السبت ١٦ أيار (مايو) ٢٠٠٩
النظرات الأخيرة
بقلم: غمكين مراد
أتونٌ وحي المكان وهو في نعشه ينتظر نظرتي الأخيرةسرابٌ هي السنين:رويدا رويداً تخبو في الخفاءالنظرات وحدها كالعادة تلم بقايا الرذاذ من الأيام قبل الرحيلترسم لوحة الإياب دون روحوحدها تلتقط من الصورة آلامها دون غيرهاالنظرات الأخيرة في وحي المكان تحترق واقفة على نعشينداء وحيد يأبى الرحيلنداء وحيد لا يأبه لجنازة المكانيغني صراخ الخلود هو نداء أعماقي الملتهبة برماد المكانتتال عبثي يسرق من المكان هواجسييربط بخيوط من الضباب أجنحتيفأبقى سجين الحسرات النازلة بخيالياصرخ صامتا:تيهي أيتها الأيام لحظاتكتيهي أيتها النسمات هواءكوأنت أيتها الضحكات صوتكتيهي أيتها الكلمات روحكوأنت أيتها الخطوات مسافاتكوابقِ ِ يا حب ألامكصراخ خجول من الأعماق في سباتها القريبأنوثة تلف التيه وذكورة البقاء ملحق بالحبيا ترى أيهما أجمل:أنوثة التيه أم ذكورة الحب؟أعود أدراج السكون وقد خمد الصراخفأغلق الأعماق متاريس الحنينوأحدق بنظراتي على المكان وهو ينتظر الترابتاركا روحه يعبث بتفاصيل النظراتنظرات أخيرة يأخذها المكان في طريق الرحيللتفرش طريقا جديدا لمهد جديدنظرات أخيرة تتصفح ذكرياتها بصمت:الحب.... الألم.... الأمل.... الجسد...الروح.... الرحيلنظرات أخيرة:تتبادل بكمال الكلمات بين دفتي كتاب على سرير من ذاكرتي الساهرة أبدا
بقلم: غمكين مراد