا الزفت عمارة أبو زمارة يا آدم بيه..
ص آدم طيب يا أبو زماره.. (يتثائب).. ألا قولى..
عمارة تحت أمر سعادتك..
ص آدم هى أخبارها أيه دلوقتى؟
عمارة هى مين يا فندم؟
ص آدم الزمارة..
عمارة بخير يا فندم.. بخير وبتزمر على حضرتك..
ص آدم وأنا بازمر عليها من كل قلبى..
عمارة الله يخلى سعادتك..
ص آدم ها.. كل شىء جاهز يا أبو زمارة؟
عمارة جاهز سعادتك..
ص آدم هو أيه اللى جاهز؟!
عمارة كل شىء يا فندم
ص آدم أيوه.. يعنى اللى هو أيه كل شىء دا؟
عمارة اللى حضرتك تؤمر بيه يا آدم بيه..
ص آدم يا إبنى باسألك بجد.. جاوبنى الله يخليك.. اللى هو أيه كل شىء دا؟!
طب أقولك حاجه قولى شىء واحد بس منهم..
عمارة يا فندم حضرتك اللى سألت كل شىء جاهز.. يبقى حضرتك اللى
عارف وحضرتك تؤمر وإحنا ننفذ..
ص آدم أيوه.. أأمر بأيه بقى؟
عمارة بأى حاجه.. بأى حاجة..
ص آدم طب جهزها على ما أنزل..
عمارة (بدهشة) هى أيه يا آدم بيه؟
ص آدم أى حاجة اللى قولت عليها..
عمارة (لنفسه) اللهم طولك يا روح..
ص آدم خلاص.. جهزتها..
عمارة (بغيظ) جهزتها.. جهزتها يا فندم..
ص آدم جهزت أيه يا غبى؟
عمارة (مفكرا) جهزت.. جهزت.. آه.. ترابيزة السفرة عشان الفطار..
ص آدم طب وآنا هافطر قبل ما آخد حمّام يا أبو زمارة؟!
عمارة خلاص.. يبقى الحمام جاهز سعادتك..
ص آدم لأه.. أنا هانزل حمام السباحة..
عمارة حمام السباحة جاهز يا فندم..
ص آدم مليان؟
عمارة مليان أيه يا آدم بيه؟
ص آدم مليان ميه؟
عمارة أيوه طبعا.. لسه مغيرين الميه دلوقتى..
ص آدم طب فضوه..
عمارة ليه يا آدم بيه؟!
ص آدم أصل ماليش مزاج أبل نفسى..
عمارة بلاش حمام السباحة سعادتك
ص آدم لأه.. أنا عايز حمام السباحه يا عمارة..
عمارة يا فندم مش حضرتك اللى قولت مش عايز؟!
ص آدم لأه.. أنا عايز أنزل حمام السباحة، وفى نفس الوقت مش عايز أتبل..
عمارة (بغيظ شديد) طب إزاى دى بقى؟ أفهمها..!! إزاى حاجة زى دى
تحصل؟!
ص آدم يا إبنى بسيطه.. فضوه من الميه.. وبكدا أنا هانزل وأطلع من غير ما
أتبل نقطة ميه واحده شفت الذكاء.. شفت العبقرية..
عمارة ولزمته أيه يا آدم بيه، ما حضرتك ما تنزلش وخلاص..
ص آدم إنت بترد عليا يا غبى؟
عمارة العفو يا باشا..
ص آدم طب أنا نازلك..
عمارة (بخوف ويتحرك على المسرح) خلاص يا باشا..
ص آدم نازل عشان أعرفك مقامك ياعمارة يا أبو زمارة..
(يدخل آدم بيه إلى المسرح، يرتدى الروب............)
إفهم يا غبى.. اللى أنا باقوله دا عبقرية وذكاء.. (بسعادة) أنزل حمام
السباحة وأخرج من غير نقطة ميه واحده.. يا سلام.. منتهى العبقرية
والذكاء..
عمارة أيوه فعلا.. عند سعادتك حق.. منتهى العبقرية والإبداع.. بعد إذنك دقيقه
واحده، أخليهم يفضوه.. (يتوجه إلى خارج السرح)
آدم يفضوا أيه؟
عمارة حمام السباحة يا آدم بيه..
آدم لأ.. مش مهم، غيرت رأيى..
عمارة (من بعيد) مش ها تنزل حمام السباحة؟!
آدم لأ.. غيرت رأيى وعايز أتبل..
عمارة (يعود) تحت أمرك يا فندم نخليه مليان..
آدم لأه.. غيرت رأيى تانى ومش عايز أتبل..
عمارة (يتوجه للخارج) تحت أمرك يا فندم.. نفضيه..
آدم استنى يا أبو زمارة.. تعالى.. إنت ما بتصدق..
عمارة (يقترب) تحت أمرك يا آدم بيه..
آدم إنت عارف طبعا أنا باعزك قد أيه..
عمارة (كأنه صديقه الحميم) عارف.. عارف يا آدم.. بيه..
آدم طب قد أيه؟
عمارة (بسعادة) كتير يا فندم، ماهى القلوب عند بعضها..
آدم بلاش تخدع نفسك يا أبو زمارة..
عمارة (ما زال سعيدا) تقصد أيه يا آدم بيه.. مش فاهم؟
آدم أصلك غبى يا أبو زمارة (يتوجه لمقعد قريب) للأسف.. أنا مش لاقى حد
ذكى أتفاهم معاه..
عمارة يا آدم بيه..
آدم أنا عارف يا عماره.. الغباء اللى عندك دا غصب عنك.. معلهش..
عمارة يا فندم..
آدم هانعمل أيه بقى يا عمارة.. هى الدنيا كدا.. فيها الذكى (يشير إلى نفسه)
وفيها الغبى (يشير إلى أبو زمارة)
عمارة اللى تؤمر بيه يا آدم بيه..
آدم أنا عايز..
عمارة ها.. عايز أيه؟
آدم عايز..
عمارة أيوه..
آدم مش عارف..
عمارة طب ما ترهقش نفسك.. هو أنت لاقى صحتك.. أنا با قترح نجهز لحضرتك
الفطار..
آدم (مفكرا) أنا عايز حاجة تانية..
عمارة يعنى نجهز لحضرتك الغدا؟
آدم مش باقولك غبى.. أنا عايز واحد يفهمنى بسرعة.. لكن مستحيل..
مستحيل ألاقى واحد كله عبقرية زيى كدا..
عمارة بسيطة.. نعمل إعلان..
آدم إعلان؟ إعلان إزاى يعنى؟!
عمارة (سعيدا لأنه أتى بشىء لم يعرفه سيده) ما هو فى الحالات المستعصية
اللى زى حالة سعادتك دايما بيلجأوا للخبرا الأجانب..
آدم يعنى إنت رأيك أعمل إعلا ن وأطلب خبير أجنبى؟!
عمارة (يجلس ويضع ساقا فوق الأخرى) طبعا يا آدم.. هو دا اللى أنا أقصده..
آدم ودا نعمله فين يا أبو زمارة.. الصحافة ولا التليفزيون؟
عمارة فى أى مكان يا آدم، اللى إنت عايزه..
آدم صدق فكرة.. أحيانا الغباء بينفع برضه (يشاهده فى جلسته فيتحدث بشدة)
أبو زمارة؟
عمارة (يقف خائفا) تحت أمرك يا باشا..
آدم ما تنساش نفسك..
عمارة آسف يا آدم بيه
آدم (يعود للموضوع بهدوء) بس مش غريبة إن واحد غبى زيك يقول فكرة
زى دى لواحد ذكى وعبقرى زيى أنا..
عمارة أصلى قريت إعلان النهارده الصبح بيقول حاجه زى كدا..
آدم أه.. يعنى الفكرة مش من بنات أفكارك؟!
عمارة (بلامبالاة) لأه.. أنا ما عنديش بنات..
آدم مش باقولك غبى..
(يتوجه إلى خارج المسرح، ثم يقف يتحدث مرة أخرى)
عموما إتصل بأى شركة إعلانات وإديهم العنوان عشان يبعتوا مندوبهم..
وأنا طالع أرتاح شوية أصل أنا تعبت، شوف صاحى بقالى نص ساعة تقريبا
عمارة ضرورى يا فندم، هو أنت لاقى صحتك.. وكلها دقايق ويكون المندوب هنا
(يخرج آدم بيه، ويكمل عماره لنفسه)
عامل نفسه أذكى رجل فى العالم، وكل اللى قدامه أغبيا وما بيفهموش، مع إنه
(يخفض صوته) أغبى رجل فى العالم، بس هانقول إيه بقى.. معاه فلوس
ألا صحيح البنت إنصاف راحت فين؟
من ساعة ما دخلت تنضف أوضة المكتب.. (ينادى) إنصاف.. إنصاف..
إنصاف (تظهر على المسرح) نعم.. نعم يا أستاذ عمارة..
عمارة أيه؟ دخلتى المكتب وقولتى عدولى..
إنصاف أصل فيه كتاب شدنى، فقعدت …
عمارة (مقاطعا) شدك؟! شدك إزاى يعنى؟
إنصاف يعنى ها يمسكنى ويشدنى مثلا؟!
عمارة أمال شدك إزاى ومنين؟ فهمينى؟
إنصاف قصدنى جذبنى.. جذبنى..
عمارة جـ.. لأ.. خلينا فى شدك أسهل.. (بغباء) بعد ما شدك رحتوا فين بقى؟
إنصاف اللهم طولم يا روح.. بص يا أبو زمارة.. وأنا فى المكتب طلعت كتاب من
المكتبة وقعدت أقرا فيه شويه..
عمارة الـله.. هو إنتِ بتعرفى تقرى؟!
إنصاف يا أستاذ أبو زمارة.. إنت مش عارف إن أنا معايا بكالوريوس..
عمارة (بغباء) ودا كويس يا إنصاف؟!
إنصاف هو أيه اللى كويس؟!
عمارة الدوا اللى قولتى على إسمه دا؟
إنصاف آه.. كويس جدا..
عمارة (بحماس) ودا قبل الأكل ولا بعده، وكام مره فى اليوم؟
إنصاف يا رب صبرنى.. إفهم يا أبو زماره.. بكالوريوس دا إسم دوا.. يوه..
قصدى إسم الشهادة الجامعية اللى أنا أخدتها..
عمارة وأخدتيها منين؟ هه؟
إنصاف من الجامعة طبعا..
عمارة طب أنا عايز واحده.. هى بكام؟
إنصاف وعايزها ليه؟
عمارة (بذكاء) تجارة.. أتاجر فيها.. أشتريها ولما تغلا أبيعها..
إنصاف طب هاسأل وأقولك..
عمارة (سعيدا) ربنا يخليكى يا إنصاف.. وعموما هابقى أشوفك بحاجة كدا..
إنصاف (تنهى الموضوع) ماشى.. المهم إنت كنت بتنادى عليا ليه؟
عمارة (بشدة) الـله.. الـله..
إنصاف فيه أيه؟
عمارة إنتِ هاتقفى تتكلمى معايا كدا كتير، مش ها تصحى الهانم ولا أيه؟
إنصاف لسه على ميعاد صحيان الهانم شوية..
عمارة طب تعالى هاتى لى حاجة من المطبخ آكلها، أحسن داخل على نص ساعة
أهه من غير أكل إنصاف إنت ما بتشبعش أبدا.. إنت مش لسه واكل نص
فرخه؟
عمارة أعمل أيه يا إنصاف الشغل كتير والواحد بيتعب.. ولازم نتغذى كويس
عشان نقدر نشتغل.
إنصاف دا مش إذا.. دا إنتحار.. الأكل كتير كدا يبقى إنتحار..
عمارة لأه.. ما هو مادام الواحد بياكل بنظام، يبقى ما فيش مشكلة، كلام فى سرك
أصل أنا سألت فى الحكاية دى.
إنصاف وسألت مين بقى؟
عمارة سألت الواد كباظه صبى الحاتى اللى ع الناصية، ما هو أصله برضه ماشى
على نفس النظام..
إنصاف تقصد نفس الأسلوب: أبو بلاش كتر منه؟!
ص الهانم (تتثائب.. ولكن صوتها كأنه صوت أسد)
عمارة أهى الهانم صحيت..
إنصاف ربنا يستر بقى ويكون مزاجها كويس ع الصبح..
عمارة هى نامت كام ساعة النهارده؟
إنصاف داخله على عشرين ساعه..
عمارة بيتعبوا الجماعة دول..
ص الهانم (تنادى) إنصاف.. إنصاف..
إنصاف تحت أمرك يا هانم..
ص الهانم تعالى سندينى، عشان مش قادره..
عمارة إجرى بسرعه يا إنصاف..
إنصاف حاضر يا هانم.. دقيقه واحده (تخرج من المسرح)
عمارة (يقف مسقبلا الهانم التى لم تظهر بعد) أهلا يا هانم.. يا صباح الفل
والورد والياسمين
(تدخل الهانم، وترتدى ملابس منزليه راقيه، وخلفها إنصاف)
الهانم خلاص.. خلاص يا أبو زمارة.. إنت على طول بتزمر كدا؟!
عمارة أنا أصلى باقدم التحية ليكى يا ست الكل..
الهانم ماشى.. آه..
إنصاف مالك ياهانم؟
الهانم مش عارف يا إنصاف.. تعبانه..
إنصاف ألف سلامه يا هانم خير.. حاسه بأيه؟
الهانم مش عارفه.. جايز يكون ما نمتش كويس؟
إنصاف ممكن يا فندم.. حضرتك ما نمتيش غير عشرين ساعه بس النهارده..
الهانم مش باقولك.. أصلى حسيت بقلق.. قلت أقوم بقى..
إنصاف حضرتك تفطرى وتطلعى ترتاحى..
الهانم آدم بيه صحى؟
عمارة صحى يا هانم، وقعد هنا بتاع.. ربع ساعة..
الهانم (بدهشة) ربع ساعة كامله؟!
عمارة ما هو فعلا حس بإرهاق وتعب، فقال أطلع أرتاح شوية.. الله يكون فى عون
سعادته..
الهانم (بنهم) طب جهزولى الفطار.. أنا عايزه آكل..
إنصاف فيه حاجه معينه الهانم تحب تفطر بيها النهارده؟
الهانم أصل أنا ما ليش نفس فيا ريت حاجه بسيطة كدا..
إنصاف سندوتش مع شاى؟
الهانم ماشى..
إنصاف (تتجه للخارج) لحظة واحده..
الهانم (تنادى) إنصاف..
إنصاف (تعود) تحت أمرك يا هانم..
الهانم يعنى.. لو قبل السندوتش والشاى نص فرخة وحتتين لحمه يبقى أحسن..
إنصاف (بدهشة) أمرك يا هانم.. (تتوجه للخارج)
الهانم إنصاف.. إنصاف..
إنصاف (تعود) أفندم..
الهانم ممكن مع اللحمة ونص الفرخة، كام بيضة؟
إنصاف أمرك يا هانم..
الهانم طبعا الحاجات دى غير السلطة والخضار؟
إنصاف أمرك يا هانم.. (تخرج)
الهانم إنصاف.. إنصاف..
إنصاف (تعود) نــعم.. عايزه أيه يا اختى؟!.. عايزه أيه يا حبيبتى..؟!
(عمارة يحاول تهدئة إنصاف، التى تحاول أن تفلت منه لتهجم على الهانم)
عمارة مش كدا يا إنصاف.. إعقلى يا بنتى..
إنصاف خلاص يا عمارة.. الناس دول هايجننونى..أوعى سيبنى عليها..
عمارة يا بنتى كلى عيش واسكتى..
إنصاف (تهدأ) هو مصبرنا ع الغلب إلا لقمة العيش..
عمارة خلاص بقى.. خلاص..
إنصاف ماشى يا عمارة..
الهانم مالك يا إنصاف.. فيه حاجة؟
إنصاف (تتماسك) لأه يا هانم ما فيش حاجة، أأمرى يا هانم وأنا أنفذ.. حضرتك
عايزه حاجة تانية غير السندوتش والشاى والحتتين اللحمة ونص الفرخة
والكام بيضة دا غير السلطات.. لسه عايزه حاجة تانى؟!
الهانم مش.. عارفه.. حاسة إنى لسه فيه حاجة ناقصة..
إنصاف إفتكرى براحتك يا هانم..
الهانم (تفكر) ناقص أيه؟ ناقص أيه؟.. شوفى.. عشان أرتاح هادخل المطبخ
واختار براحتى..
إنصاف أحسن برضه.. اتفضلى..
(تخرج الهانم.. وخلفها إنصاف، عمارة يتابعهم بنظراته)
عمارة (لنفسه) كانت هاتضيع نفسها.. بس أنا لحقتها فى الوقت المناسب.. واللـه
برافوا عليك يا واد يا عمارة.. دايما أنت رجل المهام الصعبة.. على رأى
بتوع السيما..
(يتوجه إلى التيفون ويستخرج رقم من الدليل الموجود بجوار التليفون ويتصل بالرقم)
ألو.. شركة الإعلانات المصرية الدولية العربية الإفريقية العالمية المتحدة؟..
بتعملوا إعلانات؟ أيوه صحيح دى شغلتكم.. طب بتعملوا إعلانات ليه؟....
آسف.. الـله.. اللـه.. ليه كدا بقى؟ لأه أنا مش با هذر.... أيوه فاضى..
ليه؟ لا.. أنا مش باتصل عشان أتسلى، أنا عايز المندوب بتاعكم.. عندنا
إعلان.. لما يجى هايعرف كل حاجة.. ما أنا لو أعرف كنت قلت لك.. لأه
مش أنا صاحب الإعلان.. أنا عمارة أبو زمارة مديرأعمال سعادته.. سعادته
مين؟.. آدم بيه.. المليونير المــعروف.. عـايـزيــنه النهارده.. العنوان؟
إكتب عندك … فيلا الراحة.. شارع الرحرحه.. حى المرتاحين.. مع السلامة
(يضع السماعة ويكمل لنفسه)
غبى قوى الراجل دا.. وبيقول إنه مدير الشركة!! ربنا يستر بقى ويكون
المندوب بيفهم شوية أحسن آدم بيه ما بيحبش الأغبيا.. عنده حق.. أنا
كمان ما بحبش الأغبيا أبدا..
ص آدم بيه إنت يازفت.. إنت يا غبى.. (أبوزمارة يرتعد)
 
-------------- اظلام ----------------
 
المشهد الثانى:
--------------
(نفس ديكور المشهد السابق)
(تدخل الهانم إلى المسرح بصحبة إنصاف.. والهانم كأنها منتهية من الطعام حالا)
إنصاف بألف هنا يا ست هانم..
الهانم مرسى يا إنصاف..
إنصاف بس حضرتك أكلتك ضعيفه النهاردة..
الهانم مش باقولك يا إنصاف.. صاحيه من النوم النهارده، حاسه بشوية قلق
وتوتر مش عارفه ليه..
إنصاف خير يا هانم، هو حصل حاجه؟
الهانم شايفه العز اللى إحنا عيشين فيه يا إنصاف؟
إنصاف شايفه يا ست هانم.. شايفه..
الهانم الفلوس اللى ورثتها أنا، على الفلوس اللى ورثها آدم بيه.. حاجه كدا
مالهاش عدد..
إنصاف ربنا يزيد ويبارك يا ست هانم..
الهانم فعلا يا إنصاف.. الفلوس عماله بتزيد، وأى صفقة بندخلها، آدم بيه أو
أنا بنكسب فيها، رغم إننا بنكون داخلينها عشان نتسلى..
إنصاف سمعتها مرة زمان يا هانم..
الهانم هى أيه دى؟
إنصاف الدنيا بتجرى ورا اللى مش عايزها..
الهانم عندك حق يا إنصاف..
إنصاف (بغيظ) أمال أيه اللى مزعلك وموترك ومطير البرج اللى فاضل فى نفوخ
سعادتك؟
الهانم (لم تلاحظ الهدف من كلام إنصاف) اللى مزعلنى يا إنصاف الولاد..
إنصاف عتريس بيه والأنسه حميدة؟
الهانم أيوه..
إنصاف (تشرح بالكلمات وبيديها) ليه يا هانم، دا عتريس بيه.. نعم الشباب..
عرض ما فيش أحسن من كدا..
الهانم نعم؟!
إنصاف قصدى طول بعرض.. ولا الأنسه حميدة.. ونعم الهدوء.. هو يعنى لسانها
يعنى.. بس والنبى أموره..
الهانم (بانفعال) إنت هاتوصفى لى ولادى.. أنا عارفاهم كويس وعارفه كمان اللى
إنت مخبياه ومش عايزه تقوليه يا إنصاف (تهدأ) لكن اللى عايزه أقوله أنا
ما حدش بياخد كل حاجه.. فيه ناس فقيرة معدمة اللى بيقولوا عليهم دول
بياكلوها بدقة، الناس دى يا إنصاف أكيد مش قادرين يغيروا عربياتهم من
سنين، لكن أكيد، أكيد مرتاحين وأولادهم كويسين..
إنصاف (ضاحكة) هما دول الفقرا يا هانم؟!
الهانم أيوه يا إنصاف، أنا أعرف ناس عندهم نفس العربية من تلت وأربع سنين..
إنصاف (بأسى) وإنت بتدورى على ناس ليه تتكلمى عنهم وتقولى عليهم فقرا..
ما قدامك أهه..
الهانم وإنت مالك يا إنصاف.. إنت ما غيرتيش عربيتك السنة دى؟!
إنصاف يا ست هانم بلاش تريقة الـله يخليكى..
الهانم أنا باتكلم جد يا إنصاف.. لسه ما غيرتيش عربيتك..؟!
إنصاف يا هانم أنا ما عنديش عربية أساسا..
الهانم نعم.. مستحيل..
إنصاف مش مستحيل ولا حاجه.. إنتوا بس يا اللى فوق، ما تعرفوش حاجة عن
اللى تحت، وعمر ما حد فيكم بص لهم بعين الحقيقة، كل نظراتكم ليهم،
على إنهم عايزين يبتزوكم.. يسرقوكم وبس لكن اللى ما تعرفيهوش يا
هانم إن فيه ناس مش لاقين حتة يناموا فيها فى ليالى البرد تحت المطر،
فيه ناس بيكملوا عشاهم وعشا أولادهم نوم، فيه ناس يا هانم لسه مرتبها
الشهرى اللى بتعيش منه أسرة كاملة، ميه وخمسين جنيه فى الشهر..
الهانم ميه وخمسين جنيه؟ طب ويدفعوا أجرة البواب منين؟
إنصاف يا هانم بلاش تريقة..
الهانم أنا مش باتريق يا إنصاف، أنا فعلا مستغربة.. الناس اللى بتقولى عليهم
دول عايشين؟!
إنصاف طبعا عايشين..
الهانم إزاى؟
إنصاف كل همهم يلاقوا الميه وخمسين جنيه، ما عندهومش أى وقت يفكروا فى
غير كدا، ولو فكروا مرة يضيعوا، شغالين ليل نهار، مطحونين
وماحدش بيسأل عنهم، مالهمش خربوش ولا أنياب يا هانم 0
الهانم طب ودول فين، أنا عمرى ما شفت حد من النوعية دى.. لا.. إنت أكيد
بتهزرى!!
إنصاف أنا باتكلم جد يا هانم، إنزلى الشارع وإنت تشوفى بنفسك..
الهانم ما أنا بانزل وبألف بعربيتى..
إنصاف هاتشوفيهم إزاى وإنت ماليه عربيتك كلاب من كل الأصناف.. كلاب بتبص
من الشبابيك على الغلابا.. وإنتِ كل همك.. على كلابك، فرحانه بيهم..
الهانم بافسحهم يا إنصاف، با أبص عليهم أشوفهم مبسوطين ولا لأه..
إنصاف الكلاب مبسوطين والغلابا متغاظين..
الهانم (بحماس) أنا مرة يا إنصاف سمعت كلام بيتقال فى المناسبات اللى زى
دى.. بس مش فاكراه
إنصاف ما تتعبيش نفسك يا هانم، فى النهاية دى كلها مسألة أرزاق..
الهانم أيوه.. هو الكلام دا.. كل واحد وليه رزق يا إنصاف.. ومش إحنا اللى
بنوزعة..
(يدخل عمارة مسرعا)
عمارة آدم بيه طالب سعادتك فوق يا هانم..
الهانم ليه؟ هو مش ناوى ينزل النهاردة؟!
عمارة ما عنديش فكرة يا هانم، بس هو طلب منى إنى أبلغ حضرتك بإن حضرته
عايز يشوف حضرتك فوق فى غرفته..
الهانم وهو عامل إيه يا أبو زمارة؟
عمارة عامل إيه إزاى حضرتك؟
الهانم حالته.. مزاجه.. أصل إحنا ما إتقابلناش من شهر تقريبا..
عمارة هو إنتوا بتصحوا؟!
الهانم بتقول إيه؟
عمارة (يعدل الموقف) قصدى يا هانم: هو إنتوا بتفوقوا.. الله يكون فى العون
الشغل حملة كبير برضه..
الهانم خلاص.. خلاص.. أنا طالعة.. وأنت إنزل الجنينة، شوف الكلاب فطروا
ولا لسه..
عمارة سعيد الكلابظى فطرهم من بدرى يا هانم..
الهانم ما تقولشى عليه كدا يا أبو زمارة..
عمارة أمال أقول إيه يا هانم، مش دى شغلته؟
الهنم (بدلع) إسمه سعيد لولو..
عمارة (ضاحكا) دا لولو دا (يشير بيدية علامة الضخامة) دا يجى طن..
(تقترب منه إنصاف وتحاول أن توقفه عن الكلام..)
دا أنا مرة ظبته بياكل أكل الكلاب، والكلاب بتجرى وراه عشان تاخد أكلها
منه، ما هو أصل التخان دول يا ست هانم (إنصاف تحاول وهو يكمل..)
إسألينى عنهم.. أى واحد تخين.. إوعى يا إنصاف كدا.. أى واحد تخين يا
ست هانم..
إنصاف (تحاول تهدئة الموقف) أى واحد تخين بيبقى دمه خفيف يا عماره، زى
عتريس بيه.. البيه الصغير..
عمارة (يفهم، ويتحدث بخجل) أى واحد تخين يا هانم..بيبقى قلبه أبيض (يطيل
فى الكلمة) وروحه بيضا.. ودماغه بيضا..
إنصاف (لعمارة) يخرب بيتك، إسكت شويه.. (للهانم) أنا باقول يا هانم إن
حضرتك تطلع لآدم بيه أحسن عمارة دا فاضى..
الهانم (تخرج) عندك حق يا إنصاف.. وأنت يا أبو زمارة حسابك معايا بعدين..
عمارة (إلى إنصاف) تقصد أيه بحسابها معايا؟
إنصاف خلاص يا أبو زمارة الموضوع انتهى..
عمارة هو أنا عملت أيه يعنى؟
إنصاف ما قولت لك خلاص الموضوع إنتهى..
عمارة لأ لسه.. إنتِ مش سامعه بتقول أيه؟
إنصاف يا سيدى دول بينسوا.. بس أبقى حاسب على كلامك شوية وبلاش تتكلم
كتير..
عمارة أتكلم كتير؟!.. هو أنا باتكلم خالص..
إنصاف أبو زمارة.. قلنا خلاص..
عمارة طب تفتكرى البيه عايز الهانم فى أيه؟
إنصاف لأه.. كدا كتير.. كدا كتير فعلا..
عمارة أهو بنتسلى يا إنصاف يا أختى..
إنصاف يا عمارة يا أخويا.. نتسلى بأى حاجة.. مش بالكلام على الناس..
عمارة يووه.. دا إنتى النهاردة غريبة.. بجد غريبة خالص.. (يخرج) أنا
هاطلع أقعد مع سعيد الكلابظى أحسن..
إنصاف أحسن برضة..
(تٌخرج كتاب من ملابسها أو تأخذه من مكان كانت تخبأه فيه سابقا)
أقعد أكمل قرايه أحسن.. آدم بيه والست هانم، جايز ما ينزلوش تانى
النهارده..
(تجلس بطريقة أرستقراطية للقراءة بصوت مرتفع)
على الأمة اليوم أن ترى بعين الحقيقة، ما يحدث حولها فى العالم الخارجى
فالأمة العربية والإسلامية اليوم إن لم تكن شريكا فى عملية التطور والتقدم
بسبب تخلفها العلمى، فهى السوق الأول لإستهلاك منتجات هذا التطور،
وبيدها أن تقف موقف الند للند فى هذا السباق العالمى المحموم.. (تغلق
الكتاب وتتحدث).. فعلا.. دول حتى بيقولوا الزبون على حق.. لازم
نقف ونقبل ونرفض ويكون لنا موقف فى كل حاجة مادام فى إيدينا ورقة
ضغط مهمة زى دى..
(وهى تنهى حديثها يدخل إلى المسرح مندوب شركة الإعلانات وهو شاب نحيف طويل
يرتدى نظارة ويدعى على الساعى الواعى ويدخل منفعلا)
على أيه دا؟ أيه اللى بيحصل دا يا جماعة؟
إنصاف (تقف مضطربة وتخفى الكتاب) بسم الله الرحمن الرحيم.. بيطلعوا منين
دول..!!
على بقى دا معقول يا أنسة؟ بقى فيه إنسان عاقل يعمل كدا؟!
إنصاف (تخفى الكتاب وتجيبه باضطراب شديد وإنفعال يعبر عن مدى السخط الكامن
بداخلها) آخر مرة يا باشا.. أحلف لحضرتك إنها آخر مرة.. خلاص..
هابطل أقرا من النهارده.. أقول لحضرتك حاجة، أنا أمية.. مالهم الأميين
اللى ما بيعرفوش يقروا؟ مالهم.. حلوين خالص.. دول حتى لما أكتشفوا
فايدة الأمية قالوا نعممها فى المدارس، تصدق إن فى المدارس دلوقتى
بيهتموا بالشكل والزى والحمامات والملاعب، وما عادشى حد بيسأل على
التعليم.. عارف.. أنا أعرف أولاد خلصوا الإعدادية وما بيعرفوش يقروا
ولعلم حضرتك بقى، هى وجهة نظر، خلق أجيال أمية كل همهم هو
المظهر والموضة والفيديو كليب، أجيال تستهلك بس، وجهة نظر..
حضراتكم عندكم حق...
على (بدهشة) حضراتنا مين؟ ووجهة نظر أيه؟! هو إنتى بتتكلمى كدا ليه؟!
إنصاف باقول لحضرتك يعنى.. خلاص يا باشا.. هابطل قرايه..
على تبطلى قرايه؟!.. ليه؟
إنصاف مش حضرتك زعلان وأول ما دخلت عليا ولقتنى قاعدة أقرا رحت مزعق
وقايل إن ما فيش إنسان عاقل يعمل كدا؟! خلاص إطمن..
على لأه يا آنسة، أنا باتكلم على اللى شوفته برة فى جنينة الفيلا..
إنصاف (تهدأ) وشفت أيه فى جنينة الفيلا بقى؟
على شفت اللى لا يسر عدو ولا حبيب يا آنسه....
إنصاف شفت أيه.. خلصنى؟
على شفت كلاب مالهاش عدد..
إنصاف دى الهانم..
على نعم؟!
إنصاف قصدى.. دى الهانم هى اللى مربية الكلاب دى..
على بالعدد دا.. وقاعدين فى بيوت فخمة بالشكل دا.. ولا الأخ التخين دا..!!
إنصاف سعيد لولو؟!
على إسمه لولو؟
إنصاف سعيد الكلابظى.. وشهرته سعيد لولو..
على بس على فكرة باين عليه حقانى.. حقانى قوى..
إنصاف ليه بقى؟
على لقيته بيقسم الأكل على تلاته.. يرمى تلت للكلاب وتلت له وتلت لواحد تانى
كدا قاعد معاه وفرحان قوى..
إنصاف أكيد دا عمارة..
على وأيه دا كمان؟
إنصاف دا مدير أعمال آدم بيه..
على ألا بالحق.. هو فين؟
إنصاف هو مين؟
على اللى عايز يعمل الإعلان..؟
إنصاف يعمل إعلان؟.. ألا أنت تطلع مين بقى؟
على أنا على.. على الساعى الواعى.. مندوب شركة الإعلانات المصرية
الدولية العربية الإفريقية العالمية المتحدة..
إنصاف وعايز إيه بقى يا أخ واعى..؟
على (بإنفعال) أنا مش عايز.. إنتوا اللى عايزين..
إنصاف عايزين أيه؟
على بصى.. أنا هاحكيلك وإنتى وضميرك بقى.. إحنا قاعدين فى حالنا، كافين
خيرنا شرنا، وعلى حين فجأة، سمعنا جرس الهاتف، رفعنا السماعة
وقولنا ألو … جانا الندا..
إنصاف جالكم الندا..؟!
على أيوه.. جالنا الندا.. وإحنا خير من يلبى الندا..قوليلى بقى: هو فين..
الأمور الحبوب اللى عايز يعمل إعلان.. هه.. هوفين؟
إنصاف أنا بصراحة ما أعرفشى حاجة عن الموضوع دا خالص.. إنت متأكد إن حد
من هنا هو اللى إتصل بيك؟
على طبعا.. مش دى فيلا الراحة..؟
إنصاف أيوه..
على شارع الرحرحه..؟
إنصاف بالظبط..
على حى المرتاحين؟
إنصاف الـله يريحك.. هو دا العنوان مظبوط يا ساعى..
على خلاص.. يبقى أنا عندى حق..
إنصاف طب دقيقة واحدة.. أجيبلك عمارة وهو يتصرف معاك.. (تتوجه للخارج)
على اللــه.. اللـه.. بقى دى الأصول يا آنسه..
إنصاف (تعود) فيه حاجة يا أستاذ على؟
على (برومانسية مصطنعة) يعنى أنا أكلمك عن نفسى وأحكيلك خصوصياتى،
وإنتى كدا تتقلى عليا..؟!
إنصاف أتقل عليك؟!
على طب حتى أعرف إسمك..
إنصاف إسمى إنصاف..
على إخص عليكى يا إنصاف.. للدرجة دى هانت عليكى العِشرة..؟
إنصاف عِشرة إيه يا راجل إنت؟!
على لأه.. ماكانشى العشم أبدا.. (بهدوء) ألا بالحق يإنصاف يآختى..
إنصاف (بدهشة) نـــــعم..؟!!
على (يتجاهل دهشتها) هو إنتى موقعك أيه فى الفيلا دى..
إنصاف موقعى هنا: عاملة نظافة..
على (يقلدها فى دهشتها) نـــــعم؟!! عاملة نظافة..؟!
إنصاف (بضيق) أكل عيش يا حضرة.. بعد إذنك.. (تخرج)
على (لنفسه) عاملة نظافة؟!.. بقى الجمال دا يا ناس، يشتغل عاملة نظافة؟
أمال البرنسيسات يبقوا أيه؟ نجوم السينما يبقوا مين يا هووه.. الواحد
خلاص هايتجنن..، وأيه الفيلا الشيك قوى دى؟ أنا صحيح طول عمرى
أسمع عن حى المرتاحين، لكن ما كنتش أتخيل إنه يبقى بالشكل دا
وبالحلاوة دى.. يا سلام..
(يدخل عمارة إلى المسرح مهللا.. ومرحبا..)
عمارة أهلا.. أهلا.. حللت أهلا ونزلت سهلا ورحلت فحلا و..
على أيه؟!.. أيه؟! بتقول أيه يا خويا؟ رحلت أيه؟!
عمارة ما تاخدشى فى بالك يا أستاذ على.... على فكرة إنصاف قالت لى على كل
حاجة..
على (بانفعال) الخاينه..
عمارة الخاينه؟! تقصد مين؟
على إنصاف..
عمارة ليه بس..؟
على بقى أنا أتبحبح معاها بكلمتين، تتقوم ما تصدق وتجرى تنقلك الكلام؟
عمارة أنا قصدى إنها جت بلغتنى بوصول حضرتك..
على برضه.. اللى ينقل الصغير ينقل الكبير يا أخى.. بلاش كدا، هى الناس
إتغيرت كدا ليه، زمان الكلام دا ماكانشى يحصل أبدا.. أبدا..
عمارة أنا مش فاهم حاجة، هو أيه اللى ماكانشى بيحصل أبدا؟
على مش عارف؟.. ولا عامل نفسك مش عارف يا لئيم، يا أروبه؟ (كأنه
يتحدث إلى طفل)
عمارة بصراحة يا عمو مش عارف..
على (بإنفعال) يا راجل.. أنا هنا بقالى ساعة، وما حدش سأل فيّه.. فين
المشاريب؟
عمارة (بدهشة) المشاريب؟ أنت قاعد فى غرزة؟!
على قصدى.. المشروبات.. لزوم الضيافة يعنى..
عمارة يا سيدى بسيطة، حضرتك تشرب أيه؟
على أى حاجه سٌخنه بس تكون بعد الساقع.. ماشى..
عمارة (لم يفهم) أه..؟!
على أى حاجة سخنه.. بس بعد شوية..
عمارة وبعدين..؟!
على ولا قبلين.. هات لى بقى حاجه ساقعه..
عمارة ما ترسالك على حل يا جدع إنت.. عاوز حاجه ساخنه ولا حاجه ساقعة..؟
على أقولك.. نبدأ بالسخن..
عمارة (ينادى) عبده.. يا عبده.. حاجه ساقعه للبيه..
على (يندهش ثم يغير الموضوع) ماشى.. نتكلم فى الشغل بقى..
عمارة وماله، نتكلم فى الشغل، نتكلم فى الفيلا، نتكلم فى أى مكان يعجبك، إحنا
بيهمنا..
على باين على حضرتك بتتمتع بذكاء عالى قوى.. ذكاء رهيب..
عمارة طبعا.. (وكأنه يقول سر) أمال بقى لما تقابل آدم بيه، هاتقول إنك عمرك
ماشفت ولا هاتشوف ذكاء بالشكل دا، أصله أذكى منى بشوية..
على (ساخرا) ربنا يستر.. المهم.. خلصنى وشوف عايز تعمل الإعلان فين؟
عمارة إعلان؟! أنا مش عايز أعمل إعلانات يا أخويا..
على مش حضرتك إتصلت وطلبتنى..؟؟
عمارة أيــوه..
على عشان أيه؟
عمارة آدم بيه اللى قالى أتصل بيكم وأسيب خبر إن مندوبكم يجى هنا..
على لــــيه..؟
عمارة عشان الإعلان..
على أيوه.. أهو أنا جيت أهه.. نتكلم بقى فى الإعلان..
عمارة (بخوف) لأه.. لأه.. أنا ما ليش دعوة.. (صارخا بشكل كوميدى) ما
ليش دعوه..
على هو فيه أيه يا أخ عمارة، هو أنا قلت حاجة غلط..؟
عمارة أنا هاجيبلك آدم بيه، هو اللى هايتكلم معاك.. (يخرج من المسرح)
على ربنا يسترها ونطلع من هنا على خير..
(يدخل عبده حاملا صينية عليها مشروب)
عبده إتفضل يا بيه..
على شكرا يا..
عبده محسوبك عبده ذكى أبو المفهومية..
على كمان.. (بانفعال) هلوا.. هلوا..
عبده (خائفا) فيه أيه يا بيه، حضرتك بتعمل كدا ليه؟!
على (تخطر على باله فكرة) طب قولى يا عبده يا ذكى يا أبو المفهومية …..
عبده (ببلاهه) أقولك أيه؟
على معانا عشرة جنيه، وعايزين نقسمها عليك إنت، وإنصاف وعمارة يبقى كل
واحد يطلع له كام؟
عبده (مفكرا) أنا خمسه.. و.. و.. إنصاف وعمارة خمسة، وإن ما رضيوش،
آخدها أنا برضه.
على أيه الذكاء دا، لأ فعلا ياواد ذكى..
عبده تأمر بحاجة تانيه يا بيه؟
على (يشرب العصير مرة واحدة) عايز حاجة أشربها..
عبده أمال أنت كنت بتعمل أيه دلوقتى؟
على دلوقتى أنا شربت خلاص، وباقولك عايز حاجة تانية، يا للا عشان أحبك..
عبده (بسعادة) تحبنى..
على آه..
عبده طب وأنا هاقبض أيه بقى؟
على أشوفك بحاجة بس بعد ما اتفق على الإعلان وأمضى العقد..
عبده حيث كدا بقى، بلاش حاجه تشربها، واشوفلك حاجه تاكلها أحسن..
على أهو أنت كدا فعلا عبده ذكى أبو المفهومية..
(صوت آدم بيه يقترب، ومعه عمارة)
ص عمارة اتفضل يا أدم بيه..
عبده يا خبر أزرق على كحلى.. دا آدم بيه جاى، بعد إذنك (يجرى)
على بتجرى ليه؟
عبده أحسن آدم بيه يشوفنى..
على وفيها أيه لما يشوفك؟
عبده يشوفنى؟؟!! دا أنا هنا بقالى سبع سنين لا شافنى ولا شفته.. (يجرى)
على أيه الحكاية؟ الناس اللى هنا دول مالهم..
(يدخل آدم بيه وعمارة إلى المسرح)
آدم (يتثاءب) آه.. هو فين؟
عمارة أهو يا فندم موجود وتحت أمرك.. تعالى يا متهم..
على (مهددا) وبعدين يا عمارة، إلزم حدودك أحسن أقوله..
عمارة (خائفا) استر عليا ربنا يسترك..
آدم أنت مندوب شركة الإعلان؟
على أى نعم..
آدم (باشمئزاز) وعايز أيه؟
على (بضيق) حضراتكم اتصلتم وقلتم عايزين مندوب الشركة المصرية الدولية
العربية الإفريقية العالمية المتحدة للدعاية والإعلان.. حصل..
آدم حصل يا أبو زمارة..؟
عمارة حصل يا سعادة البيه..
آدم يبقى حصل يا مندوب الشركة..
على بناء على ذلك الذى حصل، أنا جيت يا فندم.. حضراتكم عايزين تعملوا إعلان
عندنا، صح؟
آدم إحنا عايزين يا أبوزمارة؟
عمارة أيوه يا سعادة البيه..
آدم خلاص، يبقى إحنا عايزين يا مندوب شركة الإعلانات..
على الحمد لله..
آدم معلهشى يا مندوب، أصلى ما نمتش كويس وعشان كدا تلاقينى مش مركز..
على ما فيش مشكلة سعادتك، نتكلم فى الشغل بقى؟
آدم لأه، إحنا نتكلم هنا أحسن..
على (يندهش) اللى تشوفه حضرتك
آدم قولى يا.. هو أنت إسمك أيه يا مندوب؟
على اسمى على يا فندم، على الساعى الواعى..
آدم شوف يا أخ ساعى، الحكاية باختصار شديد، لأن أنا وقتى مش ملكى،
ودايما مشغول، حتى إسأل أبو زمارة..
عمارة فعلا يا آدم بيه، وقت حضرتك مش ملكك..
على يا فندم من غير ما أسأل، أنا عارف، وقت حضرتك من دهب..
آدم وعشان وقتى من دهب، فالحكاية باختصار شديد ومن غير لف ودوران،
ومن غير مقدمات..
على يا ريت تدخل فى الموضوع يا فندم..
آدم الـله.. هو أنا لسه ما دخلتش فى الموضوع يا أبو زمارة؟
عمارة لسه يا فندم..
آدم طب اسمعنى كويس يا ساعى يا واعى.. وركز، لأن أنا وقتى جواهر ثمينة
والكلام اللى باقوله مش هاعيده تانى..
على اللهم طولك يا روح..
آدم (يتابع) الحكاية يا سيدى إن أنا با تمتع بذكاء حاد وعبقرية لا توصف ونادرا
ما يوجد مثلها على وجه البسيطة.. حلوه البسيطة ديهة يا أبو زمارة؟
عمارة كلها عبقرية ورومانسية يا آدم بيه..
آدم عندك حق يا أبوزمارة، المهم يا واعى، أنا باتمتع بفراسة وبعد نظر.. و..
على يا فندم واضح.. واضح جدا..
آدم وعشان كدا.. أنا مش سعيد..
على ليه يا فندم؟ أنا شايف إن سعادتك عندك الفلوس، وعندك الأسرة، وعندك
الذكاء زى ما بتقول..
آدم عندى.. كل دا عندى وزيادة شوية..
على أمال فيه أيه بقى؟
آدم مشكلتى يا أخ واعى إنى مش لاقى حد يفهمنى، حد يكون مستوى ذكاءه قريب
من مستوى ذكائى
عمارة فعلا يا آدم بيه.. مشكلة ومالهاش حل.. (على ينظر إليهم ويتابعهم مندهشا)
آدم ودا اللى مطير النوم من عينى يا أبو زمارة..
عمارة ومطيرة من عينى أنا كمان يافندم..
آدم ليه يا عمارة، إنت بتعانى من نفس المشكلة ولا أيه؟
عمارة لأ يا فندم، أنا النوم طاير من عينى عشان خاطر سعادتك..
آدم والـله فيك الخير يا أبوزمارة..
عمارة يا آدم بيه إن ماكنتش أحمل هم حضرتك فى أزمتك، أمال هاحمل هم مين
يعنى؟
على (لا يتحمل ما يحدث) نعم يا أخويا أنت وهو..
عمارة فيه أيه يا على يا ساعى؟
على إنتوا هاتخلصونى فى يومكم دا ولا أيه الحكاية بالظبط؟
عمارة طب وأنت متضايق من أيه؟
على عايز أمشى، أنا ما ليش دعوه بالتخاريف بتاعتكم دى.. أنا عايز أروح..
عمارة لأه... إلزم حدودك واعرف إنت بتكلم مين.. (يهجم عليه)
آدم سيبه يا عمارة.. دا شخص غبى ولازم ناخده على قد عقله..
على (يتماسك) طيب يا آدم بيه، وواحده وواحده..
آدم ماشى واحد واحده... جايز تفهم..
على حضرتك وعايز واحد ذكى، إحنا بقى كشركة إعلانات مالنا ومال الموضوع دا
بقى؟
آدم فهمه يا أبو زمارة.. أحسن أنا ما عنديش خلق أتعامل مع الأنواع دى من
البشر، أنا صابر عليك بالعافية يا أبو زمارة..
عمارة أمرك يا سعادة البيه.. تعالى يا إبنى وأنا هافهمك.. ركز معايا عشان أنا ما
باحبش الأغبيا..
على (بنفاد صبر) حاضر، أنا مركز أهه..
عمارة إحنا عشان نحل المشكلة الخطيرة دى، اللى هى: إنه يكون فيه حد ذكى يقدر
يفهم آدم بيه عشان نحل المشكلة الخطيرة دى عايزين خبير لحلها..
على (بدهشة) عايزين خبير يحل المشكلة؟
عمارة طبعا..وهى دى مشكلة سهلة ولا بسيطة؟
على وبعدين؟
عمارة وعشان نطلب خبير لحل هذه المشكلة، يبقى لازم نعمل إعلان نطلب فيه
الخبير دا.. صح؟
على صح..
عمارة شفت بقى إن أنت لو عندك شوية عقل أو شوية ذكاء، كنت فهمت لوحدك
وريحتنا..
على (لينهى الموضوع) عندك حق.. أنا غبى.. أنا هاجى فين جنب عباقرة زيكم
آدم خلاص، مافيش مشكلة.. تعالى هنا يا مندوب..
على أمرك يا باشا..
آدم أنا ما يهمنيش الفلوس..
على أكيد يا فندم..
آدم ولعلمك أنا باتعامل مع أكبر شركات دعاية فى البلد.. لكن فى الموضوع دا أنا
عايزه يحاط بالسرية التامة..
على أمرك يا آدم بيه..
آدم عايز إعلان على صفحة كاملة فى كل الجرايد والمجلات..
على وعايز الموضوع يحاط بسرية تامة..
آدم أيوه طبعا..
على طب يا فندم الحكاية مش مستاهله بقى نعمل إعلان على صفحة كاملة فى كل
الجرايد والمجلات.
آدم إحنا مش إتفقنا إن أنا ما يهمنيش الفلوس..
على ولو يا فندم..
آدم مش باقولك ياعمارة مش لاقى حد يفهمنى..
عمارة (لا يفهم ولكنه يجارى آدم) نعم.. أيوه عندك حق يا آدم بيه..
على ليه بس كدا يا آدم بيه، دا أنا بادور على مصلحتك..
آدم يا إبنى أنا عارف أنا باعمل أيه، ولما أقول حاجة تعرف إن أنا باقول الصح
لأن أنا عبقرى وما فيش زيى، أنا أيه يا عمارة؟
عمارة عبقرى..
آدم عبقرى بس يا عمارة؟
عمارة وما فيش زيك يا باشا..
على إنتوا أحرار، أنا هاوجع دماغى ليه.. أنا هاعملكم كل اللى إنتوا عايزينه،
إعلان على صفحة كاملة وفى كل الصحف والمجلات..
آدم أهو كدا..
على أيه بقى المطلوب كتابته فى الإعلان يا آدم بيه؟
آدم طلع ورقة وقلم وأكتب..
(يخرج ورقة وقلم ويكتب خلفة)
على اتفضل يا آدم بيه.. أنا جاخز..
آدم يسر آدم بيه، صاحب نظرية العلم فى الراس مش فى الكراس، أن يعلن عن
حاجته لخبير وشكرا..
على (بدهشة) هو أيه اللى شكرا؟!
آدم خلاص الإعلان خلص..
على هما دول الكلمتين اللى هانشرهم فى الصفحة كلها؟
آدم أيوه..
على طب إزاى؟ دا إعلان فى الإعلانات المبوبة، بالكتير قوى ربع عمود على ربع
صفحة..
آدم (بانفعال) أنت مالك، أنت تسمع اللى باقولك عليه وبس، وكل اللى عليك تنفذ
مباشرة وبدون تعليق
على (خائفا) حاضر.. حاضر يا فندم.. المهم دلوقتى، الدفع هايكون كاش ولا
بشيك..؟
آدم شيك طبعا.. عمارة..
عمارة أمرك يا آدم بيه..
آدم دفتر الشيكات من تحت المخدة....
عمارة (يخرج مسرعا) حاضر يا فندم..
على دفتر الشيكات تحت المخدة؟
آدم أيوه، أصلى باخاف عليه ليتسرق..
على (لنفسه) ولو اتسرق هاينفع اللى هايسرقه بإيه؟ دا أيه الذكاء دا يا عالم..؟!
عمارة (يعود مسرعا، حاملا دفتر ضخم، مثل دفتر المأذون) دفتر الشيكات يا آدم
بيه..
آدم تعالى يا إبنى (عمارة يحمل الدفتر ويتوجه إلى آدم بيه) إفتحه بقى..
على كل دا دفتر شيكات..؟
آدم مش على قد ثروتى يا غبى..
على طبعا.. طبعا.. يا أذكى رجل فى العالم.. اتفضل آدى بيان بالأسعار (يعطية
ورقة)
آدم (ينظر فى الورقة ثم يمضى الشيك ويقطع ورقة ضخمة) خد الشيك أهه،
ونزل الإعلان بقى..
على تحت أمر سعادتك..
آدم بسرعة.. وهاتاولى الخبير..
عمارة (بصوت مرتفع) هاتوله الخبير..
 
--------------------- اظلام ------------------------
 
المشهد الثالث
---------------------
 
(نفس ديكور الفيلا، يضاف إليه مكتب صغير يجلس خلفة آدم بيه ـــ – أصوات فى الخارج ــ يقف أمامه عمارة ويمسك فى يده بكشف كبير)..
آدم لسه كتير برة يا أبو زمارة؟
عمارة يجى مية وخمسين خبير يا آدم بيه..
آدم كل اللى إمتحنتهم لغية دلوقتى ما ينفعوش يا عمارة..
عمارة (بدهشة) الـله.. أمال حضرتك قلت لهم هاتصل بيكم ليه؟
آدم يعنى أنا قلت ليهم كلهم هاتصل بيكم، يبقى أنا كدا موافق عليهم كلهم؟!
عمارة مش حضرتك اللى قلت..!!
آدم ما هو دا النظام يا عمارة، تروح تمتحن فى أى مكان، يبصولك من فوق
لتحت، ويقولولك هانتصل بيك..
عمارة بس يا فندم دول فعلا فيهم ناس عباقرة، يعنى الراجل دا الخبير فى القنابل
اللى إسمها الذرية والنووية دى، الراجل العاطل اللى قال إنه قاعد صايع
وضايع ومش لاقى شغل..
آدم أيوه، مش القصير دا..
عمارة هو يا فندم..
آدم بصراحة شكلة مش عاطفى..
عمارة طب والبنت اللى كلها حماس، اللى قالت إنها خبيرة فى.. فى العلم النفساوى
دا..
آدم لأ.. دى لابسة نظارة مش ظريفة.. وكمان تسريحة شعرها ما فيهاش
رومانسية..
عمارة ألا هو حضرتك عايز خبير فى أيه يا آدم بيه؟
آدم (بلامبالاة) أنا عارف.. مش دى كانت فكرتك يا أبو زمارة..
عمارة طب والناس اللى برة دول؟!
آدم دخلى كدا اللى عليه الدور.. أدينا بنتسلى..
عمارة (يقترب من الباب وينادى) السيد.. شريف أبو دم خفيف.. شريف أبو دم
خفيف، إدخل يا أبو دم خفيف..
(يدخل شريف أبو دم خيف، له نظرات حادة ماكرة.. ويتكلم بطريقة الشباب الفافى "
الدلع ".. وهو يتصنع ذلك حيث انها ليست طبيعته)
شريف أيوه.. أيوه أنا شريف أبو دم خفيف، أى خدمة؟
عمارة نـــــــعم..
شريف مش حضرتك بتنادى عليا؟
عمارة أيوه..
شريف وأنا جيت أهه.. عايز أيه بقى..
عمارة يا راجل إنت هنا اللى عايز.. مش إحنا..
شريف لأه طبعا.. حضراتكم اللى عايزين.. مش حضراتكم عملتولى إعلان فى
الجرنال وطلبتم منى الحضور، وأهه.. أنا جيت..
عمارة إحنا طلبنا خبير..
شريف ما هو أنا الخبير المطلوب..
آدم يا إبنى دا إختبار، عشان أختار أفضل خبير فيكم..
شريف يبقى أكيد حضرتك آدم بيه..
آدم أيوه أنا آدم بيه..
شريف (يجلس كأنهم أصدقاء) أهلا يا آدم، عامل أيه؟
آدم كويس.. وأنت..
عمارة يا خبر أحمر على فوشيا (يجرى ناحية شريف ويحاول أن يرفعه) قوم يا
جدع أنت وأقف مكانك أنت مش عارف أنت بتكلم مين؟
شريف عارف يا سيدى.. أنا هنا مع صديقى آدم باشا.. المهم يا آدم إنت كنت
عايزنى فى أيه؟
آدم مش لما أختارك الأول وأوافق عليك يا..
شريف اسمى شريف أبو دم خفيف..
آدم دا اسمك، ولا الدلع؟
شريف لأه.. دا إسمى، الدلع بقى شريف الأذعر..
عمارة (ضاحكا) الأذعر؟!!
شريف أيوه يا أبو زمارة.. وبص لنفسك الأول..
عمارة الـله.. دا عارف اسمى يا آدم بيه؟
آدم أمال، مش خبير.. باين عليه خبير أروبه يا عمارة..
شريف ها.. ندخل فى الموضوع يا باشا..
آدم موضوع أيه؟
شريف حضرتك محتاج لخبير.. والخبير قدامك أهه.. اتفضل إتكلم.. أنا سامعك..
آدم يا سيدى هانتكلم فى كل حاجة بالتفصيل بس لما..
شريف (مقاطعا) عندك حق.. لازم الجماعة اللى برة يمشوا الأول.. مشى الناس
اللى برة يا عمارة..
عمارة (يجرى) حاضر.. حاضر يا شريف يا أبو دم خفيف..
آدم (مناديا بشدة) عمارة.. عمارة..
عمارة (يعود بسرعة خائفا) تحت أمرك يا أدم بيه..
آدم أيه اللى أنت عملته دا؟
عمارة آسف يا باشا..
آدم ترد كدا وتجرى..
عمارة آخر مرة سعادتك..
آدم المرة دى هاسامحك، لكن بعد كدا..
عمارة أنا عارف إنى غلطت وكان لازم آخد تعليماتى من حضرتك.. وأوعد حضرتك
إنها مش هاتتكرر تانى..
آدم لأه يا غبى أنا قصدى على أسلوبك مع سيادة الخبير، آخر مرة تنادى علية
باسمه من غير ألقاب فاهم يا أبو زمارة؟
عمارة (متعجبا) أمرك يا آدم بيه..
آدم يالـله نفذ أوامر سيادة الخبير ومشى العيال اللى برة دول.. (يخرج عمارة)
شريف الظاهر إن إحنا هانتفاهم بسرعة..
آدم أكيد طبعا.. (يجلس أمامه على الأرض متوسلا) المهم دلوقتى هاتحل لى
مشكلتى يا أستاذ شريف يا أبو دم خفيف؟
شريف طبعا يا آدم.. كل مشاكلك هاحلها.. بس إيدك ع النقدية..
آدم النقدية؟!
شريف طبعا.. إنت راجل أعمال وعارف.. (يقف، يغير لهجته) أبجنى وأريحك
آدم (بدهشة، يقف ويلتفت باحثا عن مصدر الصوت) الـله.. الصوت دا جاى
منين.. سمعت حاجة يا سيادة الخبير؟
شريف (يعود إلى لهجة الدلع).. أنا؟.. أبدا..
آدم أصلى سمعت، صوت كدا.. فكرنى بمحمود المليجى فى أدوار العنف..
شريف يبقى أكيد حد من الجيران فاتح التليفزيون..
آدم (معجبا) فعلا.. أكيد.. وعرفتها إزاى دى يا عبقرى..
شريف (يتعجب ثم يكمل) عرفتها إزاى؟!.. مش خبير بقى يا آدم..
آدم نرجع لموضوعنا.. كنت باقول لحضرتك يعنى ممكن تحل لى مشكلتى؟
شريف (يغير لهجته، ناظرا الناحية الأخرى، أو متوجها ليجلس) ما قولتلك طبعا
المهم إنت تأبجنى وأنا أريحك..
آدم (يلتفت يمينا ويسارا باحثا عن مصدر الصوت) الصوت دا جاى منين..؟
شريف (يعود إإلى لهجة الدلع) بتقول حاجة يا آدم بيه؟
آدم بيتهيألى سمعت صوت كدا زى ما يكون ذكى رستم فى أفلام..
شريف ما قولتك تليفزيون الجيران.. ودا بقى أكيد فيلم رصيف نمرة خمسه..
آدم هو محمود المليجى فى رصيف نمره خمسه؟
شريف أصلهم غيروا القناة..
آدم (بإعجاب) فعلا.. خبير.. نرجع لموضوعنا.. أنا مشكلتى كبيرة وعشان
كدا أنا عملت الإعلان أطلب فيه الخبير.. وبعد ما وقع الإختيار عليك..
نتكلم بقى فى المهم.. هاتحل لى المشكلة؟
شريف (يقول كلمة بصوت أجش ثم يمسك نفسه، قبل أن يغير لهجته) طبعا..
طبعا، بس يعنى الفلوس، أنا خبير غالى شوية وتسعيرتى فى عالم الخبرا
معروفة..
آدم (ينظر ناحية الشباك ضاحكا) تليفزيون الجيران برضه!!.. يا شريف ما
تتكلمش معايا فى الفلوس..
شريف (يفهم خطأ وينفعل) لأه.. الفلوس هى الأساس عندى.. إنت عايز تستغلنى
وتاكل عرقى وتضيع مجهودى وعلمى ولا أيه؟
آدم أنت فهمتنى غلط، أنا قصدى ما تحملش هم الفلوس، كل اللى تأمر بيه
تحت أمرك، المهم تحل لى المشكلة..
شريف قلت لك كل مشاكلك هاحلها.. ها.. نبدأ بالمشكلة الكبيرة..
آدم (سعيدا) أكبر مشكلة كدا مرة واحدة؟!.. طب نبدأ بالصغير الأول..
شريف شوف يا آدم.. أنا بصفتى خبير وما فيش منى (يقف فى مكان مرتفع كأنه
يخطب ويتكلم بلهجة معتدلة) باقولها كلمة والكل لازم يسمعنى.. طول ما
بنأجل المشاكل الكبيرة، وبندور على حل للمشاكل الصغيرة، لا هانحل
الكبير ولا هانحل الصغير.. (ينزل)
آدم الـله.. هو صوتك اتغير ليه كدا؟
شريف (مرتبكا) من الحماس والإنفعال بس..
آدم طب الكلام اللى قولته وإنت فى الحماس والإنفعال دا، يعنى أيه يا عبقرى؟
شريف يعنى نبدأ بالكبير والصغير أكيد هاينحل لوحده..
آدم بس أنا كان قصدى نبدأ بالصغير ونكبر واحده واحده..
شريف بصفتى خبير وما فيش منى إتنبن..
(من فوق مكان مرتفع كأنة يلقى خطبة مرة أخرى وتكلم بلهجة معتدلة أيضا)
باقولها كلمة والكل لازم يسمعنى.. لو بدأنا بالصغير نفسنا هانقطع وصبرنا
هاينفذ قبل ما نوصل للكبير.. وبكدا هانبقى عملنا زى اللى رقصوا على
السلالم (شريف يرقص ويصفق) زى اللى رقصوا على السلالم..
آدم الـله.. إنت بتعمل أيه يا شريف؟
شريف بارقص على السلالم..
آدم طب إنزل أحسن تقع.. إنزل.. إنزل عشان نكمل كلامنا..
شريف (ينزل) نرجع بقى لموضوعنا.. أيه هى أكبر مشكلة عندك..
آدم (بأسى) مش لاقى حد يفهمنى..(دخول موسيقى حزينة) حاسس إنى وحيد
فى الدنيا دية، كان نفسى حد من ولادى يطلع لى، ويورث عنى الذكاء
والعبقرية، سبب تعبى الوحيد يا شريف وسبب تعاستى إن أولادى مش
وارثين عنى الصفة دية.. لدرجة إنى فكرت أخلف تانى، بس خفت.. خفت
أزود الكارثة قولت مش جايز اللى يجى دا يكون أنيل من الموجودين؟ وبدل
مايبقى عندى اتنين يبقى عندى تلاتة.. أنا كل أملى يبقى عندى وريث يبقى
شبهى، وارث منى ذكائى وعبقريتى.. وياريت كمان يكون واخد تقاطيعى
المسمسة.. (نهاية الموسيقى)
شريف (مفكرا) فعلا.. مشكلة.. بس قبل مانتكلم فى الحل.. ممكن أشوف سبب
المشكلة..؟
آدم سبب المشكلة؟
شريف أيوه.. سبب شقاءك وتعاستك.. هما فين..؟
آدم تقصد مين؟
شريف أولادك.. هما فين؟ (يدور فى المكان)
آدم وهما دخلهم أيه بس يا سيادة الخبير..؟
شريف سيبنى.. سيبنى أشوف شغلى يا آدم.. وبعدين لازم أعرف كل حاجة عشان
ما نكررشى المأساة ولا إنت مش عايز تحل المشكلة؟
آدم أمال أن جابك ليه؟
شريف خلاص سيبنى أشوف شغلى.. وهات لى الأولاد.. أحاول معاهم.. وإن ما
أمكنش يبقى ندور على حلول أخرى..
آدم خلاص اللى تأمر بيه يا سيادة الخبير..(مناديا) يا عمارة.. هات له الأولاد
 
---------------- اظلام ----------------------
 
الفصل الثانى
-------------
المشهد الأول
---------------
(نفس ديكور المشاهد السابقة، يجلس شريف أبو دم خفيف، ويقف أمامه عمارة أبوزمارة)
شريف أنا كدا مضطر أبلغ آدم بيه يا أبو زمارة..
عمارة ليه بس يا سيادة الخبير..؟
شريف تعليمات سيادته بتقول إنك تجيب لى عتريس بيه على وجه السرعة، وأنا
أهه قاعد بقالى ساعتين ولا فيه عتريس ولا غيرة.. بقى دا كلام؟ عايشين
فى بيت واحد وما تعرفوش هو راح فين؟
عمارة هو يعنى هو بإيدى يا شريف بيه، ما أنا قدامك أهه، كلمته يجى خمس
مرات على المحمول وما فيش فايده، كل مرة خارج الخدمة، بس لو أعرف
حضرتك عايزة ليه؟
شريف لازم أعملة إختبار ياعمارة..
عمارة ليه بقى؟
شريف آدم بيه عايز وريث فى مستوى ذكائه، ولأن دايما الأباء ما يعرفوش حاجة
عن أولادهم، فأنا قلت جايز يكون فيه أمل.. فقلت أقابله وأعرف..
عمارة طب وإن ماكانشى فيه أمل..؟
شريف يا سيدى وقتها نشوف حل تانى، إحنا ورانا أيه..
عمارة على رأيك.. ما أنت هاتاخد على قلبك قد كدا..
شريف إنت هاتنق من أولها.. بطل رغى واتصل بيه تانى..
عمارة (يتوجه إلى التليفون ويتصل).. ألو..
ص عتريس ألــــــو..
عمارة إنت فين يا عتريس بيه؟
ص عتريس أنا هنا..
عمارة عايزين حضرتك وشريف بيه قلقان..
ص عتريس شريف بيه مين؟
عمارة دا الخبير اللى آدم بيه عينه..
ص عتريس آدم بيه مين؟
عمارة آدم بيه والد حضرتك..
ص عتريس (بإنفعال) والدى.. أبويا جرى له أيه؟
عمارة آدم بيه بخير، ونايم فوق..
ص عتريس ألو..
عمارة أيوه يا عتريس بيه..
ص عتريس مين معايا..؟
عمارة أنا عمارة أبو زمارة يا عتريس بيه..
ص عتريس عمارة أبو زمارة؟ لأه ما فيش حد هنا بالإسم دا..
عمارة أنا.. أنا عمارة أبو..
ص عتريس (مقاطعا) ما قلت لك النمرة غلط يا بارد..
عمارة يا عتريس بيه.. الـله.. دا قفل السكة..
شريف دا باين عليه فى عالم تانى خالص..
عمارة شفت بقى أهو أنا عملت اللى عليا أهه
شريف طب إتصل تانى وأنا اللى هاتكلم.. أنا هاعرف اتفاهم معاه..
عمارة (يتصل) أهه.. خد يا شريف بيه معاك جرس..
شريف (يأخذ السماعة).. ألو..
ص عتريس النمرة غلط يا مغفل..
شريف مش حضرتك عتريس بيه إبن العبقرى آدم بيه؟
ص عتريس تقريبا..
شريف تقريبا؟!.. طب مش حضرتك صاحب القوام الرشيق والعيون الساحرة
ص عتريس لأه.. عيونى عسلية..
شريف أيوه.. صاحب العيون العسلية..؟
ص عتريس أنا يا سيدى.. أنا المذكور أعلاه..
شريف أهلا وسهلا..
ص عتريس أهلا وسهلا؟! مكلمنى عشان تقولى أهلا وسهلا..؟ أنت مين يا جدع
إنت؟
شريف (بحرج) أنا شريف أبو دم خفيف.. الخبير اللى..
ص عتريس بطل رغى واختصر.. عايز أيه؟
شريف مش هاينفع فى التليفون، أنا فى إنتظارك فى الفيلا..
ص عتريس ليه يعنى؟
شريف مقابلة مهمة هاتحدد مستقبل أصحاب الفيلا..
ص عتريس طيب.. إنت قلت إنك قاعد فين..؟
شريف فى الفيلا..
ص عتريس أيوه فين يعنى..؟
شريف فى صالة الفيلا..
ص عتريس طب أنا نازلك..
شريف نازلى؟ لهو أنت فين؟
ص عتريس أنا فى أوضتى يا غبى..
شريف يا فندم كدا.. قفل السكة..
عمارة أوعى تزعل يا شريف بيه، هو عتيس بيه كدا على طول بس قلبه أبيض
شريف (بانفعال) أنا.. أنا يتعمل فيا كدا.. كل اللى حصل دا لازم يعرفه آدم بيه
الولد التافه دا لازم يتلم..
(يدخل عتريس إلى المسرح وهو شاب ضخم، 30 عام تقريبا، يبدو أبله بعض الشىء، يرتدى شورت وتى شيرت وألوان زاهية مزركشة..)
عتريس مين الحيوان اللى كان بيتصل بيّه دلوقتى، مين الغبى اللى صحانى من
النوم، بقالى 12 يوم نايم فى حالى كافى خيرى شرى، يجيى واحد
هلفوت يتصل بيّه ويصحينى؟!
عمارة (ضاحكا ويشير إلى شريف) دا.. شريف أبو دم خفيف، هو اللى كان
بيتصل بيك..
عتريس (يهجم على شريف) إنت.. إنت اللى قلقت منامى وقطعت على حبل
أحلامى..
شريف (خائفا ويجرى وهو يشير إلى عمارة) لأه.. مش أنا.. دا عمارة أبو
زمارة.. أنا برىء.. برىء إلحقنى يا أبو زمارة..
عمارة ألحقك وأضيع أنا..
(لا يستطيع شريف أن يهرب من عتريس أكثر من ذلك فيرتمى فوق أحد المقاعد
وفوق منه عتريس الذى يقول)
عتريس إنطق.. عايز أيه؟.. اتكلم أحسن أخلص عليك..؟
عمارة (بشدة) إلحقونا يا عالم.. إلحقونا يا خلق هووه.. عتريس ها يخلص
على شريف.. عتريس ها يخلص على شريف..
شريف (من أسفل عتريس) إنت هاتغنى يا أبو زمارة.. ما تلحقنى يا بنى آدم..
عمارة يا عتريس بيه.. (يجذبه بهدوء) يا عتريس بيه.. عايزينك فى المطبخ
عتريس (بسعادة) عايزينى فى المطبخ.. حاضر.. حاضر.. (يخرج)
شريف أيه دا؟.. إنتوا عايشين مع الكائن دا إزاى؟
عمارة بس قلبه أبيض..
شريف قلبه أبيض أيه يا راجل (يعدل من ثيابه) دا كائن غريب.. وأيه اللى هو
لابسه دا؟
عمارة وطى صوتك أحسن يسمعك..
شريف اللى يسمع يسمع، بلاش دوشه..
(يدخل عتريس)
عمارة بتقول أيه؟
شريف (يشاهد عتريس) باقول دا فعلا قلبه أبيض.. ودمه خفيف يا عمارة..
وأوعى.. وأوعى يا عمارة تغلط فى عتريس بيه، الشاب الظريف اللطيف
عترس عمو.. عمو..
شريف أنا..؟
عتريس أيوه يا عمو.. مش حضرتك عمو يا عمو؟
شريف (كأنه يدلل طفل) أيوه.. أنا عمو..
عتريس (بشدة) إنت عبيط يا جدع أنت؟
شريف الله ماكنت كويس حالا.. فيه أيه؟
عتريس أنا اللى عايز أعرف، إنت هنا ليه وعايز أيه؟
شريف أنا هنا عشان أدرس الحالة عن قرب يا عتريس بيه.. ودا بأمر من السيد
والدك آدم بيه..
عتريس حالة أيه بقى اللى بتدرسها عن قرب؟
شريف أصل السيد والدك فى حاجة إلى وريث..
عتريس فى حاجة إلى عتريس؟! أبويا هايجيب عتريس غيرى.. (صارخا ويهجم
على شريف) الحقينى يا أمه..
شريف ألحقنى يا أبو زمارة..
عمارة (يجلس واضعا ساقا فوق الأخرى) يا عم.. هو أنا لاقى صحتى.. كل
شوية إلحقنى..
عتريس وانت بقى اللى هاتجيب له عتريس غيرى.. أنا لازم أخلص عليك قبل ما
تعمل العملة دى..
شريف (من أسفل عتريس) إنت فهمتنى غلط يا عتريس بيه، أنا ما قولتش كدا
عتريس أمال قولت أيه؟ إنطق؟
شريف سيبنى الأول، هاتودى نفسك فى داهية عشان واحد ما يستاهلشى..
عتريس (يقف) واحد مين اللى ما يستاهلشى؟
شريف (يقف ويعدل من ثيابه ويشير ناحية عمارة) عمارة أبو زمارة..
عمارة أنا؟ طب وأنا مالى؟!
عتريس أيوه صحيح هو ماله؟
شريف ما هو أول المستفيدين
عتريس إزاى بقى؟
شريف مش لما أنت تموتنى هاتروح السجن وهو بقى..
عتريس (مقاطعا) لأه.. مش هاروح السجن..
شريف لأه هاتروح..
عتريس مش هاروح، ما ليش مزاج، أنا حر.. (يهجم عليه)
شريف (يجرى أمامه) خلاص مش هاتروح إنت حر..
عتريس أيوه كدا..
شريف أيه دا بقى..؟.. كل كلمة تضرب.. هو أنت أيه يا أخى.. ما عندكشى
إخوات صبيان ولا أيه؟
عتريس لأه ما عنديش، خلصنى بقى عشان مش فاضى.. عايز أيه؟
شريف هو سؤال واحد قد كدا (يشير علامة الصغر) شايف صغير قد أيه؟
عتريس ومعطلنى وعامل الغاغة دى كلها عشان سؤال قد كدا..؟ أنا أتسأل سؤال قد
كدا برضه يا أبوزمارة؟
عمارة لأه يا فندم.. هو يقصد سؤال مهم وكبير قوى، بس عشان عبقرية حضرتك
مش هاياخد غير وقت صغير قد كدا..
عتريس طب إسأل وخلصنى..
شريف لازم تعرف الأول إن فيه تغيرات كتير هاتحصل فى الفيلا دى، والتغيرات دى
متوقفه على إجابتك للسؤال دا..
عتريس (لا يفهم ويعتقد أن هذا هو السؤال وينظر ببلاهه إلى عمارة) هو دا
السؤال..؟
شريف (بدهشة) سؤال أيه؟
عتريس الكلام اللى كنت بتقوله دا.. هو دا السؤال يعنى؟ عايز أعرف بس فين
السؤال؟
شريف لسه.. أنا لسه ما سألتش..
عتريس لسه ما سألتش؟! مش باقولك أخرتك قربت..
شريف خليك مطرحك وأوعى تتحرك، أنا باحذرك، أى حركة تانية أنا مضطر أبلغ
مضطر أبلغ آدم بيه..
(عتريس يتعصب، وعمارة يضحك ويقترب من شريف ويهمس)
عمارة ما بلاش تهدده بآدم بيه..
شريف (يهمس أيضا) ليه يا عمارة؟ فهمنى الـله لا يسيئك..؟
عمارة دا موضوع قديم يطول شرحه دلوقتى، هابقى أحكيلك عليه بعدين، المهم
دلوقتى خلص معاه..
شريف شوف يا عتريس بيه، سؤال الذكاء باختصار شديد: الفرخة والا البيضة
مين فيهم اللى جه الأول؟
عتريس والـله.. ما بتفرق معانا.. الفرخة الأول البيضة الأول.. كله هايتاكل..
هايتاكل..
شريف لا.. دا إنت فى التراوة خالص.. أنا قصدى مين فيهم اللى إتوجد الأول..؟
عتريس اتوجد فين يا جدع أنت؟
شريف اتوجد على الأرض؟
عتريس طب والحاجات دى هايسيبوها على الأرض ليه؟
شريف (بانفعال)أمال فين؟
عتريس الفرخة آكلها أنا والبيضة خليها لك..
شريف لا.. دا أنت حالة صعبة قوى، الـله يكون فى عونك يا آدم بيه.. طب ممكن
أسأل سؤال تانى؟
عتريس وبعدين.. وبعدين..
عمارة سؤال واحد كمان عشان خاطرى أنا يا عتريس بيه
عتريس سؤال واحد عشانك بس يا أبو زمارة؟
عمارة ماشى..
عتريس (إلى شريف) خلاص إسأل.. سؤال واحد عشان أبو زمارة..
شريف بلاش البيضه والفرخة.. لو في يوم.. لو حصل فى يوم يعنى وشركات
والدك أعلنت إفلاسها هاتعمل أيه؟
عتريس (صامتا وينظر إلى أبوزمارة)
شريف ما تجاوب..؟
عتريس جاوب ياأبو زمارة..
عمارة أنا؟
شريف أنا با أسألك أنت يا عتريس بيه؟
عتريس الـله.. مش قلنا السؤال دا عشان أبو زمارة؟
شريف لأه..السؤال ليك إنت.. لو شركات والدك أعلنت إفلاسها، هاتعمل أيه؟
عتريس شركات والدى..؟
شريف أيوه..
عتريس ما فيش مشكلة.. البركة فى شركات ماما..
شريف (بضيق) ولو شركات ماما أعلنت إفلاسها؟
عتريس يبقى البركة فى شركات بابا.. ها 00 (ضاحكا)
شريف (بغيظ شديد) لو شركات بابا وماما؟
عتريس تبقى بصرة.. وهاشمت فيهم الجوز.. ها..
شريف (يكظم غيظه) خلاص يا عتريس بيه.. ممكن حضرتك تطلع تكمل نوم..
عتريس أنا باقول كدا أحسن برضة.. اللى يفلس يفلس … إحنا مالنا.. (يتوجه
للخارج ويشير ناحية شريف ويوجه حديثه إلى عمارة).. ألا مين دا يا
أبوزمارة؟
عمارة دا الخبير الجديد اللى معينه آدم بيه..
عتريس ودا خبير فى أيه؟
عمارة والـله ما أنا عارف..
عتريس خبير أيه يا راجل..؟.. دا شكلة سوابق.. (يخرج)
عمارة (إلى شريف) أيه رأيك بقى فيه؟.. مش قلبه أبيض؟
شريف قلبه أيض أيه يا راجل.. (يتلفت خائفا).. دا كله أبيض.. أبيض فى
أبيض..(يجلس)
عمارة تحب أجيب لحضرتك الأنسه حميدة هانم؟
شريف لأه، شوفى لى حاجه أكلها أحسن.. الواحد خلاص مش قادر.. دا أنا
عايز أجازة ست شهور..
عمارة بدون مرتب؟
شريف (بشدة) لأه.. بدون مرتب أيه؟.. أنت إتجننت؟
عمارة يا شريف بيه دا أنت لسه فى أول يوم..
شريف اليوم فى الفيلا دى بسنه يا أبوزمارة..
عمارة على كدا لو حسبت مرتبى (يحسب) اليوم بسنة.. وأنا شغال هنا بقالى..
شريف (بغيظ) إنت بتعمل؟
عمارة باحسب مرتبى..
شريف بتحسب مرتبك؟؟!!
عمارة أيوه.. دا الجماعة دول يطلعوا مديونين ليه بشىء وشويات..
شريف صبرنى يا رب..
عمارة الـله.. مش إنت اللى بتقول يا أستاذ شريف..
شريف باقول أيه؟
عمارة بتقول اليوم هنا بسنة..
شريف وأنا لما أقول اليوم بسنة، تقوم تصدق وتحسب مرتبك..؟
عمارة مش إنت الخبير..
شريف طب خلاص.. أنا مش ناقص..
(فترة صمت ينشغل خلالها عمارة بأى شىء وشريف يفكر، ثم يسأل
عمارة)
ألا قولى يا أبو زمارة؟
عمارة تحت أمرك يا سعادة البيه..
شريف الست هانم فين دلوقتى؟
عمارة فوق.. نزلت شوية أكلت وطلعت تانى..
شريف وهاتنزل تانى إمتى؟
عمارة لأه.. النهارده خلاص.. بكرة بقى وعليك خير..
شريف طب والهانم.. من نوعية آدم بيه كدا والا..؟
عمارة لأه.. دى نوع تانى خالص..
شريف نوع تانى إزاى يعنى؟
عمارة (يقترب منه ويتلفت يمينا ويسارا ويتحدث وكأنه يلقى بسر) أصلها..
أصلها واحده ست..
شريف (لا يستوعب) واحده ست؟ مش فاهم..؟
عمارة يعنى مش من نفس النوع بتاع آدم بيه لأن هو واحد راجل، لكن هى واحده
ست..
شريف يا سلام..
عمارة أى والـله …
شريف حقيقى برافوا عليك يا أبو زمارة..
عمارة (سعيدا) أيه رأيك بقى فى الذكاء والعبقرية دى؟
شريف لا.. دا إنت حالة نادرة..
عمارة (ببلاهه).. لأه.. أنا عمارة أبو زمارة..إنت نسيت ولا أيه؟
شريف كمان..!!.. تصدق إنت لازم يتعملك تمثال..
عمارة تمثال؟ ليه يا شريف بيه؟
شريف يعنى.. حاجه كدا تخلد ذكراك، لإن أنت ما فيش منك..
عمارة لأ فيه..
شريف فيه منك؟
عمارة (سعيدا) أيوه طبعا..
شريف فين يا راجل؟
عمارة إنت ما بتتفرجشى على تليفزيون والا أيه؟
شريف تليفزيون؟؟
عمارة أيوه..
شريف فى عالم الحيوان؟
عمارة لأه.. فى نشرات الأخبار..
شريف حرام.. اللى بيحصل دا حرام.. ممكن تسكت يا عمارة..
عمارة حاضر هاسكت خالص.. مش هاتكلم ألا مانت تسألنى.. أنت تسأل وأنا
أجيب..
شريف دا أيه الثقافة دى كلها..
عمارة مش مدير أعمال آدم بيه..
شريف طب قولى.. الهانم طيبة كدا زى آدم بيه؟
عمارة لأه.. دى أعبط منه..(خائفا) قصدى.. قصدى.. أعظم..
شريف ما تخافش ياعمارة.. اتكلم براحتك وقول الحقيقة.. أنا هنا عايز أعرف
الحقيقة..
عمارة مش ها تفتن عليا..
شريف لأه..
عمارة آدم بيه مفكر نفسه أذكى واحد فى الدنيا..
شريف دى أنا عارفها..
عمارة الست هانم بقى مش طالعة لآدم بيه.. أصلها طالعه لعتريس بيه..
شريف هى اللى طالعة ليه برضة والا هو اللى طالع ليها
عمارة هما الإتنين طالعين لبعض..
شريف طب كمل..
عمارة أنا قصدى طالعه لعتريس بيه مش فى الشكل، لكن فى حاجات تانيه..
شريف زى أيه؟
عمارة طول ما بتكلمها فى الأكل تحبك..
شريف خلاص.. أنا كدا فهمت..
عمارة فهمت أيه؟
شريف (مفكرا) دا البيت كله طلع حكاية.. والله دى باينها هاتلعب معاك يا شريف
يا أبو دم خفيف، وأيام العذاب والشقى مش ها ترجع تانى..
عمارة بتقول أيه يا شريف بيه؟
شريف باقول ارحلى يا أيام الضنك وبالأحضان يا أيام الهنا..
(يفتح ذراعيه.. وعمارة يعتقد أنه يريد أخذه بالحضان فيفتح ذراعيه هو
الأخر)
(تدخل الموسيقى الخاصة بالأغنية)
(الأغنية..)
عمارة يا عم بتقول أيه؟
شريف باقول ارحل يا ضنك..
عمارة بيقول ارحل يا ضنك..
شريف وتعالى يا هنا..
عمارة وتعالى يا هنا..؟؟‍
ومنين يــجيى الــهــنــا؟
مش شايف اللى إحنا فيه
كـــل الـلــى مــعـاه جـنـيه
عـــامــــل نــفـســه بــيــه
شريف هـو الجنيه … هو الجنـيه
الـلى حـاطـط عيـنى عليه
عمارة ودا عايزه ليه؟ عايزه ليه؟
شريف ما أنا برضه عايز أكون بيه
ولا إنت يا عماره رأيك أيه؟
عمارة دا أنت الخبير يا سعادة البيه
ويصح اللى تقول عليه....
بس انت برضه بتقول أيه؟
شريف باقول ارحل يا ضنك..
عمارة بيقول ارحل يا ضنك..
شريف وتعالى يا هنا.. تعالى يا هنا..
 
---------------- اظلام ----------------------
 
المشهد الثانى
------------------
 
(يقف عمارة ويرد على التليفون..)
 
عمارة أيوه يا أستاذ شريف.. أيوه أنا باغت حميده هانم بإن حضرتك عايزها.. نعم
هى موجوده وفى إنتظار حضرتك.. لأه ما إتكلمتش معاها فى حاجة.. خلاص
ماشى.. مع السلامة..
(يضع السماعة).. رجل ظريف قوى شريف دا.. وعمل جو فى الفيلا..
بقى فيه حاجه كدا.. كنا زمان اللى ننام فيه نصحى فيه، بس أنا مش عارف
هو ناوى على أيه بالظبط.. الأمور كلها داخله فى بعضها والحكاية مشبكة..
هه.. أنا مالى.. أهو أنا باتفرج والسلام..
(يدخل آدم بيه)
آدم بتتفرج على أيه يا أبو زمارة؟
عمارة (مرتبك) على.. على الأراجوز يا آدم بيه..
آدم آراجوز؟؟
عمارة أيوه.. أصل كان فيه أراجوز قدام الفيلا، والعيال إتلموا يتفرجوا، النفر
بربع جنيه، رحت أنا دافع خمسين قرش و..
آدم فرق حثه..؟
عمارة أيوه يا باشا، فرق جثه.. وقعدت مع العيال، واتفرجت بقى..
آدم وانبسطت؟
عمارة قوى يا باشا، يا ريتك كنت معايا..
آدم نعم؟؟
عمارة آسف يا آدم بيه.. يا ريت حضرتك كنت معايا..
آدم غبى.. وهاتفضل طول عمرك غبى.. ها.. الأستاذ شريف فين؟
عمارة كان معايا على التليفون حالا.. وقال إنه جاى عشان يقابل الأنسة حميدة هنا
آدم (بانفعال) يقابلها هنا فى بيتى؟.. هى حصلت..؟
عمارة (يحاول تهدئته).. إهدا بس يا باشا.. أمال ها يقابلها فين؟
آدم فى أى حته، لكن هنا فى بيتى؟ يا آدى الفضيحة.. يا آدى العار.. أورى
وشى للناس إزاى؟
عمارة (يعيش الدور وينفعل هو الآخر) عندك حق يا آدم بيه.. الكلام دا لا يمكن
يحصل عندنا أبدا أنا لازم أقتله واشرب من دمه.. (صارخا).. النار ولا
العار يا آدم..
آدم (يدور خلف عمارة).. النار ولا العار يا عمارة..
عمارة النار ولا العار يا آدم..
آدم النار ولا العار يا عمارة..
عمارة إيدك على ألفين جنيه يا آدم بيه؟
آدم ليه يا أبو زمارة؟
عمارة دول العربون اللى هادفعه لسبع الليل..
آدم ومين سبع الليل دا؟
عمارة اللى هايقتل شريف أبو دم خفيف.
آدم وهايقتله ليه؟
عمارة (بانفعال) عشان نلم الموضوع وندارى الفضيحة..
آدم موضوع أيه وفضيحة أيه؟
عمارة موضوع الأنسة حميده وشريف أبودم خفيف
آدم (و كأنه يتذكر فجأة) بس يا غبى إنت بتقول أيه؟
عمارة با قول ندارى الفضيحة يا آدم بيه..
آدم فضيحة أيه يا إبنى.. مش إحنا اللى جايبينه عشان يدرس الحالة فى الفيلا
مع كل الأفراد ويدور لى على حل لمشكلتى..
عمارة آه..
آدم مش هو قابل عتريس ولسه هايقابل حميدة..؟
عمارة يا سلام على العبقرية والدماغ الصاحية.. إنت عارف يا آدم بيه لولا ذكاء
حضرتك دا كان شريف راح فطيس ضحية إشاعات.. وإنت عارف بقى..
كلام الناس كتير..
آدم عندك حق يا عمارة.. لو الناس تبطل كلام..
عمارة (بدهشة).. ويعيشوا خرس؟؟!!
آدم بتقول أيه؟
عمارة حضرتك يعنى بتقول الناس يبطلوا كلام.. فأنا مستغرب.. الناس هايعيشوا
خرس يعنى ولا أيه مش فاهم؟
آدم يبطلوا كلام يا عمارة، زى ما انت لسه قايل.. يعنى يبطلوا يجيبوا فى
سيرة الناس..
عمارة (ببلاهه) ها.. ها.. الناس بيجيبوا فى سيرة الناس..؟ حضرتك يا آدم
بيه كدا يعنى أحيانا بتقول حاجات كدا يعنى.. (مستخفا بآدم) يعنى..
حاجات الواحد ما ياخدشى عليها ولا يصدقها
آدم (بشدة) عمارة..
عمارة تحت أمرك يا آدم بيه..
آدم إنت نسيت نفسك يا عمارة.. وأنت عارف لما بتنسى نفسك باعمل فيك أيه؟
عمارة (خائفا) خلاص يا آدم بيه، آخر مرة يا باشا.. مش هانسى نفسى تانى..
آدم إرفع أيدك ع الحيطة يا عمارة.. لازم أذنبك.. إنت خلاص هاتطير البرج
اللى فاضل فى دماغى..
عمارة هاسكت.. مش هانطق.. شوف هاسكت أهه (يضع يده فوق فمة)
آدم (ينشغل لحظة، ثم يتحدث إلى عمارة).. ألا قولى يا عمارة، اللقاء بين
شريف وعتريس إبنى أسفر عن أيه؟
عمارة (صامتا)
آدم لما أكون باكلمك ترد عليا يا حيوان..
عمارة مش باقولك عليك حاجات..
آدم لما أكلمك ترد..
عمارة ما هو لو إتكلمت، حضرتك هاتذنبنى ع الحيط..
آدم لأ.. إتكلم وما تخافش.. لقاء عتريس أسفر عن أيه؟
عمارة (يتعجب) أسفر..!! أصفر أيه يا آدم بيه؟ دا كان لابس أخضر على أحمر
آدم (بضيق) وبعدين.. وبعدين ياعمارة..
عمارة بشويش عليا يا آدم بيه.. لازم حضرتك تراعى الفرق اللى بينى وبينك..
آدم (يهدأ) عندك حق.. كنت هافقد أعصابى.. بس الحق يتقال ياعمارة، إنت
فظيع ولا تطاق لكن عبقرى زيى، لازم يصبر على غبى زيك..
عمارة أيوه.. صح كدا..
آدم أيه بقى اللى حصل ما بين شريف وعتريس؟
عمارة (ضاحكا) كل خير.. إسمع يا سيدى.. عتريس بيه بهدل الجدع اللى إسمه
شريف دا وفى الآخر قال عليه مش خبير..
آدم أمال قال عليه أيه؟
عمارة نصاب..
آدم (بانفعال).. شريف طلع نصاب..؟.. يادى المصيبه..
عمارة (يهدأه) دا عتريس بيه اللى بيقول كدا..
آدم آه.. طب وحد ياخد على كلام عتريس برضه..
عمارة كان عندى سؤال يا آدم بيه؟
آدم إسأل يا أبو زمارة..
عمارة هو شريف أبودم خفيف دا هنا ليه؟
آدم إنت لسة جاى تسأل دلوقتى.. وبعدين ما هى كانت فكرتك..
عمارة فكرتى؟.. أنا برىء.. أنا مظلوم..
آدم برىء ومظلوم أيه يا غبى ركز معايا..
عمارة (يقترب) أهه..
آدم مش إنت اللى إقترحت إنى أجيب خبير يحل لى مشكلتى..؟
عمارة اللى هى أيه بقى؟
آدم اللهم طولك يا روح.. اللى هى إنى مش لاقى حد يفهمنى وأولادى فى عالم
تانى دا غير إنهم مش واخدين حاجة منى، عشان كدا شريف بيحاول
يدرس أحوال أهل الفيلا واحد واحد، عشان يحل المشكلة..
عمارة وهايحلها إزاى؟
آدم ما أعرفش..
عمارة يعنى هو هايعرف عنك إنت يا عبقرى؟
آدم طبعا.. مش خبير..
عمارة أيوه صحيح.. طب هو قال إن مافيش أمل من عتريس بيه..
آدم يبقى مافيش قدامنا غير الإنتظار، لما نشوف هايعمل إيه مع الهانم الكبيرة
وحميدة..
عمارة أكيد مافيش أمل برضه..
آدم (ينظر إليه معاتبا ولكنه لا يعلق، فيكمل قائلا) وقتها بقى يدور على أى
حل.. المهم ينقذنى من اللى أنا فيه.. أنا لازم ألاقى حد يفهمنى.. حد من لحمى
ومن دمى يكون فى مستوى ذكائى وعبقريتى.. أنا خايف يا أبو زمارة..
عمارة (بحماس سريع ويبحث عن مكان) خايف.. طب إجرى استخبى..
آدم أستخبى أيه يا غبى.. أنا باقولك خايف من بكرة..
عمارة (بنفس الحماس) ألفين جنيه لسبع الليل وهو يخلص عليه..
آدم يخلص على مين؟
عمارة على بكرة دا، اللى إنت خايف منه..
آدم إرفع إيدك ع الحيط يا أبوزمارة..
عمارة خلاص هاسكت..
آدم إنت خنقتنى..
عمارة ياآدم بيه، مش حضرتك اللى بتقول إنك خايف..
آدم بكرة يا غبى يعنى المستقبل.. خايف إن السلالة تتمحى وما يبقاش لى أى
أثر..
عمارة أولادك موجودين يا باشا..
آدم إنت مش لسه قايل إن الخبير قال مافيش أمل وأنا عايز واحد فى عبقريتى
وذكائى.. باختصار عايز واحد يبقى آدم تانى.. فهمت يا أبوزمارة؟
عمارة وشريف بقى هو اللى ها يحل المشكلة دى؟
آدم هو قالى هايحلها.. أمال هو خبير ليه؟
عمارة أنا كدا قربت أفهم..
آدم أخيرا..
عمارة ما هو يا دوب يا آدم بيه..
آدم المهم دلوقتى إنه يدرس الأمور بسرعة.. لإن أنا عايز أخلص من الموضوع
دا بسرعة أعمالى كلها متعطلة، والنوم طار من عينى، تصدق إمبارح ما
نمتش غير عشر ساعات بس..!!
عمارة الـله يكون فى عونك يا آدم بيه..
فعلا دى حكاية تطير النفوخ..
آدم واحد غيرى كان زمانه بيكلم نفسه..
عمارة (ببلاهه) هو ينفع؟
آدم هو أيه اللى ينفع؟
عمارة إن الواحد يقعد مع نفسه ويتكلم معاها..؟
آدم (بنفاذ صبر) ينفع يا عمارة..
عمارة (بذكاء) طب لو الكلام كتر فى القعدة ومسكوا فى خناق بعض، مين بقى
اللى هايسلك؟
آدم (يهجم) المرة دى مش ها سيبك.. مش هاسيبك يا أبوزمارة..
عمارة (يجرى) إلحقونى.. إلحقونى..
(يدخل شريف، ويشاهد ما يحدث، فيذهب نحو آدم بيه لتهدئته)
شريف فيه أيه بس يا آدم بيه.. أيه اللى حصل بس؟ (عمارة يقف فى جانب
وينتظر..)
آدم هايجننى.. عليه غباء يكفى نص سكان الكرة الأرضية..
شريف إهدا بس.. هو إنت يعنى لسه جاى تتعرف عليه..
آدم كل شىء له حدود يا شريف..
شريف اطلع إنت بس أستريح.. وأنا هاتصرف..
(آدم يخرج وهو يتمتم بألفظ وعبارات..)
عمارة أنا مظلوم يا أستاذ شريف.. هو اللى عمال يقول كلام غريب..
شريف خلاص ياعمارة.. سيبك من الموضوع دا دلوقتى.. أمال الأنسة حميده
فين؟
عمارة تلاقيها برة فى جنينة الفيلا..
شريف لأه مش فى الجنينة..
عمارة أنا شايفها من شوية..
شريف هو أنا جاى من السقف؟ داخل الفيلا ببراشوت..؟ ما أنا جاى من البوبة
الرئيسية وبعدين عديت على الجنينة وما شفتش حد غير الجدع المليان دا
اللى قاعد مع الكلاب..
عمارة طب ديقيقة واحده وأنا أطلع أجيبهالك..
(يخرج عمارة ويقف شريف وحيدا)
شريف (بعد أن يتأكد من كونه وحيد فى المكان)
لازم أكون هادى جدا مع حميدة دى.. أه لو قدرت أكسب قلبها يبقى كدا
لعبتها صح.. هما صحيح بيقولوا عنها كلام مش كويس، لكن بقى
الضرورة تبيح المحظورات، أتجوز واحده زى دى، مهما كانت، وأعيش
هنا، أحسن ألف مرة.. ألف مرة مين؟ مليون مرة من العيشة اللى أنا
عايشها.. عشر سنين قاعد مش لاقى شغل، عشر سنين عايش عاله على
غيرى، الكل بقى بيبص لى زى ما أكون كلب جربان، لو كان أبويا سابنى
أتعلم أى صنعة كان زمانى بالقط رزقى من هنا ولا من هنا.. لكن أبويا صمم
إنى أكمل تعليمى.. كملت وأهه بقالى عشر سنين قاعد، ومش نافع كمان
فى أى صنعة، وفى يوم لقيت إعلان فى الجرنال.. عايزين خبير.. فى أيه؟
ما أعرفش؟! الناس دى عبيطه والا أيه؟.. ما فيش مشكلة، أروح وأجرب
الظروف خلتنى أغير جلدى وأعرف أتلون.. وبشوية نصب صغيرين قدرت
أكسب قلب آدم بيه (بقلق) لكن الحكاية اللى عايزها آدم دى عبيطة قوى،
ولو إنكشفت هانطرد.. عشان كدا لازم ألحق وأكسب قلب بنته حميده
وأتجوزها.. ووقتها هاعيش هنا غصب عنهم.. هاعيش فى العز دا كله..
ص عمارة اتفضلى يا أنسة حميدة.. الأستاذ شريف فى إنتظار حضرتك..
ص حميدة إدخل قدامى ياعمارة، وشوف لى المكان آمان والا لأه؟
ص عمارة أمان.. أنا كنت لسه هنا حالا..
ص حميده يعنى ما حدش منهم جوه؟
ص عمارة أيوه.. ما فيش..
ص حميدة لو لقيت حد منهم جوه، هاشرب من دمك..
(على شريف يرتعد)
ص عمارة بس إتفضلى.. إدخلى..
ص حميدة خلاص.. هادخل أهه.. وإنت الجانى على نفسك..
(تدخل حميدة إلى المسرح وخلفها عمارة، وحميدة سيئة الهيئه.. لا تتميز بأى قدر من الجمال)
شريف (باشمئزاز) أهلا بست الحسن والجمال..
حميدة (تنظر له من أسفل إلى أعلى).. مين النصاب دا يا عمارة؟
عمارة نصاب أيه بس؟ دا الأستاذ شريف أبو دم خفيف..
حميدة هو إنت مش سامعه بيقول أيه من أولها؟!
شريف دا أنا بارحب بيكى يا أنسه حميدة..
حميدة طب وعايز أيه خلصنى؟
شريف حضرتك عرفتى أنا هنا ليه؟
حميدة بيقولوا إنك الخبير اللى جاى تصلح الفيلا..
شريف أيوه.. بالظبط كدا..
حميدة أمال فين العدة؟
شريف عدة أيه؟
حميدة اللى ها تصلح بيها.. على فكرة.. فى ماسورة مية مكسورة فى الجنينة
اللى ورا وماحدش بيسأل فيها..
عمارة يا أنسة حميدة..
حميدة إسكت إنت يا عمارة.. والا أقولك أخرج إنت برة دلوقتى.. (يخرج وتكمل
إلى شريف) وفيه كمان فى المطبخ توصيلة الغاز..
شريف (مقاطعا) يا أنسة حميدة، أنا خبير فى الشئون الخاصة والعامة للعلاقات
الأسرية، وجاى عشان أصلح مثلا.. العلاقة بينك وبين السيد آدم.. والدك
أوفق الأوضاع يعنى..
حميدة يعنى هاتقدر..؟
شريف طبعا.. بس لو حضرتك تعاونتى معايا..
حميدة (تمد يدها).. ماشى.. تعالى..
شريف (خائفا) آجى فين؟
حميدة عشان أتعاون معاك.. تعالى بقى.. (تقترب منه وهو يجرى أمامها)
شريف الأول.. عايز أسأل سؤال..
حميدة إسأل..
شريف حضرتك ما كنتيش عايزة تدخلى ألا ما تعرفى هل المكان أمان والا لأه؟
حميدة أيوه..
شريف طب ممكن أعرف أمان من مين؟
حميدة من آدم بيه والست حرمه..
شريف بداية لا تبشر بأى خير.. ممكن أعرف ليه؟
حميدة إنت ها تحقق معايا.. إنت تلصح وإنت ساكن..
شريف ماهو عشان أصلح يبقى لازم أعرف كل حاجة..
حميدة مش راضيين..
شريف مش راضيين بإيه؟
حميدة لأه.. إنت كدا بتسأل كتير، وبتتعدى حدودك يا جدع إنت..
شريف طب خلاص مش هاسأل..إهدى خالص.. إتفضلى استريحى..
حميدة (تجلس) أهه.. قعدت..
شريف (يجلس إلى جوارها كأنهما حبيبان) قولى لى يا حميده، قلبك ما بيدقش؟
حميدة لأ بيدق، أمال عايشه إزاى؟
شريف قصدى.. مش حاسه بحرارة كدا ماشية فى جسمك؟
حميدة (تضع يدها فوق جبهتها) لأه.. أنا مش سخنه.. هو إنت سخن.. (تضع
يدها فوق جبهته)
شريف (بضيق) أفهمها إزاى دى بقى؟!
حميدة تفهمنى أيه؟ ما تتكلم دوغرى؟
شريف خلاص.. هاتكلم أهه.. أيه رأيك فى.. فى الحب.. (خائفا)
حميدة (بهيام) الحب؟.. الحب أحلى حاجة فى الدنيا
شريف (سعيدا) يعنى ممكن؟
حميدة هو أيه اللى ممكن؟
شريف ممكن يعنى.. أصلى.. أنا.. عايز أقولك..
حميدة ما تتكلم..
شريف من ساعة ما شفت عنيكى الجوز.. وأنا.. وأنا زى اللى دخل أوضة العمليات
ومتخدر بالبنج..
حميدة ليه كدا؟
شريف من حلاوتهم.. من سحرهم..
حميدة إحنا هانرجع للنصب تانى؟!
شريف بلاش عنيكى.. قوامك الممشوق وشعرك الحرير..
حميدة وبعدين؟
شريف أنسة حميدة.. سيبينى.. سيبينى أعبر عن اللى جوايا..
حميدة طب إتكلم كلام محدد عشان أفهم إنت عايز أيه..
شريف من ساعة ما شفتك.. لأه.. من ساعة ما سمعت عنك.. وأنا قلبى بيدق..
وفى كل دقة بيقول حميدة.. حميدة.. حميدة..
حميدة (بدلال) إتأخرت كتير يا أسمك أيه..
شريف (بانفعال) نعم يا أختى..
حميدة إتأخرت.. فيه غيرك سبق وسكن قلبى..
شريف مين الأهبل العبيط عديم النظر دا..؟
حميدة (بشدة) بتقول أيه؟
شريف باقول.. باقول مين دا اللى سبقنى وخطف التفاحة..
حميدة هاقولك بس لما توعدنى الأول..
شريف أوعدك بأيه؟
حميدة تقنع آدم بإنه يوافق على الجوارة..
شريف جوازنا أنا وإنتى؟
حميدة لأه يا أخى.. أنا وحبيبى..
شريف طب وأنا؟
حميدة إنت أيه؟
شريف هاتكسرى بقلبى..؟!
حميدة باقولك غيرك سبق.. وباحبه..
شريف يعنى مافيش أمل؟
حميدة لأه مافيش.. القلب وما يريد بقى..
شريف طب هو مين؟
حميدة هاتقنع بابا؟
شريف أيوه..
حميدة تعالى (تأخذه إلى الشباك وتفتحه وتشير إلى الخارج) أهو.. حبيبى هناك
أهه..
شريف أيه دا.. بتحبى الكلب؟!
حميدة لأ يا عديم النظر.. اللى جنب الكلب..
شريف سعيد الكلابظى؟
حميدة شايف رقته؟
شريف رقة مين؟
حميدة شايف حنيته على الكلاب.. حنين قوى..
شريف إنت بتقولى أيه؟
حميدة باحبه وهو بيحبنى..
شريف بقى تسيبينى عشان واحد زى دا؟
حميدة ما قلت لك سبق وسكن قلبى.. بلاش غيرة بقى وبص له كدا.. شايف
رومانسى إزاى حتى فى قعدته وسط الكلاب.. رومانسى..
شريف بصى يا أنسة حميدة.. أنا هاتكلم معاكى بصراحة.. لازم تنسى الموضوع دا
عشان نقدر نصلح الأوضاع.. ولازم..
حميدة (مقاطعة بشدة) ماتكملش.. لإن دا مش هايحصل.. يا إما جوازتى من
سعيد يا إما..
شريف (خائفا) يا إما أيه؟
حميدة يا إما هارتكب جناية فى البيت دا.. (تهجم)
شريف (يجرى وهى خلفه) إلحقونى.. إلحقونى..
 
-------------------- اظلام -------------------------
 
المشهد الثالث
------------
 
(نفس الديكور - الهانم تجلس وإنصاف تجلس على الأرض بجوارها)
 
الهانم (بإنفعال) لا يا إنصاف.. لأه.. أنا رافضه الموضوع دا خالص.. لأه
لأه..
إنصاف رافضه إن الحال ينصلح، وتبقوا فى أحسن وضع؟!
الهانم لأه.. أنا رافضه حكاية الخبير دى..
إنصاف فعلا يا هانم عندك حق.. الإصلاح لازم يكون من الداخل، مش من
الخارج.. وعمر ما فيه حد من بره يقدر يصلح اللى جوه حتى ولو كان
أقوى ألف مرة..
الهانم (تنظر إلى إنصاف بدهشة من لا يعى شيئا مما يقال) شكلك بتتكلمى جد
يا إنصاف وكلامك شكله كدا مهم.. لكن أنا مش رافضه عشان كدا..
إنصاف مش رافضه عشان كدا؟! يبقى أكيد عند حضرتك حل أفضل من حكاية
الخبير اللى آدم بيه لجأ ليها؟
الهانم أيوه طبعا.. أفضل مرتين..
إنصاف خير يا هانم.. يا ترى ذهن سعادتك تفتق عن أيه؟
الهانم تفتق؟! يعنى أيه؟
إنصاف قصدى يعنى إن عبقرية حضرتك أبدعت فى اختيار حل جديد.. صح؟
الهانم (بسعادة) أيوه.. عبقريتى.. هى دى اللى جابت الحل الجديد..
إنصاف اللى هو أيه بقى؟
الهانم الحل هو.. إنى أجيب خبير تانى.. (كمن يلقى مفاجأه سارة)
إنصاف نـــــــعم يــا آخـــــــــتى؟؟!!(ممطوطة)
الهانم هاجيب خبير تانى يحل المشكلة، وأنا اللى هاختاره بنفسى، مش آدم بيه
إنصاف (بضيق) وبعدين.. وبعدين بقى؟!
الهانم فيه حاجة يا إنصاف؟
إنصاف يا هانم المفروض حضرتك تقابلى الخبير دا وتحلى الموضوع..
الهانم لأه.. لأه يا إنصاف..
إنصاف خلاص يبقى زى ما قلنا تنسوا حكاية الخبرا دى وتحلوا مشاكلكم بنفسكم
الهانم إزاى بقى؟
انصاف تقعدوا مع بعض وتلوا..
الهانم (بانفعال) نعم؟ … مين اللى يقعد مع مين؟
إنصاف حضرتك وآدم بيه والأولاد.. وتشوفوا أيه اللى ناقصكم وتحلوا مشاكلكم
بنفسكم..
الهانم لأه يا إنصاف.. أنا لازم أجييب خبير زى آدم.. إشمعنى هو.. هه..
إنصاف يا هانم الحكاية مش كدا خالص..
لهانم (بعناد) لأه.. الحكاية كدا ونص.. وزى ما هو جاب خبير أنا هاجيب
خبير.. (بعناد أكبر) لأه مش هاجيب خبير..
إنصاف (بسعادة وبسرعة) يعنى اقتنعتى ومش ها تجيبى خبير؟
الهانم أيوه مش هاجيب خبير.. أنا هاجيب اتنين..
إنصاف (بغيظ) الرحمة من عندك يا رب..
الهانم اسمعينى كويس يا إنصاف، أنا هنا زيى زى آدم بيه بالضبط، وما دام هو
بدأ فى دقات النقص يبقى أنا بالعند لازم أرد عليه..
إنصاف تردى عليه؟ طب ليه؟
الهانم هو لما جاب خبير.. ما عاملش حسابه فى واحد عشانى ليه؟
إنصاف (بدهشة) عمل حسابك فى واحد!! هو بيشترى عدة محمول؟
الهانم مش كان من المفروض يعمل كدا؟.. وعشان ما عملشى كدا بقى، يبقى
أنا لازم أرد عليه وبالعند فيه بقى هاجيب اتنين..
إنصاف (لنفسها) وأنا اللى كنت عايزه أقنعها تخلى آدم بيه يمشى الخبير..
عايزه تجيب اتنين.. (إلى الهانم) يا هانم هو آدم بيه جايب الخبير له
لواحده، ماهو للأسرة كلها..
الهانم ولو يا إنصاف.. ولو..
إنصاف طب ممكن حضرتك تقابلى الخبير وبعدين تقررى..
الهانم أقرر أيه؟
إنصاف تقررى إن كنتى فى حاجة لخببير ولا لأه..
الهانم أنا أساسا مش عايزة خبير.. أنا بس باعمل زى ما عمل هو..
إنصاف طب بس قابليه، مش جايز تغيرى رأيك..؟
الهانم ممكن أعرف يا إنصاف إنت مصممة أقابل اللى إسمه الخبير دا ليه؟
إنصاف هو طلب يقابلك يا هانم وكمان عشان أنا من اللى سمعته عن الخبير دا
كونت رأى كدا يعنى.
الهانم وانت سمعتى أيه أساسا..
إنصاف بصراحة كل اللى سمعته عنه كلام كويس رغم إن أنا مش مرتاحه ليه
خالص..
الهانم أنا مش فاهمه منك حاجة يا إنصاف، شوية تقولى قابلى الخبير وشوية
تقولى مش مرتاحه.. فيه أيه يا إنصاف؟
إنصاف يا هانم اسمعينى كويس.. أنا حاسه كدا إن فيه لعبة بتحصل.. بس يعنى أنا
ما أقدرش أقول كدا..
الهانم ليه؟ ما تقدريش تقولى كدا ليه؟
إنصاف (بسخرية) أنا هاروح فين جنب حضرتك ولا جنب عبقرية آدم بيه..
الهانم ولعبة أيه اللى إنتى شامه ريحتها دى؟
إنصاف مش عارفه يا هانم.. وعشان كدا أنا عايزه حضرتك تقابلى الخبير دا وإنتى
اللى هاتحددى إذا كان الراجل دا نصاب ولا لأه..
الهانم شوفى يا إنصاف مادام آدم بيه قال إن دا خبير يبقى خبير.. ودى حاجه مش
عايزة كلام.. إنتى عارفه إن آدم بيه عبقرى وعليه ذكاء حاد.. (تفكر)
بس مش هى دى المشكلة..
إنصاف (بغيظ) أمال أيه المشكلة؟
الهانم أنا لازم أجيب خبير يضرب خبير آدم على عينه.. (بتوسل) إنصاف..
إنصاف نعم يا ست هانم..
الهانم ممكن تساعدينى فى الموضوع دا..؟ أنا هادفع كل اللى تطلبيه يا إنصاف..
ويا ريت بقى يكون خبير مستورد بلاش المحلى، وإن طلع كويس نستورد
واحد كمان..
إنصاف حتى دى كمان هايبقى فيها عقدة الخواجة؟
الهانم (تتوجه للخارج) خلاص يا إنصاف، أنا تعبت، كفايه كدا عليا النهاردة
واوعى تنسى حكاية الخبير الخبير المستورد والتانى بعدين بقى..
(تبقى إنصاف وحيدة.. تحدث نفسها)
إنصاف أعمل أيه بقى؟ أنا لازم أتحرك.. لازم أعمل حاجة.. أنا حاسه فعلا إن
الراجل دا نصاب.. لازم ألحقهم.. بس هاألحقهم إزاى؟.. وما حدش منهم
هايسمعنى.. حتى الهانم اللى قولت هاتفهمنى.. طلبت خبير هى كمان.. لأ
وأيه.. مستورد.. أخ يانى.. أنا هاتجنن..(تقلد الهانم).. ولو نفع نبقى
نستورد واحد تانى..
(يدخل عمارة بينما إنصاف تكلم نفسها..)
عمارة أيه دا يا إنصاف؟
إنصاف (مفزوعة) مين؟ عمارة؟
عمارة أيوه عماره.. عمارة يا آختى اللى عايش فى الفيلا دى زى الأطرش فى
الزفة.
إنصاف ليه بقى دا سر آدم بيه كله معاك؟
عمارة أنا مش باتكلم على آدم بيه؟
إنصاف أمال بتتكلم على مين؟
عمارة على الهانم الصغيرة، هو إنتى ما عرفتيش؟
إنصاف ما عرفتش إيه؟ والأنسه حميدة مالها؟
عمارة الأنسه حميدة طلعت بتحب..
إنصاف بتحب مين يا عمارة؟
عمارة (بغيظ) بتحب سعيد الكلابظى..
إنصاف طب وماله..
عمارة وماله؟ وماله إزاى بقى؟
إنصاف إنسانه ومن حقها تحب..
عمارة هو أنا قلت ما تحبش.. (يتأنق) ما تحب براحتها.. بس تشوف..
تختار.. تبص بعينها على اللى حواليها وتنقى..
إنصاف هيه.. القلب وما يريد يا عمارة..
عمارة بس الأستاذ شريف أبو دم خفيف قال لها لازم تسيبها من موضوع سعيد
الكلابظى دا وتفكر فى واحد تانى (يتأنق أكثر) واحد يكون أحسن وأشيك
ويكون وسيم طبعا..
إنصاف يعنى تسيبها من سعيد الكلابظى وتبص لك إنت يا عمارة..
عمارة طب وماله.. هتلاقى حد فى حلاوتى فين، شايفه الوسامة والأناقة،
شايفه الرشاقه (يقفز ويرقص فى حركات بهلوانية)
إنصاف خلاص.. خلاص يا عمارة أحسن تسقط من طولك..
عمارة أنا بس حبيتك تشوفى بنفسك عشان لما تيجى تقنيعيها يبقى عندك كل
الأسباب المقنعة..
إنصاف الأسباب المقنعة؟؟
عمارة أيوه.. عشان ما يبقاش ليها حجة..
إنصاف ألا باقولك أيه يا عمارة.. سيبك من الموضوع دا دلوقتى، عشان عايزاك
فى حاجه مهمه.
عمارة خير يا إنصاف؟
إنصاف إنت مرتاح للخبير دا اللى إسمه شريف؟
عمارة طبعا.. دا راجل سكرة وعليه عقل يوزن بلد..
إنصاف (بأسى) حتى إنت كمان مقتنع بيه يا عمارة؟
عمارة أيـوه.. ليه؟
إنصاف أصلى بصراحة مش مرتاحة أبدا وحاسه كدا إنه نصاب..
عمارة (بانفعال).. عندك.. عندك يا إنصاف وأوعى تقولى كلمة واحدة على
شريف بيه.. (يقترب وكأنه يخشى عليها من خطر شديد) الكلام دا لو
وصل آدم بيه يزعل منك يا بنتى..
إنصاف ما هو دا اللى مسكتنى يا عمارة.. مش عارفه أحلها إزاى؟
عمارة تحلى أيه؟
إنصاف اللى إسمه شريف دا.
عمارة برضه.. دا إنتى مصممة بقى.
إنصاف يعنى إنت مش مقتنع بكلامى يا عمارة؟!
عمارة أيوه مش مقتنع..
إنصاف ليه بقى؟
عمارة لان شريف بيه دا عبقرى وما فيش زيه وبعدين عنده أفكار فظيعة وأنا
شخصيا واثق من إنه مش هايرتاح ألا ما يحلها..
إنصاف عندك حق.. مش ها يرتاح ألا ما يهدها.. يهدها على الأخر..
عمارة هى أيه اللى يهدها با قولك يحلها.. يحلها..
إنصاف (بأسى) يهدها.. يحلها.. المهم إنه هايدمرها والسلام.. لكن لازم
هايجى وقت وكل حاجه هاتنكشف.. (تخرج..)
عمارة (يتحدث إلى إنصاف وهى خارجة) راحه فين بس يا إنصاف.... استنى
بس أنا كنت عايزك.. (يخرج خلفها) عايزك تقولى لحميده إن أنا ها
شيلها فى عنيه..
(يدخل شريف من باب آخر ويقف وحيدا)
شريف أيه دا.؟ ما فيش حد هنا ولا أيه؟.. كويس أقعد بقى أرتب أفكارى
وأشوف هاعمل أيه فى الفترة اللى جايه.. كل الأمور اتقلبت واتقفلت
فى وشى.. منك لله يا كلابظى.. لازم أفكر وبسرعة.. إذا كانت الخطة
س فشلت يبقى نخش على الخطة ص..
(يدخل آدم بيه ويتابع شريف وهو يحدث نفسه)
آدم هما دايما العباقرة كدا..
شريف (ينتفض) آدم بيه..؟
آدم باقولك هما دايما العباقرة كدا.. يكلموا نفسهم.. أنا برضه لما أكون فاضى
باكلم نفسى.. أهو باتسلى..
شريف أصلى أنا باحاول أشوف حل للمشكلة بعد اللى حصل..
آدم وأيه اللى حصل بقى؟
شريف اللى حصل لا يسر عدو ولا حبيب..
آدم ليه بس يا شريف.. دا إنت كنت متفاءل؟
شريف (شاردا) متفاءل؟ هو أنا كنت متفاءل بس.. دا أنا كان كلى أمل.. دا أنا
عشت فى الأحلام وبنيت قصور وطلعت لفوق لفوق.. (بهيام) لغاية ما
مسكت القمر بايديه..
آدم ومسكته؟
شريف قبل ما أمسكه سبقنى سعيد الكلابظى ومسكه..
آدم سعيد الكلابظى؟ أنا مش فاهم حاجه؟ عموما لو سعيد الكلابظى أخد منك
حاجه أنا أجيبهالك منه على طول.. بس فهمنى الأول هو أخد منك أيه؟
شريف (ينتبه) لا.. ما تاخدشى فى بالك..
آدم طيب.. بس انت برضه لسه ما جاوبتش على سؤالى.. باقولك إنت كنت
متفاءل إنك تصلح الأوضاع؟
شريف كنت..
(يدخل عماره مسرعا بشكل كوميدى ويتوجه مباشرة ناحية شريف)
عمارة شريف بيه.. شريف بيه..
شريف مالك يا عماره فيه أيه؟
(يتحدث عمارة بكلمة فى أذنه ويخرج بنفس الطريقة)
شريف (يكمل) كمان.. كمان يا عماره؟
عمارة (قبل أن يخرج) هو دا اللى حصل..
آدم فيه أيه يا سيادة الخبير؟
شريف كملت على الآخر..
آدم هى أيه اللى كملت ما تفهمنى؟
شريف الحكاية بقت هوبلس كيس على الأخر..
آدم لأه.. لأه.. إنت قلت إن حصل والأوضاع ما إتصلحتشى هاتشوف حل تانى
وزرعت الأمل جوايا يا شريف.. الأمل اللى أنا عايش عليه من يومها..
اتكلم.. اتكلم يا شريف ساكت ليه؟
شريف هاقولك أيه..
آدم أيه.. ما فيش أمل من عتريس ولا من حميده؟
شريف ولا من أمهم وحياتك..
آدم هو انت قابلت الهانم؟
شريف اسكت..
آدم أيه؟
شريف مش رفضت؟
آدم إزاى؟
شريف أنا طلبت من عمارة
آدم (يكمل) وعمارة طلب من إنصاف..
شريف وإنصاف طلبت من الهانم..
آدم والهانم رفضت..
شريف وبلغت إنصاف..
آدم وإنصاف بلغت عمارة..
شريف وعمارة لسه مبلغنى بالخبر حالا..
آدم وتفتكر الهانم رفضت ليه؟
شريف أكيد فيه حد سرب أخبار غلط ولا حاجه وعشان كدا عندت..
آدم (بذكاء) سرب أخبار إزاى بقى؟ دا أنا مكتم على الموضوع ومخليه فى
السر.. إنت عارف (يهمس لشريف) وجودك هنا نفسه سر..
شريف سر؟؟ سر إزاى يعنى؟
آدم أيوه.. أصل أنا دايما باتكتك.. دا أنا آدم اللى ما ليش زى..
شريف (بانفعال) يا آبه سر أيه وتكتيك أيه؟؟إنت ناسى إنى فى الأساس جاى هنا
عن طريق إعلان فى الجرايد.. دى البلد كلهاعارفه الموضوع دا..
آدم يا ساتر.. يا ساتر.. بقى الواحد ما يعرفشى يتبحبح بكلمتين فى البلد دى
شريف يا عم إنت بتقول أيه بس؟
آدم طب خلاص.. خلاص.. خلينا فى المهم.. هانعمل أيه دلوقتى؟
شريف أنا من رأيى إنك تقابل الهانم وتحاولوا توصلوا لحل وتوفقوا الأوضاع يعنى
آدم (ينفعل ويجرى على المسرح بشكل كوميدى) لأه.. لأه.. مش ممكن يحصل
أبدا.. أبدا.. (يتوجه إلى شريف) بلاش كدا يا سيادة الخبير.. بلاش كدا
أرجوك..
شريف (متعجبا) هو أيه اللى بلاش.. إهدا بس.. إهدا.. تعالى.. إقعد هنا.. إنت
بتعمل كدا ليه؟
آدم شوف إنت قولت أيه؟
شريف دا أنا باقول تقابل الهانم و..
آدم يا سيدى لأه.. أنا مش هاقابل حد.. وأنت هنا الخبير.. تقابل اللى تقابله تعمل
حاوى المهم تحل لى المشكله..
شريف طب قولى.. أيه هى أهم مشكله عندك؟
آدم ما أنا قولت لك قبل كدا يا شريف؟
شريف يا سيدى قول تانى..
آدم قلت لك إن مشكلتى إنى مش لاقى واحد زيى واحد فى عبقريتى..
شريف (يبدأ فى الخدعة ويحاول أن يبسط الأمور) طب ودى مشكلة دى؟
آدم مادامت مش مشكلة.. شوف لى حل اللـه لا يسيئك.. شوف لى حل ربنا يجبر
بخاطرك..
شريف حاضر.. حاضر.. أنا قبل كدا قلت لك كل مشكلة وليها عندى حل..
آدم طب لايمنى عليه؟
شريف ألايمك؟ آلايمك على أيه؟
آدم على الحل يا أخى..
شريف واحده.. واحده.. هو أى نعم الحل بسيط وسهل وموجود، لكن هاياخد وقت
آدم على أقل من مهلك.. براحتك خالص (بتوسل) بس إزاى.. هاتحلها إزاى؟
شريف دى حاجه بسيطة خالص.. شكة دبوس..
آدم بسيطة؟ وشكة دبوس؟
شريف أيوه.. شكة دبوس..
آدم أوعى يكون بتضحك عليا؟
شريف أبدا..
آدم أزعل منك؟
شريف بكرة تشوف..
آدم دى حاجه مش سهله؟
شريف عندى أنا كل حاجه سهله..
آدم دا أنا ضيعت عمرى عشان ألاقى لها حل ما قدرتش؟
شريف (وكأنه يغنى) ضيعت عمرك فى الأوهام..
آدم (يبكى) حتى ولادى اللى قلت هايطلعوا زيى، طلعوا لأمهم..
شريف ملحوقه واللى اتكسر يتصلح..
آدم (بتوسل) طب مش ها تقولى هاتحلها إزاى؟
شريف (يشرح) إنت مش بتقولى مش لاقى حد يفهمك؟
آدم أيوه..
شريف ونفسك فى واحد له نفس ذكاءك وعبقريتك؟
آدم أيوه..
شريف خلاص.. نعمل منك واحد تانى..
آدم (يحاول أن يفهم ولا يستطيع فيهز رأسه بشده وينظر إلى شريف وكأنه يضغط
على المعلومة للوصول إلى عقله ولكنه يفشل فى فهمها.. كل هذا لا يستطيع
أن يعبر عنه بكلمة واحده)
نــعــم..
شريف باقولك نعمل منك آدم تانى.. آدم كمان.. آدم تو..
آدم ودا تايوانى والا تجميع محلى؟
شريف الـله.. إحنا هانهزر.. إنت كدا هاتخرجنى من حالتى الإنفعالية الإبداعية أنا
كدا مش هاعرف أشتغل..
آدم ما أنت اللى بتقول كلام غريب يا شريف..
شريف غريب ليه بس يا آدم؟
آدم يعنى أيه تعمل آدم تانى؟
شريف انت ما سمعتش أبدا عن الإستنساخ؟
آدم سمعت عن حاجه زى دى.. بس دى مش للبنى آدمين!!
شريف لأه يا حبيبى دا لكله.. بس اللى يصرف..
آدم وأنا خير من يصرف..
شريف خلاص.. نستنسخ منك آدم تانى.. نسخه تانيه منك (يشرح وآدم سعيد) فى
ذكاءك وعبقريتك ونرجسيتك..
آدم ورومانسيتى.. أصلى رومانسى قوى..
شريف ورومانسيتك ياسيدى.. يعنى إحنا هانخسر أيه.. هايبقى نسخه بالكربون منك
آدم ودا هاياخد وقت كتير؟
شريف الوقت الطبيعى.. بس إنت وافق.. ونمضى العقد وكله هايبقى تمام..
آدم (بدهشه) نمضى العقد؟!!
شريف طبعا.. أصل إحنا هانتعاقد مع شركة أجنبية..
آدم (بلغة الخبراء) عندك حق.. أكيد الأجانب هما أحسن ناس يستنسخوا..
شريف شوف بقى لما تبقى سعادتك متعاقد مع كبرى شركات الإستنساخ الأجنبية..
آدم أيوه..
شريف والا لما تبقى حضرتك أول شخصية هايتم الإستنساخ ليها..
آدم (بسعادة) أيـــوه..
شريف شوف عايز نبدأ امتى وأنا أتصل بالخبير وننفذ مباشرة..
آدم (بخوف) والعملية دى صعبه يعنى وهاتاخد وقت؟
شريف عمليه؟ حد جاب سيرة عمليات؟
آدم أمال هايستنسخونى إزاى؟
شريف شكة دبوس..
آدم برضه هايقولى شكة دبوس؟
شريف طبعا.. ماهى دى الحقيقه..
آدم إزاى..؟ أفهم.. أفهم بس عشان أطمن..
شريف هاتعرف كل حاجة فى وقتها.. أنا عايزك تطمن خالص وإيدك بقى ع النقدية
آدم (ينادى على عمارة بسعادة) دفتر الشيكات من تحت المخدة يا عمارة..
عشان هايستنسخونى.. هايستنسخونى.. (دخول الموسيقى وبدايه الأغنيه)
عماره (يدخل) تقصد أيه يا سعادة البيه؟
آدم هايبقى منى اتـنين..
عماره أصل وصوره؟
آدم لأ.. أصلين.. آدم ون وآدم تو..
عماره على كدا.. بكره يعمموه ويرخصوه..
والباب ع البحرى هايفتحوه..
وكل واحد يبقى منه ون وتو..
آدم بتقول ايه يا ابو زماره؟
الاستنساخ دا له ناسه.. وأنا هاكون أول من داسه
وما فيش غيرى عايش احساسه..
عماره بكره ياسيدى هاتشوف..
كل اللى معاه ألوف..
يعملوا منه صنوف..
تتكوم ع الرفوف..
ونرجع تانى نقول..
ياريت اللى جرى..
يا ريته ما جرى..
آدم لأ يا عماره هانقول..
يا ريته كدا على طول..
والكل يعمل زيى..
ويبقى منه ون وتو..
ويبقى منه ون وتو..
 
----------------------- اظلام --------------------------
 
الفصل الثالث:
----------------
المشهد الأول:
(نفس الديكور)
(يدخل شريف أبو دم خفيف ومعه شاب يدعى عطيه حسونه الشهير بـ فان دام، وعطية يرتدى ثياب أجنبية عبارة عن شورت طويل وكوتشى وكاب ونظارة ويمسك فى يده خريطة)
عطية (يتأمل) يا نهار أبيض ع الأبهه.. دا إيه العز دا كله ياواد يا شريف
شريف واد يا شريف؟ يخرب بيتك هاتودينا فى داهيه.. إفهم يا بنى آدم.. إفهم يا
عطية، أنا هنا الخبير والعبقرى شريف أبو دم خفيف..
عطية أبو.. أيه يا أذعر؟
شريف (يحاول أن يغلق فمه) يخرب بيتك.. إنت هنا مستر جاك.. خبير
الإستنساخ العالمى.. فاهم يا عطية يا فان دام؟
عطية ما بلاش حكاية مستر جاك دى وخلينى زى ما أنا: فان دام..
شريف فان دام دى اشتهرت بيها عشان البلطجة وشغل التلت ورقات بتاعك..
عطية أمال اللى بنعمله دا أيه؟ ما هو نصب أهه عينى عينك؟!
شريف والنصب له أصول.. له قواعد.. ولعلمك إن ما التزمتش بالتعليمات هاتكون
أول وآخر عملية أشغلك معايا فيها.. مفهوم؟
عطية (يتأمل الفيلا) مفهوم.. مادامت عملياتك على المستوى دا يبقى مفهوم
ونص يا عبقرى..
شريف كل المطلوب منك تتكلم بالإنجليزى..
عطية ما باعرفش أتكلم بالإنجليزى.. دا أنا يا دوب العربى بتاعى مكسر..
شريف يا سيدى ابقى قول أى كلام المهم ما تتكلمش بالعربى.. فاهم؟
عطية فاهم (يستعرض ثقافته) يس.. نو.. ثانك يو.. أى لف يو.. أيه رأيك؟
شريف نعم يا خويا؟
عطية ما هو انجليزى زى الفل أهه..
شريف باقولك أيه.. إنت تخرس خالص.. مش عايز أسمع صوتك..
(يدخل عمارة)
عمارة يا مرحب يا مرحب.. هو دا يا شريف بيه؟
شريف أيوه يا عمارة.. دا مستر جاك خبير الإستنساخ العالمى..
عمارة هو دا اللى هايعمل نسخة تانية من آدم بيه؟
عطية يس.. يس..
عمارة الـله.. دا فهمنى..!!
شريف (مرتبك) آه.. أه طبعا.. مش خبير وأجنبى كمان.. يبقى لازم يفهم كل
حاجه يا عمارة.. اطلع انت بسرعة بلغ آدم بيه إن إحنا وصلنا..
عمارة (وهو يخرج) هوا يا خبرا.. هوا..
عطية أيه رأيك بقى أن عملتلك خبير أجنبى ما فيش منه لبلب فى الإنجليزى أهه
شريف يخرب بيتك، ها تودينا فى داهية.. أيه اللى إنت عملته دا؟
عطية مش بيسأل وأنا بجاوب..
شريف المفروض إنك خبير أجنبى..
عطية اللـه.. ما أنا رديت عليه بالإنجليزى أهه وقلت له: يس.
شريف (بغيظ) آه.. المفروض إنك ما فهمتش هو قال أيه..
عطية صدق عندك حق..
شريف طب إسكت بقى عشان آدم بيه نازل.. ها عارف هاتعمل أيه؟
عطية يس.. نو.. فرى جود.. فرى جود مستر..
(يدخل آدم إلى المسرح ويقابله شريف)
شريف آهلا يا آدم باشا..
آدم أهلا يا شريف يا أبو الأفكار النيرة..
شريف أقدم لك الخبير الخطير: جاك يا ريتو يستناك..
آدم نعم؟ إسمه أيه؟
شريف جاك..
آدم أيوه جاك أيه؟
شريف جاك إبن أم جاك..
آدم لأه.. أنا قصدى على الإسم اللى قولته من شويه؟
شريف آه.. دا إسم الشهره لكن إسمه الحقيقى هو: جاك ميشيل ستيفن أوستن
إكس شكالا ماكالا.. أبو دومه..
آدم خلاص.. كفايه علينا جاك..
شريف ويا ريتو يستناك يا آدم بيه..
آدم يعنى أيه؟
شريف أصل دا خبير مطلوب فى العالم كله.. مطلوب دوليا..
آدم ليه؟.. عامل عامله؟
شريف (ضاحكا) ظريف يا فندم.. أنا قصدى إن مستر جاك خبير الإستنساخ
العالمى مطلوب فى أكتر من مكان فى العالم عشان يجرى عمليات الإستنساخ آدم (بشدة) فيه حد تانى هايعملها والا أيه؟
شريف طبعا يا باشا.. دى هاتبقى موضة العصر، كل واحد معاه قرشين محيرينه
يعمل حاجه من النوعية دى.
آدم تقصد أيه؟
شريف بص أنا عايزك تطمن خالص، اطمن وحط فى بطنك بطيخه شيلين
مستنسخه، حضرتك هايكون ليك السبق فى هذا المجال وأنا بذلت كل ما
فى وسعى عشان مستر جاك يجيى معايا لحضرتك كأول زبون وربنا يكتر
من أمثالك..
آدم يعنى ما حدش عملها قبلى؟
شريف لا.. لا قبلك والا بعدك..
آدم (يفرد ذراعيه أمامه ويتكلم بشكل كوميدى) طب ياللـه استنسخونى بقى..
شريف (إلى عطية ـ بسرعة) مستر جاك.. بيجن؟
آدم بيجن؟! يعنى أيه يا شريف؟
شريف با قوله: (يطيل) ممكن دلوقتى تبدأ فى عملية الإستنساخ يا سيادة الخبير
آدم بيجن معناها كل الكلام دا..؟ صحيح خبير عالمى ياولاد.. يالـله يا مستر
جاك..
(عطية يخرج الخريطة ويفردها وينظر فيها ثم ينظر يمينا ويسارا)
(آدم يكمل) هو بيعمل إيه يا شريف؟
شريف الـله … مش خبير عالمى.. (إلى عطية) مستر جاك بليز ناو..
(دخول موسيقى فيها توتر وترقب)
(عطية يقترب من آدم فى حركة تمثيليه ويتحرك بشكل كوميدى وآدم ينتظر وهو مترقب ومتحفز، حتى يصل عطية إلى آدم ويمد يده إلى رأسه ويأخذ شعرة واحدة من شعر آدم بيه وينظر إليها فى سعادة)
(تتلاشى الموسيقى)
عطية ذيس إذ ناو..
شريف عندك حق يا مستر جاك.. هيه دى..
(آدم يراقب ببلاهه وعطية يخرج علبة صغيرة ويضع فيها الشعرة)
عطية جو.. جو مستر شريف.
شريف فعلا.. يالـله نمشى..
(يتوجه شريف ومعه عطية إلى خارج المسرح ويكمل شريف)
سلام بقى يا آدم بيه..
آدم (كان هذا يحدث وآدم يقف ينتظر، وعند خروجهما ينفعل ويتحدث إليهم بشدة)
سلام؟! رايح فين إنت وهو؟
شريف (يعودون) فيه حاجه يا آدم بيه؟
آدم (وكأنه يبكى) هو انتوا مش هاتستنسخونى؟
شريف ما خلاص إحنا أخدنا العينه وسوف يتم المراد فى المعمل..
آدم أخدتم العينه؟؟!
شريف أيوه.. الخبير أخد الخلية اللى بتحتوى على الجينات بتاع حضرتك وهايبدأ
يستنسخك..
آدم أيه الكلام الغريب دا؟
شريف كلام غريب؟ ما هى العملية كدا..
آدم اللى أعرفه يا سيادة الخبير إنت وهو.. إنه لازم يكون فيه أوضة عمليات
وتعقيمات وممرضات زى القمر وأنا بقى أدخل أوضة العمليات والناس بقى تبقى
قلقانه وعماله تروح وتيجى قدام الأوضه (يشرح بحماس) ويبصوا فى الساعه
لغاية ما واحدة من الممرضات تطلع الأول وتقولهم ألف مبروك يا جماعة جالكم
ولد.. قصدى العملية نجحت وتمد إيديها قدامها – تسول يعنى – وكل واحد من
اللى واقفين يمد إيده باللى فيه النصيب وفجأة يطلع الدكتور ويشيل البتاع اللى
بتبقى على بقه دى ويبص لكل اللى واقفين ويقولهم عملنا اللى علينا والباقى
على ربنا..هى دى العمليات.. هو دا الشغل يا شريف يا أبو دم خفيف.. هو دا
الشغل يا مستر جاك..
عطية (يهمس إلى شريف) دا طلع عارف كل حاجة.. إحنا رحنا فى داهيه..
شريف إسكت.. انت اللى هاتودينا فى داهيه.. أنا هاتصرف..(يرفع صوته) بليز
مستر جاك سيت داون (إلى آدم) يا آدم بيه الحكاية اللى بتقول عليها دى
بتحصل فى الأفلام و..
آدم لأه.. أنا شفتها فى الحقيقة..
شريف ماشى.. شفتها وبتحصل.. لكن دا كان زمان فى العمليات القديمة.. لكن دى
عملية متطورة كلها علم وتكنولوجيا، المواضيع كلها بتتم فى المعامل..
آدم يعنى العلم والتكنولوجيا اللى بتقول عليهم دول يجوا لغاية عندى أنا ويشتغلوا
فى المعامل.. وأنا أبقى قاعد هنا وقفايا يقمر عيش..
شريف يعنى حضرتك عايز أيه دلوقتى؟ أيه اللى يريحك؟
آدم عايزكم تستنسخونى.. (وكأنه يبكى) استنسخونى.. والنبى تستنسخونى..
شريف هايحصل يا فندم.. هايحصل..
آدم (بشدة) وبعملية.. أنا دافع فلوس قد كدا..؟
شريف يا آدم بيه، أنا هاشرح لحضرتك كل حاجة عشان حضرتك تطمن خالص..
آدم (بشدة أيضا) اشرح.. فهمنى.. جايز لما أفهم أرتاح..
عطية (يقترب من شريف هامسا) الـله.. إنت هاتقوله على الحقيقه؟ هاتودينا فى
داهية..
شريف اقعد مكانك وما تتحركش..
آدم انتوا بتقولوا أيه؟
شريف لا ما فيش حاجة.. دا مستر جاك مستعجل.. لكن أنا طلبت منه يستنى على
ما أفهم حضرتك..
آدم أ يــــــــوه.. فهمونى.. فهمونى وبعدين استنسخونى..
شريف الاستنساخ هو.. ركز معايا عشان الكلام اللى هاقوله مش هاعرف أعيده..
آدم (يميل رأسه) مركز معاك ع الأخر أهه..
شريف (يلتفت شريف ويخرج كتاب ويقرأ منه بصوت مرتفع) عند تخصيب
البويضة الثديية تحدث الإنقسامات المتتالية للخلية ويحدث أيضا تمايز
متصاعد هذا يبدأ أولا فى المضغة المبكرة (آدم يهز رأسه علامة الموافقة
ويوارى عدم فهمه) ثم يلى ذلك تمايز إلى كل أنواع الخلايا التى تشكل
الحيوان البالغ..
آدم حيوان بالغ؟ أيه اللى دخلنا فى الحيوانات بقى؟
شريف قلت لك اسمع وبعدين نتناقش..
آدم طب كمل.. وبعد ما تكمل تستنسخونى..
شريف طبعا.. أكملك بقى.. عند نقل نواه واحده فى طور..
آدم هى وصلت للطور؟؟
شريف وبعدين بقى.. هى كدا بقى.. المكتوب كدا.. أجيب لك كلام منين؟ هو دا
شرح الإستنساخ.. وبعدين قولت لك سيبنى أكمل.. أرجوك يا آدم بيه
سيبنى أكمل..؟
آدم (مستعطفا) طب هاتستنسخونى؟
شريف أيوه طبعا..
آدم أنا دافع فلوس..
شريف بمناسبة الفلوس.. هنحتاج دفعة كمان دلوقتى..
آدم كل اللى انت عايزه بس استنسخونى بقى..
شريف ما هو أنا لازم أشرحلك العملية عشان تقتنع..
آدم اشرح.. اشرح وبعد ما تخلص تستنسخونى..
شريف اسمع يا سيدى: عند نقل نواه واحد عند طور معين من النماء إلى بويضة
غير مخصبة أزيلت نواتها، فإن هذا يعطى فرصة للبحث فيما إذا كان قد
ترتب على التمايز الخلوى فى هذا الطور.. تعديل وراثى لا عكوسى..
آدم أقطع دراعى إن كنت فهمت حاجة!!
شريف أقطع دراعى أنا.. لأ ودراع مستر جاك كمان.. إن كنا فهمنا حاجة!!
آدم يعنى أيه؟
شريف ما يعنيش.. هو دا اللى حصل باضبط عند أول عملية وتمت بنجاح..
آدم نعم؟ أول عملية؟ يعنى فيه حد قبلى استنسخوه؟!
شريف هى حاله واحده بس.. حاله واحده ما فيش غيرها..
آدم ودا مين دا؟ مين اللى دخل التاريخ من أوسع أبوابه قبل منى؟
شريف دى دوللى..
آدم مين؟
شريف دوللى..
آدم أيوه.. مين دوللى دى يعنى؟.. واحده قريبتك..
شريف (بضيق) قريبتى أنا؟
آدم تكون قريبة مستر جاك.. بنت عمته مثلا؟
شريف وبعدين.. وبعدين..يا آدم بيه..
آدم ما تفهمنى طيب مين دوللى دى؟
شريف فى حد فى الدنيا ما يعرفشى دوللى؟
آدم أنا ماعرفشى غير: دلى.. اللى بيقولوها الجماعة اخوانا يقولوا: يا دلى يا
دلى..
شريف دوللى.. النعجه دوللى..
آدم (بحزن مع دخول موسيقى مناسبة) نعجة.. نعجة يا شريف.. أنا.. أنا..
(لا يتماسك فيسقط فوق أقرب مقعد) أنا..
شريف لأه.. ماتفهمناش غلط..
آدم أنا.. لا يمكن.. أنا ياشريف.. مش ممكن..
شريف إنت أيه بس يا آدم بيه؟
آدم أنا تسبقنى نعجة.. نعجة؟!.. أودى وشى من الناس فين؟
شريف ما هو أى سبق علمى لازم يطبقوه الأول على حيوانات التجارب ولما ينجح
يطبقوه على البشر.. وانت هايكون ليك السبق بين البشر..
آدم بس إسمها نعجة.. نعجة ودخلت التاريخ قبلى..
شريف بص.. أنا عايزك تشيل دوللى من دماغك خالص.. ما تعملش عقلك بعقلها
يا سيدى..
آدم انت كدا أخلت بالشروط..
شريف إزاى بقى..؟
آدم الإتفاق كان على إن أنا أكون أول واحد يتم إستنساخه.. صح؟
شريف أيوه صح وانت أول واحد فعلا هايتم استنساخه فى العالم..
آدم طب ودوللى؟
شريف تانى.. دى نعجة.. نعجة.. نهايته.. إنت كدا معطلنا واحنا لازم نتحرك
بسرعة، عشان العملية تتم فى الميعاد المحدد ليها بالضبط..
آدم يعنى هاتستنسخونى؟
شريف يا سيدى أيوه.. يا سيدى خلاص.. (إلى عطية) مستر جاك.. بليز ليت
أس جو ناو..
عطية (يرتبك ويجرى نحو شريف ويهمس) يعنى أيه الكلام دا؟ أنا مش قلت لك
قبل كدا ما تتكلمش معايا الكلام التقيل دا؟
شريف مش باقولك إنت اللى هاتضيعنا.. اللى قولته معناه يالـله نمشى.. نمشى قبل
ما تفضحنا.. بعد إذنك يا آدم بيه..
آدم (بخوف) أيه.. هاتمشوا؟.. هاتمشوا قبل ما تستنسخونى؟
شريف (بشدة) وبعدين بقى.. ما قولنالك هانستنسخك.. استنى هنا واحنا
هانستنسخك ونجيب لك النسخة التانية ونيجى..
(يخرج شريف وعطية ويبقى آدم وحيدا)
آدم (لنفسة) ابن حلال الأستاذ شريف دا.. (بسعادة).. ياه.. خلاص
هايستنسخونى.. هايستنسخونى.. وهايبقى فيه آدم كمان.. آدم تو..
(تدخل إنصاف وكأنها فوجئت بوجود آدم بيه فتحاول العودة)
إنصاف أنا...
آدم إنصاف؟.. تعالى.. تعالى..
إنصاف أنا آسفه يا آدم بيه ماكنتش أعرف إن حضرتك هنا..
آدم لا ما فيش حاجة، تعالى.. أنا عايز أتكلم مع أى حد..
إنصاف وها تتكلم معايا أنا؟
آدم أنا عارف إنها عمرها ما حصلت.. بس أنا سعيد.. النهارده أنا سعيد جدا
أنا أسعد إنسان فى الدنيا يا إنصاف.. خلاص يا إنصاف.. خلاص
هايستنسخونى.. هايستنسخونى يا إنصاف.. وهايبقى فيه آدم تو..
إنصاف (بسخرية) ربنا يزيد ويبارك يا فندم، عقبال مايبقى فيه آدم ثرى وفور
وفايف كمان....
آدم لا.. كفايه.. كفاية آدم تو يا إنصاف.. البشرية ما تتحماش..
إنصاف والنبى عندك حق..
آدم شفتى بقى أنا قلبى عليكم إزاى..
إنصاف (مترددة) يا آدم بيه.. أنا.. كنت عايزه.. أتكلم مع حضرتك..
آدم بخصوص أيه يا إنصاف؟
إنصاف بخصوص الخبير دا اللى إسمه شريف..
آدم شريف أبودم خفيف؟.. دا حبيبى.. حبيبى.. ها.. ماله؟
إنصاف مش عارفه.. حاسه إنى مش مرتاحه له كدا؟
آدم لإنك ما قعدتيش معاه ولا شفتى ذكاءوه ولا عبقريته.. دا خلاص هايعملها
وهايستنسخنى.. أصله كلام فى سرك جاب الخبير الأجنبى مستر جاك ياريتو
يستناك وأخدوا معاهم الخلية اللى هايعملوا منها العملية ولسه ماشين..
إنصاف وطب دا كلام يدخل العقل برضه؟!
آدم مالك يا إنصاف؟ إنت شريره ليه كدا، دا بدل ماتفرحى من أجلى ومن أجل
البشرية..
إنصاف يا آدم بيه ربنا خلقنا وكل واحد وله طباعه وله شخصيته وله أفكاره وأماله
وطموحاته وأحلامه.. له قدراته الخاصه كل واحد بيبقى نفسه وبس..
آدم طب أنا أعرف واحد ماعندوش فلوس وقال نفسه يبقى زيى أنا وواحد تانى
قال نفسه يبقى زى حسام حسن 00
إنصاف اللى بتقول عليهم دول ممكن يتمنوا يبقوا زيك والا زى حسام حسن من
ناحية الفلوس والا من ناحية الشهرة، كل واحد يبقى زى ماهو بس معاه
فلوس 00 مشهور 00 متعلم 00 دكتور 00 ضابط أى مركز علمى وحتى
لو الواحد اتمنى يبقى زيك أو زى غيرك هو حر هو اللى اختار، لكن نجيب
إنسان جديد ونفرض عليه من وهو لسه فى الغيب وما شافش الدنيا، إنه
هايبقى صوره بالكربون من حضرتك؟
آدم ليه الشرف
إنصاف مين بقى اللى قال؟! مش ممكن يعنى كان يطلع يعنى أحسن من 00
آدم إنت اتجننتى يا بنت؟
إنصاف أنا أسفه يا آدم بيه أرجوك تسمعنى؟
آدم عايزه تقولى أيه تانى بعد ما دبحتينى بسكينه بارده؟
إنصاف (لنفسها) إعقلى يا إنصاف وكلى عيش على رأى عماره 00 أنا قصدى يا
سعادة البيه إن النسخة التانية دى لو جت عن الطريق الطبيعى للحياة تطلع
يعنى أحسن من حضرتك 00 ودا اللى إنت عايزه 00 مش حضرتك برضه
عايز صوره فيها عبقريتك وذكاءك؟
آدم ووسامتى 00
إنصاف ووسامتك 00
آدم أيوه طبعا 00 وما تقوليش الطريق الطبيعى لإنى جربت والنسختين اللى جم
إنصاف تقصد عتريس بيه والأنسه حميده؟
آدم أيوه 00 العينه بينه وعلى عينك يا تاجر يبقى يحق لى أحاول فى نسخه تانيه
طبق الأصل والا لأه؟
إنصاف بس كان ممكن 00
آدم عموما أنا غلطان إنى تبسط معاكى فى الحديث ومش هاخد على كلامك ومش
هاعكنن على نفسى فى اللحظة التاريخية دى.. عموما تقدرى تروحى تشوفى
شغلك.. وأنا أفضل هنا بقى أعيش مع نفسى.. (بسعاده) آه.. أقعد مع
نفسى اللى هايطلعوا منها نسخة تانية وأقعد معاها بحق وحقيقى..
إنصاف آدم بيه..
آدم عايزه حاجه يا إنصاف؟
إنصاف (بسخريه) أجيب لحضرتك حاجه تشربها.. (تكمل لنفسها) جايزز تفوقك
آدم لا.. أنا هاطلع أرتاح شويه أحسن أنا تعبت قوى بعد العملية، وشكلى كدا
هاخد أجازة.. فترة نقاهه.. (يخرج وكأنه مريض وانصاف فى وسط
دهشتها)
إنصاف (لنفسها) عملية أيه اللى تعب منها دى.. الناس دول هايجننونى.. أه..
(تعاتب نفسها) وبعدين.. وبعدين يا إنصاف لسانك دا بقى مش هايسكت
بقى، كنتى هاتضيعى نفسك حالا.. اسكتى شويه، هما أحرار، فلوسهم
وهما أحرار فيها.. بس لأه.. دا راجل نصاب ودى كلها عملية نصب ولازم
أكشف اللى إسمه شريف دا لآدم بيه، لازم أكشفه على حقيقته..
(تدخل الهانم فى هذه اللحظة وإنصاف تقابلها)
إنصاف أهلا يا هانم.. أهلا..
الهانم (بضيق شديد) عرفتى اللى حصل يا إنصاف؟؟‍
إنصاف هو حضرتك عرفتى يا هانم؟
الهانم طبعا.. وأنا لا يمكن أسكت على اللى حصل دا أبدا..
إنصاف فعلا يا هانم دا شىء لا يمكن السكوت عليه أبدا، واللى إسمه شريف دا لازم
ينكشف ودا اللى أنا كنت باوضحه لآدم بيه..
الهانم اللى لازم يقف عند حده صحيح هو آدم بيه، هو اللى لازم يعرف إنه مش
عايش لوحده فى الفيلا دى، وكل يوم والتانى يطلع بتقليعه ديده ولوحده..
إنصاف ما هو إحنا لو كشفنا اللى اسمه شريف دا يا هانم..
الهانم أنا اللى يهمنى يا إنصاف هو آدم بيه.. وأنا خلاص قررت..
إنصاف وقررتى أيه يا هانم؟
الهانم إن كان هو هايعمل نسخه منه أنا هاعمل اتنين..
إنصاف نـــــــــعـــــم؟‍
الهانم أيوه.. هاجيب الخبير الأجنبى اللى جابه آدم وأخليه يستنسخ منى نسختين..
إنصاف يا هانم..
الهانم اسكتى يا إنصاف.. اسكتى خالص.. إنتى عارفه إن انتى السبب فى كل اللى
أنا فيه..
إنصاف أنا؟
الهانم طبعا.. أنا مش طلبت منك تساعدينى فى الحصول على خبير زى ما آدم بيه
جاب خبير، والأيام بتجرى وإنتى محلك سر.. شفتى هو عمل أيه بقى؟
إنصاف يا هانم شريف دا نصاب، وأنا عايزه أكشفه على حقيقته، تقومى تقوليلى
أجيب لك زيه؟؟
الهانم خلاص.. خلاص. مش عايزه منك حاجه (تتوجه إلى خارج المسرح) ابعتى
لى عماره عشان يتفق معاهم يعملوا منى نسختين، ويا ريت بسرعة يا
إنصاف..
إنصاف (بدهشة) أيه اللى بيحصل دا؟.. أنا مالى (تنادى) عماره.. يا عماره..
عمارة (يدخل) خير يا إنصاف؟ فيه أيه يا أختى؟
إنصاف الست اللى فوق دى كانت عايزاك، أطلع لها عشان أنا اتخنقت منـ..
عماره (يقاطعها) ما فيش فايده فيكى، أنا مش قولت لك كلى عيش واسكتى؟
إنصاف مش قادره يا عمارة، خلاص هاطق..
عمارة ليه بس؟
إنصاف الهانم يا سيدى..
عماره مالها؟
إنصاف عايزه الخبرا يعملوا لها عملية استنساخ..
عماره هو الخبر وصلها؟
إنصاف ومش بس كدا، دى عايزه نسختين.. اتنين يا حبيبى اتنين..
عماره طب وماله.. مش بفلوسها..
إنصاف وهو اللى عنده فلوس يعنى يفترى بيها و..
(يدخل عتريس مسرعا ويجرى على المسرح من اليمين إلى اليسار والعكس)
عتريس هما فين؟.. هما فين؟.. هما فين؟
عماره هما مين يا سى الأستاذ عتريس؟
عتريس بتوع الإستنساخ.. عايزهم.. هما فين؟.. هما فين؟
إنصاف (بغيظ) طب وانت عايزهم ليه إنت كمان؟
عتريس عشان يستنسخونى..
إنصاف (تصرخ) آه..
عماره لأه والنبى.. وحياة أبوك كفايه، هو إحنا قادرين عليك لما تجيب لنا واحد
تانى؟
عتريس هايستنسخونى يعنى هايستنسخونى..
عمارة يا سعادة البيه بلاش، كفايه هم واحد..
عتريس بتقول أيه؟
عمارة قصدى أقول لحضرتك يعنى، تعالى بس أقعد أستريح، أيوه كدا، أنا
قصدى كفايه علينا حضرتك بعبقريتك وجمالك اللى مش على حد ليه توزع
حبنا ليك على اتنين؟
عتريس لا يا خويا أنا عايزهم يستنسخونى، ماليش دعوه هه..
(تدخل حميده وتجرى على المسرح هى الأخرى)
حميده هما فين؟ … هما فين؟.. هما فين؟
عمارة آه.. دى طبلت..
إنصاف عايزاهم يستنسخوكى إنتى كمان؟
حميده (ومازالت تجرى بشكل كوميدى) لأه.. بس هما فين؟.. هما فين؟
إنصاف كانوا هنا ولسه ماشين، وإحنا ممكن نطلبهم ويجيوا تانى، بس ممكن
نعرف إنتى عايزاهم ليه؟
عمارة أكيد عشان يعملوا منها نسخه كمان، عشان المشرحة ناقصه قتلا.. منهم
لـله البعدا..
حميده لأه مش عشانى.. مش عشانى..
إنصاف أمال عشان مين؟
حميده عشان سعيد.. سعيد الكلابظى..
(عمارة يهجم على حميده وعتريس وإنصاف يحاولن جذبه)
عماره مين؟ يستنسخوا مين يا بت؟ سيبونى.. سيبونى عليها..
إنصاف إهدا بس يا عمارة إهدا خالص، تعالى إقعد هنا.. أيوه كدا.. وأنت يا
عتريس بيه اقعد جنبه.. أيوه كدا.. (تشمر ذراعيها وتقترب من حميده)
سعيد مين يا بت اللى عايزه تعملى منه نسخه تانيه؟
حميده (بسذاجه) سعيد الكلابظى..
إنصاف وسعيد دا يبقى ابن مين فى العالم عشان نعمل منه نسخه تانيه، هه،
عقليته ما حصلتش، عليه ذكاء ماوردشى.. ما تتكلمى؟
حميده كفايه إنه حبيبى..
عمارة دى برضه بتقول حبيى..
(إنصاف تهجم وعماره يجم وعتريس ينادى من ينقذها)
إنصاف خليك يا عمارة وسيبهالى..
حميده الحقونى..
عماره إبقى خلى الكلابظى ينفعك..
عتريس حد يلحق حميده.. حد يلحق حميده..
حميده (وهى تفلت من أسفلهم) مش مهم حد يلحقنى.. المهم حد يلحق الخبير
عشان يستنسخ سعيد الكلابظى.
 
----------------- اظلام ---------------------
 
المشهد الثانى:
---------------
(صالة الفيلا.. نفس الديكور.. تغيرعلى الشخصيات يوحى بمرور وقت طويل من الزمن آدم بيه يرتدى ثياب أنيقة ويذهب على المسرح يمينا ويسارا وهو متوتر وسعيد فى نفس الوقت، وخلفه عمارة أبوزمارة يقوم بنفس الحركات ويتصنع التوتر)
آدم أنا متوتر جدا يا عمارة..
عمارة ومين سمعك يا آدم بيه، الواحد مش قادر يتلم على أعصابه..
آدم (كمن فوجىء بالرد) ليه يا عماره؟
عمارة (مرتبك) هو أيه اللى ليه؟
آدم يعنى.. أنا عندى السبب اللى يخلينى متوتر، إنت بقى أيه اللى موترك؟
عمارة (يحاول أن يبحث عن سبب) عشـ.. عشانك يا فندم..
آدم فيك الخير يا عمارة.. بتشاركنى؟
عمارة طبعا يافندم.. لازم أشاركك همومك.. وأشاركك لقمتك..
آدم نعم؟
عمارة قصدى أشاركك فرحتك..
آدم متشكر قوى يا عمارة.. فعلا الرجاله بيبانو وقت الشدة..
(ينظر فى الساعة).. ياه.. الساعه بقت خمسه ونص.. الساعه معاك كام
يا عماره؟
عمارة (ينظر فى ساعته ويجيبه) خمسه ونص..
آدم برضه.. معايا خمسة ونص ومعاك خمسه ونص؟
عماره (بذكاء) أصلهم ماركه واحده..
آدم آه صحيح.. عندك حق..
عمارة بس أنا عندى سؤال يا آدم بيه؟
آدم إسأل يا عماره..
عمارة ألا هو حضرتك متوتر كدا ليه يعنى؟
آدم نعم.. بقى عمال تلف ورايا من الصبح رايح جاى ومشاركنى همومى وأكلتى
وفى الأخر مش عارف فيه أيه؟
عمارة هه.. لأ أنا عارف بس زيادة تأكيد..
آدم إنت مش عارف إن النهاردة " آدم تو " جاى ولأول مرة هاشوفه.. لأول مرة
هايخرج من المعامل.. ياه.. شوف المدة دى كلها واللى دفعت فيها دم قلبى
ما تساويش لحظة السعادة اللى أنا باعيشها دلوقتى..
عمارة (ببلاهه) طب وآدم تو دا هاتعمل بيه أيه؟
آدم (ينظر إليه بغيظ) نعم يا أخويا!! هو اللى هانقوله هانعيده.. (يخرج صورة
من جيبه) دى صورتى وأنا عندى عشر سنين يا عمارة.. شوف.. أكيد آدم
تو النسخة التانية منى هايكون ليه نفس الملامح دى.. ياه.. حاجة جميلة
قوى إن الواحد يشوف نفسه قدام منه وهو صغير..
عمارة ودا طبيعى والا بالكهربا؟
آدم طبيعى يا عمارة.. على فكرة أنا مقدر غباءك وعارف إن عقلك ما يقدرش
يستوعب حاجه زى دى.. بس دلوقتى هاتشوفه.. هاتشوفنى وأنا صغير
وهاتشوف بقى العبقرية والذكاء.. والوسامة.. وركز بقى على الوسامة..
عمارة واشمعنى الوسامة يا آدم بيه؟
آدم لإن أن من صغرى وأنا واد جان.. واد سمارت.. الشعر كان يهفهف وينزل
لغاية هنا (يشير إلى أنفه) ورموش عنيه..
عمارة مالها دى رخرة؟ كانت بتنزل لغية هنا (يشير إلى ذقنه)؟
آدم لأ.. هى كانت طويلة بس مش للدرجه دى يعنى.. عموما ما تستعجلش،
هاتشوف كل حاجه بنفسك دلوقتى.. كلها عشر دقايق، من فرحتى ما قدرتش
انتظر ولبست ونزلت قبل الميعاد بنص ساعة.. يا..اللحظة دى لحظة تاريخية
يا عمارة..
عمارة انت عارف يا آدم بيه أنا مبسوط قوى..
آدم طبعا يا عمارة لازم تنبسط.. عشان أنا مبسوط..
عمارة (ببلاهه) لأه.. أنا مبسوط عسان هاشوف شريف أبو دم خفيف..
آدم نعم؟.. ماشى يا عمارة.. عموما مش وقته..
عمارة أصله كان عمل جو فى الفيلا وشوف بقى من كام سنة ما دخلشى وكل حاجه
رجعت زى الأول وبقت فيلا ممله..
آدم (ينظر أليه وكأنه يحذره) وبعدين..
عمارة مش قصدى يعنى.. ألا إنت منعته يجى الفيلا ليه يا آدم بيه؟
آدم ما هو أنا لما لقيت الهانم الكبيرة وعتريس بيه ابنى وحميده كمان.. كل واحد
منهم عايز يعمل زى ما عملت أنا ويستنسخوه، قمت أيه.. أعلنت وعلى الملأ
إن العملية فشلت، ونبهت على شريف ما يجيش الفيلا، وإلا كانت كل حاجة
اتكشفت.. أنا مش عارف هما اتأخروا ليه كدا، القلق هايقتلنى؟
عمارة تيجى نتسلى حضرتك لغاية ما يوصلوا وبكدا نقتله؟
آدم نقتل مين؟
عمارة القلق..
آدم طب ونتسلى إزاى بقى؟
عمارة نلعب " عسكر وحرامية ".. انت تبقى الضابط وتستخبى وأنا الحرامى وأدور
عليك..
آدم (يضغط على الحروف) نعم؟ الضابط هو اللى هايستخبى والحرامى يدور
عليه؟
عمارة (وكأنه شىء بديهى) أيوه طبعا..
آدم يا غبى المفروض الحرامى هو اللى يستخبى والضابط هو اللى يدور عليه..
عمارة الكلام دا كان زمان.. لكن كل حاجة دلوقتى بتتغير..
آدم بتتغير؟ طب وبتتغير إزاى بقى؟
عمارة أقولك إزاى.. مش طول عمرنا نعرف إن الفار يخاف من القطة؟
آدم أيوه.. دى حاجه طبيعية..
عمارة ماعادشى بيحصل دلوقتى.. والقطة لما بتشوف الفار تجرى وتستخبى عشان
كدا الفيران طلعت من الجحور وملت البلد..
آدم يا ســـلام!!
عمارة طب أقولك حاجه تانية؟
آدم قول يا عمارة..
عمارة مش طول عمرنا نعرف إن القطط تخاف من الكلاب؟
آدم أيوه ودى حاجه طبيعية برضه..
عمارة دلوقتى اللى بيحصل العكس والكلب لما يشوف القطه يجرى ويستخبى..
آدم معنى كدا إن الكلب لما يشوف الفار يجرى يستخبى..؟
عمارة طبعا يا باشا..
آدم هى دى بقى قوانين الطبعة الجديده؟
عمارة يا بيه العالم بيتغير..
آدم العالم بيتغير تقوم القطة تخاف من الفار والكلب يخاف من القطة.. والضابط
يستخبى من الحرامى؟
عمارة ويعملوا منك نسخة تانية..
(حركة وأصوات فى الخارج)
آدم طب اسكت بقى.. الجماعة وصلوا..
[ يدخل شريف وقد تغير، وبدا عليه أنه من الأثرياء، يرتدى ملابس فخمه، ويحمل فى يده جهاز كمبيوتر محمول ]
شريف مساء الخير يا جماعة..
آدم هو فين؟
شريف هو مين؟
آدم آدم تو.. نسختى التانية؟
شريف جاى ورايا..
آدم (بسعادة) أيه دا.. هايوصل هنا لوحده؟ شفت الذكاء والعبقرية ياعمارة؟
عمارة طبعا يا فندم ابن الوز عوام وهذا الفار من ذاك الأسد..
آدم (حركات تشير إلى يأسه من عمارة ويتوجه إلى شريف) يعنى بيمشى وبيتكلم
كدا يا شريف؟
شريف طبعا.. هاتشوف كل حاجه بنفسك.. وتعاين وتستلم وتمضى ع الاستلام كمان
وكل التفاصيل اللى انت محتاجها عنه هنا على جهاز الكمبيوتر دا..
آدم أمال اتأخر ليه بس؟
شريف مستر جاك بيعمل عليه شيك أب وزمانه جاى.. وأنا قلت أجى أطمنك..
عمارة خلاص نلعب عسكر وحراميه على بال..
شريف (مرتبك) نعم؟ حرامية أيه؟
آدم سيبك منه يا شريف وتعالى هنا وكلمنى عن نسختى التانية.. كلمنى عن آدم تو
وسيم زيى كدا؟
شريف دلوقتى يجى وتشوفه بنفسك.. (لنفسه) هو اتأخر ليه كدا.. الـله يخرب بيته
هايضيعنا..
آدم بتقول حاجه؟
شريف باقول جهز نفسك للمفاجأة وجهز نفسك كمان عشان تحولى مبلغ على رصيدى
[ أصوات وحركه فى الخارج ]
استعد يا آدم باشا.. استعد لاستقبال آدم تو..
(موسيقى ومارشات.. يقف الجميع وينظرون إلى باب الدخول.. يدخل عطية متنكر فى الملابس الأجنبية، ويشير ناحية الباب.. ويدخل آدم تو.. قزم.. يرتدى ثياب كوميدية هذا القزم شهير بـ فستوكه.. ويعمل عجلاتى فى الحارة التى يسكنها عطية)
 
عطية (يقوم بعملية التعارف) آدم تو.. أدم تو ذيس إذ آدم ون..
[ يجرى فستوكه نحو آدم بيه ليأخذه بالأحضان، فيجرى آدم محاولا الهروب من أمامه وعمارة يضحك وهو يشير نحو القزم، وتحدث حاله من الهرج على المسرح تستمر لحظات ]
عماره (يضحك ويشير نحو القزم ويقلد آدم) أصل أنا من صغرى وأنا واد جان..
سمارت.. الشعر كان بيهفهف لغاية هنا..
آدم هو دا وقته يا غبى؟.. امسكه.. ابعده عنى..
[ يجرى عمارة خلف القزم ويحاول الإمساك به، والقزم يفلت منه بشكل كوميدى كأن يمر من بين قدميه، وعمارة يقع على الأرض وآدم يجرى هاربا، وعطيه يهدىء القزم..]
شريف (يجرى ناحية عطية) يخرب بيتك أيه اللى انت جايبه دا؟
عطية فستوكه العجلاتى..
(الحركة مستمرة بين عمارة وفستوكه حتى يمسكه عمارة)
شريف جايب فستوكة العجلاتى يعمل نسخة آدم بيه؟ فين الطفل يا عطية؟
عطية رجع فى كلامه.. وبعدين ما كانشى هايدينا اللى إحنا عايزينه، لكن فستوكه
العجلاتى واد برم وفاهم وممكن يسبك الدور..
شريف وهو بيجرى وراه ليه كدا؟
عطية أصلى مفهمه إنه أول ما يشوف آدم بيه يجرى وياخده بالحضن يعنى عشان
يكسبه ويبقى فيه ما بينهم ألفه..
(يستطيع فستوكه التملص من عمارة ويجرى نحو آدم الذى يجرى ويقف خلف مقعد أو ما شابه)
آدم وبعدين يا عماره؟ امسكه وأوعى يفلت منك..
شريف (لنفسه) استرها يا رب.. (الى آدم).. ها.. أيه رأيك يا آدم بيه؟
عمارة (يمسكه عمارة) مسكته يا آدم بيه.. مسكته..
آدم اوعى تسيبه، أنا باقولك أهه.. أحسن أنا أعصابى مش خالصه..
شريف ما قولتليش رأيك يا آدم بيه؟
آدم (يظهر حركات الخوف ويراقب فستوكه خوفا من أن يفلت من عمارة) رأيى
فى أيه يا شريف؟
شريف فى نسختك التانية.. آدم تو؟
آدم هو فين دا؟
شريف ما هو قدامك أهه..وعمال يجرى وراك عشان يرحب بيك..
آدم (ياشمئزاز) هو دا؟!
شريف طبعا..
آدم مستحيل..
شريف (بشدة) هو أيه اللى مستحيل.. ما هو دا اللى طلع بعد العملية..
آدم مش ممكن يكون دا شبيهى أبدا.. فين الذكاء والعبقرية.. بلاش دول، فين
الوسامة اللى كنت باتميز بيها وأنا صغير..؟
شريف لسه.. كله جاى فى السكه.. وماتنساش إنه لسه فى طور الطفوله..
آدم طفولة أيه يا راجل.. دا أكبر منى..
شريف يا راجل ما تقولشى كدا.. إنت بس تلاقيك من المفاجأة مش قادر تجمع..
آدم هو حد يقدر يجمع قدام ده؟.. (فستوكه يحاول الفرار وآدام يتحرك بخوف)
شريف ما قلت لك هو دا اللى طلع.. ها نجيب لك منين يعنى؟
آدم (يتماسك ويتكلم بشده ثم بفزع مع حركات القزم) اسمع الكلام دا ما ينفعنيش
انتوا تاخدوا البتاع دا وتغيروه.. أنا عايز آدم تو حقيقى؟؟
شريف طب استنى لحظة واحد كدا..
(يتوجه نحو عطية ويهمس والقزم يحاول الفرار من عمارة وآدم يرتعد، ثم
يعود شريف لآدم)
شوف يا آدم بيه، أنا اتكلمت مع مستر جاك وهو بيقول إنه ممكن يجرى
عليه بعض التعديلات..
آدم بعض التعديلات أيه يا محترم؟ دا ما ينفعش خالص.. دا لازم يتغير..
شريف هانعمل فيه كل التغيرات اللى إنت عايزها، بس المسألة دى هاتحتاج لشوية
مصارف..
آدم بعد كل اللى دفعته؟ دا أنا كنت باحولك على رصيدك كل فترة مبالغ قد كدا
شريف الغاوى ينقط..
آدم هو دا تنقيط..؟ دا أنا مغرقك فلوس..
شريف يا سيدى هانت.. ودا بقى هايكون آخر مبلغ تحوله ليه.. (يفتح جهاز
الكمبيوتر الموجود معه) تعالى بقى انقل لحسابى مبلغ كدا يملا العين
الكمبيوتر جاهز وداخل ع النت ويادوب تدخل كلمة السر وتقول أوكيه..
(يجلس آدم ويجرى بعض الحركات على الجهاز)
آدم خلاص يا سيدى اتحول لرصيدك المبلغ المطلوب.. بس زى ما قولت لك
تغير النسخة دى..
شريف اطمن يا آدم بيه كله هايبقى تمام..
(يخرج آدم من المسرح وهو ينظر باشمئزاز نحو القزم)
(تظهر إنصاف من الجانب الأخر لحظه وحركة تدل على أن فكرة ما خطرت على بالها فتخرج دون أن يشاهدها أحد)
عمارة (يترك القزم) استلموا يا جماعة البتاع دا عشان ورايا شغل.. (يضحك
ويسخر من آدم) والشعر بيهفهف لغاية هنا، والرموش..
(يخرج عمارة ويجلس شريف وعطية ويتوجه إليهم القزم)
القزم أيه رأيك بقى يا عطية سبكت الدور ع الأخر أهه..
(تظهر انصاف وفى يدها جهاز كاسيت تضعه بحيث لا يراها أحد ثم تخرج)
أيه ما حدش بيرد عليا ليه؟
شريف إنت تخرس خالص.. كدا يا عطية، كنت هاتبوظ العملية كلها؟
عطية بس إنت يا عم لفيت الراجل وأكلت بعقله حلاوة.. وفى الوقت اللى كنا
هانتكشف فيه أخدت منه مبلغ قد كدا..
شريف إحنا نطلع من هنا بلا رجعة
عطية يعنى أيه؟
شريف يعنى ننفد بجلدنا..
عطية مش هاتعمل التغيرات والتعديلات؟
شريف تعديلات أيه ياغبى؟ إحنا نخرج من هنا وننسى آدم الغبى دا خالص ونعيش
حياتنا بقى..
القزم جرى أيه يا عطية، انت مش قولت لى إنى هاعيش فى الفيلا دى..
شريف اخلص ياغبى انت راخر الحكاية مش ناقصاك، بدل ما نطلع من هنا على
السجن..
القزم أنا مش هامشى من هنا..(يجلس).. أصل أنا ارتحت لآدم بيه قوى..
شريف آدم بيه عايز واحد تانى نسخه منه يا فستوكه..
القزم (يقوم بحركات كوميدية) ما أنا أهه.. الخالق الناطق هوه..
شريف نعم يا اخويا؟ اسمع لما أقولك، العملية دى كلها نصب فى نصب، واحنا
أخدنا منه أكتر من اللى كنا نحلم بيه.. تعالى بقى نهرب وهاديلك اللى إنت
عايزه..
القزم أنا عايز اللى عطية اتفق معايا عليه، خمسين جنيه حته واحده..
شريف (إلى عطية) خمسين جنيه يا عطية؟ انت مش ساحب تلت ألاف جنية عشان
البند دا؟
عطية ما هو أصل الباقى طلع مصاريف إدارية..
شريف نعم يا حبيبى؟ ليه؟ هو إحنا فى مصلحه حكوميه؟
عطيه (يبدأ فى الشرح) عندك ألف جنيه..
شريف (مقاطعا) هانتحاسب بعدين.. المهم نهرب دلوقتى..
(يخرجون جميعا.. تظهر إنصاف وتأخذ جهاز الكاسيت، وقد تم تسجيل الحوار السابق وتعيده وتسمع بعضه)
إنصاف أخيرا قدرت أمسك الدليل فى إيدى، بس يا خسارة بعد ما أخدوا على قلبهم
قد كدا، لكن لأه.. أكيد فيه طريقه.. المهم دلوقتى آدم بيه يسمع الكلام دا
ويقتنع.. أيوه يقتنع بإنه كان ضحية لعمليه نصب.. ويرضى باللى ربنا
قسمهوله وينسى حكاية آدم تو دى بقه..
(تنادى) آدم بيه.. آدم بيه.. آدم بيه..
ص آدم جرى أيه؟ مين بينادى؟
إنصاف دا أنا إنصاف يا آدم بيه.. ممكن حضرتك تنزل دقيقة واحده بس؟
ص آدم هما لسه عندك؟
إنصاف ما حدش هنا غيرى أنا بس.. والكاسيت.. (تشير إلى الجهاز بسعادة)
ص آدم ودا قريبك؟
إنصاف يا فندم قصدى جهاز الكاسيت.. التسجيل..
ص آدم وعايزين منى أيه إنتى والكاسيت؟
إنصاف بس إنزل سعادتك وأنت تعرف كل حاجه..
ص آدم طيب خلاص.. أنا نازل.. لما أشوف آخرتها أيه؟
(آدم يدخل إلى المسرح وقد ارتدى الروب)
آدم ها.. أيه الحكاية بقى؟
إنصاف ياما قلت لسعادتك إن شريف دا نصاب..
آدم (يجلس بهدوء) لا.. خلاص يا إنصاف اطمنى.. هو وعدنى إنه هايعدله و
إنصاف (مقاطعة) هايعدل مين يا فندم؟
آدم آدم تو.. أصله ما عجبنيش.. وقلت له يدخل عليه شوية تعديلات وهو
وعدنى..
إنصاف يا آدم بيه باقول لحضرتك دا نصاب.. نصاب.. بص أنا مش هاتكلم، إنت
ها تسمع الحقيقة بنفسك..
[ تشغل جهاز الكاسيت، نستمع إلى الحوار بين شريف وعطية والقزم، آدم يستمع
وعلامات الدهشة تظهر على وجهه تدريجيا ثم ينفعل ويدور على المسرح وهو منفعل ]
آدم لأه.. لأه وألف لأه.. مش ممكن.. بقى كل دا كان خدعه.. نصب.. دا أنا
كدا إتنصب عليا وشريف طلع نصاب.. ومستر جاك يا ريتو يستناك طلع
عطية وآدم تو طلع فستوكه العجلاتى.. أنا.. أنا شبيهى والنسخة التانية منى
يطلع عجلاتى.. عجلاتى؟!
[ تدخل موسيقى حزينة ] أنا خلاص انتهيت.. طلع حلم، كل اللى كنت عايش
فيه طلع حلم يا إنصاف.. سرقوا أحلامى.. سرقوا أمالى.. فين السلالة اللى
كانت لازم تستمر، فين الوريث اللى هايحمل اسمى وعبقريتى من بعدى؟
إنصاف موجود يا فندم..
آدم فين يا إنصاف؟ عندك حد تانى يستنسخنى؟
إنصاف أنا قصدى إن الوريث موجود فعلا من غير استنساخ..
آدم تقصدى مين؟
إنصاف قصدى عتريس بيه.. إبن حضرتك..
آدم عتريس أيه يا إنصاف؟ يعنى إنتى مش عارفاه؟
إنصاف عارفاه يا فندم.. وعارفه حنيته وقلبه الأبيض..
آدم دا إبنى وأنا عارفه وعارف بيفكر إزاى..
إنصاف كفاية إنه ما يعرفش يكدب ولا ينافق.. دايما اللى فى قلبه على لسانه، بينام
وباله مرتاح.. لا بيفكر يضر حد ولا يسرق حد ولا يوقع بين حد، عايش فى
حاله، بيحب كل اللى حواليه وبيحبوه.. جرب تعامله وتقرب منه، صاحبه
شاركه فى مشاريعك وفى أفكارك، نزله السوق.. خد رأيه فى..
آدم إنتى بتقولى أيه يا إنصاف؟ إنتى مش عارفه عتريس؟
إنصاف وعشان عارفاه، باقول كدا.. ليه دايما نفكر فى البعيد والصعب ونسيب
القريب والسهل، ليه دايما عقدة الخواجه مسيطرة علينا وبنجرى وراها مهما
كانت مكلفه وصعبه؟ ليه ما نصلحشى نفسنا بنفسنا وعلى قد إمكانيتنا؟
آدم إنتى بدأتى تقولى كلام غريب يا إنصاف؟
إنصاف يا آدم بيه.. شوف الوقت اللى فات والمصاريف اللى صرفتها عشان تعمل
منك نسخه تانية، مع إنك عندك اتنين زى الورد عتريس وحميده..
آدم بس هما..
إنصاف لو قضيت ربع الوقت وصرفت ربع المصاريف على إنك تصلح الأمور بينك
وبينهم كنت وصلت للى إنت عايزه وأحسن، يا آدم بيه جرب تحاوط على
ولادك ومراتك، جرب تلم شمل الأسرة، جرب تبقوا كلكم إيد واحده، تخافوا
على بعض وتحبوا بعض، وانتوا عندكم الإمكانيات اللازمة، ليه الدفع
والمصاريف بره بتبقى سهله وسريعه وجوه لأه.. ليه؟
آدم مش باقولك إنتى بتقولى كلام غريب يا إنصاف؟ مين بيعمل الكلام اللى بتقولى
عليه دا؟
إنصاف وليه نبص للى حوالينا، ما نبدأ بنفسنا. كل واحد يبدأ بنفسه يا آدم بيه، كلنا
لازم نعمل كدا، لازم الشمل يتلم.. لازم الشمل يتلم يا ناس..
آدم وتفتكرى إن كدا المشاكل هاتتحل؟
إنصاف ياللا نجرب.. ياللا نحط إيدينا فى إيد بعض ونحاول، ونحاول مرة واتنين
وتلاته ولازم هاننجح..
آدم وهاننجح إزاى طول ما فى وسطنا ناس زى شريف وعطية وفستوكه العجلاتى؟
إنصاف دول بقى نبلغ عنهم.. والشرطة مسئولة إنه تنضف البلد منهم ومن أمثالهم
ولعلمك بقى لو نفذنا اللى إحنا بنفكر فيه، الأصناف دى مش هتلاقى فرصه
أبدا للسرقة والنصب..
آدم يعنى أنا أيه المطلوب منى دلوقتى، عشان أرجع حقى اللى سرقه شريف
وأعوانه؟
إنصاف أول حاجه تبلغ الشرطه..
آدم وتانى حاجه؟
إنصاف الأسرة كلها تتجمع.. وبالتفاهم والحب كل حاجه هاتتصلح..
آدم أنا بدأت أقتنع يا إنصاف وخلاص هافوق من الحلم اللى كنت عايش فيه
وشريف وأعوانه أنا ليه تصرف تانى معاهم وحقى مش هاسيبه أبدا ولازم
أرجعه..
إنصاف عندك حق، لإنهم كمان بفلوسك دى ممكن نشاطهم يزيد ويكبروا..
آدم يبقى أنا لما أرجع فلوسى اللى عندهم يبقى حرمتهم من أهم سلاح ممكن
يستخدموه..
إنصاف يعنى خلاص.. أنده للهانم الكبيرة وحميده وعتريس؟
آدم (يجرى خارجا).. جمعيهم على ما أرجع..
إنصاف طب وانت رايح فين؟
آدم أرجع اللى اتاخد منى.. دى مش فلوسى لوحدى، دى فلوسنا كلنا..
 
--------------- اظلام ----------------
 
المشهد الثالث
-------------
(يدخل أدم.. وخلفه اربعه رجال يحملون شريف داخل جوال)
آدم تعالوا يا رجاله.. إرموه هنا بقى.. (يضعون الجوال وسط المسرح بشده)
أيوه كدا.. عاي تته منكم يحاصروه كويس والرابع.. أيوه انت.. (يختار
أضعفهم).. حل الرباط.. وطلعه..
الرجل أنا يا بيه..
آدم أيوه انت يا إبنى.. فكك الرباط وطلعه..
الرجل يا بيه القيمه لحضرتك.. اتفضل انت..
آدم أتفضل أنا.. إحنا هانقص الشريط.. حفله هى بقى وبنتعازم على اللى يقص
الشريط.. ما تخلص يا ابنى..
الرجل يا بيه سعادتك صاحب الــ..
آدم (بضيق) وبعدين بقى.. هانفضل نتكلم كدا لغايه ما الراجل يفطس جوه..
الرجل أصل أنا قصدى يعنى..
آدم ممكن تخرس خالص وتقص الشريط.. قصدى تحل الرباط..
الرجل حاضر.. إنت حر..
(يقوم بحل الرباط ويخرج من الجوال شريف أبو دم خفيف، وفى يده الكمبيوتر المحمول وشريف يتألم وهو يعدل من ثيابه ومن هيئته)
شريف أنا فين..؟؟ آدم بيه؟ أيه اللى بيحصل بالضبط؟؟ آدم بيه إنت تعرف الناس
دى؟
آدم دول رجالتى..
شريف (يفهم) آه.. رجالتك.. لأه.. لأه وألف لأه.. أنا يتعمل فيّه كدا.. انا
اتخطف كدا فى عز الضهر.. طب خليها باليل..
آدم واشمعنى باليل يعنى..
شريف ضلمه جايز ما آخدشى بالى..
آدم تاخد بالك.. ما تاخدشى بالك.. حاج ما تخصنيش..
شريف أمال أيه اللى يخصك يا آدم بيه..
آدم ترجع اللى إنت أخدته..
شريف اللهم طولك يا روح.. مش كان معاك وتحت إيدك.. وانت اللى صممت إنى
أنا آخده وادخل عليه بعض التعديلات..
آدم تعديلات على أيه؟؟
شريف على آدم تو.. وخلاص بدأنا فعلا..
آدم يا راجل.. وهاتعدلوه..
شريف طبعا.. طبعا هانعدله..
آدم يا نصاب.. الرجاله جايبينك من المطار.. كنت هربان..
شريف لأه ماتقولش هربان.. أنا كنت مسافر بره عشانك.. سايب بيتى وأهلى ووطنى
والناس ومتغرب عشانك..
آدم إزاى بقى..
شريف الدكتور جاك كان باعتنى أجيب له حاجه من عند الست بتاعته وراجع على
طول..
آدم يا راجل..
شريف هو أنا عمرى كذبت عليك.. دا أنت حبيبى..
آدم ولو أنا حبيبك بجد كنت عملت فيّه كدا..
شريف عملت أيه بس.. أنا مش عارف مين اللى غير فكرتك عنى بالشكل دا..
آدم عمايلك..
شريف عمايلى أنا.. أنا عملت أيه بس؟
آدم إنت مش عارف عملت أيه؟
شريف لأ مش عارف..
آدم بقى يا راجل تاخد فلوسى وتضحك عليا..
شريف أضحك عليك.. لو سمحت.. لو سمحت ما تقولش كدا..
آدم أيوه ضحكت عليا وعيشتنى فى الوهم وقلت لى هاعمل منك نسخة تانية
هاعمل منك آدم تو..
شريف وحصل.. حصل والا ما حصلشى وانت اللى..
آدم اخرس خالص.. اخرس.. ما تقولشى حصل.. بقى يا راجل تضحك عليا
وتجيب لى فستوكه العجلاتى وتقولى الجدع دا هوه نسخه منك..
شريف هو انت عرفت..
آدم طب خلى الكدب مساوى وهات واحد شبهى، تبقى مبلوعه.. لكن عجلاتى و
(يشير بيده عم القصر) وفسوكه..
شريف مش اللى لقيناه.. لكن أوعدك يا آدم بيه.. ووعد الحر دين عليه إنى..
آدم (يستخرج مسدس) لأه ما خص إنت ما بقتشى حر..
شريف يا آدم بيه..
آدم بص بقى.. قبل ما تضحك عليا تانى وتعيشنى فى وهم جديد إرفع إيدك
لفوق يا مجرم (بشده) أنا هاشرب من دمك.. أنا مش هاخلى فيك والا
دميه واحده يا مجرم..
شريف (بخوف وينظر إلى الرجال حوله) آدم بيه.. اعقل.. بش حضرتك..
آدم فستوكه.. أنا نسختى تبقى فستوكه العجلاتى..
شريف خلا ص هانغيره.. هانغيره..
آدم (وكأنه اقتنع) هاتغيره.. طب إزاى..
شريف نعمل عمليه تانيه بحق وحقيقى ويا دار ما دخلك شر..
آدم بجد يا شريف.. وممكن العملية تنجح؟
شريف طبعا بس انت إدينى فرصه تانية..
آدم (يغنى) لا.. فرصه تانيه لا.. ما كفايه.. كفاية اللى فات.. كفايه..
شريف ما هو لازم تسيبنى أعيش عشان الـ..
آدم بص.. أنا مقتنع بالعملية..
شريف يبقى خلاص..
آدم بس مقتنع برضه إن مش إنت الشخص المطلوب، عشان كدا أنا عايز
فلوسى، فلوسى كلها على داير مليم..
شريف فلوسك؟ فلوسك أيه يا جدع إنت؟
آدم فلوسى.. فلوسى يا نصاب يا محتال..
شريف وانت طمعان إنها ترجعلك.. إنت اتهبلت..
آدم (بتأثر – مع دخول موسيقى مناسبه) اتهبلت.. أنا يتقالى اتهبلت..بعد كل
اللى حصل واللى هايحصل ويتقالى اتهبلت.. فعلا أنا اتهبلت عشان صدقت واحد زيك واحد نصاب، اتهبلت عشان فكرت فى الصعب وسبت السهل، اتهبلت عشان مشيت فى طريق كله أشواك وسبت الطريق اللى كله ورود وزهور.. كان الأسهل عليا أقرب من ولادى واجمع سمل أسرتى بدل ما أدور على الإستنساخ والكلام الفارغ دا.. لكن خلاص.. خلاص أنا كنت مغمض وفتحت.. شفت الحقيقة بعنيه ولازم كلنا نشوف الحقيقه.. لازم كل واحد مغمض يفتح.. ويفتح عقله قبل عينه.. لازم نشوف الحقيقه.. لازم نشوف الحقيقه ونعرف مصلحتنا فين.... (الى الرجال) يا رجاله..
الأربعه (بصوت جماعى) أيوه يا بيه..
آدم جاهزين؟
الأربعة من بدرى يا بيه.. (يخرجون أدوات مثل الجنازير والشوم وخلافه
وشريف ينظر ويرتعد من الخوف)
آدم عارفين هاتعملوا أيه؟
الأربعة عارفين يا بيه..
آدم هاعد لحد تلاته..
الأربعة عد يا بيه..
آدم واحد.. اتنين..
شريف استنى بس يا آدم بيه.. هو فيه أيه بس..؟
آدم حاجه بسيطه.. الرجاله هايشوفوا شغلهم..
شريف هاتعملوا أيه يا رجاله؟
الرجل هانفسحك..
الثلاثة (يرددون ويحركون أدواتهم فى أيديهم) هانفسحك.. هانفسحك..
الرجل ونحنحك..
الثلاثه ونحنحك.. ننحنحك..
الرجل ونريحك..
الثلاثه ونريحك.. هانريحك..
شريف لأه مش عايز.. آدم بيه.. (يجرى نحوه ويتوسل إليه) أرجوك.. أنا
تحت أمرك.. أأمرنى.. بس بلاش ينحنحونى..
آدم ترجع كل قرش صاغ آخدته..
شريف بس أنا ما آخدتش قروش..
آدم نعم؟
شريف قصدى يعنى.. آخدت ألوفات..
آدم ترجع كل حاجه..
شريف طب أروح أجيب لك فلوسك وآجى تانى..
آدم وها تيجى أمتى.. (يتذكر)..لا.. لأه يا حبيبى، مش باقولك أنا كنت
مغمض وفتحت..
شريف يعنى أيه؟
آدم يعنى تستنى أنت هنا وأنا أروح أجيب الفلوس وآجى..
شريف أصلها فى البنك ولاز..
آدم أيوه صحيح.. مش اللى فى إيدك دا جهاز الكمبيوتر المحمول بتاعك؟
شريف (مرتبك) أيوه.. أيوه هو..
آدم طب يالـله حول الرصيد كله على حسابى واحنا هنا زى ما سبق وحولت لك
أنا..
شريف لكن..
آدم مالكنشى.. هاتنفذ والا أخليهم ينحنحوك.. يا رجاله..
الأربعه أيوه يا بيه..
شريف خلاص.. خلاص يا آدم بيه.. بس يعنى سيب لى..
آدم والا قرش صاغ.. كفاية اللى صرفته.. شوف من كام سنه وانت عايش
فى عز.. وكأنك بتاكل فى قته محلوله.. ياللا افتح الجهاز وحول الرصيد
كله لازم تطلع من هنا زى ما دخلت..
شريف أنا كنت داخل معايا سبعه وأربعين جنيه ونص..
آدم هاناخدهم شاى للرجالة دى.. هاتحول الرصيد والا..
شريف (يجلس ويفتح الجهاز) أمرى للـه.. (وكأنه يبكى) طب أجيب لك نسخه
تانيه مستورده..
آدم خلص يا شريف بدل ما الرجاله دول..
شريف خلاص.. (يضغط على أزرار الجهاز ويغلقه) خلصت أهه.. انبسطت يا
خويا..
آدم دا حقى ورجع لى.. إنت بقى لازم تاخد حقك..
شريف (سعيدا) كام..؟ هاتدينى كام يا آدم بيه؟
آدم مش أنا اللى هاديلك..
شريف أمال مين؟.. الهانم؟
آدم لأه.. القاضى..
شريف نعم..!!
آدم أصل أنا بلغت عنك.. وكلها دقايق وتترمى فى غياهب السجون..
(ينادى) يا إنصاف.. يا عتريس.. يا حميده..يا انصاف هاتى الهانم
وتعالى.. تعالوا كلكم.. تعالوا شوفوا أنا عملت أيه..
(يدخل إلى المسرح.. إنصاف – الهانم – عتريس – حميده)
إنصاف إحنا سمعنا كل حاجه يا آدم بيه..
الهانم كلنا معاك يا آدم.. إنصاف قالت لى على كل حاجه ودلوقتى سمعت كل
كلامك.. كلنا معاك وموافقين نبدأ من جديد..
شريف (يقترب من حميده) حميده.. أنا لسه عندى أمل..
حميده ما قلت لك سعيد سبق يا اسمك أيه..
شريف الكلابظى؟
آدم كلابظى فى عينك.. دا خلاص هيبقى جوز بنتى.. وهايشتغل معايا فى
شركاتى..
حميده اخرس.. الكلابظى دا أشرف منك.. (تتحدث بهيام) دا قلبه أبيض
وبيحب كل الناس وعمره ما زعل من حد والا حد زعل منه..
شريف (يقترب من الهانم) يا ست هانم.. عندى ليكى مفجأه..
الهانم عشانى أنا؟
شريف أيوه.. دا أخر خبر لسه واصلنى..
الهانم اللى هو أيه؟
شريف سيبك من آدم بيه.. خلاص.. زمن سى السيد انتهى..
الهانم ودلوقتى بقى زمن مين؟
شريف الست سيده..
الهانم ومين سيده دى؟
شريف حضرتك يا هانم..
الهانم أنا اسمى..
شريف مش قصدى..
الهانم انت عايز أيه يا نصاب إنت؟
شريف يا هانم دلوقتى الستات ممكن يعيشوا من غير الرجاله ويخلفوا لوحدهم..
الهانم إنت اتجننت..
شريف الإستنساخ.. الإستنساخ يا هانم بقى من الخلايا والا الحوجه للرجاله..
خليكى معايا تكسبى..
الهانم استنساخ تانى..؟
آدم خلاص إحنا راضين بعيشتنا كدا..
حميده وأحسن وضع اللى خلقنا عليه ربنا..
عتريس وبلاش نبص لغيرنا ونقلد.. المهم نشوف إحنا عايزين أيه..
إنصاف عايزين نحب بعضنا.. عايزين نلم شملنا..
شريف أحلام..
إنصاف ولازم نحقق حلمنا..
شريف أنا أقولكم تحققوه إزاى..
آدم انت تسكت خالص.. يا رجاله..
الأربعه أيوه يابيه.. أيوه يا بيه..
آدم جاهزين؟
الأربعة من بدرى يا بيه.. من بدرى يا بيه..
آدم خدوا النصاب دا وسلموه للشرطة..
(الأربعة يأخذون شريف ويخرجون به خارج المسرح وشريف يتحدث صارخا)
شريف سيبونى.. سيبونى يا رجاله وأنا استنسخكم.. سيبونى..
عتريس (يقترب من آدم ويشير نحو إنصاف) بابا.. بابا.. ممكن..؟
آدم أه يا خلبوص.. (إلى إنصاف ويشير إلى عتريس) إنصاف.. ممكن..؟
إنصاف ممكن.. (يقترب منها عتريس ويمسك يديها)
آدم (يتوجه إلى الهانم ويمسك يديها) ممكن..؟
الهانم ممكن..
حميده (تجرى نحو الشباك وتنظر منه) يا سعيد.. يا سعيد.. ممكن؟

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى