الأربعاء ٢٥ شباط (فبراير) ٢٠٠٩
بقلم وليد رباح

الفاشوش في مقالات (حلق حوش)

واتا الحضارية انموذجا

ذيل المدعي قصير مثلما هو الكذب.. وكما هو ذيل الفأر اللاعق مدهون بالعسل.. فان ذلك الذيل يعود بعد لآي الى شعره المقزز ورائحته الكريهه.. حتى تلك الفئران التي تستخدم في معامل التجارب فان بياض لونها يوحي اليك انها جميلة الشكل لا ترتكب الموبقات حزينة حينا وفرحة اخرى تستسلم بهدوء لابرة الباحث ومشرطه دون اعتراض ووسطية او ممانعه.. (واني لا اقصد الدول المعتدلة والممانعة) فتلك قصة اخرى.

لعنتي على (الانترنت) فرغم ما فيها من منافع فان فيها من التنكيد ما يعجز المرء عن وصفه.. فهذا كاتب يجبرك على قراءة ما كتب اذا كان العنوان جميلا ومثيرا.. فاذا بك امام كلمة تفري كبدك.. وتصيبك بالحمى الفجائية.. او لربما نقلتك الى المستشفى نتيجة ذبحة قلبية او اغلاق شرايين قلبك التي تمدك بالحياه.. فالاخطاء اللغوية تنغل مثل الدود في المش او النمل المتسارع نحو حبيبات القمح. يرفع المنصوب وينصب المكسور ويخترق الكلمات برصاصات حارقة خارقة. ثم يكتب في نهاية المقال انه خبير عسكري او لغة او ناقدا ادبيا او محللا سياسيا او كاتبا فلسفيا او انسانيا او خبيرا بالمسالك البولية او الاستراتيجة والتكتيك ام محاضرا لا تدري. ثم يأتيك الشعر كشعر الجمال وبرا ان لم تستحسنه خزك في عينيك فادماك.. ويصر كاتبه ان تدرج قبالة اسمه الشاعر.. او الخبير او ما الى ذلك.. وكأنما يعطيك حبات اللؤلؤ تتفصد من جبينك المعرق وانت تقرأ الفاتحة على ارواح الشعراء الذين ماتوا قبل ان تكتشف الانترنت. وقبل ان يصبح الكتاب اكثر عددا من القراء.

وبما انني اعتقد اعتقادا جازما ان الكاتب ان كان كاتبا لا يصبح كذلك الا اذا اجاد لغته اجادة تامة ليس فيها عوج او التواء.. فان معظم الكتاب لا ينطبق عليهم هذا الوصف.. قد تكون الفكرة رائعة وجميله.. وقد يكون التحليل صائبا.. وقد وقد.. ولكن اللغة التي يراها البعض (موضة قديمة) هي الفيصل في معظم الاحيان للحكم على الكلمة التي تكتب.. فمهما بلغت مقالات الكاتب عبر الانترنت من كثرة فان رائحتها تنبىء ان كان من يرسلها كاتبا او مدع للكتابه..

أكثر من ذلك.. فاني العن البريد الالكتروني الذي سهل الامور الى هذا الحد لاشباه الكتاب.. فانت ترى من هو كاتب او هكذا يقول.. يرسل مقالته عبر البريد الى عشرات المواقع دفعة واحدة على نظام (حلق حوش) ويريد بذلك ان ينشر في اكثر من موقع نفس المقال، وذلك عيب ومسبة.. اذ من يحترم نفسه ككاتب لا يفعل ذلك. اما ان يرسل مقالته عبر البريد الى موقع معين لا يشارك فيها المواقع الاخرى.. واما ان لا ينشر الا في موقع واحد حتى يقرأ مقاله.. فالعبرة ليست بالكم ولكنها بالكيف.. ٍأما من يستسهل ذلك بنقرة فأرة فهو كما وصفنا في مقدمة هذه الكلمة. ليس ذلك فحسب.. بل ان سرقة البريد والادعاء بالتشارك فيه قد اصبح موضة الانترنت بحيث تصلك الاف الرسائل دون علم منك ثم (يلبسونك تهمة) انك طلبت ذلك.. واكبر دليل على هذا الامر ما يسمى (بواتا الحضارية) التي توقظك من نومك لكي تقرأ شيئا لا تستسيغه او تحبه.. ونحن في ذلك لا نطلب من واتا ان لا تكتب.. فخطها عربي.. ولكن عليها ان ارادت ان تعيش ان لا تقتحم بيوت الناس وعقولهم بمثل تلك الطريقة البائسة. وهي باستخدامها لهذا الاسلوب توقع الكثير من الكتاب في مصيدتها على انها الاكثر قراءة وانها تقتحم الارض والسماء والدنيا من شرقها الى غربها ومن شمالها الى جنوبها..اليس ذلك عيبا ؟
فلو أني كنت ادرك ان السم الزعاف يجري من تحته نهر يغذيني بحلو الكلام ومرارته ما دفعت اجرة خط هاتفي او خط كابل يصلني بعالم فيه من الحلاوة والمرارة ما يمكن ان يفرحني ويحزنني في الوقت نفسه. فمن خلال اطلالتي على العالم يستمر الجرح في النزف فيصيبني القرف من عالم يبني نفسه على الغش والخداع ٍ.

الحال فيما نكتب لا يطمئن اليه احد... فالمؤشرات تدل على ان هناك اكتظاظا في الكتابة لم يعهدها القارىء العربي من قبل.. فيها من الغث ما يمكن ان يقودك الى الجهل اذا ما قرأته.. والقليل من الزبدة التي يمكن ان تستفيد منها طعما ولكنها تسد شرايين قلبك.. وقد تقودك الى المقبرة.. وتحياتنا.

واتا الحضارية انموذجا

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى