الجمعة ١٤ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٨
بقلم حميد طولست

السياسة أحلام قابلة للتحقيق

مادامت كل الهيئات السياسية المغربية تبحت في الآونة الأخيرة -التي تسبق الاستحقاقات الانتخابية – عن تحالفات تمكنها من المواقع المتقدمة، وتمنحها القدرة للوصول إلى دفة التسيير حكومية كانت أو جماعية. فإنني ادعو جميع هذه الأحزاب، طالما همها هو خدمة الوطن والمواطنين والسير به إلى بر الأمان – حسب مقولاتها – ادعوها لتأسيس تحالف حزبي مشترك على غرار السوق الأوروبية المشتركة، سواء فتحت ياؤها أو كسرت، المهم أن تضم هذه الهيئة أو اللجنة ( لا تهم التسمية ) كل الأطياف الحزبية على اختلاف مرجعياتها، تتمثل كل منها بمندوب على مستوى عال من الثقافة السياسية والعطاء الإنساني والإبداع الحضاري والحس الوطني، يقودها جهاز يتم اختيارعناصره من بين السباقين لعوالم التضحية وحب الوطن، ويستحسن لو كانوا على مستوى الرجالات الوازنة الذين عرفهم المغرب في حقبة زاهية من تاريخه أمثال المغفور له محمد الخامس، و العلامة المختار السوسي، والزعيم علال الفاسي، وبلحسن الوازاني، وعبد الكريم الخطابي، ومحمد بنسعيد آيت يدر، والمرحوم المهدي بن بنركة والأستاذ محد بوستة، والراحل عبد الرحيم بوعبيد، ولائحة الأفذاذ المناضلين طويلة وعريضة لا تتسع الخاطرة لذكرهم جميعا.

على أن تكون مهمة هذا التحالف الحزبي المغربية هي السهر على توفير الشروط والمعايير والمقاييس الأخلاقية والمعرفية التي تكون قد سطرتها للراغبين في ترشيح أنفسهم للانتخابات المقبلة، فلا يتقدم أي حزب بمرشحيه إلا بعد أن تمر لوائحه عبر غربال لجنة الأحزاب الوطنية المشتركة، فتقبل ماهو خليق بالترشيح وتمنع ما لا يتوافق والحد الأدنى من الشروط، فترفض ترشيح الأميين الجهلة، وتحول دون وصول كل الذين فشلت تجاربهم السياسية السابقة، الذين إمتدت أياديهم للمال العام أثناء تدبيرهم للشأن العام المغربي، و تبعد عن الانتخابات كل من ساهموا في إنتهاك حقوق المغاربة بشكل أو بآخر.

أدعو لهذا - وأخشى أن أتهم أني مصاب بأحلام اليقظة – لأني كأى مواطن عانى الشيء الكثير ولا يريد المزيد من المعاناة مع ماتدفق علينا من سيول المنتخبين (.....) وما يحمله هذا التدفق من تلوث سياسي آسن برعت الأحزاب في إنتاجه وفرضه علينا تحت لبوس الديمقراطية، و ستائر الحداثة؛ حيث إن ما يحدث داخل جل الأحزاب المغربية الصغيرمنها والكبير باسم قداسة الديمقراطية، لأمر غريب ومرفوض ومناف لكل منطق، إذ إن غالبية قيادات ورؤساء وزعماء الأحزاب يحولونها إلى مملكة خاصة بهم وبذويهم، يكونون فيها الآمرين الناهين يختارون ثلة من المقربين والموالين يطلقون ايديهم في لجن الاختيار والانتقاء وفرز المقبولين من المترشحين عن المرفوضين، ثم إصدار الأحكام النهائية التي توجب على الجميع الاعتراف بهم كموهوبين لتسيير شأن المغاربة من دون أن يملك أي منا حق الاعتراض أو الفيتو.
سألت مرة أحد المثقفين ممن رُفض ترشيحه من طرف لجنة حزبيةن عن رأيه في حالة التدهور التي إنزلقت إليها عطاءات مجالسنا المنتخبة في كل المجالات، فكان رده أن هذه حالة عابرة ستنحسر وتزول، شريطة أن تلعب الفئة المثقفة داخل الأحزاب دورها كاملا وألا تسمح لما يسمي بلجان الترشيح المتواطئة أن تقدم إلى مراكز المسؤوليات إلا كل ثمين....

إبتسمت للمثقف وقلت إذا أحوالنا باقية على ما هي عليه إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.. والظاهرة مستمرة لن تنحسر مادامت أحزابنا لا تبحث إلا عن السمين كمرشح للوائحها الانتخابية بدل الثمين..." إوا الله يحد الباسظ؟؟...


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى