الاثنين ٢٠ نيسان (أبريل) ٢٠٠٩
بقلم فؤاد اليزيد السني

المَرْأَةُ الزّانِيَة

قصيدة للشاعر الإسباني فدريكوكرسيا لوركا

أَخَذْتُها بِقُرْبِ الوادي،

وأَنا أَحْسَبُها بِلا زَوْج،

بَيْنَما كانَتْ زانِيَة.

وكان ذَلِك لَيْلَة "القدّيس جاك"،

عَبْرَ مَواعيدَ واتِّفاق مُبَيَّت،

حين اِنْطَفأَت المَصابيح،

وأوقِدَ الصُّياح.. الصُّياح.

في آخِرِ رُكْنٍ لِغُرْفَة الفَضيحَة،

كُنْتُ أَلْمَسُ نَهْدَيْها النّائِمَيْن،

حينَ اِنْفَتَح لي صَدْرُها،

مِثْلَ بَراعيمَ ياقوتِيّة.

وفي أُذُني عِطْر نَشاء،

مِنْ شَذى جُبّتِها النَّشَئِيّة،

يُصَرْصِرُ مِثْلَ حَرير مُمَزّق،

بِعَشَرَةِ خَناجِرَ مُتَواطِئَة.

وذُرى الأَشْجار بِلا ضِياء،

تَكْبُرُ على جَوانِب الطُّرُقات،

وأُفُقٌ هائِلٌ مِن الكِلاب،

تَنْبَحُ بَعيدَةً مِن النّهْر.

حينَ تَجاوَزْنا العُلّيق،

والأشْواك والجَوْلَق،

نَفَذَت مِن تَحْتِها،

عَقيصَةُ جَديلَتِها،

وأَحْدَثَت ثَقبا في طَمْيِها.

وحينَ نَزَعَتْ مِنّي رَبْطَتي،

وخَلَعَتْ عَنها جُبّتَها،

نَزَعْتُ بِدَوْري حِزامي،

فَوَقَعَت أَرْبَع صِداراتٍ دُفْعَةً واحِدَة.

فلا الحَلَزون ولا النّارْدين،

لهُما بَشَرة أَشَدّ نُعومَة.

ولا تَحْتَ القَمَر كان لِلْبِلّوْر،

شُعاعٌ أَكْثَرَ لَأْلَأَةً وبَهاء.

وكانَت فَخِذاها تَفِرُّ مِن تَحتي،

مِثْلَ سَلْمون مَذْعور،

نِصْفٌ كُلّه اشْتِعالا،

والنِّصْفُ الآخَرُ مَمْلوء بالبُرودَة.

ولَقَد رَأْيَتني هذه اللّيْلَة أَصول،

في أَجْمَل جَولاتي الفارِسِيّة،

على مُهْرَة صَدَفِيّة،

بدون لِجامٍ وبِدونِ رِكاب.

أَنا رَجُلٌ ولَسْتُ قادرا أَن أُكَرّر،

العِبارات التي كانَت تَهْمِسُها لي،

فاسْتَلْهَمَني الفَهْمُ الواضِح،

بأَن أَتَظاهَر أَكْثَر حَذرا.

وَسِخٌ بِالقُبُلاتِ وبِالرِّمال،

أَخْرَجْتُها مِن شَطّ الماء،

والسَّوْسَنُ تَتَأَرْجَح سُيوفه،

ضِدّ نَسيم اللّيْلِ وشَذاه.

وكَيْما أَتَصَرّفُ بِمِلْءِ يَميني،

مِثْلَما يَتَصَرّف غَجَرِيٌّ أَمين،

مَنَحْتُها وأَنا أُغادِرُها،

سَلّة كَبيرة مِن الخِياطَة.

وبِدونِ إِرادَة لِلتّعَلُّقِ بِها،

لِأَنّها كانَت كذَلِكَ زانِيَة،

وتَدّعي بِأَنّها بِدونِ زَوْج،

حين كُنّا في اِتّجاهِ الوادي.

قصيدة للشاعر الإسباني فدريكوكرسيا لوركا

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى