الأحد ١ حزيران (يونيو) ٢٠٠٨
بقلم أحمد نور الدين

تلوث في الهواء

ميدان

في الميدان الكبير المكتظ بالسيارات والعابرين.. كان الشيخ يلملم بضاعته عن الأرض، بعدما بعثرها الدركي.. وثلاثة شبان مروا به..
الأول رق قلبه لحاله واقتنع أنه مسكين ثم تابع سيره، الثاني تحركت فيه النخوة واقتنع بأنه يجب أن يفعل شيئا فهب لاغاثته، أما الثالث فسار لا يلوي على شيء.. لكنه في داخله قد قرر عندما يعود إلى البيت.. أن يكتب قصة!

تلوث في الهواء

يطير منها عطر فواح ساحر، يتلقفه أنفه الباحث عن رائحة. وتركب موجة من المرواغة فتسرع وتغذ سيرها. وتركبه موجة من جنون الرغبة فيحث خطوه. تسير ويسير خلفها.. ويأنس منها في لحظة، طيف ابتسامة حلوة.. فيخفق فؤاده طربا.. وينشط خياله فيرسم البيت المحشور وغرفه المظلمة.. كأنه يسمع هسيسا وتأوهات تتوالد بين فينة وأخرى.. فينبعث دم حار في عروقه ويزيد في سرعة خطوه..
تدعوه بابستامتها، بحركاتها.. انها دعوة وضحة لا لبس فيها.. أين وكرك يا ثعلبة؟ متى نصل متى؟ وفي لحظة دهمته الدهشة وهو ينظر إليها تصعد إلى سيارة سوداء مهكعة.. وبداخل السيارة شاب.. نتطلق السيارة مخلفة وراءها زمجرة ودخان.. تتلبس أنفه رائحة الدخان.. يدرك في تلك الاثناء فقط ما هو سبب تلوث الهواء في المدينة!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى