الخميس ٢٩ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٩
بقلم عمرو صبحي

احتراق الضفائر السوداء

حتى رمال الصحراء ترفض أن تصدق!
كَذِبٌ ... كَذِبْ
هو.. لا يراهُ كما يجبْ
من قال أن حبيبتي السمراءَ قد ذُبحتْ أمام الناسِ
في وضحِ النهارِ .. فلم يُصِبْ
من قال أني قد ذرفتُ الدمعَ فوقَ الأرضِ ثم دعوتُ
أن ربي استجبْ ..
كَذِبٌ ... كَذِبْ
 
** ** **
سمراء .. إن زعيمَ طائفةِ النفاقِ
بحادثِ الإفكِ افترى ..
سمراء .. إن العين قد زاغت ..
وقد كَذِبَ الفؤادُ .. وما يرى ..
سمراء .. سُمُّ الخبثِ في دمكِ المطهَّرِ
قد ســرى!
باعوا ..
وبعتُ .. رخيصَ قولٍ
لا يباعُ .. فيشترى !
 
** ** **
سمراءُ .. وجه براءةٍ / ثوبٌ قصيرٌ
واشتباكُ ضفيرتين ..
سمراءُ فرحةُ غائبٍ
وشريطُ عمرٍ مرَّ في (اللا وقت واللا أين)
سمراءُ .. دمعة زوجةٍ ..
برقية الموت الأخيرةِ تلتقي مع شهقةٍ ..
أو شهقتين ..
سمراءُ تشنقُ كل يوم في برودٍ .. مرتينْ!
 
** ** **
ونقلبُ التلفازَ بحثاً عن بقايا بعض أشباحِ الكرامةِ..
نستفيقُ .. على الأناةْ
والموتُ يعرفُ صيدهُ ..
ينسابُ مثل الموجِ بعثرةً ويمسحُ بعض قطرات الدم
المنسيّ من نزف الحياةْ
فيسيلُ فيضُ دمائنا رخصاً
ويستعرُ الشجونُ على الشفاهْ
 
** ** **
سمراءُ .. تبكي صبرها ..
وتردُ جفنيها انتظارْ
والفجرُ يخرجُ من مآذنها
يجوبُ الأرضَ من تحتِ الحصارْ
ويلملم الموتى ويخرجُ من حقول الموتِ
يلعنُ ألفَ عارْ
يبكي ..
ويسندُ رأسهُ ويخطُ قصة ذُلهِ المسكوت عنه تعمداً
أنشودةً فوق الجدارْ
 
** ** **
نشجبْ..
ندينُ .. ونستعير الدمعَ زوراً
ثم يخرجُ من يقول معربداً ..
(فلتستريحوا! ماتت السمراءُ
سمُ الخبثِ قد طال البدن ..)
قد ماتت السمراءُ
واحترقت ضفائرها، وقد طويَ الكـفنْ!
فنشدُ أطرافَ السكوت ونسألُ الأحزانَ كيما نستبينْ
فتشيرُ أطرافُ الأصابعِ نحو طفلٍ طاعنٍ في البؤس
يجترُ الحنينْ
(من بين طيات الرفات وبين اكوام الرماد ونزف احزان السنينْ
من عمق أحضان الصمودِ سيخرجُ الآن ...
الجنــينْ).
حتى رمال الصحراء ترفض أن تصدق!

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى