الجمعة ١٩ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٨
بقلم سالم العامري

آهاتُ مُغْتَرِب

إلى كمْ تُداري لَوعةً وَتَجيبُ
بأنكَ لاهٍ والغرامُ مَعيبُ
 
ترفَّقْ فعُمْرُ المرْءِ دَقّاتُ قلبهِ
وقد لاحَ يسري في الشبابِ مشيبُ
 
أما لكَ قلبٌ كالرجالِ يهزُّهُ
خِضابٌ بِهذي الغانياتِ وطِيبُ
 
ومَنْ قالَ عارٌ في الغرامِ فقد جَنى
واِنِّ امْرِأً أفتى بِذا لَكَذُوبُ
 
وعَيْنَاكَ تُبدِي ما الفُؤادُ يَجُنُّهُ
ودَمعُكَ عنْ عُذْرٍ بِفِيكَ يَنُوبُ
 
* ** **
ذَريني، فَلي شُغلٌ عن الحُبِّ شاغلٌ
وأنَّى لمِثْلي في الغرامِ نصيبُ
 
ولا تَحْسَبي دمعي صَبابةَ عاشِقٍ
وإنّي بما قَدْ تذهبينَ لبيبُ
 
ولكنَّ ما أجْرى مدامعَ مُقلتي
قضاءٌ جَرَى في العالمينَ عَجيبُ
 
فما كلُّ ما نلقاه ُ تهوى قلوبنا
ولا كلُّ ما تهوى القُلوبُ تُصيبُ
 
وقد يدركُ الآمالَ من كان هازلاً
ويَسعى أخو جِدٍّ لها فَيَخيبُ
 
تسيلُ دموعاً نفَسهُ وهْوَ صامِتٌ
كما الشمع يذويْ صامتاً ويذوبُ
 
ينيرُ للأحبابِ لَيْلَ وِدادِهِمْ
وتأكلُ نارٌ لَحمَهُ وتذيبُ
 
فلا هَوَ مَحمودٌ بِما قدَّمَ باذِلاً
ولا هُوَ بينَ السَامرينَ حَبيبُ
 
* ** **
هنا اليومَ لا وَجْهٌ اُسَرُّ بِقُرْبِهِ
ولا بَسَمْةٌ تَرْوي الفُؤادَ، طَروبُ
 
ولا صاحبٌ ما زالَ ذا ثقةٍ
فأَرجوهُ عِنْدَ الحادِثاتِ، نَجيبُ
 
ولا مُشْبِهٌ في الناسِ يمسحُ دمعةً
كأنَّ بِها حَرَّ الجحيمِ مَشوبُ
 
ولا مُؤْنِسٌ لَيليْ ولَو طيفُ حالمٍِِ
مِنَ الأهْلِ يأتيْ ساعةً ويَغيبُ
 
سِوى ذِكرياتٍ في العراقِ وعِطرُها
يَضُوعُ على رُغْمِ النَوَى ويَطيبُ
 
لِأُمٍّ هِيَ الدُنيا دُمُوعاً وضِحْكةً،
لِما بِيَِ إنْ أعْيَى الطبيبَ، طبيبُ
 
وقومٍ إذا مرَّ الكلامُ بِذكرِهمْ
تَرَدَّدَ ما بينَ الضُلوعِ وجيبُ
 
بعيدونَ لكنْ في الفُؤادِ مُقامُهُمْ
قريبٌ، وهَلْ ما لا ينالُ قريبُ
 
رَعَى اللهُ دهراً في العراقِ قَضَيتُهُ
بهِ العُمْرُ زاهٍ كالربيعِ ، قَشِيبُ
 
أبَعْدكِ يا اَرضَ الفُراتِ يلِذُّ لِيْ
نسائِمُ فَجْر ٍ أو يروقُ غُروبُ
 
وَيَسْلُبُ لُبِّيْ فاتِنُ الطَرْفِ اَحْوَرٌ
اَيُسْلَبُ لُبٌّ وَهْوَ بَعْدُ سَليبُ
 
إذا ما شـمالٌ أسْكَنَتْ بعضَ وَجْدِهِ
أشاقَتْهُ مِنْ نحوِ العراقِ جَنُوبُ
 
سَلامٌ على أَرضِ النخيلِ وأهْلِها
إذا أشرَقتْ شَمسٌ وحلَّ مَغيبُ
 
عَسى الله أن يَمْدُدْ على العُمرِ فُسْحةً
ويَرْحَمَنا بَعْدَ النوى فنؤوبُ
 
نَلُمُّ شَتاتَ الأهْلِ بعدَ تَفرُّقٍ
ونضْحَكُ لا واشٍ هُناكَ رقيبُ
 
ولا مُدَّعٍ زُوْراً إلى اللهِ قُرْبَةً
يُرينا الْهُدى غيَّاً بها ويعيبُ
 
فقدْ ضِقْتُ ذَرْعاً بالفراقِ وغُرْبَتيْ
وحَسْبُكَ غَمَّاً أنْ يُقالَ، غَريبُ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى