الثلاثاء ٣ آذار (مارس) ٢٠٠٩
بقلم فؤاد اليزيد السني

الشاعرية

للشاعر: بابلو نيرودا
وكان ذاك …
في ذاك العمر ... كان،
حين جاءت الشّاعرية،
فجأة للبحث عنّي.
حين انبعثَتْ لَست أدري،
من أي مكان للبحث عني،
أَمِنَ الشّتاء أم من النهر؟
 
* ** **
لستُ أَدري كَيف ولا متى،
لا لم تَكُن أصواتا،
ولا كَلمات،
ولا سُكونْ.
حين مِن إِحدى الشّوارِع نادتني،
حين من أَغْصان اللّيل،
فَجْأَة مِن بَين الآخرين،
ومن بين نيران عَنيفَة،
بل في عَودة الوَحدة،
كانت هُنا بِلا وَجه،
ولَمَسَتْني.
 
* ** **
ولَمْ أَعُد أدري ماذا أقول،
وفَمي هو الآخر،
 
كان عاجِزا عَن التَّسمِيَة،
وكانت عُيوني عَمياء.
وشيءُُ ما كان،
يَقْتَرع في روحي،
أهي الحُمّى،
أم أَجْنِحَة ضائِعة؟
وحيدا و شَيئا فشَيئا،
أَعدتُ تشكيلة نَفسي،
مُفَكِّكًا رموز هذه الحُرقة،
فكانت أوّل سَطر،
مُضْطَرِب كَتَبته،
مُضْطَرب بِلا جَسد.
حَماقات خالِصَة،
مَعْرِفة خالصِة،
لهذا الذي لا يَعرف شيئاً.
وللحظة رأيتُ السماء،
مُشَتّتة و مُتَفَتّحة،
رأيتُ الكَواكِب،
ومزارِعَ مُتَموجة،
رأيتُ الظلال المثقوبة،
والمُخَرّقة بالأسهم و النار و الورود،
والليل الذي يسوق و يَسْحَق الكون.
 
* ** **
وأنا هذا المَخْلوق التافه،
مملوء بنشوة هذا الفراغ الكبير،
الذي تَسبح في خباياه المَجَرّات،
على غرار صُوَر العَجب،
شعرتُ وكأني جُزئ خالِص،
مِنَ الأعماق السّحيقة،
أسيرُ مع النُّجوم،
حين فجأة مع الرّيح،
تَحَرّر من قُيودِهِ قَلبي.
للشاعر: بابلو نيرودا

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى