السبت ٤ نيسان (أبريل) ٢٠٠٩
بقلم سليمان نزال

أنا وعادل والنملة!

قرأتُ القصةَ..وأنا معجبٌ بالشجنِ المقدسِ يحبسُ أنفاسَ السرد الذهبي، فتلتمع على حُسن وبهاء جمراتُ القصد، فتنشطر الذات إلى حديقتين للبوح، واحدة من صبار عنيد، وتدعيات شائكة، أما الثانية، فقد صنعت من كف المودة واحة (نزالية) فائقة التوق إلى ريجها الحروفي، فاختصر البوح على قلب مُحب، تشطره نبرة الرضاء وتسرع من نبضاته رائحةُ الأمل. وتعيده للحياة قصتك الجميلة، دافئة وغنية المضمون، إنسانية العمق، كما عبر بصدق عنها،صديقنا المبدع الناقد الدكتور صلاح السروي، حفظه الله ورعاه وجمعنا به على خير الكلمات وأعمق النقاشات، وأروع المجالس، وأصلب المواقف، ومعنا هناك، الصديق الحميم الصحفي القدير، العزيز أشرف شهاب، ونذكر قامة الرائع جورج قندلفت البهية، وطلاقة الصحافية العزيزة ندى مهري في بعث الأمل بين نخلتين. والحضور الدافىء العالي والمفيد الثري للدكتورين أحمد زياد محبك وفاروق مواسي الغالي، وشجرة السنديان الواثقة الأستاذة فريدة النقاش والراحل الكبير العظيم الشهير محمود أمين العالم والشاعر الكبير حلمي سالم... وتلك أشواقي للحشد كله.

وتلك استطرادات البعيد داخلي تتجول على حياء، وهذه المسافة تسير بين خطين، لتبلغ، عربي صلب العود، جميل المحيا، درجة التماهي في حلم مشترك، عربي، صلب العود، جميل، المحيا، مهيب الطلعة، ولكني أبصر ممالك النمل والردم والهدم، فتستهيوني ذائقة صعبة على ذكر الجلاد وأهواله ومظالمه، فيغيب الزمن في لغة، كل الساعات ترتدي ذات الثوب، من الجهات كلها، لذا تتنفس العبارات من رئة حروفها، وتتفصد معانيها غربة ووجعا وتتهيأ في أبعاد يتصوف يها الصمت فلا يبلغ منتهى التصريح،، وفيروقُ للقلبِ الكبيرِ أن يسخرَ من السجان ويحشره في زنزانة ساخرة، مدة قرن كامل، ومعه كل بيوت النمل..فلا يُفرج عنه، حتى نصلَ سواحل النهوض والعزة والتمكين وتكون صلاة بطلك صوب الكعبة، مقبولة من العلي الرحيم، وإن كانت صلاة الشريد الحزين المعذور صالحة في كل اتجاه.. وما كنا بساخرين لولا أن بعض الجر اح عميقة والنمل كثير وقد غدونا رهائنه، فتراه يسطوعلى خبزنا، ويستولى على ورودنا وشموعنا ويظهر لنا على كل هيئة، من الرقشاء حتى الفيل.. والصقور راحلة والرثاء بخيل والموازين دائخة والأدوار غرائبية على مساحة الضمور والقصور.

أعطني بعض فسائل الوقت، أخي المبدع أبوعمر، كي أغرسَ شيئا من تبرير البعاد عن قلم حزين وفكرة تتقاذف شررا، حين يموج الصمت بحيرات الروح وقد عرفناها هائجة بما حملت، لتهرب من المقاصد المباشرة إلى ما هو أسمى على شط الصداقة وأكثر حيوية و قوة ابلاغ وتأثير.

ولكنها النملة ذاتها، في دأبها العجيب، في نظامها العنيد وتسلطها على البشر، في قدرتها على تسلية أيامنا،،ونحن على سخاء واقتدار، وفي تلونها الزاهي اللئيم، المتقلب، حين تناطح بحر الخيلاء، لتثبت تفوقها الكسول المحدود على رغبة لنا صامدة وصاعدة، راسخة، وإن تقلبت أحوالُ العبادِ فيها في عباءة فرار وتسفيه.

ما أجمل الوصف الذي جئتَ به، في قصتك الدالة، ولي هذا السؤال من منبع جهلي بمكيدة السجان، بدخول الليل على النهار وساعة تنهار الثواني، فتسقط في وديان الـتأمل، فنروح نحصي عدد النجوم على رقعة التجلد القادر، وإن قال فينا الحزن ُما شاءَ من مفرداتٍ كابيةٍ ساهمة فيما خلقَ الله وأبدع َ،تبارك وتعالى، من شؤون ومصائر، حين تتجه القلوبُ لربها مطالبة بتسوية وأوضاع الفكرة الآتيه على جمال وحب ولقاء أكيد، يا عادل سالم، يا صديقي المليح.
أنا يا أبا عمر، نملتي هي السجان، فسبحان الله الذي ساعدني على أن أجد لي مع كل عثرةٍ، حفرة أتوارى فيها عن الكتابة وخبزها اليابس! فلا أرى من الناس سوى محبتي للناس ونفوري من مجالسة آخرين في نواياهم، لوتبدلوا تبديلا غير مريح!

كيف تراني أستقبل بطل قصتك في الأحضان وألقاه بوردة من ديواننا العربي في مواقيت الفرج، وزوال الكرب عن صدري ومن أحب. قد رأيتني عليلا في لغتي وفي جسدي الوحيد..فصارت الأعضاء، تشتكي مني لقرب انصرافي عنها إلى ما هوأهم وأبقى، لكنه(التنميل) يا أخي عادل، فكيف نحك أغصان الذكريات بعضها إلى بعض، فتتوالد سحابا وحكايات وإشارات إلى لقاءات واعدة، تحت أنوار شمس المسابقات الحميمة؟

رعاك الله يا صديقي، أيها الزميل الأعز، عادل سالم، ولنا تحت أجنحة الآتي، ما يسرنا وما يبعد عن ضلوعنا وحياتنا، أسباب الأسى والغيظ والتواطؤ وغيلان الخذلان.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى