الثلاثاء ٢٤ شباط (فبراير) ٢٠٠٩
بقلم
الرَّحيلُ الى العُيونِ المَرافِئ
(1)لِعَيْنَيْكِ أَبْدَأُ هذا النَّشيدَوَأُبْحِرُ نَحْوَ العُيونِ التي أَوْجَعَتْنيلِقَلْبِكِ تُشْرَعُ أَبْوابُ قَلْبيوَيَبْزُغُ فَجْريوَتُشْرِقُ شَمْسيوَتَفنى الجِراحُ التي أَحْرَقَتْنيوَيَشْتَعِلُ البَحْرُ مَوجاًوَيَكْبُرُ فينا..يُمازِجُ ما بَيْنَ روحي وَحُلْمِكِيَذْهَبُ في أُفُقٍ أَخْضَرَ اللونِ...يَمْضيوَيَسْأَلُ أَهْلوكِ عَنِّيمَن العاشِقُ المُغْتَرِبْ؟فَأَغْمَدْتُ حُزْناً بِقَلبيبَكَيْتُ.. بَكَيْتُ.. بَكَيْتُوَكانَتْ يَداكِ تُلَمْلِمُ جُرْحيتُعيدُ التَّواصُلَ ما بَيْنَ روحي وَأَرْضيوَيَنْتَفِضُ القَلْبُ حُزْناًأَنا الثَّائِرُ العاصِفُ المُلْتَهِبْوَأَغْمَدْتُ حُبَّكِ سَيْفًا بِخَصْريوَصِرْتِ الرَّياحَ وَصِرْتُ الجَناحَوَفَتَّشْتُ عَنْكِ الجِراحَ وَكُنْتُ أُغَّني(2)لِعَيْنَيْكِ أَبْدَأُ هذا النَّشيدَأُجَدِّدُ مَوْتي وَبَعْثيوَأَنْتِ تَجيئينَ بَحْراًتَجيئينَ عُشْباًتَجيئينَ خِصْباً يُفَجِّرُ صَحْراءَ حُزْنيتَصوغينَ بِالصَّمْتِ اسْمي وَرَسْميوَماذا تَقولُ النَّوارِسُ؟ماذا تَقولُ البِحارُ القَديمَةُعَنْ عاشِقَينِ عَلى صَهْوَةِ الجُرْحِجاءا بِلا مَوْعِدٍ للتَّلاقي؟وَماذا تَقولُ النَّوارِسُ؟ماذا تَقولُ العُيونُ التي داهَمَتْني؟وَأَنْتِ تَجيئينَ حُلْماًتَجيئينَ سَيْفاًتَجيئينَ عِطْراًيُطَهِّرُ أَكْمامَ زَهْري(3)لِعَيْنَيْكِ وَحْدَكِ أَبْدَأُ هذا الرَّحيلَوَلَسْتُ سِواكِ أُغَنِّيوَصَلْتُ أَخيراً،جًثَوْتُ،غَفَوْتُ عَلى رُكْبَتَيْكِحَلُمْتُ كَثيراًأَعَدْتُ صِياغَةَ هذا الوُجودِوَأَنْشَدْتُ شِعْراً عَنِ الأَرْضِعَنْ مَوْسِمِ البُرْتُقالْعَنِ الحُبِّ وَالعِشْقِ وَالعُنْفُوانْوَما كُنْتُ وَحْديو ما كُنْتُ أَدريوَما كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّ المَسافَةَما بَيْنَ يافا وَمَدْخَلِ جُرْحيتُساوي العَلاقَةَ بَيْنَ النُّجومِ وَشُطآنِ بَحْريوَما كُنْتُ أَعْرِفُأَنَّ السِّياطَ التي أَلْهَبَتْنيالتي مَزَّقَتْنيتُحاوِلُ تَدْجينَ شِعْريوَما دَجَّنَتْنيوَحينَ تَرَجَّلْتُ عَنْ صَهْوَةِ الجُرْحِعَنْ قِمَّةِ الرُّمْحِكانَتْ يَداكِ تُعيدُ الحَياةَوَتُلغي جَميعَ مَواعيدِ قَتْلي(4)لِعَيْنَيْكِ يَبْتَدِئُ العِشْقُ نَهْراًوًيَنْفَجِرُ الآنَ صَدْريوًأَبْدَأُ هذا العِناقَ سُيولاًمِنَ التِّينِ وَاللوْزِ وَالزَّعْتَرِ الجَبَلِيوًأَرْسِمُ ظِلَّكِ باقَةَ وَرْدٍوَخُصْلَةَ شَعْرٍ تَدَلَّتْ عَلى وَجْهِكِ اليَعْرُبِيِّأَلوذُ بِقَلْبِكِ،أَصْعَدُ هذا الزَّمانَ الرَّديءَوَما كُنْتُ وَحْديوَكَيْفَ أَكونُ وَحيداًوَأَنْتِ تُعيدينَ عَهْديدَعَوْتُكِ بِاسْمِكِ ألاَّ تَغيبيلأَنَّ غِيابَكِ مَوْتيوَحُبَّكِ رُمْحيوَصَدْرَكِ حَقْلٌ مِنَ القَمْحِبَحْرٌ أُسافِرُ فيهِ وَأُرْسيدَعَوْتُكِ بِاسْمِكِ أَلاَّ تَغيبيدَعَوْتُكِ بِاسْمِكِ أَلاَّ تَغيبي