الثلاثاء ١٥ تموز (يوليو) ٢٠٠٨

طلب حضور

بقلم: السيد أحمد زرد

ببطء ورفق، دفع الباب، فانفتح، دون مقاومة أو صوت

لم يسفر تحديقه عن رؤية شيء: كانت الظلمة سابغة. حاول جاهدا أن يكظم اضطرابه.

تقدم خطوة للداخل. تلاشت بضع طبقات من الظلمة، لكن ظل التحديق لا يسفر عن رؤية.
تسمّع. لم يكن ثمة سوي طنين خافت، لا يدري مصدره: أهو داخله أم ركن من أركان الغرفة التي اجتاز توا – لأول مرة – عتبتها. استنفر كل الحواس. فقط قشعريرة ما خفية ألمت بظاهر جلده، أنبأته بوجود حياة أخري تتنفس وإياه هواء ذات الغرفة

كان قد استوثق جملة مرات من صحة العنوان الذي حفظه عن ظهر قلب لكثرة ما طالعه،
في الأيام السابقة، في الإعلان المنشور بالصحف. كان الإعلان يطارده، يضغط عليه بإلحاح طالبا منه سرعة التوجه إلي عنوان محدد. لم يُذكر في الإعلان اسمه، لكن كل البيانات المنشورة تقطع بأنه هو الوحيد المقصود دون أي التباس أو احتمال للخطأ.. تاريخ الميلاد، محل الإقامة، المهنة، طول القامة الوزن، لون البشرة، العادات اليومية، الجراحة التي أجراها في صغره.

لم يحدد الإعلان اسم المعلن أو السبب وراء طلب حضوره، كما لم يذكر – علي خلاف العادة – رقم تليفون يمكن الاتصال به

في ابتداء الأمر، حاول التجاهل، رغم الدهشة التي اعترته، والفضول الذي احتواه
لكن مع التكرار، أخذ الإعلان يستلفت أنظار الآخرين، وكان المقربون منهم – بدورهم – يستلفتون نظره إليه. كان لابد من وضع حد للقلق الذي أخذ يتناهشه ويتفاقم إزاء تكرار الإعلان وإلحاحه.

تقدم للأمام خطوة أخري واجفة. حاول أن يتنحنح أو يسعل. لم يسمع سوي طنين. همّ بأن يخطو، فانزلق، ليجد نفسه – فجأة – منطرحا علي الأرض، وقد حدقوا به وشلوا حركته، وشرعوا يجردونه من الثياب.

بقلم: السيد أحمد زرد

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى