الثلاثاء ٢٣ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٨

مليكة مزان واحتمالية شعرية آخرى

بقلم: وجدان عبد العزيز

أحيانا البث المغاير الذي تحركه الانزيحات اللغوية من أنساق ثابتة ومتواضع عليها إلى أنساق متحركة تثير فينا لحظات دهشة نتحول من خلالها إلى مساحات البحث الدائب وقد لا نصل، لكن الدهشة وإثارة الانتباه تدفعنا إلى استمرارية البحث ما وراء المغايرات التي صنعها منتج النص..

أسوق هذه الاشكالية كي اسوغ لنفسي الدخول إلى عوالم نص مليكة مزان المعنون (ديني.. صفع اشباه الالهة) والتي حاولت فيه كشف نقاب الزيف وخرق استار التخفي والظهور أمام النور بلغة مغايرة تحمل روح السخرية الشفيفة، فهي غايرت اللغة لتظهر المعنى الحقيقي للحب، لأن الحب كما اعتقد في عرف الشاعرة ليس الفستان الأحمر والخمر والسهرات الليلية في دياجير الأمكنة، إنما هو لوحة من الالتزامات تجاه الأحاسيس والمشاعر الصادقة دون مزايدات اللون..

فاعتقد جازما حينما أحلل قولها:

(أمس..

بتشجيع من التخفيضات الأخيرة

على الحب)

قد أجد مفارقات بين الأشياء المرئية واللامرئية حاولت الشاعرة الاختفاء بين مجالاتها..

فالحب ليس سلعة معروضة لمزايدات ثمنها الفستان الأحمر والخمر و...
وأرى أن هذا قد صعد من الانفعالات في داخل الشاعرة كي تقول:

(في حماس العاهرات

ها أضع مايشبه أجندا السهرة

في بداية الصلح...)

تقول في بداية الصلح ثم تسكت لماذا؟؟ وأي صلح هذا!

مع نفسها أو مع المجتمع أم أن هناك خطة في ذهن مليكة مزان لطرحها عبر ديوانها (ولي في أوج الكفر اعتذار الآلهة) وعذري أني لم أطلع على الديوان كاملا، غير أن الصلح الذي آراه هو إيهام خلقته الشاعرة وتركت الأجوبة عائمة في بحر متلاطم من الفراغات..

فالنص أعلاه رغم قصره وكثافته جعلني كمتلقي ازاور ذات اليمين وذات الشمال لالتقط أنفاسي في نية الدخول..

وأنا لا أبالغ حينما أقول أني أمام كاتبة لعبت لعبتها في التخفي واظهار شيء غير الشيء المعني وهو عمق شعري يحسب لها فهي تقول:

(في آخر الصلح..

ساتوب إلى ما لا..

ارضاه لصلحي..

ديتا.. صفع.. أشبه الآلهة!

ونلاحظ:

هناك الكثير المسكوت عنه تدل عليه الفراغات التي تنتظر المليء.. ولكن عملية الملأ افتراضية احتمالية تركت اكتمالها تحت أجنحة البلاغة وهنا حتى بلاغة الصمت كشفت عن نطق خفي متحرك، فهل نفترض احتمالية آخرى في قصائد الديوان الباقية.. قد تكون..!!!

قصيدة (ديني.. صفع أشباه الآلهة) من ديوان: ولي في أوج الكفر اعتذار الآلهة/ الرباط ـ 2008

بقلم: وجدان عبد العزيز

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى