الجمعة ٥ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٨
بقلم أسماء عايد

المساءات المبكرة

كالفراشات التي تتجه نحو النهر أو نحو نوافير المياه.. كنت أنا اتجه بوجهي الضحوك نحو الحياة.. وكنت انثر ألوان السعادة مع كل رفة جناح.. لم توقفني الزوابع الرملية ولم اتجمد بفعل انات الصقيع.. بل كان الأمل متشعبا داخلي كالعشب.. والطيبة العفوية مسيطرة عليّ في كل مجالات حياتي.

فقد كنت محبة لكل الحكومات – بلا استثناء – دون النظر إلي قهرها الشعوب وقمعها الحريات وعدم وصولها إلي تحقيق الحد الأدني من العدالة الاجتماعية.

ولفترة آخري كنت أشفق علي كل الشعوب – بلا استثناء أيضا – دون ملاحظة الكسالي منهم.

وكنت معتنقة لكثير من الاعتقادات الخيالية.. مثل: إن الإنسان وقت الشدائد ما هو إلا جسر ممتد لأخيه الإنسان. ووقت الفرح يفرح لك الجميع بلا أحقاد او همهمات سوداء.

ومثل: ساذجتي الطفولية بأن أي دولة من الممكن أن ترحب علي أرضها بمواطنين من دول آخري وتعاملهم دون تفرقة عنصرية أو تعصب للمحليات! منتهي الحماقة أن يتهامس الآخرون عنك سرا – بأنك مواطن أجنبي جئت تشاركهم خيرات بلادهم – وأنت تعرف علي ماذا يتهامسون.

شيئ جارح جدا أن تحيا بلا وطن.. وأن يغتصب الآخرون علم وطنك ويصبح موطنا للاستعمار الداخلي والخارجي.

مأزق أن تشعر أنك مثل صالح وسط قوم ثمود لأنك من مخلفات الأزمنة الجميلة المنصرمة.

أزمة حين أفهم الناس والحياة مبكرا فـيحل الظلام ويأتيني المساء رغم أنني في بداية العشرينات.. ننعم مساءات مبكرة وطويلة ايضا.. كما لو انها مسلسل برازيلي لا ينتهي أو مقسم علي أجزاء.

لكن رغم العتمة فــ أنا كعصفورة حرة.. أغرد خارج السرب الذي يقوده الغراب – أو الغربان.. وما أكثرهم...

لكن هلا أيته الحياة أقبلتي بالنوارات والصباحات البكر؟!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى