الجمعة ١٦ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٩
بقلم محمد الحريشي

يوم لن أنساه

بدا لي البيت في حركة مريبة مند بداية الأسبوع...كانت أمي تجتهد في أعمال البيت ..تبلط الغرف ..تغسل الأغطية ..وتعتني بالكبشين السمينين اللذين احضرها جدي مؤخرا..فيما اعتكفت أختي الكبرى بالمطبخ ....

كانت أحاديثهم تدور بعيدا عني ..لعل العيد قد اقترب هكذا قلت ..فلم يشغلني الموضوع كثيرا ..ولم تثر اهتمامي حتى تلك القبلات المنافقة التي بدأت تزعج وجنتاي كلما رافقت والدي خارج البيت.

كنت غارقا وأنا الفتى دو الخمس سنوات في مشاغلي الطفولية ..لعب ..وشغب وأسئلة...الكثير من الأسئلة .

صباح بدأ مبكرا..كنت أخر من استيقظ عنوة..ولم يكن الوقت قد تجاوز السابعة صباحا.

كانت أمي قد أعدت وجبة الفطور..أدهشني وأنا ارشف كأس الشاي تقادم أشخاص ليس من عادتهم الحضور في هدا الوقت..جدتي وخالتي..و تبعهم ابن عمي ...

خرج أب من غرفته وقد نزع جلبابه ولبس سروالا باليا..وتوجه رفقة ابن عمي إلى خارج البيت.

اعترف أني وفي تلك اللحظة راودني شعور غريب أحسست أن الكل اجتمعوا على أن يتركوني أعيش عتمت الشك..دون أن أكمل فطوري...ركضت نحو أمي ..وبدأت ابكي

حاولت أن تهدئ من روعي ..أخبرتني أن اليوم يوم عيد وليس هنا ما يستحق كل هدا النواح ..حملتني بين يديها وهي تدغدغ أكتافي الصغيرة ..محاولة تكسير الريبة التي بداخلي ..

شارف النهار على منتصفه ..كان البيت يعج بالغرباء...زغاريد كلما حل ضيف جديد..وأصوات المقرئين تصاعدت من غرفة الرجال بعد صلاة الظهر ..أما أمي فقد كانت تبدو مضطربة وكأن شيئا ما قد تأخر..كانت تنتقل بسرعة بين الغرف..وتبتسم في وجه القادمين .".مرحبا مرحبا " .

أما أنا فقد توسدت ركبة جدتي التي جلست وسط المنزل تتجاذب أطراف الحديث مع بغض النسوة, كنت غير أبه بملابسي الجديدة الغريبة ولا بالقبل المزعجة التي تواترت على خدي مند الصباح.

في لحظة تقدم خالي ..حملني بقوة فيما تركزت نظراتهم إلي ..وأنا اصرخ بشدة محاولا الإفلات من قبضتيه..كان يحاول أن يهدئ من روعي وهو يتحرك بي إلى غرفة الرجال... دون أن يجد الى دالك سبيلا.

عم صمت مطبق الغرفة عند دخولنا,قرب الباب أقتعد شيخ كرسيا بعيدا عن الضيوف وبجانبه وضع طاولة ..سطل تراب وحقيبة صغيرة ..وحمل بيده قنينة دواء, قطن.. ومقص.

أعترف أنه لم يتملكني دعر كهدا من قبل ..كنت أصرخ بشدة فيما أجلسني خالي فوق يديه ,فتح رجلاي بقوة ..عرى نصفي السفلي ..وتقدم نحو العجوز ..وفي لحظة "واااااااااااااااااااااااااو" أحسست بوخزه مؤلمة أسفل بطني ..تبعتها صرخة ..وزغردات ..فيما اسر عبي خارجا وأنا أرى قطرات الدم تنزل على الأرض.

لا أتذكر بعدها ..غير أني وجدت نفسي مستلقيا على سرير وسط غرفة النساء ..أحاول استرجاع ما حدث ..فيما يتواتر على سريري الواحد تلو الأخر..ويرمون إلي بنقود نحاسية ...ويقبلونني ..وينسحبون دون أن يفهموني ما الذي حدث


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى