الثلاثاء ١٤ نيسان (أبريل) ٢٠٠٩
خاطرة

استعلاء

بقلم: الدكتور اسامة قمبر

يحكى لى صديقى انه تعرف الى صاحب له جميل الطلعة فرق له طبعه واخذه الشغف به اعجابا واكبارا ثم انه والاه واكرمه وظل صديقى على عهده معه فلقد عرفته دهرا صدوقا ثم ان صديقى هذا كان على حال من السعة والبسطة فى العيش لم يظن الا انها عارض لا يتقلب مع تقلبها انسان فما لبث ان غادره عزه او كاد فما لبث ان عرف بعد فترة كيف ان صاحبه دلك محتال صاحبه لماله وانصرف عنه حينما غادره دهره وغدر به

سمعت قصته وانقسمت على نفسى بين سماوية اتخيلها للانسان وحيوانية انحطت بمحدثه رغم ظاهره الجميل

تمنيت لو تبدلت امكنة القلوب فاعتلت الوجوه ادا لاصبح للناس مقياسا اسهل نعرف به معادنهم

وادا لتبدل حبنا للوجوه الجميلة ولعا بالقلوب السليمة

ولكنها النفس تخدع بالزهو وتركن للجمال

نعم قد ينعكس القلب على الوجه فتراهما جميلين وحبذا الجمال لو اجتمع فيه الباطن والظاهر

وقد ينعكس القبح فترى اسود القلب شيطان الوجه ولكن هل نستطيع ان نعمم فنرى الوجه لنحكم على قلب صاحبه؟

شىء اخر فقد نرى من خلال الوجه صاحبه فثم وجه طاهر رقراق ليس بجميل ولكنه برىء عذب يعكس رهف ورفعة نفس صاحبه هذه عطية اخرى نعرف بها البشر

ولكن سرا جعل القلوب خفية

كم هى كثيرة تلك الانفس التى خدعت بجميل الوجوه فوالله ان هى الا هنيهة حتى ذاقت وبال المظاهر خسرا وتجرعت بجهلها كاس الندامة والحسرة لانها لم ترتق الى جمال النفوس الذى هو اقوم وادوم.

وكم من وجه جميل يقطر حيوية وبهاء لا يفرز بهما الا حبائل صيادة تكتنف السدج الى مراجل جحيم قلبه

من لنا بذلك الوجه الذى ربما يكون غير جميل ولكنه على اى احواله ركب قلبا كالذهب لا يتقلب مع الايام ولا يحب ولا يعرف الا الخير

الخير الذى ينفع فى الدنيا والاخرة

قصدت ذلك الاستعلاء الى الخير الدى اراده الله للناس حينما اراد ان يجعلهم خلفاء فى الارض واعزهم بعهده وكرمهم بفضله فارتفع به من عرفه وهوى به من نكره فلم ينل شرفه

بقلم: الدكتور اسامة قمبر

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى