الثلاثاء ٣ حزيران (يونيو) ٢٠٠٨
بقلم جميل حمداوي

الرؤية التاريخية في (الريف بين الأسود والأبيض)

تمهيـــد:

عرفت منطقة الريف بالمغرب الأقصى مجموعة من الروائيين الذين عبروا عن المنطقة أحسن تعبير، وعكسوا تاريخها النضالي وهمومها المتشعبة ومشاكلها المستعصية، وعبروا أيضا عن القضية الأمازيغية في انعراجاتها السياسية وتناقضاتها الاجتماعية، كما جسدوا قضية الأرض والحرية والتشبث بالكينونة والهوية الأصلية للإنسان الأمازيغي. وفي هذا الصدد لابد من استحضار مجموعة من الروائيين المتميزين بكتاباتهم الصادقة كمحمد شكري في رواياته " الخبز الحافي"، و" الشطار"، و"زمن الأخطاء"، وميمون الحسني في روايته " جذور الضباب"، ومصطفى الحسني في رواية " ملكة جمال المتوسط"، وحسين الطاهري في روايته"الرقص على الماء"، وخالد قدومي في روايته" الريف بين الأسود والأبيض"، وعبد الحكيم معيوة في روايته" بعيدا عن بوقانا"، وإسماعيل العثماني في روايته" غوروغو"، ومحمد الأشعري في روايته" جنوب الروح"، وأحمد أبابري في رواياته"من البحر إلى البحر"، و" الزمن الأعمى"، و" صغار الأفاعي"، و" لقاء إسبانيا"، و" الذاكرة والصمت...وأشياء أخرى"، و" المدينة النائمة"، والخليفي العباس في روايته"شجرة الدردار"، وعمر والقاضي في رواياته"البرزخ"، و" الطائر في العنق"، و" رائحة الزمن الميت"، و"الجمرة الصدئة".

وسنركز في هذه الدراسة على رواية خالد قدومي" الريف بين الأبيض والأسود" من خلال تبيان رؤيتها للريف المكاني والوجودي؟

1- المعطى القصصي والدلالي:

ينطلق خالد قدومي في تحبيك روايته " الريف بين الأسود والأبيض" من قصة تاريخية شفوية ترويها جدة لحفيدها الكاتب وهي الجدة " نونوت" التي عايشت أحداث حرب الريف بكل تفاصيلها إبان مقاومة عبد الكريم الخطابي لقوى الشر الأيبيري والفرنسي على حد سواء.

وتبدأ القصة باستسلام عبد الكريم الخطابي حقنا لدماء الريفيين أمام تحالف الأعداء فيما بينهم، واستعمالهم للغازات السامة والأسلحة الفتاكة المحرمة دوليا. فأدى الوضع المأساوي في الريف مع انتشار الأوبئة والفقر والجوع وانعدام الأمن إلى هجرة الساكنة الأمازيغية نحو الجزائر بحثا عن الاستقرار ولقمة الخبز. فهاجرت أسر كثيرة فيهم الأرامل واليتامى والأطفال الصغار. ومن بين هذه الأسر التي شدت الرحال نحو الجزائر للالتحاق بالثوار الريفيين عبر المرور بنهر ملوية فاظمة ووليدها الصغير محند برفقة عم ابنها موح بعد أن توفي بعلها المجاهد مزيان المعروف بالشجاعة النبيلة وخبرته في قيادة مجموعة من المجاهدين الغيورين على بلدهم وعقيدتهم.

وبعد أن اجتازت الأسر الريفية المهاجرة نهر ملوية، استقبلهم الثوار بالخيام والخيول أثناء إحساسهم بتعب المهاجرين وضناهم. فقرر موح الزواج بفاظمة، وتم له الأمربعد أن قبل الطفل محند هذا الزواج عن مضض؛ لأن ما كان يشغل هذا الفتى الذي أصبح راشدا هو الجهاد لطرد الغزاة من الريف، وطرح الأسئلة الفلسفية المتعلقة بالميتافيزيقا والوجود قصد الوصول إلى الحقيقة الكونية والمعيشية.

رفض محند وضع المهاجرين الهاربين من الريف، وقرر أن يلتحق بالمجاهدين الذين مازالوا يستكملون مسيرة النضال والجهاد للدفاع عن حرية الوطن واستقلال المنطقة. ولما أحس محند بالتعب، استلقى أرضا ليأخذ شيئا من النوم والراحة، لكنه استشرف مصيره التراجيدي بشكل استباقي:" كوابيس عديدة رآها في تلك السويعات القليلة وهو مابين السبات واليقظة. رأى سواد الغيوم يكتسح زرقة السماء مبيدا كل الكائنات المحلقة في الفضاء. رأى ثعبانا أسود ضخما، أقرب إلى التنين المخلد في أساطير الإنسان الأصفر، يزحف نحو حقول خضراء ملتهما ما فيها من عشب وورد وشجر وماشية... وحتى الإنسان لم يفلت. ورأى نفسه ملقى في بركة من الدماء بعدما تلقى طعنة خنجر في ظهره. رأى أمه تجرجر من شعرها دون أن يتعرف على أصحاب الأيادي المعتدية. رأى المخيم محترقا وتكاد تنعدم فيه أنفاس الحياة. ثم رأى رجلا أبيض طويل القامة يصطحبه رجل أسود أشبه بقزم يحصيان عدد الجثث وقهقهات الضحك الصارخ لا تفارق فميهما. وبصرخة قوية انبعثت لتوها من حجرته تقول لا، لا!...استيقظ معها مفزوعا، والعرق يتصبب من جبينه ونبضات قلبه توشك أن تخترق صدره، ود، أن يبالي بأي تفسير لرؤاه، قرر مواصلة الطريق."

فلما التحق محند بأصدقائه الثوار، تعرف عليه المجاهدون وجعلوه بطلا كاريزميا وقائدا شجاعا إسوة بأبيه القائد البطل الذي كان يحارب إلى جانب عبد الكريم بشهامة كبيرة واعتزاز لامثيل له. ومن ثم، تعلم الشاب بسرعة فائقة فنون القتال والقيادة، وحاول أن يلم شتات القبائل الريفية. بيد أن الوشاة ومنهم أقرقاش جعلوا له مكيدة، فأوقعوه في شرك الأسر بعد أن جرحوه برصاصة دامية. فأودعوه في السجن بمدينة مليلية إلى أن وجد نفسه مع عمه موح.
وبدأت تساوره الشكوك حول شخصية عمه الذي أصيب بآفة البرص. ورأى أعداءه العسكريين يتفاوضون معه سرا إلى أن اكتشف خيانته وتعامله مع العدو، وتأكدت لديه خيانة عمه للمبادئ الوطنية وتنكره للمقاومة الريفية، فصار بمثابة جاسوس لعين ينشر الفرقة بين الناس، وينشر سموم إيذائه للرموز الوطنية، ويخلق الصراع بين الريفيين محاولا النيل من شرفائهم عن طريق سبهم وشتمهم وقذفهم، إلا أن أهل الريف كانوا على علم بخيانة موح بعد أن تبرأ منه أخوه مزيان الذي خيره بين أمرين: إما المقاومة في صفوف الأمير عبد الكريم وإما الهجرة بعيدا إلى أرض العنب.
وعندما تأكد العدو من ثبات موقف محند وصموده في معتقله العتيد، واستبساله في نضاله الشرس، قرر أن يرميه للكلاب المسعورة لتنهشه نهشا، بعد أن مكث سنوات عدة في السجن فصار منهوك الصحة، ضعيف البنية لايرجى منه نضال ولا مقاومة. فتكالبت عليه الكلاب تعضه إلى أن رماه الأعداء خارج المدينة عظاما منهارة، ليأخذه إخوانه الثوار جسدا منهوكا من شدة عضات الكلاب المتوحشة، بيد أن الثوار لم يستطيعوا مداواة الجثة المهلوكة بسبب جهلهم بدواء معالجة الداء الكلبي.

ولما سمعت الأم فاظمة بكيد موح وكثرة شروره، تحينت الفرصة لتنتقم منه ومن الخبيث الخائن أقرقاش، فأعدت لهما الطعام ودست فيه السم القاتل. بيد أن زوجها موح شك في هذا الطعام، فاستبقاها ليتأكد من سلامة الأكل، ولما وجدت نفسها مرغمة على أكل الطعام، اضطرت لأن تضحي بنفسها لكي تخلص الريف من شر عتاتها الخائنين ولاسيما موح وأقرقاش:" رويدا رويدا تغير لون وجههم على التوالي، تشحبوا أكثر فأكثر، بدأ الصرع يفتك بهم، كانت الدموع المريرة تسكب من عيني موح وهو يحتضر، جفت الكلمات في حلقه ففوت فرصة التوبة والغفران." أقرقاش" لم يكن أحسن حال، يريد الوقوف والصراخ، يصارع الفراغ بيديه الثقيلتين يحاول أن يتقيأ عله يستدرك الحياة، لكنها طلقته مثلما طلقه التاريخ، فالمنية باغتته بعجالة. ربما هي أيضا تواقة لجسده المدنس بالخيانة، وتريد أن يحسب لها حسنة، فكانت نهايته بأن سقط صريعا كالكلب.أما فاظمة فودعت الدنيا بابتسامة ملائكية أقرب إلى موناليزا بعدما تغلبت روحها على الألم".

وتستكمل الجدة قصتها بأن الريفيين ماكادوا يتخلصون من الرجل الأبيض حتى وجدوا أنفسهم في قبضة الرجل الأسود الذي أراد أن يحول الأسياد إلى عبيد وأقنان، ويحول التاريخ النضالي إلى تاريخ المآسي والفتن والإحن:" الحروب في الضفة الأخرى كانت على أشدها، معارك جهنمية يتطاحن فيها الرجل الأبيض مع شقيقه. وكان البعض منا حطبا يشعلون بأجسادهم لهيبا ينير لهم مسلك الانتصار. ولم يكن لرجل الأبيض من سبيل سوى التفكير في من يستخلفه على الريف دون المساس بمصالحه الحيوية ووجوده الرمزي. فلم يجد بديلا للرجل الأسود الذي نصب سيدا مؤقتا على البلاد والعباد، ولتكتمل هالته وتسمو عظمته. جلب هو الآخر من أسواق النخاسة عبيدا لقطاء لا ملة لهم كالهمج، ألبسهم جلابيب بيضاء وقبعات حمراء، يخال المرء من بعيد أنهم من فصيلة الديكة الرومية، والأغرب من ذلك هو بتره لأعضائهم التناسلية البارزة، والشبيهة بسلاح الكوريلا الفتاك والمودع بين رجليه بإتقان، حفاظا على نقاء عرقه واتقاء لشر الألسنة التي لاترحم. ومن مهام هؤلاء العبيد الصلاة باسمه والتيمم ببركاته، فهو قادر على جلب الغيوم، إن لم نقل خلقها حتى تمطرنا غيثا رحيما، والويل كل الويل،إذا ما عكر مزاجه هذا الشعب الذي لا يستحقه، فسيكون سخطه جفافا في جفاف، وبركاته تعددت حدود الإنس لتشمل الحيوانات والأشجار والحجر... بل حتى الجن يسخرهم لحماية وحراسة مقامه القدسي من الشياطين، باختصار هو أشبه بإله صغير. ومن وظائف العبيد أيضا، سلخ الأحياء وطمر عظام الموتى داخل أسوار القلاع المشيدة بكثرة كتعويذة تبعد أرواح الثوار الشريرة."

وتحمل الرواية في طياتها رؤية تاريخية نضالية تعتمد على التحدي والكفاح والتسلح بالعلم والمعرفة ومحاربة الجهل، والتصدي للطرائق الصوفية التي حاربت المقاومة الريفية، والحث على فهم التاريخ فهما حقيقيا، والدعوة إلى التشبث بالأرض والهوية والدفاع عن القضية الأمازيغية دفاعا مستميتا. ويطرح الكاتب سببين رئيسيين كانا من أهم العوامل التي أودت بالمقاومة الريفية إلى مآلها التراجيدي ويتمثلان بالخصوص في الخيانة والجهل.

وتتموقع الأحداث فضائيا بين منطقة الريف ومليلية وملوية وأرض العنب. وتتسم أرض الريف بالمقاومة الصارخة في وجه الاحتلال والغطرسة الأيبرية، كما تنماز بكثرة الأمراض والأوبئة وتعشش الخرافات وخيانة رموز المقاومة واختيار حل الهجرة بدلا من التشبث بالأرض والدفاع عنها. أما مليلية فتشكل فضاء الاعتقال والإرهاب والتعذيب وتصفية الأرواح وفصلها قسرا عن الأجساد. في حين تشكل ملوية فضاء العبور والهروب والانتقال من ضفة العدو الإيبيري إلى ضفة العدو الفرنسي. أما بلاد العنب فتحيل على الجزائر التي تعتبر بمثابة إلدورادو بالنسبة للريفيين للحصول على المال ولقمة الخبز وتأمين حياتهم في الريف. ومن ثم، فهذه الفضاءات ذات طبيعة تاريخية واقعية على الرغم من أن الكاتب يدعي أنها أحداثها خيالية ليس إلا.

أما على مستوى العوامل، فقد رأينا أن المرسل هو الجهاد والدفاع عن البلاد كما يرى محند البطل الشاب، بينما المرسل إليه هم الريفيون بصفة خاصة والمغاربة بصفة عامة. أما الذات البطلة فتتمثل في المجاهد محند، بينما الموضوع المرغوب فيه هو تحرير الريف والمغرب من قبضة المستعمر الغاشم. أما المساعد فيمكن حصره في المجاهدين ورغبة التحدي والكفاح والتوفر على مؤهلات البطولة والتمكن من فنون الحرب والقتال. أما المعاكس فيتجلى بوضوح في العدو وخونته من موح الجاسوس وأقرقاش البياع.

ويلاحظ أن زمن القصة هو زمن المقاومة الريفية من القرن العشرين وخاصة بعد استسلام عبد الكريم الخطابي واندلاع الحرب العالمية الثانية حتى مشارف الاستقلال حيث انتقل الريف من يد الرجل الأبيض إلى الرجل الأسود.

ومن هنا، فالعنوان يحمل في طياته رؤية رمزية جنائزية، فالأسود يعبر عن الظلم والذل والمهانة والاستعباد والاستبداد والحزن التراجيدي، بينما الأبيض يحيل على المستعمر العدو اللدود المتسلط على العباد بقوته وجبروته وأسلحته النارية والغازية السامة الفتاكة.

2/ الجوانب السردية والجمالية:

يستعمل الكاتب تعدد الرؤى السردية إذ ينطلق من الرؤية الذاتية في الاستهلال لينتقل بعد ذلك إلى الرؤية من الخلف في خاتمة الرواية، كما تنتقل الرواية من رواية السارد إلى رواية الجدة نونوت وتعود إلى نفس السارد. ومن هنا، نسجل ظاهرة التناوب كظاهرة بارزة في هذه الرواية إلى جانب توظيف الرؤية التاريخية واستعمال المقتبسات المناصية التي تحيل على فعل النضال والاستشهاد كالبيت الشعري عند الشاعر التركي ناظم حكمت:

إن لم احترق أنا، ولم تحترق أنت

فمن ذا سيضيء ظلمات هذا العالم؟

أو تحث على استعمال العقل والتسلح بالفكر أثناء التخطيط للثورة وتسيير دفة النضال كما لدى عبد الله إبراهيم الذي قال:" قد يطول كفاح أمة لخطإ أساسي في تفكيرها"، أو الثورة على المتسلطين والمستبدين من الساسة والدفاع عن الشعراء الحالمين كما يتجلى ذلك واضحا في قولة محمد إقبال الذي قال:" تولد الدول في صدور الشعراء، تنشأ وتموت في أيدي الساسة".

وتستند رؤية السارد إلى مجموعة من الوظائف السردية كالسرد والتبليغ والتنبيه والتوثيق والتأثير وتطبيق مقومات جمالية القراءة كما في هذا المقطع النصي:" لذا، أنصحك في كل ما تتداوله الألسنة عن التاريخ، فالمكر، ياحفيدي، اجتاح جل حقبه. اجتهد قدر الإمكان واستخلص الحقيقة المحشوة ما بين كلماتي".

أما في ما يخص زمن السرد، فهو زمن سردي كرونولوجي متعاقب ينطلق من الحاضر نحو المستقبل ويعتمد على ترابط الأحداث منطقيا وزمنيا، على الرغم من أن الفترة المرصودة زمنيا هي فترة الماضي من المقاومة الريفية:" حين تحرق حقب من الزمن لتستأسد حقب أخرى، وتتلف وقائع تاريخية بأكملها، بغية قتل رمزية أبطالها، ثم تتلاشى معها ملحمة الشعوب في كتب التاريخ المأجور، يصبح المرء تائها وغارقا في البحث عن كيفية إدراك هويته، مثله مثل بحار قديم خذلته الأمواج بعدما فقد بوصلته التي ضاعت معها اليابسة. الإحساس بهذا الذنب العميق تولد عندي في لحظة إنصات ممزوجة بخشوع صوفي، إجلالا لوقع الكلمات على روحي. هي لحظة لايضاهيها سموا إلا لحظة الفلاسفة في عزلتهم التفكيرية والشعراء في خلوتهم الإلهامية، لحظة إنصات عشتها بجوارحي ووجداني في حضرة مجلس جدتي " نونوت" الموقر. هي عجوز عاصرت أفراح وأقراح شعبنا طيلة القرن المنصرم".

ويعني هذا أن هذه الرواية التاريخية رواية كلاسيكية المبنى لوجود حبكة سردية متنامية بشكل يحترم البداية الاستهلالية والعقدة والصراع والحل والنهاية.

وترتكز الرواية على سرعة الإيقاع الزمني عن طريق الحذف وتلخيص الأحداث والقفز على مجموعة من الأحداث التاريخية الهامة. ومن ثم، تخلو الرواية من المقاطع الوصفية والمشاهد الدرامية المثيرة كما يدل على ذلك العدد القليل من الصفحات (83 صفحة من الحجم المتوسط).

ويهيمن السرد غير المباشر والاسترسال التاريخي على المتن الروائي، ويقل الحوار المباشر والمنولوگ ؛ لأن الكاتب لم يترك الحرية لشخصياته كي تعبر عن نفسها، وتتكلم عن معاناتها وتقدم مبرراتها، ولم يستكنه الكاتب أيضا سيكولوجية الشخصيات بشكل شعوري ولاشعوري.

هذا، وقد استخدم الكاتب أسلوبا سرديا واقعيا تاريخيا يعتمد على الألفاظ التسجيلية القائمة على تشخيص الموضوع ومحاكاة الواقع التاريخي. وتقل الصور البيانية والبلاغية في الرواية بسبب ميل الكاتب إلى التشخيص الواقعي مما جعل القاموس الذي يستعمله الكاتب قاموسا لفظيا حرفيا موضوعيا. وعلى الرغم من ذلك، فالرواية تعتمد على الطابع الرمزي وتخييل الواقع الموهم بالصدق الفني والمرجعي.

خاتمــــة:

وعليه، فرواية" الريف بين الأسود والأبيض" لخالد قدومي رواية واقعية قائمة على التخييل المرجعي والرمزية الحدثية. وتحمل في طياتها رؤية تاريخية نحو الريف، وتطرح موضوع الهوية والمقاومة بشكل جديد من خلال مناقشة موضوع الخيانة وقضية الجهل.

وقد تبنى الكاتب قالبا روائيا كلاسيكيا ورؤية سردية من الخلف قائمة على سرد الأحداث سردا موضوعيا محايدا مع تشغيل أسلوب السرد غير المباشر وتوظيف مجموعة من الخطابات والسجلات الأسلوبية كالسجل الحلمي، والسجل الفانطاستيكي، والسجل التاريخي، وسجل المستنسخات، والسجل الصوفي، والسجل الأسطوري.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى