الجمعة ٦ آذار (مارس) ٢٠٠٩

الفعل أجدى من رد الفعل

بقلم: برهان الخطيب

مستقبل الأمم صغيرة أو كبيرة يتأثر بعوامل داخلية وخارجية في آن، ليس في هذا ِجدة، الِجدة في تلك العوامل، الِجدة في التفاعل معها سلبا أو إيجابا، الِجدة في تصاعد وعي الساسة والشارع بتحديات وإضافات من تراكم الثروة والخبرات إلى الأفعال المجدية، أو انحساره نتيجة إهمال وإستسهال وتعليب الفردي على العام، ما يهيئ لغفلة وخسارة وهزيمة، أو العكس عند اليقظة، إدراك أين تكمن المصالح الوطنية ضمن منظومتها القومية، الجغرافية والإنسانية، وفي قلبها الفردية للأشخاص، وأفضل السبل لتحقيقها. هكذا ليس بالثروات فقط، ولا بقوة النظام، تزدهر الأمم والأفراد، بل بتغليب الوعي الحصيف، بتشجيع الثقافة وتوسيع مؤسساتها معالجة وإيجادا لحلول جديدة لمشاكل قائمة، بتحريك الإمكانيات نحو إستثمارها صحيحا لصالح الوطن ومجاله الحيوي المحيط فالمواطن. تراجع أمريكا بعد غزو العراق بالأخطاء والمقاومة حفز عقولها لرفع رئيس لها من نمط جديد، يعين على الخروج من محنتها، يرمم لها سمعتها في الأقل، حيث انثلمت هنا وهناك.

وحال روسيا اليوم والصين خاصة والهند وماليزيا شاهد أيضا على القدرة على التغير من الداخل، تحولات روسيا والصين نتيجة تغيّر في التفكير والإدراك فالتدبير، إلى النظام وطريقة الإنتاج وأسلوب التعامل مع الخارج، هكذا واصلتا الصعود بين الأمم، ما سوف يؤثر على مجمل الوضع الدولي، ذكرت هذا سابقا، وفي لبه وضع أمريكا والعرب.

القيم الأخلاقية باقية كما هي في البلدين العملاقين، روسيا والصين، نعم النزعة العملية تلونها بلونها، إنما الأسس لا أحد عبث معها. هكذا يمكن في منطقتنا العربية في جو التنافس الجديد والتحديات المضي نحو المستقبل، بتجديد الأفكار ضمنا السلفية دون خوف من انقلاب الحياة المألوفة والقيم، فخرنا نعم، طالما ظلت قائمة على الألفة والصدق والشرف والكبرياء، صنع المعروف والنهي عن المنكر، واحترام القانون والحساب ضابطين للسلوك.

ممهدات تلك وما حولها تنبئ عن إنحسار الدور الأمريكي في ظاهر العالم، لا فقط في منطقتنا، زد عليها الأزمة المالية، و رفض أهالينا مشروعه العشوائي، إذا لم يكن المخرِّب، غفلة أو عن قصد، للمنطقة برمتها، طرحا رأسا على عقب، بذريعة التحديث. مقابل ذلك وردت تصريحات أوباما، بخطاب التنصيب، أمريكا سوف تترك العراق لشعبه، ولسوف تتخذ سياسة متفهمة مع العالم الإسلامي، هذا مفرح، يعيد للأسهم الأمريكية بعض ما فقدته في المنطقة، إذن لا قطيعة للعرب معها على مدى منظور، ولا ابتعاد عن الغرب، ضمنا المستور، الشريك التاريخي للعرب، في صنع التأريخ هنا، بكلمات مهذبة، لم لا والعرب والغرب جيران عبر المتوسط، مثلما نحن جيران مع الأخوة الأتراك والإيرانيين وأبعد قليلا الروس وبقية عمقنا الشرقي إلى الأحمر منه.

من رد الفعل إلى الفعل

العرب، نظاما سائدا باقيا، أو قابلا للتجدد، أمام تحديات مصيرية، لو كانت استجابتهم مطمئنة تماما، منساقة عاطفيا، وراء القول والفعل الأوبامي، أي ردة فعل تلقائية على ما يصدر من أمريكي أو غيره، لا تضمن لهم دخولا مؤكدا إلى رحبة المستقبل، يستحقونه كأمة ذات ثقل، شبه ضائع حاليا. تأريخ خيبة الأمل طويل في منطقتنا. إذن، يحسن أن يتأصل الأداء العربي في المنطقة وجوارها، بتقارب وتكامل، إنطلاقا من دراسات إستراتيجية وتوصيات من معاهد بحوث عربية خالصة، مستقرها ومقرها المنطقة العربية، تبحث في مشاكل الأمة وحلولها المرتجاة، من غير وصاية خارجية، ولا داخلية، على أساس تجميع القوى لزيادة فعاليتها لا بعثرتها، فوق وتحت، هكذا يكون تقارب السياسات العربية مجديا، تكون معبرة عن مصلحة الأمة حقا، لا مصلحة فلان أو هذا الحزب أو غير ذلك، ولا لهجوم بل لدفاع. تبعا تقام للعرب علاقة سليمة مع أمريكا، مع العالم. هكذا تنتقل الأمة إلى طور جديد، قوامه التغيير من كل الإتجاهات تدريجيا، من أجل مصلحة الجميع، فقراء وأغنياء، أهل وغرباء، أي ما يمكن أن يصبح نهجا مقبولا لقوى محافظة وأخرى متحررة، معتدلين ومقاومين، في تقارب فكري يُرفع من حلبة السياسة إلى رحاب الثقافة، عملي أيضا على طاولات مؤتمرات وعلاقات لا غزوات بين الديار.

نوايا أوباما الطيبة لا بد منها في بداية رئاسته، لمنح الانطباع في الأقل بأن البريسترويكا وصلت أمريكا أخيرا، وهي بدأت في العراق أصلا بشكل مشروع للتخلي عن حكم الحزب الواحد، أحبطت بتعميق أسفين بين القوى الوطنية، منها بجهل، ومن الخارج بمكر، وقت ظهور نوايا الغزو لحسابات بعيدة، بوادرها أشرت إليها بروايتي (الجنائن المغلقة) قبل نهاية الألفية الثانية، ثم انكفأت تلك النوايا بالحرب وأخطائها. انتقلت البريسترويكا إلى حاضنتها روسيا، كعصر النهضة، الذي حفزت منطقتنا العربية ظهوره أيضا في أوربا، ووصل إلى منغوليا، وما استثمرنا فتوحاته الثقافية عندنا بسبب تشبثنا بالسلف، عقبة عانينا منها وقد نتجاوزها اليوم مع تقارب الاتجاهات الوطنية في منطقتنا، أكانت في حكم أو معارضة، بصرف نظرها عن إختلاف غير جوهري بينها، أمام إختلاف جوهري لها جميعا، مع الغازي.

تصريحات أوباما تؤكد إن عهد الراحة ما مضى تماما، لكنها لا تعني كل شيء سوف يكون عسلا وزبدا، فإن ما يحرك أي رئيس في النهاية شئ أكبر من النوايا الطيبة. شخصيا أعلنت حماسي هنا على (العرب) لفوز أوباما منذ ترشحه. ذلك الشئ الكبير هو مصالح أمته. تقف وراءها شركات صنع السلاح أيضا، شركات مؤثرة على صنع القرار هناك وبعيدا إلى منطقتنا، تجد في دوام الحروب مصدر رزق لها. هي بهذا لا تختلف عن غيرها من دول يشكل تصدير السلاح عامل ازدهار لإقتصادها، كفرنسا وروسيا. وإذا استمرت العنصرية الصهيونية في سياستها العدوانية ضد ما لا يعجبها نجد سببا آخر لتخوف مما قد يخفي المستقبل للمنطقة. خاصة وإسرائيل لن تسلم في ظل عدم توازن القوى الحالي هنا بحق إيران في استعمال الطاقة النووية سلمية أو غيرها، بينما لا يتحقق السلام حسب ما يخبرنا التأريخ في أي منطقة سوى بتوازن القوى، كالسلام الذي تحقق في أوربا بعد حربين عالميتين، على أساس التوازن النووي بين السوفييت والغرب.

ثلاثة تيارات أساسية

ذلك شرط أجده ممكنا أيضا في منطقتنا إذا وعى الأتراك الصاعدين بقوة أن تعاونهم مع الإيرانيين يمنح الجميع هنا المزيد من القوة والحركة حتى أنهم قد لا يحتاجون كثيرا في المستقبل الانضمام إلى الإتحاد الأوربي بل الإتحاد الأوربي قد ينضم إلى المنطقة إذا ساعدوا في ترتيبها لما يعيد لها مكانتها السابقة حين كانت الدولة العثمانية قائمة، أنشأتها الجغرافيا، أي الضرورة، خربها التأريخ، أي الصدفة، ما أكثرها فيه، هكذا تعود هذه الأمم الكبيرة، مع العرب، إلى العالم كعامل إستقرار، نابذة كأوربا النزعات العنصرية، ومنها تأسيس دولة بل دول جديدة في المنطقة، على أساس الإنشطار الزلزالي المدمر والتكاثر العشوائي، وقت تتوحد أوربا، إسبانيا رافضة إنفصال الباسك، وإيطاليا أقليم الشمال، وتتقارب أوراسيا، وأيضا كندا ترفض إنفصال كوبيك، فأي غشيم في الأقل هذا برب العالمين وضع على رأسه عمامة وادعى حكمة وطالب بإقليم لجنوب العراق، وإقليم لشماله، ينهش في النهاية شقفة من كل دولة، تحقيقا لحلمه، وهو نائم مكشوف مؤخرة وحلمة، كأن العراق بز أوربا بالدمقراطية، ونحن نعرف حتى لو قامت غربية أو شرقية فيه لا تسمح بالعربدة والتشظي، الغرب أم الحريات شاهد ودليل، وللأجزاء طبعا حق الأصل، دون بلوغ المستحيل.

لا يحسن لعلاقات العرب بأمريكا وبقية العالم التقيد أشرت بأفعالها نحوهم، بل تجاوزها إلى أفعالهم نحوها، إضطرادا وتزايدَ زخمها بتراكمات الوعي والمقدرة حدا معقولا. في المنطقة العربية ثلاثة تيارات سياسية أساسية. محافظة، معارضة باعتدال، ومتطرفة جوانية. تضم العديد من الأنظمة والأحزاب والتجمعات، تشكلت في مواجهة المستقبل على أسس من الماضي، لو غيرت في منهجها وتركيبها بوصفة من الحاضر كسبت. البعثيون والصدريون في معارضة العراق مثلا، وغيرهم من التيار الوطني، يفعلون ذلك، كذلك المالكيون والعلاويون من طاقم الحكم، تتغير التحالفات إيجابيا لفرز الوطنيين عن غيرهم. حزب الله اللبناني أيضا قاعدته وطنية، بل حتى حماس معتدلة و تُتهم بتطرف، هم لا يتخذون الأساس الطائفي كما يشاع ولا الديني ولا إلغاء الخصم لتحديد خياراتهم نحو التغيير واستكمال الاستقلال، هكذا تترافد الآن تلك الحركات أكثر مما هي تتصارع، هذا مَعلم جديد في واقع المنطقة، منتظر منها رفع حواجز بينها. ومقابل التيارات غير الرسمية وبعضها يوصم غير شرعية هناك الأنظمة العربية المعتدلة، أيضا تسمى متخاذلة، أنا أرفض هذا التعبير رفضي تعبير مقاومة غير شرعية، كلها، غير عملاء الأجنبي، ليست متخاذلة، لكن منقوصة في آن مع غياب الخيار الديمقراطي الكامل حاليا، مع تشوه الصورة العامة وغياب التفاهم، كلها تتحرك بالممكن، حتى المقاومة أقرب إلى الدفاع منها إلى المقاومة، والمعتدلة إلاّ البعض أقرب إلى الإصلاح منها إلى إعتدال، لذلك لا تصح إدانة وذم جهة من جهة إلاّ إذا كانت خادمة لأجنبي على حساب الوطن.

تعاون تلك الأطراف جميعا يهيء المناخ لعلاقة جديدة سويةٍ مع أمريكا.

التيار الثالث على الشارع، رافض لتفاهم مع الخارج، يقوى باندحار تياري الدفاع السلبي والإيجابي.

علاقة الأنداد نافعة لعدو

الإنصياع لكل ما تريد أمريكا خطأ حتى من وجهة نظر أمريكية، ذلك إنها إذا أخطأت يسارع الإنصياع ذلك الخطأ، هذا ليس في صالحها، لطائفيي العملية السياسية نصيب غير مباشر في إخفاق أمريكا، علاقة الند للند نافعة حتى لعدو، كي لا يسدر في غيه وينقلب عليه سقما، كما رأينا من العراق إلى الأزمة المالية الأخيرة في العالم.

علاقة العرب مع أمريكا أكثر تعقيدا من تصور يرى غزة لبها، أو شكل الدولة الفلسطينية النهائي، أو طبيعة الوضع في الشرق الأوسط عموما. إنها مسألة مرتبطة بوجود أو عدم وجود نظرة متسقة شاملة عند العرب على إختلافهم إلى أنفسهم، إلى مستقبل العالم كله، إلى العلاقات بين أجزائه، وأيضا بينها وبين المراكز الحضارية الكبيرة، الموجودة اليوم والقائمة غدا.

المسألة الحقيقية ماذا يدعم إستقرار منطقتهم عموما؟ تطورها اقتصاديا وروحيا. تصل رسائل من التيار الثالث تقول الحل في دولة خلافة. لكن يا أخوان الحل الديني جزء من حل عام، لا كله، أقصد مرحبا برأيي بالدينيين إلى سدة الحكم حينا، لكن ليس إلى الأبد، ولعل هذه الصيغة هي في بؤرة فكرة أوباما عن تعامله مع الحركات الدينية مستقبلا بتعاطف، الحال لا يستقر في صورة واحدة إلى الأبد، بقوة إفتراضية فئوية، بل بقوة فعلية مشتركة، قائمة على التوازن، لا بمحاصصة من فوق، بل بإختيار إنتخابي من تحت.

للقوى الأخرى رؤيتها أيضا، يجب أخذها بنظر إعتبار وإلاّ كنا غير واقعيين، ظهور بطل في رواية مطلوب على صفحات منها، إنما ليس على كل الصفحات، ثمة أبطال آخرون معه أو ضده يدلون بدلوهم في مجرى ما يحدث في الحياة، وإلاّ ما كانت حياة ولا رواية، بل أسطورة مضى زمنها.

ضمن ذلك الشرط أرى بشارة خير في التقارب العربي التركي الإيراني مثلا، وفي داخله الكردي وغيره. إنه تقارب حتمي لتهيئة خطاب إزدهار وتفاهم، لتوازن المنطقة مع ثقل خارجها. طبعا يحاول عتاة ضرب هكذا تكتل، عمالقة الحيوان أقل ذكاء من النمل أحيانا، ضربا من الداخل والخارج، لتأكيد العملقة وروح الهيمنة. واضح بعد غزة أو قبلها إنهم اختاروا، بتشجيع من حلفاء العنجهية، بدل الثقة والتفاهم والمستقبل، أسلوب التصدي والتعرض الدائميين لخصم يُصنع على الهوى، شرطا لوجود. ذلك ينسف الجسور الممدودة إلى حل، الإرغام ليس حلا، هذا أول درس تقدمه لنا تجربة التأريخ البشري المريرة حتى اليوم. لو بدا دهرا كأن القوة هي الحل فإنها تخلق على مدى أبعد نقيضها، ما يزيد مشكلة حدة وخسارة.

إنكشفت اللعبة؟

ما يحدث بين فتح وحماس، بين مصر والسعودية من جهة وسوريا وقطر والإمارات واليمن وموريتانيا وغيرها من جهة أخرى، ليس إنقساما كما يرغب شامت أو عدو، بقدر ما هو إعادة ترتيب أوضاع المنطقة، لصالحها. سابقا كان الإتكاء على أحد طرفين، أمريكا أو الإتحاد السوفيتي، يصوغ شكل المواجهات والتحالفات، ومع إسقاط الإتحاد السوفيتي من داخله تغير المتكأ، هكذا يعتدلون في وقفتهم محاولين الإعتماد على النفس، بنزعة قومية نعم متفتحة جديدة، أساسها الوطنية، الجغرافيا لا التأريخ، لمجابهة تحديات ضدهم. تحديات موجودة فعلا، على أخطر من صعيد.

تقارب أجزاء المنطقة، المبعثرة بقرارات قصيرة نظر من داخلها، وبعيدة نظر من خارجها، في الماضي والحاضر، يتسارع الآن من تلك الأجزاء، إسمع في الأقل ما يقوله الحرفي والمثقف وإبن الصالون الغيور، لدعم الإستقرار على أساس العدالة، واستعادة الأراضي المحتلة، بخلق تكتل عصري نبيه، لا الإستنفار لخلق دولة إسلامية مضادة عبثا لأمريكا أو للغرب عموما، ولا لترسيخ دولتين شيعية وسنية تضرب إحداهما الأخرى بمكر له أرشيف نحو المنطقة، عند سذج كأن إحتدام الصراع يمهد لتقدم، والحرب قطار للتأريخ، كما عند ذوي نية سيئة أكثر منها مستقبلية، ذلك في جو يشهد بعد غزة نمو أعداد المتشددين على حساب المتساهلين وقت الحاجة لتكتلات متعاونة، لتكتلين متعاونين، الأصح، يصلح أحدهما للآخر هفواته، لا متصارعين يدمر أحدهما الآخر.

شبعت المنطقة من الخراب، المادي والنفسي، آن أوان إيقافه، لتحقيق الحد الأدنى من الوجود الآدمي بداية، للاستمرار لاحقا في عمليات بناء الأرض والإنسان. وجود تكتلين متعاونين في صيغ مختلفة ظاهر حيويا في كل دول العالم أحزابا وبرلمانات، معارضة أو حاكمة، إلاّ في منطقتنا. إنه لواجب على عقول نيرة ترسيخه قبل فوات الأوان على أساس: أي إشكال في الداخل يُحل سلميا، دفاعيا نحو الخارج، وإلاّ اتسعت الكارثة.

مجازر غزة أثبتت حاجة المنطقة العربية لحماية، من أهلها وعدم التعويل كثيرا على وعود. تركيا الحصيفة العمق الأول لها. حسن مزيد من التعاون وأبعد، والحيطة من زرع الأمل وراء بحار، ما هو طبيعي قائم على مصالح متبادلة، يحقق المطلوب للسلم، أما الغريب عن المنطقة يظل عند العرب يحرك الريب ولو بدا هو الأريب، خذوا عون شافيز العجيب: قطع علاقة هنا، أرسل سفيرا من هناك إلى البوليساريو، كأنها ملهاة، مستمرة عشرات السنين. هناك من يقول: إرتبط اليمين بأمريكا، واليسار بالإتحاد السوفيتي، وكلا اليسار واليمين موجه بالريموت وغيره من الصهيونية، لسيطرة على قرني الثور الهائج، العالم الخالد، فهل إنتهت الملهاة حقا بسقوط ذاك وصعود هذا؟ لكن آن (أفول القمر) يقول غيره، والشمس تعاود البزوغ من الشرق، إذن ما زالت الملهاة مستمرة في فصل جديد قديم؟!

العرب على أي حال متفرج، خارج المسرح الآن، الطريق هو الطريق، لكن اليوم ليس هو الأمس، هذا أوان مضي العرب في دربهم أحرارا مستقلين تماما إلى أمام، أو إنهم عائدون القهقرى إلى صالة المسرح، لمواصلة الفرجة على حلقة من الهزيمة شاهدناها؟

شجاع الرأي قد يُقال له عفارم هنا، طز هناك، ما يحدث على أي حال محصلة قوى، غير غاشمة، إنهيار الشيوعية السوفيتية مثيل، والقمر يميل، ولأسرائيل حق الوجود من المجتمع الدولي العليل، إسوة ببقية الدول لو شئت الدليل، لكن لا مهيمنة على غيرها، وإلاّ أضاعت ذلك الحق أخلاقيا بقولٍ جميل.

بقلم: برهان الخطيب

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى