الأربعاء ٢٥ شباط (فبراير) ٢٠٠٩
بقلم ليندة كامل

وراء النظارة

في مقلتيها المحجوبتين وراء النظارة نظرات مليئة استفهامات تكبرا أحلامها تحاول أن تصنع بسمة على شفتيها لتعطى لوجهها إشراقة تميزها عن سائر الابتسامات …شرودها الهادئ يثني عليها عبارات لم يدونها قلم شاعر ولم ترسمه ريشة فنان عابر مبهمة… وحيدة … شديدة الحذر حتى من ضلها .

ما هدا؟ ولماد كل هدا الحذر .. لعلك صحيحة النظر ودقيقة في رسم خطاك من غير إرتكاب خطا يكلفك العودة إلى نقطة الصفر. صحيحة أنت ..أو أن صحيحك هذا اكبر خطا خطته أقدامك المتعثرة في سوق الحذر .. ا خوف أم هروب أم إعتراض … أتحاولين أن تدركي ما الحياة .

أم انك عرفتها فأغرقتك في دوامة المتاهات.. الحياة آه من الحياة مزيج من التناقضات التي تجتمع في لوحة تعجزنا في وصفها وقياسها ، وتجمد اللغات أمامها .وكل العبارات تحدثنا لتعطينا صورا قريبة أو بعيدة عنها لكنها في النهاية صعب جدا أن نصورها أن نصفها وان نعيش بعيدا عنها بمحض إرادتنا فلا نستطيع أن نمسح وجودنا فيها أو نقطع جزما ماضينا فيها لأننا وبكل بساطة نحن من نصنعها وبأيدنا نبنيها واجمل و أروع شخص فينا من يتعايش فيها دون عقد بل يقبل بها كما هي لا كما يجب أن تكون .. أن نستفيد من ذكريات الآخرين .وان نغدي أرادتنا بصدمات من سبقونا وان نكون بسطاء مع أنفسنا ومعها وان لا نشد الزناد على أرواحنا فنقتل ذاك الطعم وتلك النكهة التي شاءت الأقدار أن تجعلنا صانعيها ونعيش فيها فنثني عليها مرة ونكرهها مرة ونحبها مرة ونغضب عليها مرة ونهجرها مرة ونعود إليها في كل مرة .

أيتها الشاردة لا ترحلي ولا تخنقي روحك بحبل الحياة لانك ستتعبين في البداية . ولان البذاءات صعبة وكل صعب له ميزة وسيصبح بعدها لذة الذاكرة وهواها الذي ينبعث منه الاستمرار عودي إذا إلى روحك الطيبة لتصنعي ما شئت من جمال طاهر نقي مع نفسك ومع الأقرب إليك .


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى