الأحد ١٥ آذار (مارس) ٢٠٠٩
بقلم أحمد مظهر سعدو

الدكتور جمال الأتاسي والقضية الفلسطينية

في ذكرى الراحل والمفكر القومي الكبير الدكتور جمال الأتاسي، وانطلاقاً من بعض حال الأمة ، وما آلت إليه أحوال هذه الأمة على جميع الصعد، وخاصةً القضية الفلسطينية وتفاعلاتها، وآليات حراكها المستمر، ومخاضات العدوان الأخير على غزة، وما أنتجه من بعده ولما له من بعده، وغوصاً في فكر الراحل جمال الأتاسي، في محاولة للنفاذ إلى هذا الواقع بعقل ناقد كما كان الدكتور جمال، لنمسك بمفاصل ومشاكل الأمة وأزماتها الراهنة ومواقع العنف والضعف ومصادر الخطر ومعوقات النهوض .. ولنتحرى عبر فكر الراحل مـا بقـي لنا مـن إمكانيات القـوة ملاذاً لا ينضب داخل مكنونات قضيتنا المركزية / فلسطين، التي أعطاها الدكتور كل وقته، وغاص في بواعثها على طريق التجدد والنهـوض .. دون أن يسمح للتشاؤم أن يغلب على التفكير التحليلي الناقد الذي مشى من خلاله وعلى هديه .. دون أن نوارب، ودون أن نبتعد عما آلت إليه أوضاع الأمة والناس، من عزوف البشر أمام ما يرونه من منظور قاتم وتراجع مستمر .. حيث نحاول الوقوف مع مرتكزات أساسية في فكر الدكتور جمال وخاصةً الموضوع الفلسطيني والقضية المركزية للأمة :

· مجزرة الحرم الإبراهيم لن تكون الأخيرة :

توقف الدكتور الأتاسي أمام مجزرة الحرم الإبراهيمي التي نفذها الضابط ( غولد شتاين ) المنتسب لحركة ( كاخ ) ومعه عدد من المستوطنين الصهاينة في ليلة النصف من شهر رمضان لعام / 1414 / هجرية عند صلاة الفجر، لما وجد فيها من أهمية، ولما رأى فيها من استمرار لنهج العنف والإرهاب الصهيوني الذي لم ير فيه الدكتور إلا استمراراً طبيعياً لمسيرة إرهاب جرت وستتواصل ما بقي الكيان الصهيوني، حيث يؤكد قائلاً : (( ما أتيت على تسجيل هذه الحادثة الرهيبة .. إلا لتبقى شاهداً ودليلاً،فإسرائيل ما قامت أو أقيمت ككيان صهيوني، وكامتداد للغرب والاستعمار الغربي، إلا لتقتلع الوجود العربي من فلسطين، ولتقطع الخط أمام نهوض كيان عربي قائم بذاته في هذه المنطقة من العالم .

ولقد جاءت كاشفاً عنيفاً لكل ما يحاول المروجون لمشروع ( السلام الأمريكي ) أن يغطوا عليه، وفي وقت لا تنفك الإدارة الأميركية تضغط بمختلف الوسائل لإنهاء المقاطعة العربية لإسرائيل بكل أشكالها، ولفتح حدود الدول العربية للتطبيع مع الكيان الصهيوني)) . . ويضيف الدكتور جمال قائلاً : ( مجزرة الحرم الإبراهيمي كما سميت لم تكن الأولى وإن جاءت لتذكر بسابقاتها الكثيرة في تاريخ قيام وابتداء الدولة الصهيونية، وهي لن تكون الأخيرة في مسلسل إرهاب العرب وإبادتهم واقتلاعهم من أرضهم وديارهم، وتهديدهم باستمرار وكأن لا مناص لهم إلا التسليم بإسرائيل وكل ما تريد إسرائيل، ولكن المستهجن في الأمر ليس هذا الذي يجري من غير أن يلقى دفعاً له أو رداً، وليس هذا الذي تمارسه ( إسرائيل ) معززة بحليفها الكبير فحسب، وإنما المستهجن اكثر واللا معقول هو هذا السقوط العربي الذي لا يتوقف، وما آلت إليه حال الأمة العربية في ظل أنظمتها العربية المدجنة ، وما بلغته مجتمعاتها من استلاب بحيث لا تقوى على لملمة أشمل مواجهة التحديات، هذا في الوقت الذي أصبح من المعول فيه على الشعوب والمجتمعات، في مقاومة حركة التطويع والتطبيع الصهيونية ومواجهة حملة ( السلام الأمريكي ) وما تسعى لفرضه على المنطقة من نظام وعلاقات وأوضاع ) .

لقد أدرك الراحل جمال الأتاسي أن المجازر الرهيبة التي تمارسها إسرائيل بحق العرب مدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية سيتم الاشتغال عليها على طول المدى، وكذلك فسوف يستمر الموقف الأمريكي في كل المراحل والعهود، في محاولته لتبرئة الصهيونية من عنصريتها، كما يحاول الغرب الآن بعد ذاك العدوان الإرهابي الفظيع الذي مورس على شعب غزة وأهل غزة .. من هنا فإن الدكتور يعود للتأكيد على أن ( تبرئة الصهيونية من العنصرية، تأخذ دورها في العالم وفي اعتراف دول العالم، وهي التي كانت مدخلاً من مداخل ( السلام الأمريكي ) في المنطقة، وتتركز الضغوط الأميركية بعدها على إسقاط المقاطعة العربية لإسرائيل، والاعتراف والانفتاح للتطبيع، وكل ذلك على حساب الوجود العربي والروابط العربية .. فالولايات المتحدة تريدنا (كعرب ) أي كأنظمة قطرية حاكمة ومجتمعات أن ننهي كل مقاطعة لإسرائيل، وبالأشكال الثلاثة التي كانت مقررة عربياً لتلك المقاطعة، وهي تريدنا في الوقت ذاته أن ننهي معها أية صيغة من صيغ الترابط العربي والتضامن، وأي قرار عربي يتخذ على أي مستوى من المستويات وبما في ذلك ( الجامعة العربية ) وهذا ما تدفع إليه أيضاً الحركة الصهيونية ويصر عليه حكام إسرائيل .

· التسوية وإنهاء المقاطعة العربية :

يلامس الدكتور في بحوثه ودراساته مسألة التسوية التي كانت جارية بين العرب والإسرائيليين سواء على مستوى القضية المركزية / فلسطين أو على المستويات الأخرى ويقف مطولاً أمام مفاوضات التسوية، ومطالب إسرائيل التي لا يهمها إلا إنهاء المقاطعة والتطبيع مع العرب، فقد أكد الدكتور أنه وفي المفاوضات الثنائية الجارية – في حينها – على المسار السوري من أجل التسوية تحت الرعاية الأمريكية، ثمة معزوفة ما تزال تتكرر وبعد مرور سنتين على تلك المفاوضات، ففي كل مرة يطرح فيها الجانب السوري مطالبه الملخصة بالانسحاب الكامل والحل الشامل والسلام العادل والأرض مقابل السلام، وتطبيق القرارين / 242 / و/ 338/ فإن إسرائيل تعلق كل هذه المطالب وتجمدها وترد عليها بسؤال لا يفتأ يتكرر، ولتقول إسرائيل : نريد أن نعرف أولاً ما هو مفهوم سورية للسلام وما هي حيثياته وإجراءاته، وكيف نتأكد منه، وهكذا فإن إسرائيل ترى بعد الاعتراف الرسمي المتبادل وإنهاء حالة الحرب والمقاطعة، تقديم مطلب التطبيع للعلاقات وفتح الحدود والاختراق الاقتصادي والثقافي للأسواق والمجتمعات، على مسألة الانسحاب من الأراضي المحتلة ومراحله وتدابيره الأمنية، وعلى مسألة المستوطنات والاستيطان ) . .. ويضيف : ( بالنسبة لإسرائيل لم يعد ( السلام ) والاعتراف المتبادل هو المدخل إلى التطبيع وإلى صياغة العلاقات مع الجوار بل إن التطبيع هو الشرط المسبق كمدخل إلى أي سلام كان، والذي يراد اليوم وقبل كل شيء هو إنهاء المقاطعة العربية عامة وعلانية، لكسر حاجز نفسي وشعبي يقف في وجه الصهيونية والإمبريالية الجديدة ) .

ويبدو أن الدكتور جمال قد تنبه منذ تلك المرحلة إلى أهمية أن تتصدى الشعوب للتطبيع وأن تمسك إرادة المقاطعة بكل أشكالها، لأنها هي الأبقى والأنقى وهي الحصن الحصين كثقافة وكجماهير، وهي كذلك بما شاهده العالم كله أثناء العدوان الصهيوني الإرهابي على غزة .. لذلك فقد وقف الدكتور ليشدد على هذا المنحى بقوله : ( مضى وقت كانت فيع إرادة الأمة مفتتة ومغلولة،فقد نهضت حركة المقاطعة من المواقع الشعبية إلى أن فرضت نفسها كسياسة، واليوم وبعد التراجعات التي وقعت فيها الأنظمة القطرية والانخراط في لعبة ( السلام الأمريكي ) وتراجع سياسة المقاطعة وما أصابها من اختراقات تجاوزت الأنظمة ليتقدم الاختراق باتجاه المجتمعات عبر سياسة التطبيع، فإن مقاومة هذه السياسة والوقوف في وجهها أصبحت مرهونة بحركة المجتمعات العربية، والشعوب، ولكن معارضة التطبيع واعتراض سبيله،لابد لها لتكون مجدية، ولتصب على طريق موقف عربي نهضوي، لابد لها أن تأخذ بالضرورة أبعاداً أسمى بكثير من تلك التي قامت عليها المقاطعة الشعبية في الماضي، إنها مطالبة بمواجهة الضعف العربي كله، مواجهة تسلطية النظم وتابعيتها وسلبها للإرادة الوطنية الشعبية، وهي في مواجهة التأخر والفساد .. وإن كان الشعار الذي يتقدم في المواجهة، هو شعار المعارضة الشعبية لسياسة التطبيع، باعتبارها المقدمة لتطبيق المشروع الإمبريالي المتحقق في المنطقة، والمسمى بالنظام الشرق أوسطي الجديد .. ومعارضة سياسة التطبيع مع الكيان الصهيوني، ومقاومة الاختراق الثقافي والاقتصادي بل والاختراق لوطنية هذه المجتمعات العربية ولهويتها العربية والإسلامية ) .

· القضية الفلسطينية والعدوان على العراق :

يربط الدكتور جمال الأتاسي بين القضية الفلسطينية ووجود الكيان الصهيوني على أرض فلسطين، والعدوان المستمر على العراق بدءاً من المصيدة الكويتية التي انزلق فيها العراق مروراً بالحصار ومن ثم العدوان الأمريكي السافر واحتلال العراق وشل إرادته، ولجم صعوده التكنولوجي والعسكري الذي كان يشكل تهديداً لوجود إسرائيل بحد ذاتها .

وتأسيساً على ذلك يرى الدكتور ( أن الحرب الخليجية التي رتبتها الإدارة الأميركية من ألفها إلى يائها، واستدرجت القيادة العراقية إلى المصيدة الكويتية لتجد مدخلاً لشن تلك الحرب، ولتحقيق أغراضها القريبة والبعيدة من تلك الحرب، ومن ثم تدمير العراق وسلاح العراق، وثورة العراق، وما كانت تعدُ به من تقدم تكنولوجي، ولكي لا تبقي على أي تهديد جدي لإسرائيل ومطامعها، ولإخضاع أقطار الخليج العربية وملوك النفط ومنابع النفط لحمايتها المباشرة، ولإعطاء درس تأديبي لكل الشعوب وأنظمة الحكم في الجنوب، إذا ما تحركت لديها طموحات أو حاولت شق عصا الطاعة على السيادة الأمريكية، وقبل ذلك وبعده تفتيت النظام العربي ليبقى مكشوفاً وعاجزاً ومهدداً بالتفجيرات الداخلية والحروب الأهلية، وكل ذلك تم تدبيره في تنسيق كامل بين الولايات المتحدة الأمريكية وحليفها الإستراتيجي في المنطقة .. فحرب الخليج الثانية – يضيف الدكتور – كما رتبت معطياتها السياسة الأميركية، جرت وكأنها كانت المدخل الذي لابد منه لإخضاع العرب والمنطقة العربية، وباسم مسيرة السلام في المنطقة أرادت أن تكرس استسلام النظم العربية لتشق طريقها نحو إعادة ترتيب أوضاع المنطقة وجوارها الجغرافي، بحيث تفرض هيمنتها الكاملة عليها، لتجعل منها مرتكزاً لدعم هيمنتها في العالم وهذا ما تصب على طريقه المشاريع التي تتحرك باسم النظام الشرق أوسطي الجديد والسوق الأوسطية المشتركة، وهذا ما ترسم في إطاره خطوات التسوية والصفقات التي تعقد، أو الاتفاقات التي تطبق بين الأطراف المفاوضة وإسرائيل ) .

ولعل استشراف ورؤيا الدكتور جمال الأتاسي بخصوص ربط القضية الفلسطينية بالعدوان على العراق جعله يصر أيما إصرارِ على أهمية التنبه لذلك، وعدم الوقوف عاجزين أمامه.. بل كان يدعو إلى نقد حقيقي لمواقف العرب نظماً وقوى وطنية وعربية، وكذلك اتخاذ موقف واضح وفعلي ومملموس للحيلولة دون إنفاذ المخططات ( الإسرا أمريكية ) في المنطقة، وهو الذي وقف صارخاً بالعرب إبان العدوان الأمريكي الصهيوني على العراق وما أتى معه وبعده من مشاريع تسوية أمريكية ليقول : ( هل نكتفي بموقف الإدانة والرفض ونقعد جانباً ونقول إنها مرحلة ساقطة، فلتسقط ومن معها، وننتظر فرصاً أفضل للتصدي من جديد، أم نقف صامدين ممسكين بقضيتنا وثوابتنا الوطنية والقومية، ونستجمع قوانا ونستنهض شعوبنا ونقول : إذا كنا لم نستطع أن نعترض مسيرة التسوية، هذه التسوية، المفرطة والمجحفة، ولم نستطع أن نحول بين الممسكين بالقرار الرسمي العربي، وما انتهوا إليه من تقرير وقرار، فإن للشعوب خياراتها، وهي لا تلتزم باتفاقات لا تعبر عن إرادتها الحرة وعن مصالحها الحقيقية، وهي ستعترض سبيل التطبيق والتطبيع، ولن تترك للمشروع الشرق أوسطي الأمريكي الصهيوني للهيمنة سبيلاً لأن يمر ويتحكم بمنطقتنا العربية وبثرواتنا واقتصادنا وسياساتنا ومستقبلنا –و يتساءل الدكتور – أين المشروع العربي البديل، وأين مرتكزاته وقواه ومن أين وكيف نتجمع وننهض للمواجهة ) .

أسئلة برسم الأمة كل الأمة نظمها وشعوبها، أداتها الرسمية وقواها الشعبية .. ولا مناص من الإجابة عليها .. وتتصاعد أهمية الإجابة عليها الآن أكثر من أي وقت مضى .. وهي التي كانت قد طرحت بعد مسيرة التسوية التي جاءت على انقاض العدوان على العراق وشل قدراته وإنهاء دوره في المنطقة كتهديد للكيان الصهيوني، جاءت التسوية لتكون هدية ملغومة للعرب بعد وقفتهم مع الأمريكان ضد العراق .

· فلسطين واتفاق أوسلو :

في إحدى مقابلاته الصحفية استعرض الدكتور الموقف من التسوية على المسار الفلسطيني واتفاق أوسلو بل ومفاجأة هذا الاتفاق، بين إسرائيل والقيادة الفلسطينية في تلك الآونة، وتوقف بموقف مبدئي أمام منعرجات هذا الإتفاق وآليات التسوية مكسورة الجناح والبائسة . ليؤكد (أن ما جرى في حديقة البيت الأبيض بتاريخ 13/9/1993 من توقيع بعد الاعتراف المتبادل على وثيقة اتفاقية الحكم الذاتي أو ( غزة – أريحا أولاً ) فقد جرى التوقيع على الطاولة السوداء ذاتها التي سبق أن وقع عليها في أيلول عام 1978 السادات مع بيغن اتفاق ( كامب ديفيد ) والتي جيء بها من المتحف خصيصاً لهذه المناسبة، تأكيداً على أن الأمور تجري في المسار ذاته .. وكان علينا أن نتطلع بأعين صاحية لما جرى ويجري من حولنا وفي العالم، لنرى كيف كنا وأين صرنا، ولنراجع أفكارنا ومواقفنا على ضوء هذه المتغيرات التي جاءت لتزعزع الكثير من الثوابت والقناعات، ومن مواقع القوى والمرتكزات، بالنسبة لقضية عربية كبرى كانت على مدى نصف قرن المحور الأساسي لأفكارنا واهتماماتنا ونضالنا ولعلاقاتنا بالعالم والقوى العالمية .

نحن اليوم .. نقف أمام منعطف صعب، بعد انكسار هذه الحلقة الأساسية وهذا الخط الدفاعي الذي كان قد بقي صامداً في مواجهة الأمة مع أعدائها وفي مواجهة مشاريع الهيمنة الإمبريالية على وطننا العربي وعلى مواقعه الاستراتيجية وثرواته ونظمه .. إن خط المقاومة الفلسطينية ومنظمة التحرير بقيادتها العرفاتية الذي تراجع وارتد عن مواقع الثورة والالتزام القومي وسار على طريق النظم القطرية في المساومة والتسليم بما ترتضيه إسرائيل وما تدفع له الولايات المتحدة الأمريكية، فهذا الحدث الذي جاء شكل شرخاً جديداً في جدار الصمود العربي، وجد فيه الزعماء الغربيون حدثاً تاريخياً فذاًَ وسعيداً بالنسبة لهم، أعطوه من الأهمية أكثر مما يعطى لسقوط جدار برلين .. والرئيس الأمريكي كلينتون قال عنه ( إن هذا أكبر من توقيع اتفاق، هذه ثورة، كانت بالأمس حلماً وهي اليوم التزام )) .

ثم يؤكد الدكتور جمال بأن ( هذا الاتفاق أو الاختراق إذ هو اتفاق إسرائيلي – فلسطيني فإن إسرائيل ترمي صراحةً إلى حذف القضية الفلسطينية وسحبها من التداول والالتزام العربي ولتنزع من الصراع العربي الإسرائيلي موضوعه وقضيته المركزية وليصبح غير ذي موضوع .. ثم إن هذا التسليم الفلسطيني بعد تخلي الأنظمة العربية أصلاً منذ حرب الخليج الثانية وقبلها، لم يعطِ تبريراً أو يمهد الطريق لإنزلاقات واتفاقات أخرى، تصب في المسار ذاته وتفتح أقطار الطوق، بل والأقطار الأبعد، لاختراقات أخرى، ولتصبح الأقطار مرتعاً خصباً لامتداد النفوذ الصهيوني والمصالح الإسرائيلية في المنطقة كمرتكز في النظام الشرق أوسطي الذي تريد أن تثبت به الولايات المتحدة الأمريكية ركائز هيمنتها على المنطقة العربية وما حولها ولتعزز بذلك وسائل هيمنتها الإستراتيجية والاقتصادية العالمية في مواجهة الكتل العالمية الكبرى الأخرى .. تلك هي مرامي ( السلام الأمريكي ) بالنسبة لمنطقتنا العربية ولأمتنا الممزقة بل وهذا هو التطبيق الإسرائيلي لذلك السلام ماثل أمامنا في الاتفاقات الجارية أو التـي ستأتي، والتـي تقول بالانسحاب مـن ( أراضي احتلت ) مقابل السلام، فلا الانسحاب يعيد السيادة القومية على الأرض حقاً، وما السلام إلا تسليم بكل شروط إسرائيل ووراءها الاشتراطات الأمريكية ) .


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى