الأربعاء ١١ آذار (مارس) ٢٠٠٩

حالة حب

بقلم: ميس نايف الكريدي

كان البكاء موهبتي الوحيدة ..لكني في هذه اللحظة اقتربت من الموت قهرا ولم أستحضر دمعة ..تنقلت روحي بين شراييني الضيقة محشورة بكل اختناقات الدنيا ولم أصرخ ..حتى الألم مقموع في هذي الأرض.

كنت أمشي بلا هداية وأسترجع الهزيمة الأخيرة لأجد لنفسي فيها عزاءا ولكن الخواطر حمّلت شريط العمر القاسي واسترجعت الهزيمة تلو الهزيمة إلا أن وصلت لأول الزمان ..لم يغادرني حلمي المراهق بالحبيب والدفء وارتباط ذكره بحالة الهيجان في القلب والنبض وتبدل الملامح وحين التقينا انتفضت روحي ولكني عاجلت بالتفاتة إلى الركن الآخر من الغرفة وسألت سؤالا من شدة غبائه لا أذكره.ويبدو أنه لم ينتبه للأمر وأجاب بشكل تلقائي وشرعنا بثرثرة لا طائل منها .كنت أحاول أن لا أتوقف هربا من صمت يمكن أن يفضح ما يختبأ خلف هذه القشرة فقد كنت مجرد قلب مجروح يختبئ خلف لسان امرأة . أخيرا عبرت لحظة صمت لكني لم أستغلها ولا حتى بنظرة ..بل عدت بالذاكرة إلى الركن الأخطر ورحت أربط الخيوط لأعيد رسم الحكاية وفي سكون عمره يسقط من حساب أي جلسة اخترعت الحلم الجميل وتمنيت أن أعيشه ..رفعت عيني أملا أن تكون نشوة حلمي قد تسربت إليه لكنه كما كان طوال عمره فارغ النظرة بارد القلب لم يتغير سوى أنه اليوم يعرف معنى امتيازات الرجولة فعاجلني بلمسة تقبل جميع التحليلات ويمكن أن لا تعني شيئا لو لم يكن هو .ولأنه هو استدرجني إلى الحديث الذي عاهدت نفسي أن لا أقوله مرات ..استمتعت بفضح نفسي أمامه وكانت تعرية وجداني تعويضا عن تعرية جسدي بالنسبة لي لكنها لم تكن كذلك بالنسبة له ..وبما أني في غمرة الحلم اكتشفت أنه من عالم أولئك الآخرين الذين يحلمون بالسرير عند لقاء امرأة فقد قررت أن ألعب لعبة المصالح ..وفي هذا العالم المتعدد الملامح يصبح لزاما على النساء أن تراوغ لأن العهر في بلاد العهر حكمة والصدق بلاشك أبشع الجرائم .بدأت اللعبة باحتراف وأردت أن أستدرجه لحالة حب مراهنة على الرغبات التي تفاعلت مع تصرفاته وبحدس الأنثى كانت قد وصلتني ..

اقترب مني وقبل أن تلتصق ركبتينا فقدت السيطرة عيوني لم تعد تتجاوب مع لعبة الخجل وعقلي فقد السيطرة وتولى البوح قلبي وبلا حراك تجمدت عضلاتي مع أن الدم كان يمشي حارا مندفعا ويجتاح أوردتي كنت أدرك أنني في حالة سقوط لكني لم أتحرك ولم أحاول التعلق بفكرة من أجل النجاة ..استعذبت انهياري في حضرة الحب

تنهدت كالعائد من رحلة في الخيال ونظرت إليه من جديد ..لم يكن مدركا لرحلتي في متعة لم يعرفها ..كان مستمرا في لعبة نصب الشراك ولم يعرف أني لم أسمع كلماته المرتبة ولم ينتبه أنه لم يكن يحتاج إلا نظرة صدق ولأنه أصبح رجلا كبيرا فقد تعلم الكذب بحثت في عينيه عن حبيبي الافتراضي ووجدت ذات النظرة ببردها بحثت أكثر لأجد تعويضا يناسب عمري الذي أريده أن يكون هديتي إليه لكن البرد انتقل إلي وجمد الدماء تحجرت أوردتي شعرت بالقرف وقفت وسريعا رحلت لكني أشفقت على عجزه وبدل أن أبكي ضحكت .

بقلم: ميس نايف الكريدي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى