الجمعة ١٧ نيسان (أبريل) ٢٠٠٩
للكاتب الأسباني لكرسيا لوركا
بقلم فؤاد اليزيد السني

دوارة الريح

دَوّارَةُ هَواء

ريحُ الجَنوب!

كَم أَنْتِ مُتَوَحّشَة ومُحْرِقَة،

حينَ تَنْفُثينَ على جِلدي،

بَذارَ لَمَعانِ النّظَر،

وشذى أَشجار البُرْتقال.

إِنّكِ تُخْجِلينَ القَمَر،

وتُبْكيها أَشجارَ الحَوْر الحَزينَة،

غَيرَ أَنّكِ، تَأْتينَ بَعد فَواتِ الأَوان،

بَعدما أكون قد لَفَفْتُ لَيلَ رِوايتي،

على رُفِّ السَّهَر!

وبِدونِ أَدْنى مَشَقّة،

بإِمِكانِكِ أَن تُصَدِّقيني،

دُرْ يا قَلبي،

دُرْ يا قَلبي.

ريحُ الشّمال

دُبٌّ أٌبْيَض!

إِنّكِ تَنْفُخينَ على جِلدي،

المُقْشَعّر بالشَّفَقِ القُطْبي،

وبِتَبَعَتَكِ مِن الأَشْباحِ الرُّبّانِيَة،

الضّاحِكَة مِلْئَ فيها،

مِن (دانْتي)،

أَيُّهذا المُشَذّبِ لِلنُّجوم.

ولَكِنّكِ تَأْتينَ بَعدَ فَواتِ الأَوان،

فالدّولاب قَد تَسَوّس،

وأنا قد أَضَعْتُ المِفْتاح.

وبِدونِ أَدنى مَشَقّة

بإِمْكانِكِ أَن تُصَدّقيني،

دُرْ يا قَلبي،

دُرْ يا قَلبي.

هَواءٌ بَحْرِيّ، عَفاريت وزَوابِع،

قادِمَة مِن اللاّ مَكان،

حَشَراتُ الوُرود،

تُوَيْجات هَرَمِيّة.

ورِياحٌ تَكْبُرُ مُخْضَرّة،

بَيْنَ الأَشْجارِ القاسِيَة،

ناياتٌ في العَواصِف.

أُتْرُكوني!

سَلاسِلٌ ثَقيلَة،

تَسيرُ وَراءَ ذِكْرَياتي،

والطّائِرُ السَّجين،

الذي كان يَرْسُمُ المَساء،

بِزَقْزَقاتِه.

فالأَشْياءُ التي تَمْضي لا تَعود،

كُلُّنا نَعْرِفُ هذا.

وفي وُضوحِ جُمْهورِ الرِّياح،

فلا جدوى من التَّشَكّي،

أَلَيْسَ كَذلِك أَيُّها الحَوْر،

السَّيِّد النّعيم لِلنّسيم؟

لا جَدوى مِن التّشَكّي!

وبِدونِ أَدْنى مَشَقَّة،

بإِمْكانِكِ أَن تُصَدّقيني،

دُرْ يا قَلبي،

دُرْ يا قَلبي.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى