الجمعة ١٨ تموز (يوليو) ٢٠٠٨
مقالة ساخرة
بقلم وليد رباح

اشركونا في السرقة.. ولسوف (نطنش)

يعمل بعضهم كالثور في وظيفته.. ثم يخرج صفر اليدين.. فان سألته قال: الحمد لله خرجت كما دخلت نظيف اليد.. أما رأيي المتواضع.. فلم يكن تحت يده ما يسرق.. والا اصبح منهم.

يا عزيزي كلهم لصوص..ولكن الفارق بين لص وآخر مجلبة للتنبه.. فاللص العربي مثلا يختلف عن اللص الامريكي من حيث الشكل والمضمون.. فالاول ينظر من (خرم) الخزنة فيراها ممتلئة بالنقود.. يتحلب ريقه فينظفها عن آخرها.. أما اللص الثاني.. فانه يلطش منها بعضا ويترك البعض للص آخر.. وفي رأيي تلك هي ( الاشتراكية). وليس ما يدعيه الشيوعيون او من كانوا على دين السوفييت..

وقد ( يستهبلني) بعض القراء.. ولكنهم يجمعون على أني لا امزح.. فاللص العربي يريد الاستئثار بما يسرق كي يصبح غنيا لا يشاركه في غناه أحد.. والسرقة في يقينه فرصة لا تعوض.. أما أن يهتبلها او تستهبله.. أما اللص الامريكي فانه يترك شيئا في الخزنة للصوص الاخرين كي يتساوى الجميع في السرقة.. وهذه احد الاسباب الرئيسة التي تجعل اللص العربي يكتشف سريعا.. فيقبض عليه او يسافر بمعرفة رجال الحكم خارج البلاد فلا يطاله القانون.. أما اللص الأمريكي فان( دم النقود) يوزع على القبائل فلا تدري من السارق الحقيقي..ثم أن السرقة في العرف الامريكي عادة.. يشترك فيها من هم في اعلى المراتب وادناها.. وتعتبر ذكاء وفهلوة.. فهل يقبض السارق على السارق..

أنظر الى الرئيس الامريكي مثلا عند اجتياحه العراق.. فقد اشرك نائبه ديك تشيني في الغنيمه.. ونال الحزب الجمهوري باعضائه الكبار بعضا او جزءا من غنيمة النفط كل حسب وظيفته.. بترتيب منظم حسب السجلات الحزبيه.. واختلف مع وزير خارجيته باول آنذاك فترك منصبه لأن القسمة لم تعجبه.. ولم ينس الرئيس فضل( بريمر) عليه.. فقد كافأه على حل الجيش العراقي وادخال العراق الى النفق المظلم.. فاصبح ذلك(البريمر) من اغنى اغنياء امريكا.. أما( الهبلان) الذين تركهم خلفه في جهاز الحكم فقد نال كل منهم فتاتا لا يقيم الاود ولا (يبل الريق) وهذا ايضا احد الاسباب التي جعلتهم يستمرون في خيانة وطنهم حتى تمتلىء الجيوب وتختفي العيوب.. فمن المالكي الى ( الزيباري – يعجبني اسمه فهو يدل على انه لا يعرف حبوب الفياغرا) يا قلبي لا تحزن. وقس على ذلك البقية !!! تلك هي السرقة الامريكية.. أما الدليل الاخر فان غزو الكويت الذي جلب لنا المصائب قد استأثر فيه الرئيس العراقي السابق ولم يشرك احدا في الغنيمه.. وتلك هي السرقة العربية..

في الوطن العربي.. يرشح احدهم نفسه للانتخابات ايا كانت.. فيصرف من جيبه الخاص ما يوازي الاف المرات مجموع رواتبه مدة انتخابه قانونيا..ويحدث ذلك ايضا في امريكا.. فالكونغرس مان مثلا.. راتبه السنوي ثلاثمائة الف دولار سنويا.. ومدته في الحكم سنوات اربع.. لكنه يصرف علىالانتخابات عشرة ملايين او اكثر.. فكيف يحدث ذلك.. السرقة يا عزيزي تضمن أن يعيد ما صرف واكثر. وتلك ميزة يشترك فيها اللصوص اينما وجدوا في هذا العالم الرحب. وكل يدعي خدمة الشعب لا سرقته.. ونكران ذاته ومنحها للاخرين.. وتضييع وقته وماله بين هذا وذاك وهذه وتلك خدمة للشعب.. تماما مثل المجرم الذي يستمطر الرحمات على ميت قتله ومشى في جنازته.. ثم يدفنه والدموع تنهمر من عينيه كالمطر.. الم ير أحدكم صيادا يصيد العصافير وتذرف عيناه الدموع وتظنها دموع الندم على اصطياده العصافير ونسيت أن دموعه تذرف نتيجة البرد والصقيع..

وبما أنني اغار منهم حد الموت.. ليس لاني نظيف اليد واللسان كما أدعي.. فالغيرة نابعة من أن يدي لا تطوي تحتها شيئا من المال كي اسرقه.. ولذا فاني عفيف على ما يبدو.. صدقتم ام لم تصدقوا فانتم وشأنكم.. واني لارى حلا مناسبا بحيث لا تكتشف السرقة او تطوى في سجلاتها ضد مجهول.. لماذا لا تشركون رجال الاعلام في تلك السرقة.. وذلك بان يوضع قانون في البلاد التي تكثر فيها مافيا السرقات واللصوصية.. اشركوهم في مالكم الحرام.. اشركوهم في كل ما تسرقون.. وعندها فقط.. سوف تجد وسائل الاعلام ومنها الفضائيات قد مجدت وعظمت اللصوص واشباه اللصوص.. الا يحدث ذلك في هذه الايام.. اذا لم تعرف أن ذلك يحدث فانت لا تجيد الاستماع الى أخبار هذا العالم.. وانت جاهل بما يجري حولك.. الم تسمع بموظف راتبه لا يكفيه خبزا فاذا بعماراته تطاول السماء.. واذا بملايينه تعمل في البورصه.. ثم يحلف لك اغلظ الايمان انه نظيف اليد طاهر الذيل لا يشاركه في الطهارة سوى رابعة العدوية..

رحم الله أبي.. فقد كان سائقا أجيرا لدى أحد اللصوص.. لا تطال يده غير المفكات والبراغي والبطاريات القديمة والجكات لكي يسرقها.. وعندما تقاعد قال: الحمد لله.. لقد خرجت نظيف اليد طاهر الذيل.. وتصبحون على خير.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى