الثلاثاء ١٦ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٨

(حرمتان ومحرم) صارت (حرمتان ومحرمان)

بقلم: أحمد حسام صالح

من الصفحة الأولى، تشدك رواية (حرمتان ومحرم) لصبحي فحماوي، ذلك لأنها أكثر من رائعة، ومباشرة الرواية وبما فيها من وقائع، ومع شخصياتها أيضا، فتصبح على معرفة ودراية بالأحزان التي لحقت ب(أبو مهيوب) وتشعر بحزن وألم لما يحصل للشعب الفلسطيني وما يعانيه من الحصار والقتل والدمار من قبل قوات الاحتلال، وخاصة قتلهم مهيوب، وقتلهم الشباب الصغار دون أي مبرر، وتصبح على معرفة بما تعانيه تغريد وماجدة خارج الوطن، وتشعر بهما عندما تتحدثا عن حياتهما الماضية وقصصهما، وتشعر بانك شخص تعيش معهما وبرفقة أبو مهيوب، ويشاركهما الحديث، (أرجو المعذرة لقد أصبح اسم الرواية بالنسبة لي "حرمتان و محرمان".)، وذلك بحكم أنني أصبحت شخص رابع يعيش معهم في الشقة.

كل من يبدأ بقراءة الرواية، لا يستطيع أن يقرأها على فترات متباعدة، بل يبقى على شوق لمتابعة القراءة، لمعرفة ماذا سوف يحصل من تطورات، ويبقى على شوق، هل ستنجح توقعاته وأفكاره واستنتاجاته، أم يفاجأ بأسرار، ووقائع جديدة.

الرواية تركز على معانة شعب، وما يعاينه نتيجة الحصار، وما يتعرض له كل يوم من تدمير وتخريب وقتل بأبشع الصور، وطبعا هناك وقائع كثيرة تدل على ذلك، لا يسع المقام لذكرها الآن، ويمكن الرجوع إليها متى شاء القارىء.

ومع كل ذلك تثبت الرواية صمود الشعب الفلسطيني، وحقه في المقاومة، لاستعادة كرامته وهيبته ووطنه، وأكثر ما أعجبني في ذلك، عندما أخذت ماجدة تتذكر الأيام الماضية وهي في الغربة، ومن أجمل ما قالت في صمود بلدها:

"ما هذا الشعب الغريب، الذي يغني في الأفراح والأتراح نفس الأغاني، ويهزج نفس الأهازيج ! ما هذا الشعب الذي يعقد قران زواج الصبايا والشباب فوق مقابر الشهداء؟ ما هذا الشعب الذي يضحك ويقهقه، وقلبه مكفهر، وحالك السواد على شهدائه المتقاطرين...؟ ما هذا الشعب القليل العَدد والعُدد، والذي يتشبث بالبقاء، ويواجه أطغى وأغشم قوى الحروب التجارية، المستقتل على رغبة الامتلاك و الاغتصاب.. امتلاك مليارات المليارات، واغتصاب الأرض والشجر والأطفال والركع السجود، وكل ما تقع عليه العين التي لا يملؤها سوى التراب؟ هل هذه هي مواصفات شعب الجبارين ؟

عفوا على الاستطراد نعم أقول لك هذه هي مواصفات هذا الشعب، وسيبقى هكذا إلى أن يتحرر مما يعانيه من صور الاحتلال.

وطبعا لا شك أن جمال اللغة العربية يتلألأ كثيرا في هذه الرواية، ويضفي على الرواية سحرا جديدا، يشعر القارىء بجمالية المواقف، ويشعره أنها قصص يراها أمامه، وليست مجرد كتابة، كأنها صور تتحرك أمام مخيلته وتتقلب من حين إلى حين، ويتعايش معها ومع شخصياتها، ويصبح على علاقة قريبة معها، ويفرح لفرحها ويحزن لحزنها، ويتنقل القارىء من مشاعر الفرح والحزن والأمل والنصر في لحظات..

بقلم: أحمد حسام صالح

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى