السبت ١٤ شباط (فبراير) ٢٠٠٩
قصة قصيرة
بقلم رضا سليمان

لحظة وداع

نقل بصره إلى الناحية الأخرى من الطريق، لاحظ وجود سيدة ذات وشم تجلس فوق حافة الرصيف، ملابسها فضفاضة ذات ألوان زاهية، تعرف فيها على العرافة التى تمر فى هذا المكان مرة كل عام .

فكر لحظة، عبر الطريق، توجه ناحيتها فى صمت وعلى وجهه شبح ابتسامة، تقدم التقطت طيف ابتسامته وأنجبت منه ضحكة خفيفة غير مرسلة.

رحبت به، لم يتحدث، بسطت يدها، قدم راحتيه، عبثت فى ثيابها، نظرت فى راحتيه مليا، تفرست ملامح وجهه المشرق وقسماته بديعة التكوين، قوامه الممشوق، لاحظت دفء راحتيه، انطفأت الابتسامة على شفتيها، تراخت قبضتها، نظرت إليه فى شرود ..

ارتجف داخلها واهتزت اوتار قلبها، انتقل احساسها إلى يديها، ضغطت بشدة واهنة، سحب يده وأخرج قطعة نقود فضية، مد يده متسائلا، ردت يده ولم تجب، قاومت، أرادت أن تشعل ابتسامة فكانت وقودا لنظرات حزن، انصرف عنها وابتسامته تزداد عجبا، شيعته بنظرة ألم، عبر الطريق ودهشته فى تزايد، نظر إليها وهو يسير، صدمته سيارة مسرعة ارتفع فى الهواء ثلاثة أمتار .. تلقته الأرض بصدمة أخرى، لم تصرخ، انحدرت دموعها الحاضرة
.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى