السبت ١٥ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٨
بقلم محمد شاكر

الطريق إلى رماد الطفولة

إلى الأتراب في مقهى اٍملشيل

ذكرى نزوح

يرف سنونو في السماء التي...
قبض ذاكرتي،
والغابة الأخرى
كيف أسوِّي عرشها
من ريش الأحلام...؟
 
كنستُ مدينة
ونصبتُ خيمة الروح
لكني نسيتُ ألواني
في عراء النسيان.
 
للولد الذي ينفض عن جناحيه
ندى الصباح البعيد...
أن يمشي إلى تجاعيد " سَبو1 "
نهرا ، شاخ في الماء
حد السقوط في رذيلة الطين.
 
للولد المدجج بالخطى
وبلاهة الصمت
أن يركب صهوة العمى
ويوصد شرفة العينين
يكشط غيم روح
ويدعو موسمَ صحو
عتيق بالأعماق.
 
كم تضيء شموس الطفل المخزنة،
وسماء الشيخ...
بوابل العتمات تنوء..؟
 
سقطتْ مدنٌ من أعشاش ذاكرتي
وتهاوى الريش.ُ..
ورفُّ الحنين.
 
هبطتْ عقبان ، ترصد أنفاس الرؤى
كيف، بضوء القلب، أجوس، غابة
تجرح أحلامي..؟
وأكون الشاهدَ ، يمشي
فوق ارتعاش دمِه ْ.
 
يركض الآن إلى وراء يمحوه
من خاطر ورد شفيف
وشقائق نعمان
يا بلدا ينأى في الخطى
لا يرى شطا، خلف موج القمامات ، يسعى
وأثباج دخان ، يتمطى
بغير جناح.
 
يا بلدا ، لاترأب صدعه، أوجاع الكلمات،
دائما يغرف صحوا
يمشي به إليك
في هودج الأشواق
يسيل من شقوق الروح
إلى جدول النسيان.
 
لامكان لقلبي ، وروحي
من قبضة شوقي،
تفلت ُالأمكنة...
ألبس في هذه الأرض عرائي.
 
الطرقات
المدن...
البيوتُ
تنزل أغوارَ الجرح
وتموتُ..
غرقا، في قرارة يأسي.
 
أشرعتُ بابا
إلى أقصى خشب العمر
الحيُّ طارْ...
وريش الخشب المُنهارْ
سوَّى شرفة نسياني.
 
أمامي.. الشوارع ُتمشي
إلى عزلة الروح
وخلفي الحنينُ، إلى الشوارع
تغشى دهاليزَ السكوت.
 
كل هذا أنا، مُعبأ بما سكنتُ
أخرجُ أبوابي
وغابي
وشظايا الوقت
وأجلسُ في مفترق الحلم
موزعا...
بين هزيع ليل
يُخبئ أترابي
ونهار
فاحش في الضباب.
 
لماذا تناديني لأمحوك ، يا طفلا..
يتربصُ بي
في سنديان الأحقاب..؟
هنا، في الأرض التي اعشوشبتْ بالنسيان.
تنبح خلفي الظلال، وأنا أنحني
لأجمع ما تبعثر من خطوك
في صباح الأدغال.
في الدروب التي مَوَّه الغيابُ...
تركض ذاكرتي
حافية القدمين
في ذاكرتي الدروب تفيق
تنفض رملَ الغروب
وتحيق...
ببحر طفولتي.
في البحر الذي يشاكس النهر،
بعضُ القوارب تلهو مع الموج
قبل قليل
من فضول الحجر الذي زاحم شرفة القمر
قبلَ زبد...
تطاير من مشنقة الفجر.
 
لا أحد
لمقارعة السيرة
منذ الكأس الأولى، تكالبت التجاعيدُ
وغابت السريرة.
كأنْ لا مدينة
تعتـِّق الحبَّ في خوابي الروح.
أستشرف بالأعماق
شحوبَ العناوين أمامي
بلا شجر، أهتدي إلى جرح
ينزف في عز الظهيرة
وطير
ينشر أغصانَ الغناء
في عراء الغابة.
أغمض طرفي
في مفترق التذكار
كي لا أغمط نافذة واحدة
من عناق
يشرخ الأسوار.
لا تسع النوافذ َ الأثيرة...
إلا صحوة ُ الروح
وغبطة ُالأشعار.
 
من يرجعني إلى عرا جين نخلة
تركت قلبي عليها
ساهرا إلى حفيف السعفات
هاربا مني، يناغي النسغَ
ويشرب نخبه
في عزلة الفلوات...؟
 
الآن، في حِلٍّ من جسد
مشتبك بأحراش النسيان
أنقل الرّوحَ بين الأخلاء
لعلي في نزهة
أصادف بحبوبة أيامي.
ذاهب إلى حتفي
أنقط خلفي، قطرات أحلام
هي حبلي السري..
والعلامة
 
لعل، عابرا رحمَ الغيب
يتفقد سيرة الصحراء البليلة.
لعلي، أفسح من قلب عاشق
أفرش أبهائي
لجهات الحب
وأترك شرفة أسرار
صوب السماء
لعلي
أنبض بالأحباب.. !

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى