السبت ٧ شباط (فبراير) ٢٠٠٩
بقلم إيمان أحمد

أنا وأنت

أشعل لها سيجارة وأخذ يتأملها ضاحكًا وهي تسعل في محاولات فاشلة لإخراج الدخان من فمها، غمز قائلا: لماذا تصممين على فعل شيء ليس باستطاعتك القيام به؟

أجابته: عندما أخشى من شيء ما فإنني أواجهه، أريد أن أكسر هذه الحواجز التي تعترضني، هل تعلم أنني أقنع نفسي بأن الأشياء التي لا أفعلها - لأنهم يقولون أنها خطأ - بأسباب أخرى غير التي يقولون.. وأحلل وأفكّر وأقلّب الأمر في رأسي حتى أستقر على رأي - أو أسباب- تريحني نفسيًا وتجعلني لا أفعل الفعل ولو طلبوه منّي فيما بعد!

أنا أكره أن أمتنع عن أشياء لأنّ البشر ‘يرون’ ذلك، البَشَر مخلوقون مثلي لاحقّ لهم في تقرير كيف تكون حياتي، ولا لماذا يجب أن أمتنع عن أمر ما لأنّهم امتنعوا عنه! وفقط دون أيّة أسباب منطقية!

تخيّل أن تقوم بكتابة قصّة وتعرضها في جلسة لأصدقائك، فيقول لك أحدهم: لماذا جعلت فلانًا يحبّ فلانة؟ ليتك تجعله يحب تلك الأخرى!

ويقول لك ثان: لا تعجبني النهاية، النهايات الحزينة في الواقع فقط.. ماذا ستخسر لو جعلت لهما طريقًا متقاطعًا؟

لا يفهمون أن التوازي هو الأسهل والأكثر شهرة، التوازي والتعامد دومًا أسهل المسائل

بينما التقاطع موضوع معقّد.. يصعب الحصول على زواياه.. لا يحدث أبدًا عندما نريده

لا يفهمون

وحدك تفهمني.. أنا أكره التدخين لأنه شيء سلبي، ولأن رائحة التبغ كريهة، وأنا امرأة تأسرني الروائح الطيّبة، ولأنّ فيه دلالة على ضعف الشخصية، لم أجد مدخّنًا واحدًا حتى الآن قوي الشخصية ناجحًا في حياته ذكيًا ومحبوبًا ممن حوله!

أنا أدخّن فقط لأنني أحب أن أتفرج أحيانًا على دوائر الدخان هذه التي صنعتها وأتخيل أشياء تصيبني بالرعب أكثر، لو أنّ حياتي عبارة عن دائرة دخانية ستختفي بلا أثر.. أدخّن أحيانًا لأستمتع بمشاهدة شهقات النساء، لو أنّ رجلا مكاني لما لفت انتباههن ذلك الإصبع المشتعل بين شفتيه، البَشَر فقط قالوا لهنّ أن يمتنعن عن التدخين، ولم يقولوا لهمْ.. من يكونوا على أيّة حال؟

الكثير من الـ "لو" أطرحها لدرجة تجعلني أنهي فورًا ما أفعله أيًا كان، لأمارس مشاهدة فيلم لا أريد أن أتذكر بعده أيّ شيء كان في رأسي..

قال لها: انظري إليّ إذن سأعلمك كيف تدخنين.. لا تستغربي من طريقتي، فقط راقبيني

أخذ يسعل بشدّة، فأخذت منْه السيجارة وأطفأتها وجلبت له كوبًا من الماء.. قالت له: لا أدري لماذا تصمم على فعل شيء ليس باستطاعتك القيام به؟

ضحك وقال: لأنني أستاذك، يجب أن تفعلي ما أقول لك، يفترض بكِ ألا تعرفي شيئًا ما، وأن أقوم بتعليمك إياه، ويفترض بكِ أن تفعليه بالشكل الصحيح كي تحوزي على رضائي!

قالت: بل أحب أن أفعله كما لا تتوقع وبشكل أكثر اختلافًا وتميّزا لأحصل على قلبك!

أطلق صفير إعجاب خافت، قال لها: لن تكفّي عن إدهاشي يومًا..

أجابته وهي تطبع قبلة سريعة على وجنته: ليتك تعلم كم أحبّك


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى