الجمعة ٢٤ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٨
بقلم إيمان أحمد

كان لها مأوى

سَـعِدتْ بمنزلها الجديد، لقد اختارته بنفسها، أمنت فيه ولم تفكّر يومًا أن تنقل أشياءها إلى غيره...

عندما حلّ الربيع بدأت الأزهار تتفتح حوله، تفاءلت كثيرًا، كانت دومًا تثق في اختيارها، وأنَّ الأمور ستسير على ما يرام..

وبعد أيام من حلول الشتاء، لاحظت قطرات من الماء على سريرها، راقبت السقف، وجدت ثقبًا صغيرًا، استطاعت بمساعدة أحدهم أن تُحْكِمَ إغلاقه...

عندما اشتدّ الشتاء وهبّت العواصف، تكسّر زجاج النوافذ، جلبت أحدهم لإصلاحه، فكّرت، هل تترك المنزل؟!

كلّا لن تتركه، لقد اختارته بنفسها...

لاحظت بنهاية الشتاء شقوقًا ممتدّة على طول جدران المنزل، استاءت كثيرًا لكنّها أعادت طلاءه بلون مريح للأعصاب...

ذات أحد أيّام الخريف البائسة، استيقظت من نومها فلم تجد النوافذ ولا الأبواب، نظرت إلى الخارج فلم تجد الأشجار مكانها، فكّرت، لربّما هدّها الحزن على أوراقها المفقودة، لملمت شتاتها من المنزل، لم يعد بإمكانها أن تُشيّده من جديد..لمحت عصفورًا يطير توًا من قفصه إلى الفضاء الفسيح...وحمامة بيضاء تحلّق بعيدًا عن خرابٍ كان يومًا ما، مأوًى لها.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى