الأربعاء ٣ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٨

أروقة لذخيرة النسيان

بقلم: هلال زيد
أمشي على ترف الرسالة
والطريق تمدَّني بقوارضِ النسيانِ
تغفر ذنب ذاكرتي
لأصبح ذات يوم نزهة أخرى
فراشات
نست أن تستريح مجدَّداً
وتمرَّ قرب ملاحم الأحلام
تجني من دمي قُبلٌ وخاطرة وأسلوب رثاء
وعليَّ مثل الورد أن أزهو
وأفخر
أنقسم نصفين
أوَّلهم نفاق النفس والثاني
تراتيل الجسد
وأخط من جسمي طباشير وألوية لنصر كاد أن يمضي
ولو أن الزمان احتاط للأقلام
كنت بنيت في نفسي مفاهيم الثناء
وقلت قبل رحيل أوتاري
هي الذكرى سلالة كل هذا الفيض
ترجمة لأعقاب الرياء
وأسوة لليأس
قلت مُردِّدا
وقد انتقلت على حصاة القلب
كم سأصنع من خيوط معالمي..؟
وأرى بها الأشياء
جاهزة لنيل الذنب
غارقة على مهلٍ بموج ضارب بالهم
كم من الأشكال سوف تزيح من نفسي خُطى الرؤيا..؟
وتلقف حدس خاطرتي الطويلة
يا مدى هزَّ الجناح الرخو من نفسي
تبارك بين أعقاب الهواجس
واتخذ مني ندوب الزهر
خذ عني سمات الظفر, وأسرد من دمي ريش ينزّ بخوفي المكنون
خذ عني وشاح النائمين ولا تكبِّلني بقيدِ الحلم
كي لا تحفر الذكرى مداها بين زحزحتي وجسري
هكذا تتخاتل الرؤيا
تردّ نعاسها الميمون
تخطي بين إسمي واللقب
وتدوس عن نفسي الأماني والتعب
سألم جرحي بين هذا النبض
سوف أبيع نصف ذخيرتي
وأسدَّ باقي الغيم فوق حشائش النسيان
أقطف وردة جرحت نعاسي من هواها
ثم
وأرَّقها سُهاد القلب
حتَّى تاخم الدنيا
وسارع نحو هاوية سحيقة
والبداية تستمَّد أصابعي
وتطوف بين تلالها الظلماء
تقصف عنصر التأهيل من بين اشتماسات الصميم
كأن ما دون الحياة مؤهَّل للجزم
أسأل:
ما الذي جعل السبيل إلى السبيل
تراكماً
ووشى بترجمةِ التحيَّة
واستبدَّ بشهوتي
ونهى على نفسي مطارات المُنى
سأكف منذ اليوم عن خدش الرؤى
وتسلُّق الذكرى
احتياطاً للسقوط إلى قرى الماضي
وتسويق الأسى
فدنوت عن جرح الدُّمى الثكلى
مُعاتب نظرتي في الهمِّ
أجرف عن توابع نهضتي.. أجل المآل
وأشدَّ قافية النوايا قلائد من أبجديَّات الهوى
وتنكُّراً للغمِّ
كي تهجرني أذيال الغواية
عندها سأصير ما قَرَّرت يوماً أن أكون
بقلم: هلال زيد

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى