الخميس ١٢ آذار (مارس) ٢٠٠٩
بقلم إيمان أحمد

محاولة للّحاق

أظلمت الدنيا أمامها..اليوم هو اليوم الأخير ولم تُنجِز شيئًا يُذكَر، بل هي لم تُنجِز شيئًا على الإطلاق..
لماذا تبدو لنا الشمس أحيانًا مشرقة رغم كونها في ذات الوقت تمارس إحراقنا؟

فكرت..لا يمكنها أن تُعيدَ ما فات، ولا أن تستبقي اليوم كي تسترق من سويعاته ما تعوض به الذي أضاعته طوال الأسابيع الماضية..

وأثناء شرودها النادم، تذكرت أن الغد هو اليوم الفاصل، هو الذي ستعرف فيه كل الخلائق نتيجتها، ويا للفضيحة !
هي تفضّل أن يبقى الأمر سريّا، هل هناك علامة تميّزها وأمثالها ممن ضيّعوا الفرصة من بين أيديهم ؟!

تتمنى ألا توجد تلك العلامة وإلا دفنت نفسها، لا يمكنها أن تتخيل نفسها في موقف مماثل !!

هل تذهب؟

بأي حق تذهب وأي نتيجة تلك التي ستأخذها لامتحان لم تدخله؟ ومسابقة ظلت طيلة الوقت فيها ضمن صفوف المتفرّجين ؟

كلا...لا يمكنها أن تضحك على نفسها إلى هذا الحدّ..استرخت قليلا..تريد أن تُفَكّر بقليل من هدوء وتروٍّ..لا تريد أن تخسر كلّ شيء فهي، في النهاية، مسلمة تريد أن تنال رضا خالقها..

لو لم تذهب غدًا ستكون أضاعت شيئين، لكنّ ذهابها قد يشفع لها بشيء..

غلبها النوم وغفت وسط دموعها وندمها، ولم تشعر بنفسها..

مرتديةً فستانًا ناعما من الساتان الأبيض الطويل، وجدت نفسها تسير في حديقة واسعة الفيء، نضرة الخضرة، زاهية الألوان، شعرت بروحها تكاد تتسلل خارجها، أرادت الصراخ ولم تستطع، شعرت بروحها تنسلّ منها لأعلى، رأت بعين الخيال اسمها منقوشًا على أرض الجنّة.!

انتبهت من نومها فزعة، سخرت من نفسها ومما رأته، خافت ! نعم خافت ولم تسخر..كان شعور الخوف أقوى..لم تعرف هل تصدّق ما رأت أم لا..

ترامى لسمعها صوت المصلّين يؤدون صلاة الفجر...ألقت نظرة خاطفة على ساعتها، وقامت تستعدّ، ثم أيقظت والدتها برفق كي ترافقها لصلاة العيد..!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى