الجمعة ٨ آب (أغسطس) ٢٠٠٨
بقلم زكية خيرهم

الديموقراطية البوشية

ما بين سلطة الاحتلال الانتقالية وقتل المواطنين الأبرياء بنذالة وهمجية

بعد القضاء على عراق صدام حلّ محلها عراق بوش الرئيس الأمريكي الناطق والممثل الشرعي الوحيد باسم الديموقراطية والقضاء على الإرهاب في العالم.

هنيئا لكم حكام الوطن العربي بسيدكم وحاكمكم الكبير الذي يسهر على الأمن والقضاء على الإرهاب في العالم. وأنصحكم أن تسيروا على نهجه وسنّة حياته، لأن غير ذلك يعني خلعكم من عروشكم، فتشبتوا بعروشكم واستمعوا لعرابكم ولو على حساب شعوبكم: أطفالكم ورجالكم ونساءكم. غضوا من أبصاركم عما يصير في دولكم من تناطح طائفي وعرقي، وتعصب لا اسلامي همجي وانفجارات هنا وهناك ويكفيكم أن تعضوا بنواجذكم على كراسيكم حتى لا تنسل من تحت مؤخراتكم فتنزل النعال على رؤسكم رؤوسكم كما نزلت على واحد من فصيلتكم في الحكم مشى عن نهج لا يتوافق مع نهج سيدكم الرئيس الأمريكي الأخ والرفيق بوش.

السؤال الصارخ هو ماذا جلب الاحتلال "البوشي" للعراق وماذا خلف لهذه الدولة باسم اليموقراطية؟

أشعل الاحتلال الأمريكي في دولة العراق لهيبا من الجحيم الديموقراطي، وزرع ألسنة نارية من لهيب "السلام والأمن" اللذين عم ّ المنطقة، فكانت النتيجة هي تمزيق العراق بطريقة جشعة بمخالب النزعات الطائفية والمذهبية والعرقية، وقتل النساء بذريعة الدفاع عن الشرف، وأي شرف يا من تقتلون نساءكم وشرف وبكارة وطنكم بلد الحضارة العريقة فضت من طرف سيدكم بوش.

ألم يحن الوقت يا شعب العراق أن تستيقظ من كابوس الحقد والتعصب الطائفي والعرقي، وتتحد كل الطوائف والأعراق فيك لأجل هذا الوطن، الذي كان يوما مفخرة بشعبه المثقف داخل البلاد وخارجها. أين أنتم أيها المثقفون العراقيون عربا وأكرادا، شيعة وسنة لتدافعوا عن هذا الوطن من سفك الدماء والسجون والسياط؟ نساءكم تقتل باسم الشرف وتهجر من بيوتها وتخطف في البصرة وفي النجف وفي مدن أخرى.... من يقتلها...؟ هل تعلمون ذلك؟ نساءكم المتحجباب يقتلن بتهمة التبرج، أما الرجال الذين يقتلون، فبأي تهمة يستئصلون أليسوا هم متبرجون أيضا؟ ونساء عراقيات من ديانات أخرى يقتلن بحجة ماذا، أبتهمة الحجاب أيضا؟ الاتهامات تنزل كالوابل لتبرير البهتان الوحشي، إن كان المقتول سنيا فذريعة قتله أنه كان بعثيا سابقا، والمثقفات من العراقيات أصحاب الشهادات الأكاديمية العليا تقتل، فبأي ذنب قتلت؟

أهي تصفية للعقول العراقية وإبادتها كإبادة حضارة العراق؟

السكوت عن الجرائم بحق الأبرياء نساء ورجالا، هي إحدى فروض بوش الديموقراطية التي منحها لدولة العراق وشعبها.

حرية الصحافة التي تتمتع بها أغلب دول العالم أصبحت مقموعة ولا وجود لها في دولة العراق. أصبح الصحافي العراقي عربيا كان أم كرديا يواجه الخطر ويخطو الموت. لا أحد يتجرأ على لفظ كلمة الحق. والجرائم التي تحصل في حق النساء والرجال تكتب عنها الصحافات الأجنية دون العراقية. ويستمر مسلسل الكوابيس الدموية والمصيبة أن الشعب ضائع بين الحق والظلم وبين الحقيقة والبهتان، يمشي في طريق الخوف ومن الخوف ينطق بعضهم عن الهوى يكذبون وينافقون المجرم طمعا في استمرار مصالحهم الخاصة. ومن شدة الرعب من حالة الخوف، لذلك يجيزون كل هذه الجرائم ويشجعون عليها.

هل أنتم في غيبوبة عمّا تؤول إليه حالة وطنكم العراق أم أنه فقط الخوف من الموت؟ سيأتيكم الموت رغم سكوتكم فالأجدر أن تقولوا كلمة الحق. وأنتم في زمن الظلم سواء قلتم أم لا تقولوا تموتون.
فأبشر أيها الجبان، مادام صوتك مكتوما فإن الدور سيأتيك لأن كلاب الشوارع لا تميز بين الأكل النظيف وعفن الزبالة.

وأقول لهؤلاء الجبناء الساكتين عن الحق: إنّ وطنكم العراق ضحية أيضا، سفكها بوش بجيوشه وسفك دماء نساءكم وعرضكم. هل كان العراق هكذا عندما احتلها هذا الغاصب المجرم؟ أو أنّ إجرامه جائز مادام وهب لكم ديموقراطية سفك الدماء وسلام شوراع الوحل؟ أو تقبلون توظيفه لكم في معارك وإجرام لا تنتهي كي تعيشوا سلام المكر والمفر من قول الحق ولو على حساب دماء أهلكم؟

نداء

إليكم أيها الشعب العراقي بكل طوائفه و أعراقه وقومياته. حان الوقت أن تستيقظوا من كابوس الجحيم اليومي، وأن تستبدلوا سلام بوش الأمريكي الدموي بسلام عراقي يكون قويا كأرض العراق، وغاليا كحضارة أرض الرافدين. وحدة العراق وقوته بتضامنكم ذلك هو الوطن. بحبكم لبعضكم، بمساندة أهلكم ونساءكم ورجالكم وأطفالكم. من أجل العراق المجروحة أناشدكم أحبتي، أنهضوا بعقولكم وانظروا بقلوبكم ما يحصل يوميا في وطنكم الحبيب. دولتكم في طريقها للزوال باسم الديموقراطية الأمريكية. أخرجوا من عباءة بوش الشيطان، وانهجوا طريق الحب باسم الإنسانية بعيدا عن الإنتماءات الطائفية والعرقية والتسابق على الكراسي. عراق الحضارة فيه متسع لشعبها منذ آلاف السنين، مما يعني أن القرار بيد الشعب العراقي وكما قال الشاعر:

إذا الشعب يوما أراد الحياة

فلا بد أن يستجيب القدر

فاثبتوا أنكم تريدون الحياة، عندئذ يعرف بوش أنّ لا مكان له ولجيوشه في العراق. أكرر القرار بيدكم، وأنتم حتى ألآن موزعون بين بقاء بوش وخروجه، بين مصفقين ومطبلين له أو لاعنين مستنكرين، وهذه الفرقة والاختلاف من ضمن ما يخدم بقاء بوش وجيوشه....فقولوا للعالم: ماذا تريدون؟ كي يستجيب لكم قدر الحضارة العراقية، فتخرجوا من هذا التخدير البوشي، ليعود العراق وطنا آمنا للجميع..لكل الطوائف والأعراق!!!.

لا أريد أن أتذكر وأنا في هذا المقام العراقي الحزين الجريح قول الشاعر:

لقد أسمعت لو ناديت حيّا

ولكن لا حياة لمن تنادي

ما بين سلطة الاحتلال الانتقالية وقتل المواطنين الأبرياء بنذالة وهمجية

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى