الخميس ١٠ تموز (يوليو) ٢٠٠٨
بقلم أحمد مظهر سعدو

الإنفاق على الفن: مسألة فاقت كل حد

يجري في العالم العربي سباق محموم نحو رفع سقوف العرف والإنفاق على الأعمال الفنية من [أفلام ومسلسلات وفيديو كليبات، بحيث لم تعد الأرقام المالية المطروحة من قبل الشركات المنتجة كصرفيات مباشرة تصدق أو ثقيل منطقياً. وخاصة في كل من مصر ولبنان ويبدو أن الأعمال الفنية في سورية والخليج قد طاولتها هذه المسألة مؤخراً بعد إنتاج العديد من المسلسلات ذات الميزانيات الملفتة... والتي راحت تدفع كل من له علاقة بالغناء أو التمثيل أو ليس له علاقة ليتجه نحوه تحصيلاً لمدخولات مالية فاقت كل التوقعات.. ولنأخذ بعض النماذج – الموازناتية - على ما يجري فمثلاً قد بلغ أجر ليلى علوي عن حلقة لمسلسل – ليلة الرؤية-/5 ملايين جنية مصري/، كما بلعت ميزانية مسلسل – شرف فتح الباب -/17 مليون جنية/. وهو من بطولة يحيى الفخراني. وإخراج السورية رشا شربتجي. وقد بلغت تكاليف فيلم – ليلة البيبي دول -/40 مليون جنية/، بالإضافة إلى/ 6 ملايين جنية تكلفة دعاية للفيلم فقط..

أما مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الذي سيقام بالعاصمة الإماراتية – أبو ظبي – خلال تشرين الأول القادم فقد رفع قيمة جوائزه إلى مليون دولار أمريكي. وهي أكبر جوائز نقدية على مستوى كل مهرجانات السينما في العالم.

أما ميزانية مسلسل – صراع على الرمل – إخراج حاتم علي وانتاج دبي فقد وصلت إلى/30 مليون دولار/.

كما رصد مبلغاً وقدره/ 10 ملايين جنية لإنتاج فيلم – الزمهلاوية – الذي بدأ بتصويره مؤخراً رواجاً غير منطقي أو أسعاراً وأجوراً وتكاليفاً فاقت كل الحدود.. فالأغنية الواحدة راحت تكلف مئات الآلاف من الدولارات حيث مابرحت الفنانة اللبنانية ناسي عجرم تتقدم الجميع بارتفاع ميزانية أغانيها فقد تكفت أغنيتها – سافر بالسلامة -/ 350 ألف دولار/. أما أغنيتها – رسالة إلى العالم- التي تعرض الآن على الفضائيات فقد كلفتها/ 200 ألف دولار/.

ولا ننسى هيفاء وهبي التي تنافس الأخريات في هذا الارتفاع في التكاليف حيث بلغت تكاليف أغنيتها الجديدة – ماتقولش لحد- المخرجة من قبل ليلى كنعان/350 ألف دولار/. وهي ضمن كليبها – حبيبي أنا-. أما المطرب العراقي كاظم الساهر فقد كلفت أغنيته – تقول أنسى-/200 ألف دولار/، مع المخرج حسين دعيبس. هاني شاكر من جهته فقد بلغت تكاليف أغنيته – أنا قلبي ليك- ألحان عمر ضياء الدين/100 ألف دولار/. المطربة أنغام بلغت كاليف أغنيتها – مابتعلمش-/120 ألف دولار/ بينما بلغت تكاليف أغنية نوال الزغبي – قلبي اسألوا-/150 ألف دولار/، والأغنية ضمن ألبومها الجديد – خلاص سامحت- وهكذا هي أجور وتكاليف الكليبات نزولاً أو صعوداً مروراً بكل من جورج وسوف ومحمد فؤاد، صابر الرباعي، راغب علامة.. بينما انخفضت مشياً تكاليف أغنية دومنيك- السح الدح امبو- حيث بلغت ميزانيتها/75 ألف دولار/ فقط. وميريام فارس صرفت على كليبها الجديد – أنا مش أنانية-/75 ألف دولار. وصرفت نيلي مقدسي/65 ألف دولار/ على أغنيتها – يعيش الحب-.

ويبدو أن هذا الإنفاق المالي الضخم الذي طاول معظم الفنانين والأعمال الفنية المنتشرة قد طاول كذلك مستوى الجميع المالي من خلال شباك التذاكر للأفلام التي تعرض الآن في صالات مصر للسينما..

حيث وصل دخل فيلم – ورقة شفرة- الذي عرض مؤخراً إلى مليون جنية. كما حقق فيلم – ألوان السما السبعة-/750 ألف جنية أما فيلم – حين مسرة- فقد حقق/19,2 مليون جنية/، وفيلم – طباخ الرئيس- حقق/8,6 مليون جنية/ لكن فيلم – خارج على القانون- فقد حقق/19,4 مليون جنية/، وفيلم – الجزيرة- حققت/22,7 مليون جنية/ وهو من إخراج شريف عرفة.

بينما حقق فيلم – لحظات أنوثة-/1,1 مليون جنية. وفيلم يوسف شاهين – هي فوضى- حقق/16,2 مليون جنية/.

يتضح من خلال هذه الجولة السريعة على حرفيات الفن العربي مستوى الانفاق المذهل، في وقت لايجد الكثير بل مئات الألوف والملايين من الشعب العربي قوت يومهم، حيث وصلت معدلات الفقر إلى ماهو فوق الـ70% في العديد من الأقطار العربية.. من هنا فإن هذه الإطلالة على واقع ميزانيات الفن يؤشر إلى حالة فوات كبرى تلف الواقع العربي برمته عبر معادلات يصعب حلها.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى