الجمعة ٢٩ أيار (مايو) ٢٠٠٩
بقلم أحمد مظهر سعدو

بعيداً عن السياسة

ليس نهاية الكون، ولا بعيداً عن اللون، وبالتأكيد في تناقض وتضاد مع الماهية والأنوية الذاتية، المتساوقة مع شراكة مجتمعية ضمن نسق أنثروبولوجي للحيوات المتوضعة على ناصية العمر، ورصيف الدهر، المندمج في ملكوت الكينونة التي يتمخض عنها وعلى الدوام.. مسار للزمن وتعلق بزمن آخر كان على طول المدى مداد للفكر لا ينضب، وتماهي مع طموحات وأنات وآهات جموع البشر، وحتى الشجر والحجر.

في هذه الدنيا.. وبين ظهراني تلافيف مساءاتها، وصباحاتها وعلى حافة الغسق، ولحظة انبثاق الشفق، تصعد من جوانية تكومات وتجمعات متناثرة، لتعيد بناء نفسها، وتلاطم بها وعبرها أمواج الغسق المتلاحق المتواصل، والذي تعجز البصيرة والأبصار عن كبح جماحه وجموحه، ولأن أبي حامد الغزالي تناقض مع تنوير ابن رشد، فرد الثاني للأول الصاع صاعين.. من تهافت الفلاسفة، إلى تهافت التهافت.. فكان لابد لفلسفة العشق اللامتناهية، اللامتناقضة، المنسحبة طويلاً مديداً رغم الدهر ورغم العمر، ومواجهة كل مانعات الانبثاق، وفي عملية مناكفة وصراع مع كل منغصات الأنا الأعلى في ملكوت العشق الأبدي.. فجدار العشق يأبى التفتت والانصهار، وعذوبة الحب اللاهوتي تتمنع على كل مختار، فهو مدرار.. لا انقطاع فيه ولا انبهار..

في بيت الحكمة، وفنونها وجنونها، تتبدى آلية لملكات من حيوات أخرى، وعيون آسرة، عامرة، بالحب الطوفاني، وامتداد البحر والمحيط، وذاك الأفق الرحيب الذي لانهاية له ولا بقاء كخطين في الهوى مهما امتدا لايلتقيان.. وفي لحظة اللقاء الأبدي ينصهر فولاذ العشق، وتومض شهب فلسفة الكندي وإخوان الصفا وتتوقد أشعار قيس وليلى، وعنترة وعبلة، وروميو وجولييت، وتتجلى تموجات درب التبانة والثريا، وتغرورق الذات في ماهية العشق للمرأة والوطن.. للأم والأبناء.. ولكل لحظة جمال تساوق معها، وتناغم في بحورها الشعرية، واحد من هذا الكون، أبى إلا أن يطاول الفضاء بحبه، ورائحة بخوره المنبعثة من أرض جوانية الصفاء اللطيف البديع في زمان قلت فيه السمات البديعية، وتبخرت فيه انبعاثات الروح المحلقة إلى أعلى.. فكان ما كان !!؟


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى