الجمعة ٢٩ آب (أغسطس) ٢٠٠٨
بقلم شفيق حبيب

الأدوار

أ ُلبـِــسَ كلّ ُ منـّا دورا ً فكانت هذه القصيدة
كلـّما أدنو إلى ظِلـّي،
يُوَلـّي كالذ ُّبابَــــــه ْ..
وإذا أرسلت ُ كـَفـّي …
علـَّـني ألمِسُ وجهاً مثلَ وجهي
ناضـِحا ً مُر َّ الكآبَــــــه ْ …
تنجلي صحراءُ أهلي في ضُلوعي …
والنـّخيلُ النـّازفُ الظـّمـــــآنُ
يستجدي تــُرابَــــــــه ْ …
وإذا لـَمْلـَمْتُ شِلــْواً من ضَياع ٍ
ضاعَ في الأعماق ِ شـِلـْوٌ
يمتطي المجهولَ …
يستمري عذابَـــــــــه ْ…
 
عاصفٌ حزني كأمواج ِ الغضَــبْ
عاصفٌ كالـنـّار ِ تسري
في ضُلوع ِ العُشـْــب ِ...
في بطن ِ الحَطـَــبْ …
إنني فارسُ أحلام ِ السَّوافــي..
وحِصاني من خشبْ …
أصبحَ الأهلُ ثيابا ً رَثــّـَـة ً
 
والذلُّ ُ موروثا ً على مَرِّ الحِقــَـبْ
ولساني …
قِطـْعة ً من ذيـْـل ِ فيــل ٍ …
يخدمُ الأسيادَ سَوْطا ً من لـَهـَبْ..
أعطِني كأسا ً مِن َ الخـَمْر ِ
ففي قلبي …
هجيرٌ.. وضَياع ٌ.. وَسَغـَبْ..
 
دجّـنـــونا …
 
درَّبونا ككلابِ الصَّيـــدِ في
 
أحضان ِ غابــــه ْ…
 
نصّبوا منـّا دُعــــاة ً
 
في بلاد ِ العَسَل ِ المُــر ِّ
 
وسَيْف ِ القـَمْع ِ في قـَصْر ِ الرَّقابــــه ْ …
 
قَـَوْلـَبوا الأقلامَ أبواقــا ً …
 
طــُبولا ً … وتقاسيمَ رَبابـَــــــه ْ…
 
أصبحَ المذياعُ مذياعي …
 
ومِرناة ُ البلاطِ الشـُّؤم ِ مِرناتــي
 
وأضحى المبدأ ُالأسمى.. دُعابـَـــــه ْ…
 
وزّعونا في مراعي الشـِّعــْـــر ِ
 
قطعانا ً.. ووحدانا ً.. يتامـــى..
 
بانتظار ِ السّلــخ ِ في
 
" دارالتـَّعازي والخطابـَــه ْ "
 
وزّعوا الأدوارَ وفقا ً للطـَّلــــب ْ …
 
خلقوا منـّا شُخوصا ً في النـّوادي
 
وإماءً للطـّربْ …
 
شعبـُنا في الرّقص ِ والدّبكة ِ والعزف ِ
 
مُثيرٌ للعَجَــبْ …
 
أعطِني حفـْنة َ مال ٍ
 
ماءُ وَجهي قد نـَضـَبْ..
 
كيف لا نصبحُ في السّيرك ِ قــُرودا ً
 
وعلى الباب ِ قــُعودا ً..
 
باسم ِ " إبداع ِ الأدَبْ " ؟؟؟
 
كيفَ كنّا …؟؟
 
كيفَ أصبَحـْنا عبيدَ الذ ُّلِّ
 
في سوق ِ النـّخاســه ْ…
 
أطعمونا من فـُتات ِ الخبز ِ هَوْنـــا ً،
 
جعلوا منّا كلابا ً للحراســه ْ…
 
أصبحتْ كوفيَّــة ُ الأجدادِ راياتٍ تـُغـَنـّي
 
كلما في الأ ُفق ِ لاحتْ
 
سـِحْنـَة ُ المسؤؤل ِ.. ضيفا ً
 
جاءَ من سـِلـْك ِ السـِّياســـــه ْ…
 
أعطـِني حفـْنَة َ مال ٍ..
 
وَخُذ ِ الشّعبَ طوابيرَ هُتاف ٍ وحماســـــه ْ..
 
إنّني أصبحتُ للحاكم ِ نعلا ً …
 
مُنْذ ُ أن وُلِّيتُ كرسيَّ الخساســــــه ْ…
أ ُلبـِــسَ كلّ ُ منـّا دورا ً فكانت هذه القصيدة

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى